الأخوة والأخوات الملحدين
تحياتي لكم وأشكر السيد سيزو على إثارة هذا الموضوع. وفي الحقيقة فإن فكرة الناسخ والمنسوخ هي أكبر خدعة أنى بها فقهاء الإسلام في محاولتهم الخروج من مأزق التناقض في آياته. وطبعاً كانوا قد بنوا على الآية التي تقول (ما ننسخ من آية أو نُنسها نأتي بأحسن منها أو مثلها). ولكن هذه الآية نفسها بها إشكال كبير إذ أن الله يقول للنبي: إذا نسخنا آية أو جعلناك تنساها، نأتي بأحسن منها. ولكن الله كان قد سبق وقال للنبي (سنقرئك فلا تنسى) وقال كذلك (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فإذاً لا يجوز للنبي أن ينسى أي آية في القرآن، فكيف يقول الله إنه قد يُنسيه؟ وللخروج من هذا المأزق قرأ بعضهم (ما ننسخ من آية أو ننسأها) أي نُأخر حكمها. ولكن المشكلة أن القرآن كان قد قال عن عرب ما قبل الإسلام الذين كانوا يؤخرون بعض الإشهر الحرام ويسمون ذلك (النسئ) قال عنهم (إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً). فإذا كان النسئ زيادة في الكفر فكيف يقول الله (أو ننسأها)؟
وقد استغربت لرد السيد أحمد البيلي الذي قال إن نسخ آية السيف لأكثر من 120 آية تسامح اجتهاد شخصي للإمام الجويني. فالإمام جلال الدين السيوطي يقول في كتابه (الإتقان في علوم القرآن) (وقال ابن العربي: كل ما في القرآن من الصفح على الكفار والتولي والإعراض والكف عنهم منسوخ بآية السيف وهي {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين} الآية نسخ مائة وأربعة وعشرين آية ثم نسخ آخرها أولها أه.) وابن العربي لا يُستهان برأيه ووزنه أكبر بكثير من وزن الشيخ القرضاوي. ثم أن الإمام السيوطي وافق ابن العربي فيما قال.
ولكن اختلاف الفقهاء يظهر في عدد الآيات المنسوخة والآيات الناسخة وفي أي سور هي. فهناك عدد لا يحصى من الروايات في هذا الصدد. ولكن الشيء الغريب في الناسخ والمنسوخ هو فكرة أن الله ينسخ آيات في القرآن ويعطل العمل بها ولكن يتركها بالمصحف كأنما المصحف صار متحفاً لحفظ القديم. يقول الإمام السيوطي في تفسير هذه الظاهرة (ما الحكمة في رفع الحكم وبقاء التلاوة فالجواب من وجهين: أحدهما: أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
والثاني: أن النسخ غالبًا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرًا للنعمة ورفع المشقة. ). وطبعاً هذا القول غير مقنع. فمن هو الذي خفف عنه القرآن؟ فمثلاً كانت عدة المرأة المتوفي عنها زوجها في بداية الإسلام عاماً كاملاً تسكن ببيتها ويُصرف عليها من تركة زوجها. ثم نسخ الله هذه الآية وجعل عدة المرأة 4 أشهر وث10 أيام، تُخرج المرأة بعدها من البيت. فهل هذا تخفيف عن هذه المرأة المسكينة؟
ثم أن القرآن قد أخطأ عندما قال (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بأحسن منها أو مثلها). فقد قال القرآن (والزانية والزاني فاجلدوا كل منهما مائة جلدة) ولكن الفقهاء بعد موت النبي قالوا إن النبي رجم امرأة يهودية ولذلك أصبح حكم الزنا الرجم ونسخوا الآية السابقة، لكن الله لم يأتي بأحسن منها أو مثلها