الخميس، ٢٦ نيسان ٢٠٠٧

لماذا الله واحد؟؟ - الكاتب: شاكوش

لماذا الله واحد؟؟

لماذا يجب ان يكون الله واحد؟؟
فنحن كما نرى فان ابرز الاعمال على مر التاريخ هي الاعمال الجماعية التي ساهم بها عدد كبير من البشر
فالاهرامات وبرج بابل و العجائب السبعة العظيمة هي نتيجة اعمال جماعية.
واكبر المنجزات الاقتصادية والمالية وحتى الطبية قام بها شركات اوفرق او مجموعات من الاشخاص وهي لم يكن لتكون لولا توفر هذا الفريق او ذاك.

وعندما نسال لماذا الله واحد وليس اثنين او ثلاثه يجيبنا المؤمنون ان لو تعددت الاله فلسوف يختلفون بالتاكيد وعندها لن يصبح هناك كون منظم.
ولكن:
1. الاله هي غير البشر فلا يصح فيهم مايصح للبشر وقد يكون العمل مبرمج بينهم بحيث لا يكون هناك اختلاف من اي شكل من الاشكال.
2. قد يختلفوا هؤلاء الاله بينهم (كما يدعي المؤمنون) وما المصائب والمصائب التي نراها كل يوم على كوكبنا الا نتيجة لتلك الصراعات بين الاله.

من اين جائت فكرة التوحيد؟؟
على الرغم من ان فكرة الاله الواحد سبقت الديانات الابراهيمية الا ان الديانة الابراهيمية ركزت هذه الفكرة بشكل مباشر واصبحت هذه الفكرة من اساسيات هذه الديانات على الرغم من كون الديانة الابراهيمة تعترف بوجود انواع من المخلوقات ذات قدرات كبيرة او اشباه اله.
فالجن والملائكة لديهم قوى غير طبيعية لو قدر لواحد منهم ان يظهر لنا في عالمنا الوجودي هذا لسجد له كل من في الارض لامتلاكهم قوى فوق-طبيعية هائلة.
فالملاك يستطيع الوصول الى الارض والذهاب الى السماء البعيدة بسرع خرافية وكذلك قدرتهم على الطيران باجنحة وبغير اجنحة عند انتهاء الغلاف الجوي.
فهل لنا ان نتخيل ظهور ملاك ضخم يطير في السماء ببطئ وينفخ ببوق يصل صوته الى كل ارجاء الارض؟؟
لو ظهر كائن كهذا سيسجد له اغلب من في الارض ان لم يكن كل من في الارض.
لذا فان الديانات الابراهيمية وان كانت تجسد التوحيد الا انها ابقت على الكثير من الاله الاقل شاننا.
مثال اخر هو الشيطان، فكما يظهر فالشيطان لديه قدرات كبيرة جدا تتساوى احيانا وقدرة الله الواحد نفسه.
فهو تحدى الله علانيته على الرغم من معرفته بقوة وجبروت الله الابراهيمي، وفوق هذا فهو قادر على التاثؤ على اعمال البشر ومستقبلهم (بالوسوسة) والتاثير على مصائر ملايين البشر وهي قدرة لايستطيع سوى الله ان يقوم بها. (الوسوسة لجورج بوش مثلا على احتلال العراق) شيطان
لذا فان الله الابراهيمي لديه الكثير من الاله التي يجب ان يتعايش معها ويخبرها مسبقا عن افعاله التي يروم ان يتخذها.
بل هي احيانا تعلم ماسيصير من الامور وهذه صفة من صفات الاله.

طيب،
الله خلق الكون بستة ايام؟؟ تعني ان الله ليس بواحد.
الله الواحد يقول كل فيكون، فلماذا يحتاج اله ما الى ستة ايام لخلق الوجود ومافيه؟؟
يبدو ان العمل على خلق الوجود يتطلب جهد لذلك احتاج لـ 6 ايام.
الا يبدو جليا ان استغراقه كل هذا الوقت يعني كان بحاجة للمساعدة؟؟
الا يعني هذا ان قدرة الله اقل بكثير من (كن فيكون).
الم يخلق مجموعة من الالهه (وان كانوا اقل شائنا) ليعاونوه على انجاز اعماله ؟؟
مثل: الم يقل للملائكة ان تجلب له طين من الارض لخلق آدم؟؟
مثال ثاني: الم يرسل جبريل الى محمد لنقل الرسالة؟؟
لماذا يحتاج اله قادر على الفعل بسرعة "كن فيكون" يحتاج لارسال ملائكة (الهه اصغر شائنا) بمهمات متنوعة متعددة الاغراض؟؟
من القبض على ارواح البشر الى سوق الغيم وتسيريها الى الحرب بجانب المسلمين اعمال لم يستطعها بـ "كن فكان" فتطلب طلب المساعدة.
نحن لانحتاج الى قدرات خارقة لبناء ناطحة سحاب مثلا وليس بالضرورة كل مابنينه هو اقل شانا منا فالمسدس البسيط الذي نصنعه يستطيع قتلنا بطلقة واحدة ولا يستطيع احدنا رفع جدار اسمنتي بناه لتو.
فالله الكامل القدرة غير موجود حتى باعتراف الله نفسه عندما اعترف انه استغرق 6 ايام ببناء الوجود.
اي انه الان اذا اراد ان يرفع الوجود فقد لايستطيع لانه استغرق اصلا 6 ايام بانجازه.
نستنتج من هذا ان الله ليس كامل القدره يساعده الهه (قد يكون خلقها) ليست كاملة القدرة هي الاخرى (وان بصورة مختلفة).
اي ان خلق الوجود بـ 6 ايام وتوزيع المهام على الملائكة يعني ان الله والملائكة جميعهم الهه ولكنهم مختلفي القدرة كلا حسب صفاته.
وهنا يبرز السؤال: هل يستطيع الله خلق اله بنفس قدرته ليساعده بانجاز مهماته؟؟


المسبب الاول والسبب الاول:
يقول المؤمنون ان الله هو المسبب الاول فقام بخلق كل شئ. ولكن هذه هي بعينها اثبات تعددية الله.
فبدلا من الدخول بمتاهات المسبب الاول ارى ان الموضوع ينقصه السبب الاول قبل المسبب.
فلكل مسالة سببية لها مسبب (الله) وسبب ومسبب (الوجود)...
فما هو السبب الاول الذي جعل المسبب الاول يسبب؟
لماذا احتاج هذا المسبب الاول الغني عن كل الاسباب ان يسبب؟؟
جدلية لم يجب عليها احد بجواب مقنع.
ولكن لو كان هناك اكثر من مسبب يصبح السبب الاول اكثر ادراكا.
فالـ "انا" (التي هي علة كل الاسباب) لا تظهر الا بتفرديه العمل داخل مجتمع ما.
فانا من انا بمقارنة نفسي وافعالي مع المجاورين لي.
وبدون الـ "انا" لايسبب احدنا الا عبثا.
فتفردي عن من يحيطني هي التي تصقل اعمالي واسبابي.
فمن سبب السبب الاول اراد التفرد عن محيطه فسبب والا فانه عابث.
فالله اراد ان يتفرد بـ "اناه" الخاصة به عن مجاورية من الاله فسبب ماسبب....


اذا كان هناك اله واحد خلق هذا الكون كله من اجل جعل الحياة ممكنة على كوكب الارض فان هذا اله حتما لايمت للحكمة بصلة.

ان تعريف الحكمة هو ادراك الحقيقة والاتيان بافعال سديدة to discern truth and exercise good judgment
وتعرف الحكمة ايظا بانها تطور متقدم للبديهة السليمة especially well developed form of common sense
اين من الحكمة بمكان ان يكون هذا الكون الواسع الشاسع اللانهائي قد خلق من اجل ادامة الحياة في كوكب صغير ككوكب الارض ؟؟
فنحن لانقبل ان ياتي احدهم بفاتورة تبلغ مليارات الدولارات من اجل انشاء غرفة غسيل في بيتنا مثلا
وكلنا سنتهم الحكومة بعدم الحكمة والغباء اذا قامت باحالة مقاولة بناء محطة كهرباء عملاقة من اجل اضاءة غرفة واحدة او ان تبني مصفاة بترول ضخمة من اجل تصفية ربع برميل بترول يوميا.

وجاء العلم الحديث ليزيد الطين بله
فنحن لسنا امام كون شاسع واسع غير مفيد انما امام عدة اكوان متوازية
نظرية تعدد الاكوان
جائت هذه النظرية كمحصلة لاكتشاف النظرية الكوانتية (علم دارسة فيزياء اجزاء الذرة)
وقد تطابق هذه النظريات مع الاكتشافات التي صاحبت علم الاكوان (Cosmology) (فرع من فروع علم الفلك والفيزياء الفلكية) .
وتقول النظرية باختصار شديد بوجود اكوان اخرى ( اكثر من كون واحد على الاقل) موازية للكون الذي وجدنا انفسنا فيه.
وحتى لا اضجركم بشروحات علمية دعوني ارمي بسرعة ما اريد قوله.

ان وجود هذا الكون الشاسع وهذه الاكوان المتوازية واله حكيم لايفسر الا باحد امرين:
- اله غير حكيم خلق كون شاسع واكوان اخرى متوازية من اجل اداتمة كوكب صغير ككوكب الارض.
- وجود عدة اله حكيمة لكلا منها كونه الخاص به وعالمه الخاص به.
بل ان كوننا هذا من السعة بمكان ليتقاسمه عدد كبير من الاله لكلا منهم مجرة مثلا مكونة من ملايين النجوم يلهو بها كما يلهو بنا الاهنا الارضي.

يقول المؤمنون ان مجرد التفكر بالكون يجعلك تؤمن بان الله واحد (( انظر الى بديع خلق الله))
ان نظري وتفكري بخلق الكون جعلني ادرك ان لو كان هناك اله من نوع فهم بلا شك مجتمع من الاله لكل منهم جزء من كوننا هذا ومن اكوان اخرى موازية لنا...

تحية لكل من تتبع مداخلتي هذه.