الأحد، ١ نيسان ٢٠٠٧

ودوا لو تكفرون كما كفروا ... الكاتب: شيزوفرانيا

ودوا لو تكفرون كما كفروا ...

هذه هي الآية رقم 89 من سورة النساء، وهي مثل عشرات الآيات القرآنية من النوع الذي لا يمكن إثباته أو نفيه، وهذا ليس موضوعنا على أية حال، ولكن قبل الدخول في الموضوع أود توضيح مدى تهافت منطق هذه الآية وهشاشته، فبعيدًا عن كلام المفسرين الكثير فإن أصح الأقوال أن هؤلاء الكفار (المقصود بالكفار هنا هم منافقين المدينة) حسدوا المؤمنين على إيمانهم وودوا لو يكفرون مثلهم فيكونون في الهواء سواء، وذلك بغضًا وكرهًا للمؤمنين بنص ابن كثير، طبعًا المفهوم من الآية أن هذا حسدٌ من عند أنفسهم، وأن حسدهم أدى لتمنيهم للطرف المحسود الكفر على اعتبار أنه شئ سئ، والإشكال في الآتي:

- أولاً الإيمان مجاني ومتوفر ولا يستوجب الحسد، فما أسهل أن يسلموا، وهو ليس مثل المال مثلاً الذي لا أستطيع الحصول عليه فأتمنى لصاحبه الفقر، والحسد لا يكون فيما يمكنني الحصول عليه.

- عندما نتحدث عن معتقد فمن البديهي أن كل فئة بما لديهم فرحون مثلما قال القرآن في موضع آخر، إن الطبيعي أن يعتنق الإنسان ما يظنه صحيحًا، وفي هذه الحالة يراه خيرًا مطلقًا، فلا يمكن أن يتمناه لمن يبغضهم.

- الآية بها ضمنيًا تعميم مخل يتهم فئة كاملة رفضت الإسلام بأنهم يعرفون أنه الحق ولا يريدونه لسبب أو لآخر، وهذا الاتهام إقصائي وشديد السخف، فلا يوجد من يؤمن بأنه سيتعذب أبديًا ويقبل بذلك من أجل أسباب عرضية، هذا الخطاب التضليلي يشبه أطروحات الحكومات العربية الموجهه للبسطاء بغرض تسريب مفاهيم خاطئة لأسباب أخرى.

ولكن لماذا هذا الكلام الآن؟ هذه الآية يستخدمها البعض ليدلل على صدق القرآن بتوظيفها أثناء النقاش معنا للاستشهاد بها على أننا نود له أو لفئته الكفر كي نكون سواء، وبرغم ما تحمله مبطنًا من سوء الأدب واتهام للنوايا إلا أنها خطأ فادح أيضًا، واسمحوا لي أن أستعرض بعض الأحداث كشاهد، وشهادتي هذه سأجد عليها الكثير من الشهود منكم أنفسكم ممن عاصروا نشأة هذا المنتدى ومنتدى اللادينيين العرب.

كل يوم يغير الكثير من البشر معتقدهم، ويتحولون من دين لآخر أو من الإيمان للإلحاد أو العكس، وهذا ليس مستغربًا، ولكن على مدار السنوات الخمس الماضية لم أشاهد غير حالات نادرة من التحول من الإلحاد للإيمان، في حين خبرت بنفسي عشرات الحالات من التحول من الإيمان إلى الإلحاد أو اللادينية، فمثلاً لا أذكر غير واقعة واحدة لإسلام ملحد كان مثقفًا ومدافعًا عن الإلحاد، وهو الزميل داروين الذي سمى نفسه بعد إسلامه الجاحظ، وهنا نرى الآية واضحة جلية ولكن هذه المرة تنطبق على المسلمين الذين ملأوا الدنيا صياحًا لإسلام ملحد، إنهم يودون لو يكفر الملحد بالإلحاد كما كفروا به فيكونوا سواء، وكنوع من الشماتة فتح أحد الزملاء المسلمين موضوعًا في منتدى اللادينيين العرب لتبشير الملحدين بإسلام داروين، ورد فعل الملحدين كان التشكيك ثم تمني الخير لداروين إن كان هذا هو اختياره، بالطبع لو حدث العكس لما سمح أي منتدى إسلامي من الآلاف بطرح مثل هذا الموضوع، ولو حدث لانهال الأخوة على الذي اختار الإلحاد بالسب والشتم والوعيد والتهديد باللسع بالنار، هم الذين يفرحون ويهللون للحالات النادرة لإسلام ملحد، في حين أن من يلحد وهم أكثر مما تتصورون لا نسمع من يهلل لهم في المنتديات أو يفرح بتركهم للخرافة وتحرير عقولهم.

لقد تابعت الزميل العزيز مستخدم العقل من أول موضوعاته وهو مسلم شجاع لديه تساؤلات يطرحها بكل بساطة على طاولة التشريح في منتدى اللادينيين ومنتدى التوحيد على حد سواء، والآن وقد اتجه للادينية أو الإلحاد لا أعلم لم يهنئه أحد حتى، فهذا فكره وليس حذاءًا جديدًا يشتريه، والزميل akhoder من منكم يعلم أنه لم يكتب في منتدى اللادينيين العرب كلاديني أبدًا؟ لقد تشرفت بمناقشته في أكثر من موضوع هناك وهو مسلم يدافع عن معتقده، فمن هلل لإلحاده أو لادينيته؟ وغيرهما الكثير الكثير، ولكن هذا لم يكن محور اهتمام الملحدين أبدًا، فالحقد والغل والإقصاء وظن الإطلاق فيما أعتقده هي مفاهيم يدعمها الدين ويربي أهله عليها ويتهم بها مخالفيه.

اقوى البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون - الكاتب: شاكوش

اذا عقرب اذا حية اذا زنبور(*) اذا عنكبوت اذا بقة استعمل ابو الفاس

* الزنبور = الدبور او النحلة

ترنيمة لاتزال تتردد في اذني كان يطلقها الرجل ذو اللحية النصف بيضاء وهو يحمل على ظهره عليجة متوسطة الحجم يستخرج منها علب دواء معدنية دائرية الشكل تحمل صورة الفاس يبيعها للبسطاء من سكان محلتي في الاعظمية ببغداد.
ولان ما يبيعه لايرقى الى مستوى البوب ستيك (نوع من الايس كريم) او الشعر بنات او العلوجة (نوع من الهلام السكري) فكان صاحب الصوت لايثير في نفسنا نحن اولاد المحلة سوى شعورين : اولهما الاستغراب من كون دواءه قابل لشفاء كل انواع العقصات التي تتسببها الحشرات والحيوانات وثانيها خوف لايزال يلازمني لغاية يومي هذا من كل الحشرات والحيوانات التي يذكرها بعبارته تلك والتي كنا نصادفها يوميا في لعبنا في الازقة والبساتين وحدائق بيوتنا.

ومن بين كل تلك الحشرات تغلبت على خوفي من النحلة التي ربيت اعشاشها فيما بعد واستمتعت بالكثير من عسلها وبوجودها في حديقة منزلي والبقة واخيرا العنكبوت الذي عرفت من احد اصدقائي المختصين ان الفصائل الموجودة في العراق نادرا ماتملك جهاز للدغ.

ولكني ومنذ صغري كان العنكبوت حشرة تدهشني خاصة طريقة صيدها لفرائسها وخيوطها المتدلية من سقف الغرفة لينزل الى ارضها متعلقا بخيط يغزله لحظيا وبرشاقة يحسدها عله اجدع كوماندوز من فرقة الاس اس البريطانية.

اما بيت العنكبوت فهو يعد احدى الاعاجيب الطبيعية التي يحسدها عليه اشهر المعماريين والمهندسين المدنيين من حيث الرشاقة والعمارة والهدف من البناء وطريقة الصنع المتينة جدا.

هذه بعض الحقائق التي جمعتها عن العنكبوت والتي اعتقد انه بسببها يعد اقوى الحشرات على الاطلاق وبيته اقوى البيوت على وجه البسيطة:

- خيوط العنكبوت الحريرية مصنوعة من مادة تبلغ قوتها ومتانتها خمسة أضعاف متانة وقوة الفولاذ، إذا ما قورنت وزنا بوزن.
- تحاول الشركات الصناعية تقليد تلك الخيوط لتصنيع اروع خفيفة ومرنة وقوية جدا للجنود من خيط العنكبوت
- إن المادة التي ينسج منها العنكبوت بيته لها ملمس الحرير الذي تنتجه دودة القز، ولها مرونة وقوة مذهلة.
- أن العناكب تنتج خيوطها الحريرية بشكل طبيعي من بروتين ممزوج بالماء تخرجها من فتحة صغيرة جدا من أبدانها لتشرع في نسجها كما هو حال الخيط العادي.
- ويعرف عن خيط العنكبوت أن له مواصفات ممتازة في تصنيع مواد مهمة مثل الدروع التي تحمي الأجسام، والخيوط الجراحية، وحتى خيوط شباك صيد السمك وخيط الصنّارة.
- يعتقد الجيش الامريكي بامكانية صنع دروع خفيفة وذات فعالية كبيرة جدا بامكانها انقاذ حياة المئات من الاشخاص كل سنة الذين يقضون بفعل الطلقات النارية ذات الفعالية النافذة القادرة على تحقيق اختراق شديد في الجسم، والتي تعرف في بعض الجيوش العربية بالرصاص الحارق الخارق.
- خيوط نسيج العنكبوت آالتي لم يستطع احد لغاية اليوم من اعادة انتاجها على نطاق صناعي تتميز بالخفة والمرونة ومقاومة الماء، و في نفس الوقت قوي مثل الصلب. - بامكان الملابس المصنوعة من حرير العنكبوت ان تكون ملابس لا تهترئ، من ملابس الاطفال الى الملابس العسكرية.
- اذا ما دفعت شبكة العنكبوت فستلاحظ انها تتمدد قبل ان تنقطع. ويمر حرير العنكبوت عبر هذا النوع من التمدد قبل الانقطاع، وبذلك تمتص الطاقة. وعملية امتصاص الطاقة هي ما يجعل هذه المادة في غاية القوة".
- إن الحرير الموجود في شبكة العنكبوت اقوى بخمس مرات من أي سلك فولاذى بسمك مماثل ومن الناحية القياسية للسرعة با لنسبة الى وحدة الوزن فان شبكة العنكبوت تمتص صدمة طائرة حربية نفاثة كلما اصطادت ذبابة .

وهو مناقض تماما لقول الله سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت ((مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ))

فالعنكبوت في عالم الحشرات يملك اقوى البيوت واكثرها حصانة وخطرا على بقية الحشرات
بيت العنكبوت هو اقوى بيوت الحشرات على الاطلاق يالله.

هذا الشك الذي يقتلني ! - الكاتب: ايف هتس

هذا الشك الذي يقتلني !

ما الذي اخرجنا من الاديان ؟ اليس هو الشك ؟ ومنهجية الشك؟ ووضع الاحتمالات ودراستها؟ فهاهو الشك يعود الي من جديد بعد ان انتصرت عليه ...لقد عاد ليقول لي ان الحادك كله ربما يكون خطأً وان الرب قد يكون موجوداً ! ولكن هذه المرة فان مصدر الشك هو قلبي وليس عقلي. ان عقلي يثبت لي مراراً وتكراراً وبطرق كثيرة ان الاله الابراهيمي غير موجود ولكن هذا القلب الاعمى انه لايتوقف عن التفكير بالرب الخالق ! قد يرى بعضكم ان ايف بدأ يهذي وربما يرى البعض الاخر انني اتآمر لصالح دين اخر ولكنني مللت ! لقد وجدت اجابة طبيعية عما ابحث عنه ولكني لازلت اشك كثيراً.
تبدأ القصة عندما وضعت موضوعي "حوار مع صديق مسيحي حول يسوع المسيح" في منتدى لاديني وكانت احدى نقاط الاحتجاج تركز على قول يسوع "اسالوا تعطوا...اقرعوا يفتح لكم" ولذا فمن المنطقي ان يكون من حقي ان اطالب باعجوبة حتى اؤمن لانه لايمكنني ان اصدق بشيء بلادليل ولان الله اختار طريق الاعاجيب فانا اطلب اعجوبة !
ولذا كتبت:
اقتباس

