الاثنين، ٢ نيسان ٢٠٠٧

جبريل ... نجدة الإحليـل - الكاتب: برين يوزر 2006



الزملاء الأعزاء
بداية فأنا أعتذر عن عنوان الموضوع الوقح نوعا ولكني بكل صراحة لم أجد أي وصف آخر للفكرة التي أريد توصيلها هنا. كلما قرأت القرآن الكريم استلفت نظري كيف أن جبريل كان يأتي في الأوقات الصعبة لإنقاذ الرسول بآيات تحلّل له ما يريد فعله. تحدثت في السابق عن الموقف الصعب الذي تعرّض له الرسول حين قام صحابته بمهاجمة إحدى قوافل قريش والاستيلاء عليها في الأشهر الحرم (فيما يعرف بسريّة نـخلــة) وكيف أن جبريل جاء في التوقيت المناسب ليخبر الرسول أن الله راض على مافعله صحابته وأنه لا مانع من أن يأخذ الرسول نصيبه من الغنائم (أي المصلحة) وذلك في الآية 217 من سورة البقرة التي تنص على:

اقتباس
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

وبالرغم من أن هناك الكثير من المواقف السياسية الأخرى التي جاء فيها جبريل كنجدة من السماء في الوقت المناسب لإنقاذ ماء وجه الرسول أو للموافقة على مايريده، إلا أنني سأحاول في هذه المقالة الابتعاد بعض الشيء عن طموحات الرسول السياسية والتركيز فقط على رغباته ومطالبه النسائية وكيف أن جبريل قد جاء بالوحي الذي يوافق رغبات الرسول على طول الخط تقريبا لدرجة أن زوجته عائشة قالت له يوما:
اقتباس
ما أرى ربك إلا يسارع في هواك
(صحيح البخاري حديث رقم 4414 باب تفسير القرآن وكذلك صحيح البخاري حديث رقم 4721 باب النكاح)

فيما يلي قمت بتجميع بعض الملاحظات التي لفتت نظري عن التطابق شبه التام بين الوحي الذي جاء به جبريل وبين ما كان الرسول يرغبه:


الملاحظــة الأولـى:
كانت زينب بنت جحش هي بنت عم الرسول وزوجة إبنه بالتبني زيد بن حارثة، وفي أحد الأيام ذهب الرسول ليسأل عن زيد ففتحت له زينب فوقع إعجابها في قلب الرسول (هكذا قالت كتب السيرة والتفسير) وحتى لاأطيل فإنه بعد فترة ليست بالطويلة قام زيد بتطليق زينب وبذلك أصبح بإمكان الرسول أن يتزوجها ولكن توجد مشكلة صغيرة، فالجميع كان يعرف أن زيد كان ابن الرسول بالتبني وبالتالي فإن زينب كانت بمثابة زوجة إبنه وعليه لايحلّ للرسول الزواج بها

فما هو الحــل؟
الحـل جاء في الآية 37 من سورة الأحــزاب التي تقول:
اقتباس
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا

لقد جاءت هذه الآية في الوقت المناسب تماما لتحلّ للرسول الزواج بزوجة ابنه بالتبني عن طريق حيلة شرعية غاية في البساطة وهي التفريق في الأسس الشرعية بين الأبناء الحقيقيين والأبناء بالتبني. وللتأكيد على ذلك فقد أنزل جبريل آية أخرى تمنع التبني وهي الآية 40 من نفس سورة الأحــزاب التي تقول
اقتباس
مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا

فلايهم تألم الأيتام وشعورهم بالضياع النفسي حين لايجدون من يعطيهم حنان الأبوة أو الأمومة، ولايهم كذلك حرمان الآباء الذين لايستطيعون الإنجاب من أن يجدوا طفلا يتيما يسعدهم ويسعدون به. الأهم هو أن يهرع الرسول إلى زينب فيتزوجها بلا صداق ولا شهود وبدون حتى أن تكمل عدّة طلاقها من زيد.

بالمناسبة فعلى حد علمي فإن الإسلام هو الدين الوحيد في العالم الذي يحرّم التبني وذلك كله بسبب آية نزلت لتحلّ للرسول الزواج بمن أعجبته!


