الاثنين، ٢ نيسان ٢٠٠٧

قوة غباء الإيمان- الكاتب: ابو العلاء المعري

قوة غباء الإيمان

لزملاء الأعزاء
أقتبس جزء بسيط من كتاب الكامل في التاريخ لأبن الأثير و بعد هذا لي تعليق بسيط

الإقتباس:-
الكامل في التاريخ
عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري
بابن الأثير
من حوادث سنة 322 هجرية ( سنة ثلاثمائة و أثنان و عشرون هجرية )
ذكر قتل الشَّلمغانيّ وحكاية مذهبه
و في هذه السنة قُتل أبو جعفر محمّد بن عليّ الشَّلمغانيُّ المعروف بابن أبي القراقر وشلْمَغانُ التي يُنسب إليها قرية بنواحي واسط‏.‏

وسبب ذلك أنّه قد أحدث مذهبًا غاليًا في التشيع والتناسخ وحلول الإلهيّة فيه وإلى غير ذلك ممّا يحكيه وأظهر ذلك من فعله أبو القاسم الحسين ابن رَوْح الذي تسمّيه الإمامية الباب متداول وزارة حامد بن العبّاس ثم اتّصل أبو جعفر الشلمغانيُّ بالمحسن بن أبي الحسن بن الفرات في وزارة حامد بن العبّاس ثم اتّصل أبو جعفر الشلمغانيُّ بالمحسن بن أبي الحسن بن الفرات في وزارة أبيه الثالثة ثم إنّه طُلب في زارة الخاقانيّ فاستتر وهرب إلى الموصل فبقي سنين عند ناصر الدولة الحسن بن عبدالله بن حَمدان في حياة أبيه عبدالله بن حَمدان ثم انحدر إلى بغداد واستتر وظهر عنه ببغداد أنّه يدّعي لنفسه الربوبيّة وقيل أنّه اتّبعه على ذلك الحسين بن القاسم بن عبدالله بن سليمان بن وهب الذي وزر للمقتدر بالله وأبو جعفر وأبو عليّ ابنا بِسطام وإبراهيم ابن محمّد بن أبي عون وابن شبيب الزيّات وأحمد بن محمّد بن عبدوس كانوا يعتقدون ذلك فيه وظهر ذلك عنهم وطُلبوا أيّام وزارة ابن مقلة للمقتدر بالله لم يوجدوا‏.‏

فلمّا كان في شوّال سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ظهر الشلمغانيُّ فقبض عليه الوزير ابن مقلة وسجنه وكبس داره فوجد فيها رقاعًا وكتبًا مّمن يدّعي عليه أنّه على مذهبه يخاطبونه بما لا يخاطب به البشر بعضهم بعضًا وفيها خطّ الحسين بن القاسم فعُرضت الخطوط فعرفها الناس وعُرضت على الشلمغانيّ فأقرّ أنّها خطوطهم وأنكر مذهبه وأظهر الإسلام وتبرّأ ممّا يقال فيه وأُخذ ابن أبي عون وابن عبدوس معه وأُحضروا معه عند الخليفة وأُمرا بصفعه فامتنعا فلمّا أُكرها مدّ ابن عبدوس يده وصفعه وأمّا ابن أبي عون فأنّه مدّ يده إلى لحيته ورأسه فارتعدت يده فقبّل لحية الشلمغانيّ ورأسه ثم قال‏:‏ ألهي وسيدي ورازقي فقال له الراضي‏:‏ قد زعمتَ أنّك لا تدّعي الإلهيّة فما هذا فقال‏:‏ وما عليّ من قول ابن أبي عون والله يعلم أنّني ما قُلتُ له أنّني إله قط‏!‏ فقال ابن عبدوس‏:‏ إنّه لم يدّع الإلهيّة وإنّما ادّعى أنّه الباب إلى الإمام المنتظر مكان ابن رَوْح وكنتُ أظنّ أنّه يقول ذلك تقيّةٍ ثم أُحضروا عدّة مرّات ومعهم الفقهاء والقضاة والكتّاب والقوّاد وفي آخر الأيّام أفتى الفقهاء بإباحة دمه فصُلب ابن الشلمغانيّ وابن أبي عون في ذي القعدة فأُحرقا بالنار‏.‏

إنتهى الإقتباس.

التعليق:- تذكرت عبارة من أحد الزملاء يستخدمها دائماً في رسائله وهي :- تكون أول دين عندما تقابل أول نصاب مع أول غبي.
ملخص القصة المذكورة عاليه " أن الشلمغاني إدعى الألوهية و صدقه ابن عبدوس و ابن أبي عون.
قبض الوزير ابن مقلة عليهم و أثناء التحقيق معهم تبرأ من إدعى الألوهية (الشلمغاني) من مذهبه و أظهر الإسلام.
طلب الخليفة من ابن عبدوس و ابن أبي العون بصفع الشلمغاني فمد ابن عبدوس يده وصفع الشلمغاني.
و لكن ابن أبي العون رفض أن يصفع إلهه، بل أرتعدت يده و قبل لحية و رأس الشلمغاني و قال له "ألهي وسيدي ورازقي"
وكانت النتيجة أن صلبا و أحرقا بالنار.
يا لك من غبي يا ابن أبي العون ، إلهك تبرأ من أفكاره ، و أنت مازلت تعتقد إنه إلهك.

فعلاً تتكون الأديان عندما يتقابل نصاب مع غبي.

منطق بعض تبريرات نبي الاسلام - الكاتب: اثير عراقي

منطق بعض تبريرات نبي الاسلام

تحية الى المشرفين الكرام
تحية الى الزملاء الأعزاء

نجد في القرآن حججا كثيرة غير مقنعة اعتمد عليها نبي الاسلام لتبرير امور عديدة احاول في هذه العجالة تسليط الضوء على أهمها.

كان المشركون قد طلبوا من نبي الاسلام ان يأتي بآية كأن يفجر لهم من الارض ينبوعا او تكون له جنة او يرقى في السماء وينزل كتابا يقرؤونه فلم يستطع ان يفعل شيئا من ذلك، حيث ذكر القرآن طلبهم ذلك في الآيات 90-93 من سورة الاسراء:
وقالوا لن نؤمن لك حتى تَفْجُر لنا من الأرض ينبوعاً، أو تكونَ لك جنة من نخيل وعنب فتفجّر الأنهار خلالها تفجيراً، أو تسقط السماء كما زعمت علينا كِسَفاً أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً، أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتاباً نقرؤه،قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولاً.
لنناقش منطقية جواب نبي الاسلام!
قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا.
هل ان البشرية مانع من تفجير ينبوع؟
هل ان البشرية مانع من ملك جنة؟ الم يملك قارون جنة؟؟ فما المانع ان تكون لنبي جنة من نخيل وعنب ويفجر الأنهار خلالها كدليل من الله على صدق نبوته من أجل أن يتأكد الناس من صدق النبي وانه مرسل حقا من الله؟
هل ان البشرية مانع من الرقي في السماء وإنزال كتاب من السماء؟
الم يقل محمد انه اُسريَ به الى السماء في رحلة الاسراء والمعراج؟
لماذا لم تمنعه بشريته من ذلك رغم انه فعل اكثر مما طلبه الكفار بكثير حيث انهم طلبوا الرقي في السماء والاتيان بكتاب ورحلة الاسراء والمعراج كما هو معلوم اعظم من ذلك بكثير حسب وصف محمد لها فلماذا لا يجوز ان يعرج في السماء ويأتي بكتاب أمام مرأى المشركين؟
هل يجوز ان يحيي عيسى الموتى على ما ذكر القرآن نفسه وتسخر الريح لسليمان تجري بأمره رخاء حيث اصاب مع كون كل منهم بشرا رسولا، فلماذا عندما يصل الامر الى محمد تصير البشرية مانعا لما هو ابسط من ذلك بكثير؟
قد يجيب بعض الاخوة بأن الله يأتي بالمعجزات حين يريد وليس من حق احد ان يطلب من الله شيئا على سبيل التجربة، فأقول ألم يطلب الحواريون من عيسى ان ينزل عليهم مائدة من السماء تكون لهم عيدا لاولهم وآخرهم وقالوا (هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء؟؟) وهذا تشكيك بقدرة الله! وقََبِلَ وأنزلها على حسب ما ارادوا، حيث قال القرآن (فاني منزلها عليكم) فانزلها على حسب طلبهم فلماذا لا يجوز هذا لمحمد وهو خاتم المرسلين وأشرفهم؟
والمشركون كان ايمانهم بالله اكبر فلم يسألوا عن قدرة الله بل ارادوا مجرد دليل على ان الله ارسله فطلبوا منه ذلك غير مشككين بقدرة الله بل بصدق نبوته للتأكد منها.

لقد كان المشركون واثقين من عدم صدق النبي في دعواه وذلك لعدم إتيانه بأي آية من الآيات التي طلبوها أو من غيرها ولذا تحدى أبو الحكم عمرو بن هشام (وفي رواية اخرى النضر بن الحارث) النبي كما ذكر القرآن في الآية 32 من سورة الأنفال "وإذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم" لانهم استفرغوا كل ما امكنهم من طلب الآيات واعطوا خيارات عديدة لا خيارا واحدا كما فعل الحواريون ومع هذا لم يستطع محمد الاتيان بذلك فقالوا تلك الجملة ليثبتوا له انهم محقون بأنه ليس مرسلا من الله فجاء جوابه كالاتي:
وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ..الآية 33 الأنفال
إن كان المانع من نزول العذاب هو وجود النبي بينهم لئلا يصيبه أذى ماديٌ أو معنويٌ، فمن حقي أن نسأل، ألم يكن الله قادرا على ان يتجنب ايذاء محمد والمؤمنين به فيرسل عذابا موجها الى الذين لم يؤمنوا بنبوة محمد فقط ويصرفه عن من يشاء من المؤمنين بنبيه؟
هل يمكن ان يكون هذا كلام اله قادر على كل شيء؟
يجيب بعض الاخوة المسلمون وتجيب بعض التفاسير عن هذا بأن سنة الله تقتضي أن لا يعذِبَ قوما الا أن يَخرج النبي والمؤمنون من بينهم اكراما للنبي وأتباعه أو كما يعبر ابن كثير عن ذلك في تفسيره بقوله(لِبَرَكَةِ مَقَام الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْن أَظْهُرهمْ)، فأقول ان المشركين بقولهم هذا تحدوا النبي وكانوا في تلك الفترة يضطهدون أتباعه المؤمنين به حتى أخرجوهم من ديارهم وأموالهم فكيف يكون تكريم الله لنبيه متمثلا بمنع نزول العذاب بمن يتحدونه ويكذبونه ويضطهدون أتباعه ويخرجونهم من ديارهم وأموالهم؟

تبريرات كثيرة في القرآن لا أراها تحمل من المنطق شيئا، كالادعاء بأن الله لا ينتقم من أعداء الاسلام ليبلوَ المسلمين(يختبر إيمانهم) نحو قوله(ولو شاء الله لانتقم منهم ولكن ليبلوَ بعضكم ببعض) محمد:4، أو الآيات التي تلقي اللوم على المسلمين أنفسِهِم وعلى ذنوبهم حين يصابون بمكروه كقوله في الآية 30 من سورة الشورى (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)، وكذلك تبرير محمد خسارة المسلمين في معركة اُحُد بإلقاء اللوم على أتباعه أنفسهم وعلى طريقة "الهجوم أفضل وسيلة للدفاع" فحينما سأله أتباعه عن سبب خسارتهم معركة اُحُد قال قرآنا(أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم)آل عمران:165 أي بسبب معاصيكم وادعى أن معصيتهم بأخذ الفداء يوم بدر كما يذكر ابن كثير في تفسيره.
كذلك ادعائه أن الحكمة من خسارة معركة اُحُد هي ليعلم الله المؤمنين ويميزهم من المنافقين رغم تقرير نبي الاسلام المسبق بأن الله يعلم كل شيء منذ بدء الخليقة وأنه كتب ما كان وما سيكون في لوح محفوظ، ونجد ذلك في قوله{وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا}آل عمران:166، وقوله(لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) الأنفال:37
وهكذا نجد أن الله الذي كتب في اللوح المحفوظ ما كان وما سيكون يترك نصرة أتباع نبيه ليعلم الله المؤمنين وليعلم الذين نافقوا، وليميز الخبيث من الطيب دون أن تكون هنالك وسيلة اخرى لمعرفة ذلك.
ولا أدري لماذا يكون انتصار المسلمين في غزوة بدر من عند الله بينما لا يكون انتصار المشركين في معركة اُحُد من عند آلهة المشركين بل اختبار من إله الاسلام نفسه الذي يكون هو المتحكم دائما في الأمر حتى عندما يخسر أتباع نبيه المعركة التي خاضها ضد المشركين.

أمر آخر...عندما سئل نبي الاسلام عن أصحاب الكهف والروح وذي القرنين لم يكن قد علمه من جملة ما علم من أهل الكتاب فقال لسائليه(سَأُخْبِرُكُمْ عَنْهَا غَدًا) ثم لم يستطع ان يوفي بوعده خلال يوم واحد ويعلم شيئا عن ما سئل عنه فبرر ذلك بعدم رضا الله عن قوله ذلك، وأن الوحي انقطع عنه لأنه لم يستثن، يذكر تفسير الطبري في تفسير الآية (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا):
اقتباس
وهَذَا تَأْدِيب مِنْ اللَّه عَزَّ ذِكْره لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيْهِ أَنْ لَا يَجْزِم عَلَى مَا يَحْدُث مِنْ الْأُمُور أَنَّهُ كَائِن لَا مَحَالَة , إِلَّا أَنْ يَصِلهُ بِمَشِيئَةِ اللَّه , لِأَنَّهُ لَا يَكُون شَيْء إِلَّا بِمَشِيئَةِ اللَّه . وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ ذَلِكَ فِيمَا بَلَغَنَا مِنْ أَجْل أَنَّهُ وَعَدَ سَائِلِيهِ عَنْ الْمَسَائِل الثَّلَاث اللَّوَاتِي قَدْ ذَكَرْنَاهَا فِيمَا مَضَى , اللَّوَاتِي إِحْدَاهُنَّ الْمَسْأَلَة عَنْ أَمْر الْفِتْيَة مِنْ أَصْحَاب الْكَهْف أَنْ يُجِيبهُمْ عَنْهُنَّ غَد يَوْمهمْ , وَلَمْ يَسْتَثْنِ , فَاحْتَبَسَ الْوَحْي عَنْهُ فِيمَا قِيلَ مِنْ أَجْل ذَلِكَ خَمْس عَشْرَة , حَتَّى حَزَنَهُ إِبْطَاؤُهُ , ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّه عَلَيْهِ الْجَوَاب عَنْهُنَّ , وَعَرَفَ نَبِيّه سَبَب اِحْتِبَاس الْوَحْي عَنْهُ , وَعَلَّمَهُ مَا الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَعْمِل فِي عِدَاته وَخَبَره عَمَّا يَحْدُث مِنْ الْأُمُور الَّتِي لَمْ يَأْتِهِ مِنْ اللَّه بِهَا تَنْزِيل , فَقَالَ : { وَلَا تَقُولَن } يَا مُحَمَّد { لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِل ذَلِكَ غَدًا } كَمَا قُلْت لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ سَأَلُوك عَنْ أَمْر أَصْحَاب الْكَهْف , وَالْمَسَائِل الَّتِي سَأَلُوك عَنْهَا , سَأُخْبِرُكُمْ عَنْهَا غَدًا
ومن حقنا هنا أن نتسائل، كيف يرسل الله رسولا للناس ليلزمهم الحجة ثم لا يعلمه بمعلومة تم سؤاله عنها ويتركه بدونها؟
هل يصلح هذا عقابا للرسول أم هو في الحقيقة عقاب لسائليه بل للناس أجمعين الى يومنا هذا؟ اذ ان مثل هذا سيشكك الناس في الدين ان لم يخرجهم منه، اذ قد اتضح للكل عدم صدقه بسبب عدم معرفته الجواب، وذلك لأن امكان التحقق من عدم قبول الله إعلام نبيه بجواب ما سئل عنه متعذر على الناس وخارج عن قدرتهم واستطاعتهم، فقام هذا مقام تكذيب الله للنبي.
ثم لنرَ ماذا كان جواب النبي بعد كل هذه الفترة؟
عن أصحاب الكهف:
قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم الا قليل فلا تمار فيهم الا مراءً ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا.
وعن الروح:
قل الروح من أمر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا.
لم يعلم محمدٌ عدد أهل الكهف فأحال الموضوع مرة اخرى الى الله الذي كان التبرير الدائم لنبي الاسلام اذ قال ان الله نهاه عن المراءِ في أصحاب الكهف الا مراءً ظاهرا وبذلك تخلص محمد من سؤال أهل الكتاب عن هذا الموضوع ومناقشتهم له بحجة التحريم الالهي لذلك، كما ادعى أنه نهي عن أن يستفت فيهم منهم أحدا اذ انه كان قد فعل ذلك وذهب لسؤال النصارى عن هذه الامور، يذكر القرطبي في تفسيره مانصه:
اقتباس
رُوِيَ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام سَأَلَ نَصَارَى نَجْرَان عَنْهُمْ فَنُهِيَ عَنْ السُّؤَال . وَالضَّمِير فِي قَوْله " مِنْهُمْ " عَائِد عَلَى أَهْل الْكِتَاب الْمُعَارِضِينَ . وَفِي هَذَا دَلِيل عَلَى مَنْع الْمُسْلِمِينَ مِنْ مُرَاجَعَة أَهْل الْكِتَاب فِي شَيْء مِنْ الْعِلْم
أما بالنسبة للروح فقد قال انها من أمر ربه وهكذا لم يعط أي جواب على هذا السؤال.

نقطة اخرى تحضرني الآن، عندما عاب اليهود على نبي الاسلام اتباع قبلتهم بقولهم(يخالفنا ويتبع قبلتنا)، كره محمد ذلك وقرر تغيير القبلة بعد أن استخدم نفس التبرير، أي ليعلم الله(الذي يعلم مسبقا كل شيء) من يتّبع الرسول ممّن يترك الاسلام وذلك قوله(وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه) البقرة:143
من تفسير ابن كثير:
اقتباس
حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : حَدَّثَنِي حَجَّاج , عَنْ ابْن جُرَيْجٍ , عَنْ مُجَاهِد , قَالَ : قَالَتْ الْيَهُود : يُخَالِفنَا مُحَمَّد , وَيَتْبَع قِبْلَتنَا ! فَكَانَ يَدْعُو اللَّه جَلّ ثَنَاؤُهُ , وَيَسْتَفْرِضُ لِلْقِبْلَةِ , فَنَزَلَتْ : { قَدْ نَرَى تَقَلُّب وَجْهك فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَة تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهك شَطْر الْمَسْجِد الْحَرَام } وَانْقَطَعَ قَوْل يَهُود : يُخَالِفنَا وَيَتْبَع قِبْلَتنَا ! فِي صَلَاة الظُّهْر . فَجَعَلَ الرِّجَال مَكَان النِّسَاء , وَالنِّسَاء مَكَان الرِّجَال . 1848 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ , أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : سَمِعْته , يَعْنِي ابْن زَيْد يَقُول : قَالَ اللَّه تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . { فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّه } قَالَ : فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَؤُلَاءِ قَوْم يَهُود يَسْتَقْبِلُونَ بَيْتًا مِنْ بُيُوت اللَّه " لِبَيْتِ الْمَقْدِس " وَلَوْ أَنَّا اسْتَقْبَلْنَاهُ " , فَاسْتَقْبَلَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتَّة عَشَر شَهْرًا , فَبَلَغَهُ أَنَّ يَهُود تَقُول . وَاَللَّه مَا دَرَى مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه أَيْنَ قِبْلَتهمْ حَتَّى هَدَيْنَاهُمْ . فَكَرِهَ ذَلِكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَرَفَعَ وَجْهه إلَى السَّمَاء , فَقَالَ اللَّه جَلّ ثَنَاؤُهُ : { قَدْ نَرَى تَقَلُّب وَجْهك فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَة تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهك شَطْر الْمَسْجِد الْحَرَام } الْآيَة

أسئلة عديدة لا نجد جوابا منطقيا لها الا بالقول أن هذه الأقوال القرآنية هي من تأليف نبي الاسلام حيث استخدم فيها الله وارادته وحكمته وصفاته أداةً لتبرير عدم قدرته على الإتيان بفعل ما مثل عدم امكانه الاتيان بمعجزة أو عدم نزول العذاب على من حارب المسلمين ونبي الاسلام رغم قدرة الله على ذلك أو لتبرير غيرها من الاحداث التي وقعت في حياة نبي الاسلام كخسارة معركة أو نحوه، كذلك للهروب من عدم معرفة جواب سؤال ما كان قد طرح عليه، أو عند رغبة النبي لفعل شيء ما قد يثير الشكوك بين صحابته كتغيير القبلة ونحوه.

سلامي للجميع

جبريل ... نجدة الإحليـل - الكاتب: برين يوزر 2006



الزملاء الأعزاء
بداية فأنا أعتذر عن عنوان الموضوع الوقح نوعا ولكني بكل صراحة لم أجد أي وصف آخر للفكرة التي أريد توصيلها هنا. كلما قرأت القرآن الكريم استلفت نظري كيف أن جبريل كان يأتي في الأوقات الصعبة لإنقاذ الرسول بآيات تحلّل له ما يريد فعله. تحدثت في السابق عن الموقف الصعب الذي تعرّض له الرسول حين قام صحابته بمهاجمة إحدى قوافل قريش والاستيلاء عليها في الأشهر الحرم (فيما يعرف بسريّة نـخلــة) وكيف أن جبريل جاء في التوقيت المناسب ليخبر الرسول أن الله راض على مافعله صحابته وأنه لا مانع من أن يأخذ الرسول نصيبه من الغنائم (أي المصلحة) وذلك في الآية 217 من سورة البقرة التي تنص على:

اقتباس
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

وبالرغم من أن هناك الكثير من المواقف السياسية الأخرى التي جاء فيها جبريل كنجدة من السماء في الوقت المناسب لإنقاذ ماء وجه الرسول أو للموافقة على مايريده، إلا أنني سأحاول في هذه المقالة الابتعاد بعض الشيء عن طموحات الرسول السياسية والتركيز فقط على رغباته ومطالبه النسائية وكيف أن جبريل قد جاء بالوحي الذي يوافق رغبات الرسول على طول الخط تقريبا لدرجة أن زوجته عائشة قالت له يوما:
اقتباس
ما أرى ربك إلا يسارع في هواك
(صحيح البخاري حديث رقم 4414 باب تفسير القرآن وكذلك صحيح البخاري حديث رقم 4721 باب النكاح)