كل العالم لايكفي كتب ما صنعه يسوع...انا لست طماعاً اريد واحدة فقط...لا اريد ان تنزل غمامة من السماء او تحدثني الملائكة او يظهر لي المسيح ولكن كلمة واحدة اريد ان يسمعني كلمة واحدة فقط... ان يريني حلماً !!! حتى الحلم يابى ان يعطيني اياه اريد ان اسمعه... ان ارى ما يدل عليه...لم كان يكلم السابقين ويأبى ان يكلمنا؟ لم كان لايرعوي ان يكلم حتى الخاطئين ومرتكبي الاثم ويابى ان يكلمني؟

كان الخبث واضحاً في كلامي وخصوصاً اني العب على مشاعر القارئ ! ولاني انسان عاطفي اكتب بعاطفتي فان الكلمات التالية لم تكن من وحي الخبث ومن وحي الاحتجاج وسحق المقابل بل كتبها قلبي عندما انفلت من زمام سيطرة العقل !:
اقتباس
(
اقسم قسماً عظيماً اني لست معانداً وان في قلبي مكان للرب لايغادره ابداً ومازال مكانه فارغاً لايشغله شيء فعجل يارب بنجدتي فلينزل عليّ ملكوتك ومعجزاتك البهية لم لا ارى سنا وجهك العظيم ؟ هل كنت خاطئاً ؟ هل سقطت من عينيك فكنت منبوذاً؟ الا تعلم باني ما زلت احبك وان قلبي لايزال يحتفظ لك بمكان؟ لم سكت عنا يارب؟ لم تدع الصمت يتكلم عنك؟ استجب لي يارب! اعطني دليلاً ...مزقني ...اقلب عالمي...العني بكل لعنات الشياطين...ارمني في بحيرة النار ولكن لاتتركني هكذا ! اسمعني وجدني فقد ضعت بين الزحام اريدك ان ترى اني اصرخ اليك لتجدني ...فهل تسمعني؟
)
كنت صادقاً جداً في هذه الكلمات صادقاً الى درجة لم اعهدها من قبل ! حتى وجدت يداي ترتجفان على لوحة المفاتيح ودموعي تنهال مدراراً...كنت ابكي بحرقة والم ...فقد عادت كل الذكريات الدينية الي حتى لم اعد اعرف شيئاً من الحادي ...لقد كنت كمن فقد اباه وكمن يبحث عن محبوب لايمكن ان يصل اليه او ضاع منه الى الابد ...عرفت عندها اني على الرغم من كل الحادي، مايزال الاله عامراً في قلبي ! تركت كتابة الرد، وامضيت سائر اليوم وانا احس بفراغ كبير وكلما ذكر احدهم الله، احسست بالغصة ترتفع في اعماقي. ها قد جاء الليل وها انذا آوي الى فراشي مفكراً، قلت لنفسي ماذا لو نمت ورايت الرب او مهما كان اسمه في منامي، ماذا سافعل؟ هل سأومن؟
يالك من غبي يا ايف ! هل هناك ملحد في العالم يطلب حلماً لكي يؤمن ! ما اسخفه من طلب ! لقد كان وضعي النفسي والكبت الذي اعانيه بسبب ايام الايمان تجعل من المنطقي ان ينعكس كل هذا في المنام ! فماذا سأفعل لو رايت ما لا اعرف ماهو في منامي ! في النهاية قلت لنفسي وماهي الاحتمالات ان ارى هكذا منام؟ اني انام كل ليلة ولا ارى شيئاً فلماذا ستكون هذه المرة مختلفة؟
يالسوء حظي ! لقد وقع المحظور ! وكانت تلك الليلة من اغرب ليالي عمري !
صحوت في منتصف الليل او خيل الي اني صحوت ففي الحقيقة لا اعرف ان كان صحواً مايمكن ان تسمى حالتي او منام ولكن بالتأكيد كانت عيوني مغلقة ولكني كنت احس بذلك هل يكون من الممكن ان تحلم وانت تدرك ان اجفانك مغلقة؟ كما كنت احس بالفراش الذي انام عليه ويديّ التي كانتا موضوعتين فوق الصدر. انتابتني موجة ذعر شديدة ...موجة من الخوف الهائل الذي لايمكن ان يوصف حتى لكانني اصبت بالشلل ! وكانك تشاهد فيلم رعب ! لم اكن ارى شيئاً مرعباً انه فقط خوف... من ماذا؟ لم يكن هناك شيء مخيف ...اقصد اني لم ار شيئاً ولكني احسست ان هناك احد ما معي في الغرفة وكان هذا سبب الخوف حسبما اظن ومن جديد اقول اني لم ار احداً.
حاولت ان احرك يدي او ربما تحركت من تلقاء نفسها ...لا اعرف، ولكن ياللعجب ان يدي ترتفع في الهواء وبكل سلاسة ولكني مازلت احس بها فوق الصدر والى جوار اختها ! كما بدت انها تتحرك بدون مفصل بل ترتفع في الهواء كلها دفعة واحدة وكانها معلقة بمجموعة من الخيوط ! لقد كان ما ارتفع في الهواء هو يدي ولكن لم يبدوانها يدي المادية ! لقد كانت شيئاً اثيرياً تشعر انك تحركه ولكن في نفس الوقت فان اليد المعنية مرمية هناك في نفس المكان ..لايمكنني ان اشرح لكم ذلك انه يفوق الوصف ! اقسم اني احسست بها ترتفع واني احسست بان يدي ما تزال فوق صدري لا اعرف كيف ! عندها ابتسمت وقلت وكأنما هناك من اخاطبه ويسمعني...قلت له من غير ان اتكلم: اذن أهكذا تعمل الروح؟ كانت الروح هي الشيء البديهي الذي خطر لي ولم يكن هناك من رد فمن كنت احس انه موجود لم يكن يتكلم ابداً ! بعدها تمكنت من فتح عيني، ولكن على حقيقة مرة وهي انه ذهب دون ان يخبرني من هو، صرخت: لا !، لا !تذهب قبل ان تخبرني من انت؟ ولكن فات الاوان !
اصبحت مستيقظاً كلياً وانا غير مصدق ماحدث ! ما الذي جرى لي ومن كان هذا؟ بفرض انه من؟ وماهذا الذي رأيته؟ كانت الحسرة تقتلني لانه لم يخبرني من هو ! وخفت بعدها ان انام وسالت نفسي ماذا سافعل؟ هل ساصير مؤمناً؟ ولكن بمن اؤمن وانا لا اعرف من رأيت ! بل انا لا اعرف اذا كان مارأيته حلماً ام علماً هل كنت نائماً ام كنت مستيقظاً؟ يبدو لي في بعض الاحيان انني كنت نائماً وان ما رأيته يسمى بليلة الرعب terror night وفي احيان اخرى ارى انني كنت "نصف نائم" ! وان ما رأيته هو حقيقة !
نعم هناك تفسير طبيعي لماحدث لي وهو مايعرف بليلة الرعب وهي تختلف عن الكابوس من حيث انك في الكابوس ترى مايخيفك اما في ليلة الرعب فليس هناك شيء تخاف منه سوى شعور بالهلع من دون ان يكون هناك شيء تراه. انا اعرف ان الاحلام هي البيئة المثالية التي تظهر فيها كل رغباتنا وشهواتنا المكبوتة في عالم اليقظة. طيب دعونا نفترض ان التفسير الطبيعي صحيح فالناتج منه هو انني اكتم رغبة دفينة للايمان في عقلي الباطن وان عقلي الواعي يمنعني من اظهار هذه الرغبة وعندما نمت ظهرت هذه الرغبة بكل وضوح وصور لي عقلي الباطن مارايت ولازلت اذكر اني صحوت ويدي مخدرة ولابد ان الخدر هو ماتحول الى شعور بيد تطير بالهواء!
ياللمفاجئة ! يبدو اني من الداخل اريد ان اؤمن بالاله! من كان يتوقع هذا؟!! لقد ربينا منذ الطفولة على الايمان والخضوع المطلق لله ولتعاليم الدين ومن غير الممكن ابداً ان تغلب الطبع الذي تطبعت عليه من الطفولة !

ومن ناحية اخرى هناك التفسير الفوق طبيعي حيث سنقول ان ماحدث معي كان معجزة او اعجوبة ! انا طلبت منه ان يريني حلماً فاراني حلماً فماذا اريد اكثر من هذا؟ اسئلوا تعطوا اطرقوا يفتح لكم ! المسالة بسيطة جداً والان يتوجب علي اما ان اصدق او اقر باني معاند لا اكثر.
ولكن ماهي الرسالة التي وجهت الي في هذا الحلم –بفرض انه كان حلماً- ؟ ان ارى شيء ينكره كل ملحد وهو مايسميه المؤمنون الروح، وقد كان هذا اول شيء خطر ببالي في ذاك الوقت (لا اعرف لماذا)، ولكن الم يقل "سيك" ان الروح هي اعتقاد وثني وانه ليس هناك روح؟ فكيف يُحتج علي بشيء غير موجود؟؟؟ الا اذا فرضنا ان ما رأيته (في ضمن الفرض الفوق طبيعي) هو للتحذير، ربما من جاءني اراد ان يحذرني من ان اختار الدين الخاطئ وعليه يكون الدين الصحيح هو دين يؤمن بوجود مايسمى بالروح مثل الاسلام او حتى الكنيسة الثالوثية او الزرادشتية ....ولكن من قال ان "سيك" كان محقاً؟ اعني ان مايطرحه هو اقرب للتفسير الشخصي ثم لايبدو انني عندما وجهت خطابي بطلب معجزة انني كنت اقصد المسيح بذلك بل على الاغلب كنت اخاطب الهاً عاماً ولذا فالمشكلة الاساسية عندي في ظل التفسير الفوق طبيعي هي في شخصية الاله والدين الصحيح بفرض انه يوجد دين صحيح ! ان الرسالة التي وجهت الي كانت رسالة منقوصة تفتقد اهم جزء وهو الجواب على السؤال عن شخصية الاله.
كيف سأعرف من هو الاله الحقيقي الواجب الوجود؟ بل اي تفسير ساختار بحيث اكون عادلاً غير منحاز؟ هذا ماحيرني خلال كل هذه الفترة...اخيراً قلت لنفسي انا رجل علمي، من السهل معرفة الجواب على هذا عن طريق عزل العوامل فماسأقوم به هو اني ساعيد طلب الاعجوبة خلال ليال انتقيها بشكل عشوائي اسأل فيها الاله ان يريني شيئاً كما في المرة الاولى، فاذا حدث هذا فلايمكن ان يكون ذلك لسبب طبيعي وسيكون هذا دليلاً قاطعاً على وجود الاله!
وهذا ما فعلت ...عدت رجلاً مؤمناً تماما ! ادعو الاله كما لم يدعه احد من المؤمنين بل كما لم ادعه من قبل! تخيلوا ذلك ايف ذاك الملحد العنيد يصلي من اجل الاله! وكنت كلما اردت ان اخاطبه لا اعرف مايحدث لي ابدا بالارتجاف مثل ورقة في مهب الريح وتتساقط دموعي وانا اسأله ان يساعدني وينقذني من الالحاد ! (تصور هذا !)
نعم اردت ان اؤمن! اردت ان ارمي بكل شيء وتمسكت بقشة ! لحسن الحظ ( او لسوء الحظ ) ان سيك لم يواصل النقاش والا فلا اعرف ماكان سيحدث!
مرت ايام عديدة ولم يحدث شيء ! ولا زلت انتظر! بدات امالي تتلاشى حتى سيطر عقلي على كامل الجسد وعدت ملحداً فذاك الامل المخادع لم يكن سوى وهماً، من كان منكم يتابع الحوار مع سيك ربما لاحظ هذه الحيرة بعد المداخلة التالية بالتحديد، حتى موضوع الحوار مع طالب في كلية الهندسة الذي اردته ان يكون حواراً الحادياً، اذا به يتحول الى حوار الوهي اخسر فيه المناقشة واقر به بوجود اله، الموضوع التالي لم يكن باحسن منه! حتى انني قلت لسيك ولاول مرة كلمات تتضمن مدح للاسلام !
حقيقة من غير الممكن ان نعرف اي الاديان على حق وايها على باطل بفرض انه لابد ان يكون احدها صحيحاً...لقد كان خيار محمد ذكياً جداً عندما صدق بكل الاديان السابقة!
ولكن لماذا اكبّر الموضوع هكذا؟ ان ماحدث معي شيء عادي يحدث للملايين كل يوم لاتقولوا لي انكم لم تعانوا من ليلة رعب او لم تشاهدوا كابوساً في منامكم؟ اذن لماذا كل هذا التعقيد؟
ومن ناحية اخرى ان مايحيرني هو التوقيت والمضمون...لقد حدث هذا في نفس الليلة لا بعد شهر او اسبوع او حتى يوم بل في نفس الليلة، اريد ان يريني حلماً...هاك ما اردت!
يالك من معاند ومكابر يا ايف لقد كنت تريد دليلاً فعندما اعطاك واحداً، فماذا فعلت؟ بدل ان تقر بخطأك وعجزك صرت تريد دليلاً على صحة الدليل!!! ولنفرض انه جاءك مرة ثانية فهل ستؤمن؟ قلها بصراحة، اذا رأيت اعجوبة في الحلم هذه الليلة هل ستؤمن؟ مالك تطأطأ رأسك وتعض على شفتك انك لن تؤمن لانك ذقت طعم التفكير الحر ولايمكنك ان تعود عبداً لمن يملي عليك تصرفاتك وافعالك.
لايبدو علي انني معاند ولكن انا حائر هذا كل مافي الامر! وما انا؟ وماخطري حتى يستجيب لي الاله هكذا بهذه السرعة؟ ولم لايستجيب ويري معجزاته للملحدين الكبار الذين تقفو اثرهم الكثير، ولم لايستجيب بنفس السرعة لهؤلاء المساكين ممن تداس رؤوسهم بالاحذية والدبابات كل يوم وممن يموتون جوعاً وصبراً وكمداً ؟ اليس هذا افضل من ان يستعرض عضلاته علي؟
ومن ناحية اخرى ربما يريد الاله ان يختبرني، ربما لم يستجب لي مرة اخرى لكي يرى هل ينتصر الجانب الايماني في على الجانب الالحادي او لا، ربما علم الاله اني معاند وليس هناك فائدة وربما علم اني لا احتمل نوبة مشابهة لاني لا اكتمكم الخبر ان نوبة الرعب كانت من الشدة بحيث تخال نفسك ستموت!
كثيره هي الاحتمالات حقاً ولا اعرف ماذا اختار فهل بينكم من عنده بلسم لجراحي؟