الجمعة، ٣٠ آذار ٢٠٠٧

القول السديد في موت الله الأكيد - الكاتب: رجل أعمال

القول السديد في موت الله الأكيد

هل كان فريدريك نيتشه على حق حينما قال بأن الله قد مات؟

و هل كان الله يحتضر عندما أرسل محمد ؟

وهل يمكننا القول بأن الرسول محمد هو بنفسه وبإرادةٍ منه قد أسدل ستارة "النهايه" بعد آخر فصل من فصول مسرحية السماء , كونه آخر الرسل وخاتم الأنبياء ....ليوصد بعدها المنافذ التي توصل الارض بالسماء , ويقطع أسلاك الوحي مع جبريل ......ويـُلغي الزيارات الملائكيّه للأرض بعد أن سحب منهم تصاريح الدخول .....وأخيراً , هل يمكن أن يكون الرسول محمد قـد أحـال "الله" قسراً إلى التقـــاعـــد " المبكـّر " لسبب ٍ ما ؟

تساؤلات محيّره ومثيره للجدل تجعلنا مُرغمين على تصوّر ما يمكن أنّ يكون قد حدث "لله" وجعله أثراً بعد عين .

نحن نعلم بأن الله –من خلال كتبه- قد كان على تواصل دائم مع البشر منذ أن خلق آدم ثم نوح ومن خلال من جاء بعدهم من رسل وأنبياء يقال أن عددهم قد بلغ الأربعه وعشرين ألفاً .....

ولم ننسى أيضاً بأنه قد أصطفى من خلقه إبراهيم وأتخذه خليل ورسول وكان على تواصل دائم معه لدرجة أن جعل من صُلبه الأنبياء والرسل , فقد أتخذ من إبنه إسحق رسولاً ومن بعده حفيده يعقوب ومن بعده إبن حفيده يوسف ..وقد كان الله معهم لا يفارقهم ولا يزال ينصحهم ويتودد إليهم , إلى أن مات يوسف ...وبعدها بدأت لعبة "الاسـتغمـّايه الإلهيّه" , فقد أختفى الله فجأه من الدنيا والبشر ومن غير سبب.... مع أن الله قد وعد إبراهيم أن تستمر ذريته ( من نسل يعقوب) في النبوه وإلى الأبد , ولكن حدث هناك أمر لا نعلمه جعل الله يختفي لـِتندثربعدها أسرة إبراهيم , وإلى أبد الآبدين .

وفجأة .... يظهر الله بعد أكثرمن 400 عام لشخص أسمه موسى , حيث كان عمره آنذاك أربعين عاماً وكان قد قتل شخص مصري لتـوّهِ , فيأمره الله بأن يكون رسوله لفرعون ونبيّه على الأرض ...مع أن عشيرة موسى لا تمتّ بصله إلى أسباط يعقوب ولا إلى مصر ...وذهب الله مع موسى في مغامرات خطيره ورهيبه معروفه للكلّ ...مات موسى فأختفي الله بلا إحم ولا دستور .


وفجأة .....ومن بعد إختفائه ردحاً طويلاً من الزمن ظـَهَر الله لداوود الذي يقال عنه بأنه رجل حرب وعصابات ورجل جنس وشبق ...حتى يقال بأنه قد وضع آلاف الرجال من بني عامون تحت المناشير ...فزكــّاه الله وأبنه سليمان ليخلفاه على الارض ...ليختفي بعدها كما أتى .

وفجأه .....بعد 980 عام ...وكما هي العاده , ظهر الله للمسيح وأصطفاه لمدة ثلاثة أعوام فقط لا غير ... ليختفى بعدها الله " فجأه" كما جاء , ليُصلب ذلك المسكين وحيداً بلا ذنب سوى أن أصطفاه الله , ثـُمَ نـــســاه .

وفجأة ..... بعد 600 عام ظهر الله مجدداً إلى محمد , وقد أنهكـته كل تلك التـُرّهات البشريه وأشغلته عن أعماله الكونيه الأخرى ليضع النقاط على الحروف ويستخلف الإنسان على الأرض , بخيره وشرّه وإلى الأبد , خصوصاً بعد أن شعر باليأس المُحبط ومرارة المحاولات الفاشله المُتكرّره , وأن الأمور في النهايه قد خرجت عن نطاق سيطرته , فحمّل البشر مسئوليات أنفسهم لأنفسهم , وتخـلـّى هو عن مسئولياته تجاههم ...وياليته قد فعل ذلك من الأول ....

وهاهو الله الآن...لا وجود لـه ولا حـِسّ لذكره ولا ظهور لـه منذ أكثر من 1428 سنه ...وهو الذي لم يكن ليغيب أكثر من ذلك ....إذن أين هي عاداته في الإختفاء المفاجئ والظهور الأكثر مفاجأه ؟...أين هو الآن؟ ....

لماذا لا يأتي "الله" إلينا في وقتنا الحاضر , ويرى نتائج عبثه بحياة البشر الذين أصبحوا بفضله وبسببه وحوشاً يقتل بعضهم البعض بأسمه ومن أجله وفي سبيل إرضائه....أين هو ليتحمّل مسئولياته أمام العالم .....أين هو لكي يعتذر عن سوء صنيعه بالإنسانيه ....أو يُشعرنا بأسفه وندمه على الأقلّ .....أين هو ؟.

إمّا أنه غير موجود ....أو أنه يخجل من الظهور لأنه لا يستطيع فعل شيئ ......أو أنّه مات في إحدى زوايا البُعد الثالث للكون ....الله أعلم .

رد: حاجة العقل إلى معرفة الحقائق الكبرى في الوجود - الكاتب: سيزيف


تحية طيبة للجميع ..
...................
حاجة العقل إلى معرفة الحقائق الكبرى في الوجود ...
نشوء الأديان إستجابة لتلك الحاجة التي هي أم الإختراع !
الانسان .. ذلك الكائن المدهش بوعيه .. والمتمرد دوما على حقيقة مفزعه تلصقه بالفناء .. المغرور غالبا بحصيلته المعرفية والحضارية .. والعطش دوما للوجود .. كما تنصل عن جوهره الانساني ليسبغه على كائن علوي متماهي الاطلاق .. ايضا حول رغبته القديمة والاصيلة في الخلود الى جنة ونار .. الى حياة اخرى تفنن في وصفها ورسم ملامحها .. وسمح لغروره ان يصور نفسه على انه مركز هذا الوجود .. واختلفت تلك المشاهد باختلاف المكان والزمان .. وايضا على مدى قدرة الوعي البشري على التخيل وتعاطي الخداع ..
لماذا نشأ الدين وما هي الحاجة البشرية لوجوده ..
ان العامل الاهم والاشمل هو ان مقولات الدين وتصوراته هي انعكاس اصيل ومطلوب لتساؤلات النفس البشرية ذاتها .. سواء في علاقتها مع الوجود او علاقتها مع غيرها من الذوات .. او حتى في طريقة تعاطيها مع نفسها .. لذلك تجد الدين هو تلك الفكرة المطاطة والوعاء المرن الذي يتمدد ليتسع لكل شيء واي شيء .. الكون وعلومه .. الاخلاق .. الماضي والحاضر والمستقبل .. وغيرها .. وغيرها
من زاوية أخرى اعمق .. فان الدين بوصفه اتصال علوى من قبل كائن اعلى مفارق ولامتناهي الاطلاق هو انعكاس آخر لجوهر الانسان .. ذلك الجوهر الذي تمت صياغته والاعلاء من مفرداته من قبل في صوره الاله .. وكما جسدت صورة الاله فكرة الانسان عن نفسه .. جسد الدين محاولات ذلك الانسان لوضع اجوبة لتساؤلاته الوجودية المؤرقة ..
لم يمت الله بعد يا نيتشه .. لكنه حتما في طريقه للفناء ..
قد يكون الدين قد حافظ على استمرارية وجوده .. الا انه بالتأكيد لم يحافظ على قوة وتأثير ذلك الوجود .. فالاضطراد المعرفي الموازي للتطور الحضاري البشري قد نجح في سد العديد من الثغرات التي كان يضلع بها الدين .. وكانت المفاجأة الغير سعيدة لأهل السماء ان تلك الاجابات البشرية في صميمها والتي هي منتوج للوعي والعلم جاءت مغايرة بل ومناقضة غالبا للمقدس .. مما يؤكد على وجود مساران متقابلان احدهما صاعد والاخر هابط .. يصعد الاول مع كل نظرية علمية او اكتشاف عقلي انساني يتم اضافته للتراكم الحضاري البشري .. فيهبط الثاني بضرورة حتمية متدرجا نحو الفناء !