فيما يلي قمت بتجميع بعض الملاحظات التي لفتت نظري عن التطابق شبه التام بين الوحي الذي جاء به جبريل وبين ما كان الرسول يرغبه:


الملاحظــة الأولـى:
كانت زينب بنت جحش هي بنت عم الرسول وزوجة إبنه بالتبني زيد بن حارثة، وفي أحد الأيام ذهب الرسول ليسأل عن زيد ففتحت له زينب فوقع إعجابها في قلب الرسول (هكذا قالت كتب السيرة والتفسير) وحتى لاأطيل فإنه بعد فترة ليست بالطويلة قام زيد بتطليق زينب وبذلك أصبح بإمكان الرسول أن يتزوجها ولكن توجد مشكلة صغيرة، فالجميع كان يعرف أن زيد كان ابن الرسول بالتبني وبالتالي فإن زينب كانت بمثابة زوجة إبنه وعليه لايحلّ للرسول الزواج بها

فما هو الحــل؟
الحـل جاء في الآية 37 من سورة الأحــزاب التي تقول:
اقتباس
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا

لقد جاءت هذه الآية في الوقت المناسب تماما لتحلّ للرسول الزواج بزوجة ابنه بالتبني عن طريق حيلة شرعية غاية في البساطة وهي التفريق في الأسس الشرعية بين الأبناء الحقيقيين والأبناء بالتبني. وللتأكيد على ذلك فقد أنزل جبريل آية أخرى تمنع التبني وهي الآية 40 من نفس سورة الأحــزاب التي تقول
اقتباس
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا

فلايهم تألم الأيتام وشعورهم بالضياع النفسي حين لايجدون من يعطيهم حنان الأبوة أو الأمومة، ولايهم كذلك حرمان الآباء الذين لايستطيعون الإنجاب من أن يجدوا طفلا يتيما يسعدهم ويسعدون به. الأهم هو أن يهرع الرسول إلى زينب فيتزوجها بلا صداق ولا شهود وبدون حتى أن تكمل عدّة طلاقها من زيد.

بالمناسبة فعلى حد علمي فإن الإسلام هو الدين الوحيد في العالم الذي يحرّم التبني وذلك كله بسبب آية نزلت لتحلّ للرسول الزواج بمن أعجبته!


الملاحظة الثـــانية:
تزوّج الرسول سودة بنت زمعة عقب وفاة خديجة ويقال إن الهدف من زواجها كان للعناية بإبنتيه أم كلثوم وفاطمة. عموما فبعد ثلاثة أعوام من زواجه من سودة تزوّج الرسول السيدة عائشة ذات الأعوام التسعة ثم فتح الله عليه وتزوّج أيضا زينب بنت جحش وغيرها من أمهات المؤمنين. وقتها فقط لاحظ الرسول أن سودة قد أسنت (وكأنه لم يأسن هو أيضا) فعزم على فراقها فرجته المسكينة أن يبقي عليها على أن تترك يومها لعائشة. حينئذ أصبح الرسول في موقف صعب نوعا، فهو من ناحية ليس لديه وقت يقضيه مع عجوز آسنة ومن الناحية الأخرى يخشى القيل والقال

فما هو الحل؟

الحــل جــاء في الآيـة 128 من سورة النســاء التي تنص على
اقتباس
وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا

وعليه أبقى الرسول على سودة مقابل أن تترك يومها وليلتها لعائشة طالما ان جبريل أخبره أن الله راض عن ذلك (فلا جناح عليه)


الملاحظة الثــالـثـة:
بعد ذلك ازداد الرسول مهابة سياسية ودينية وأصبحت لديه العديد من الزوجات حتى لم تعد الآيات التي تنزل لكل حالة على حدة كافية فالنساء كثيرات والوقت فهو قد شارف على الستين فما هو الحل والنساء أمامه كثيرات وهو يريد تفادي القيل والقال؟

الحل جاء في الآية 50 من سورة الأحزاب
اقتباس
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا

وزيادة في التأكيد على رضا الله عن ذلك ولتأمين المستقبل أيضا فقد جاء جبريل أيضا بالآية التي تليها وهي الآية 51 من سورة الأحزاب
اقتباس
تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا

اي أن الرسول إذا أراد أن يرجيء بعضا من تلكم النسوة فلامانع، وإن أراد مضاجعة من تقع في سهمه من سبايا المعارك (مِمَّنْ عَزَلْتَ) فلامانع أيضا.

والحقيقة فقد اختلف المفسّرون في تفسير قوله تعالى (تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ) فالبعض ذهب إلى أن معناه أن الرسول يستطيع أن يختار من يشاء من النساء ليضاجعها (ممّن وهبن أنفسهن له) ويرجيء من يشاء منهن ليضاجعها فيما بعد (فلايحق لأي شخص أن يتزوجهن طالما أنهن في انتظار الرسول الكريم)، بينما ذهب البعض الآخر في تفسير الآية إلى أن الرسول من حقه مضاجعة من يشاء (من زوجاته وسراريه والنساء اللائي وهبن أنفسهن له) دون أن يكون ملزما بأي جدول زمني.

وكما نرى عاليه فإن في اختلاف التفسيرات تأكيدا لقول الرسول الكريم (اختلاف أمتي رحمة)


الملاحظة الرابعـة:
مع تعدد زوجات الرسول وكثرة بيوته واجه الرسول عقبة بسيطة وهي خوفه على نسائه من أعين الغرباء (خصوصا مع ما هو معروف عن معظم نسائه من الجمال والشباب) فما هو الحل ليدفع أعين الناس عن نسائه؟

الحـل هو في الآيـة اللاحقة من سورة الأحزاب وهي الآيـة 52 من سورة الأحزاب
اقتباس
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّه

وبهذا اطمأن الرسول إلى استحالة أن ينظر أحد إلى نسائه طالما أنه لايحق لأي شخص كان أن يتزوج نساءه من بعد موته. لايهم حقيقة أنه مات وترك وراءه تسعة أرامل منهن من هن دون العشرين ولايهم أن معظمهن لم يذقن طعم الاستقرار الأسري والجنسي مع وجود كل أولئك الضرائر، فالمهم هو أن يتأكد الله أنه ما من شخص يمكنه أن ينظر إلى نساء الرسول.


الملاحظة الخامسة:
بالرغم من كل تلك الأزواج التي تزوجهن الرسول إلا أنه كان لديه ميل خاص للسيدة مارية سريرته المفضلة وهدية المقوقس له، وفي إحدى الليالي كان الرسول في بيت حفصة (إبنة عمر بن الخطاب والتي لم يكن لها نصيب من الجمال) فذهبت لقضاء حاجة عند والديها (يقال أيضا إنه أرسلها بنفسه) فما كان من الرسول إلا أن دعا سريرته الأثيرة البيضاء مارية ومارس معها الجنس فرأته حفصة وغضبت فأقسم لها الرسول ألا يمسّ مارية بعد ذلك أبدا. هناك روايات أخرى مختلفة عن سبب وعد الرسول لحفصة ألا يمسّ مارية ولكن ما يهمنا هنا أن الرسول في النهاية قد وعد حفصة ألا يمسّ مارية. بعد مرور فترة بدأ الرسول يشعر بالحنين لمارية الجميلة ولكن مالحل وقد وعد حفصة ألا يمسّ مارية؟

الحل كان في الآيـة 1 من سورة التحريم
اقتباس
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رحيم

وهكذا جاء جبريل في الوقت المناسب (كالعادة) ليحلّ للرسول أن يحنث قسمه (أو وعده) ويعود لممارسة الجنس مع الجارية الجميلة.