الملاحظة الثـــانية:
تزوّج الرسول سودة بنت زمعة عقب وفاة خديجة ويقال إن الهدف من زواجها كان للعناية بإبنتيه أم كلثوم وفاطمة. عموما فبعد ثلاثة أعوام من زواجه من سودة تزوّج الرسول السيدة عائشة ذات الأعوام التسعة ثم فتح الله عليه وتزوّج أيضا زينب بنت جحش وغيرها من أمهات المؤمنين. وقتها فقط لاحظ الرسول أن سودة قد أسنت (وكأنه لم يأسن هو أيضا) فعزم على فراقها فرجته المسكينة أن يبقي عليها على أن تترك يومها لعائشة. حينئذ أصبح الرسول في موقف صعب نوعا، فهو من ناحية ليس لديه وقت يقضيه مع عجوز آسنة ومن الناحية الأخرى يخشى القيل والقال

فما هو الحل؟

الحــل جــاء في الآيـة 128 من سورة النســاء التي تنص على
اقتباس
وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا

وعليه أبقى الرسول على سودة مقابل أن تترك يومها وليلتها لعائشة طالما ان جبريل أخبره أن الله راض عن ذلك (فلا جناح عليه)


الملاحظة الثــالـثـة:
بعد ذلك ازداد الرسول مهابة سياسية ودينية وأصبحت لديه العديد من الزوجات حتى لم تعد الآيات التي تنزل لكل حالة على حدة كافية فالنساء كثيرات والوقت فهو قد شارف على الستين فما هو الحل والنساء أمامه كثيرات وهو يريد تفادي القيل والقال؟

الحل جاء في الآية 50 من سورة الأحزاب
اقتباس
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا

وزيادة في التأكيد على رضا الله عن ذلك ولتأمين المستقبل أيضا فقد جاء جبريل أيضا بالآية التي تليها وهي الآية 51 من سورة الأحزاب
اقتباس
تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا

اي أن الرسول إذا أراد أن يرجيء بعضا من تلكم النسوة فلامانع، وإن أراد مضاجعة من تقع في سهمه من سبايا المعارك (مِمَّنْ عَزَلْتَ) فلامانع أيضا.

والحقيقة فقد اختلف المفسّرون في تفسير قوله تعالى (تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ) فالبعض ذهب إلى أن معناه أن الرسول يستطيع أن يختار من يشاء من النساء ليضاجعها (ممّن وهبن أنفسهن له) ويرجيء من يشاء منهن ليضاجعها فيما بعد (فلايحق لأي شخص أن يتزوجهن طالما أنهن في انتظار الرسول الكريم)، بينما ذهب البعض الآخر في تفسير الآية إلى أن الرسول من حقه مضاجعة من يشاء (من زوجاته وسراريه والنساء اللائي وهبن أنفسهن له) دون أن يكون ملزما بأي جدول زمني.

وكما نرى عاليه فإن في اختلاف التفسيرات تأكيدا لقول الرسول الكريم (اختلاف أمتي رحمة)


الملاحظة الرابعـة:
مع تعدد زوجات الرسول وكثرة بيوته واجه الرسول عقبة بسيطة وهي خوفه على نسائه من أعين الغرباء (خصوصا مع ما هو معروف عن معظم نسائه من الجمال والشباب) فما هو الحل ليدفع أعين الناس عن نسائه؟

الحـل هو في الآيـة اللاحقة من سورة الأحزاب وهي الآيـة 52 من سورة الأحزاب
اقتباس
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّه

وبهذا اطمأن الرسول إلى استحالة أن ينظر أحد إلى نسائه طالما أنه لايحق لأي شخص كان أن يتزوج نساءه من بعد موته. لايهم حقيقة أنه مات وترك وراءه تسعة أرامل منهن من هن دون العشرين ولايهم أن معظمهن لم يذقن طعم الاستقرار الأسري والجنسي مع وجود كل أولئك الضرائر، فالمهم هو أن يتأكد الله أنه ما من شخص يمكنه أن ينظر إلى نساء الرسول.


الملاحظة الخامسة:
بالرغم من كل تلك الأزواج التي تزوجهن الرسول إلا أنه كان لديه ميل خاص للسيدة مارية سريرته المفضلة وهدية المقوقس له، وفي إحدى الليالي كان الرسول في بيت حفصة (إبنة عمر بن الخطاب والتي لم يكن لها نصيب من الجمال) فذهبت لقضاء حاجة عند والديها (يقال أيضا إنه أرسلها بنفسه) فما كان من الرسول إلا أن دعا سريرته الأثيرة البيضاء مارية ومارس معها الجنس فرأته حفصة وغضبت فأقسم لها الرسول ألا يمسّ مارية بعد ذلك أبدا. هناك روايات أخرى مختلفة عن سبب وعد الرسول لحفصة ألا يمسّ مارية ولكن ما يهمنا هنا أن الرسول في النهاية قد وعد حفصة ألا يمسّ مارية. بعد مرور فترة بدأ الرسول يشعر بالحنين لمارية الجميلة ولكن مالحل وقد وعد حفصة ألا يمسّ مارية؟

الحل كان في الآيـة 1 من سورة التحريم
اقتباس
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رحيم

وهكذا جاء جبريل في الوقت المناسب (كالعادة) ليحلّ للرسول أن يحنث قسمه (أو وعده) ويعود لممارسة الجنس مع الجارية الجميلة.

ليست هناك تعليقات: