الأحد، ١ نيسان ٢٠٠٧

هذا الشك الذي يقتلني ! - الكاتب: ايف هتس

هذا الشك الذي يقتلني !

ما الذي اخرجنا من الاديان ؟ اليس هو الشك ؟ ومنهجية الشك؟ ووضع الاحتمالات ودراستها؟ فهاهو الشك يعود الي من جديد بعد ان انتصرت عليه ...لقد عاد ليقول لي ان الحادك كله ربما يكون خطأً وان الرب قد يكون موجوداً ! ولكن هذه المرة فان مصدر الشك هو قلبي وليس عقلي. ان عقلي يثبت لي مراراً وتكراراً وبطرق كثيرة ان الاله الابراهيمي غير موجود ولكن هذا القلب الاعمى انه لايتوقف عن التفكير بالرب الخالق ! قد يرى بعضكم ان ايف بدأ يهذي وربما يرى البعض الاخر انني اتآمر لصالح دين اخر ولكنني مللت ! لقد وجدت اجابة طبيعية عما ابحث عنه ولكني لازلت اشك كثيراً.
تبدأ القصة عندما وضعت موضوعي "حوار مع صديق مسيحي حول يسوع المسيح" في منتدى لاديني وكانت احدى نقاط الاحتجاج تركز على قول يسوع "اسالوا تعطوا...اقرعوا يفتح لكم" ولذا فمن المنطقي ان يكون من حقي ان اطالب باعجوبة حتى اؤمن لانه لايمكنني ان اصدق بشيء بلادليل ولان الله اختار طريق الاعاجيب فانا اطلب اعجوبة !
ولذا كتبت:
اقتباس

كل العالم لايكفي كتب ما صنعه يسوع...انا لست طماعاً اريد واحدة فقط...لا اريد ان تنزل غمامة من السماء او تحدثني الملائكة او يظهر لي المسيح ولكن كلمة واحدة اريد ان يسمعني كلمة واحدة فقط... ان يريني حلماً !!! حتى الحلم يابى ان يعطيني اياه اريد ان اسمعه... ان ارى ما يدل عليه...لم كان يكلم السابقين ويأبى ان يكلمنا؟ لم كان لايرعوي ان يكلم حتى الخاطئين ومرتكبي الاثم ويابى ان يكلمني؟

كان الخبث واضحاً في كلامي وخصوصاً اني العب على مشاعر القارئ ! ولاني انسان عاطفي اكتب بعاطفتي فان الكلمات التالية لم تكن من وحي الخبث ومن وحي الاحتجاج وسحق المقابل بل كتبها قلبي عندما انفلت من زمام سيطرة العقل !:
اقتباس
(
اقسم قسماً عظيماً اني لست معانداً وان في قلبي مكان للرب لايغادره ابداً ومازال مكانه فارغاً لايشغله شيء فعجل يارب بنجدتي فلينزل عليّ ملكوتك ومعجزاتك البهية لم لا ارى سنا وجهك العظيم ؟ هل كنت خاطئاً ؟ هل سقطت من عينيك فكنت منبوذاً؟ الا تعلم باني ما زلت احبك وان قلبي لايزال يحتفظ لك بمكان؟ لم سكت عنا يارب؟ لم تدع الصمت يتكلم عنك؟ استجب لي يارب! اعطني دليلاً ...مزقني ...اقلب عالمي...العني بكل لعنات الشياطين...ارمني في بحيرة النار ولكن لاتتركني هكذا ! اسمعني وجدني فقد ضعت بين الزحام اريدك ان ترى اني اصرخ اليك لتجدني ...فهل تسمعني؟
)
كنت صادقاً جداً في هذه الكلمات صادقاً الى درجة لم اعهدها من قبل ! حتى وجدت يداي ترتجفان على لوحة المفاتيح ودموعي تنهال مدراراً...كنت ابكي بحرقة والم ...فقد عادت كل الذكريات الدينية الي حتى لم اعد اعرف شيئاً من الحادي ...لقد كنت كمن فقد اباه وكمن يبحث عن محبوب لايمكن ان يصل اليه او ضاع منه الى الابد ...عرفت عندها اني على الرغم من كل الحادي، مايزال الاله عامراً في قلبي ! تركت كتابة الرد، وامضيت سائر اليوم وانا احس بفراغ كبير وكلما ذكر احدهم الله، احسست بالغصة ترتفع في اعماقي. ها قد جاء الليل وها انذا آوي الى فراشي مفكراً، قلت لنفسي ماذا لو نمت ورايت الرب او مهما كان اسمه في منامي، ماذا سافعل؟ هل سأومن؟
يالك من غبي يا ايف ! هل هناك ملحد في العالم يطلب حلماً لكي يؤمن ! ما اسخفه من طلب ! لقد كان وضعي النفسي والكبت الذي اعانيه بسبب ايام الايمان تجعل من المنطقي ان ينعكس كل هذا في المنام ! فماذا سأفعل لو رايت ما لا اعرف ماهو في منامي ! في النهاية قلت لنفسي وماهي الاحتمالات ان ارى هكذا منام؟ اني انام كل ليلة ولا ارى شيئاً فلماذا ستكون هذه المرة مختلفة؟
يالسوء حظي ! لقد وقع المحظور ! وكانت تلك الليلة من اغرب ليالي عمري !
صحوت في منتصف الليل او خيل الي اني صحوت ففي الحقيقة لا اعرف ان كان صحواً مايمكن ان تسمى حالتي او منام ولكن بالتأكيد كانت عيوني مغلقة ولكني كنت احس بذلك هل يكون من الممكن ان تحلم وانت تدرك ان اجفانك مغلقة؟ كما كنت احس بالفراش الذي انام عليه ويديّ التي كانتا موضوعتين فوق الصدر. انتابتني موجة ذعر شديدة ...موجة من الخوف الهائل الذي لايمكن ان يوصف حتى لكانني اصبت بالشلل ! وكانك تشاهد فيلم رعب ! لم اكن ارى شيئاً مرعباً انه فقط خوف... من ماذا؟ لم يكن هناك شيء مخيف ...اقصد اني لم ار شيئاً ولكني احسست ان هناك احد ما معي في الغرفة وكان هذا سبب الخوف حسبما اظن ومن جديد اقول اني لم ار احداً.
حاولت ان احرك يدي او ربما تحركت من تلقاء نفسها ...لا اعرف، ولكن ياللعجب ان يدي ترتفع في الهواء وبكل سلاسة ولكني مازلت احس بها فوق الصدر والى جوار اختها ! كما بدت انها تتحرك بدون مفصل بل ترتفع في الهواء كلها دفعة واحدة وكانها معلقة بمجموعة من الخيوط ! لقد كان ما ارتفع في الهواء هو يدي ولكن لم يبدوانها يدي المادية ! لقد كانت شيئاً اثيرياً تشعر انك تحركه ولكن في نفس الوقت فان اليد المعنية مرمية هناك في نفس المكان ..لايمكنني ان اشرح لكم ذلك انه يفوق الوصف ! اقسم اني احسست بها ترتفع واني احسست بان يدي ما تزال فوق صدري لا اعرف كيف ! عندها ابتسمت وقلت وكأنما هناك من اخاطبه ويسمعني...قلت له من غير ان اتكلم: اذن أهكذا تعمل الروح؟ كانت الروح هي الشيء البديهي الذي خطر لي ولم يكن هناك من رد فمن كنت احس انه موجود لم يكن يتكلم ابداً ! بعدها تمكنت من فتح عيني، ولكن على حقيقة مرة وهي انه ذهب دون ان يخبرني من هو، صرخت: لا !، لا !تذهب قبل ان تخبرني من انت؟ ولكن فات الاوان !
اصبحت مستيقظاً كلياً وانا غير مصدق ماحدث ! ما الذي جرى لي ومن كان هذا؟ بفرض انه من؟ وماهذا الذي رأيته؟ كانت الحسرة تقتلني لانه لم يخبرني من هو ! وخفت بعدها ان انام وسالت نفسي ماذا سافعل؟ هل ساصير مؤمناً؟ ولكن بمن اؤمن وانا لا اعرف من رأيت ! بل انا لا اعرف اذا كان مارأيته حلماً ام علماً هل كنت نائماً ام كنت مستيقظاً؟ يبدو لي في بعض الاحيان انني كنت نائماً وان ما رأيته يسمى بليلة الرعب terror night وفي احيان اخرى ارى انني كنت "نصف نائم" ! وان ما رأيته هو حقيقة !
نعم هناك تفسير طبيعي لماحدث لي وهو مايعرف بليلة الرعب وهي تختلف عن الكابوس من حيث انك في الكابوس ترى مايخيفك اما في ليلة الرعب فليس هناك شيء تخاف منه سوى شعور بالهلع من دون ان يكون هناك شيء تراه. انا اعرف ان الاحلام هي البيئة المثالية التي تظهر فيها كل رغباتنا وشهواتنا المكبوتة في عالم اليقظة. طيب دعونا نفترض ان التفسير الطبيعي صحيح فالناتج منه هو انني اكتم رغبة دفينة للايمان في عقلي الباطن وان عقلي الواعي يمنعني من اظهار هذه الرغبة وعندما نمت ظهرت هذه الرغبة بكل وضوح وصور لي عقلي الباطن مارايت ولازلت اذكر اني صحوت ويدي مخدرة ولابد ان الخدر هو ماتحول الى شعور بيد تطير بالهواء!
ياللمفاجئة ! يبدو اني من الداخل اريد ان اؤمن بالاله! من كان يتوقع هذا؟!! لقد ربينا منذ الطفولة على الايمان والخضوع المطلق لله ولتعاليم الدين ومن غير الممكن ابداً ان تغلب الطبع الذي تطبعت عليه من الطفولة !

ومن ناحية اخرى هناك التفسير الفوق طبيعي حيث سنقول ان ماحدث معي كان معجزة او اعجوبة ! انا طلبت منه ان يريني حلماً فاراني حلماً فماذا اريد اكثر من هذا؟ اسئلوا تعطوا اطرقوا يفتح لكم ! المسالة بسيطة جداً والان يتوجب علي اما ان اصدق او اقر باني معاند لا اكثر.
ولكن ماهي الرسالة التي وجهت الي في هذا الحلم –بفرض انه كان حلماً- ؟ ان ارى شيء ينكره كل ملحد وهو مايسميه المؤمنون الروح، وقد كان هذا اول شيء خطر ببالي في ذاك الوقت (لا اعرف لماذا)، ولكن الم يقل "سيك" ان الروح هي اعتقاد وثني وانه ليس هناك روح؟ فكيف يُحتج علي بشيء غير موجود؟؟؟ الا اذا فرضنا ان ما رأيته (في ضمن الفرض الفوق طبيعي) هو للتحذير، ربما من جاءني اراد ان يحذرني من ان اختار الدين الخاطئ وعليه يكون الدين الصحيح هو دين يؤمن بوجود مايسمى بالروح مثل الاسلام او حتى الكنيسة الثالوثية او الزرادشتية ....ولكن من قال ان "سيك" كان محقاً؟ اعني ان مايطرحه هو اقرب للتفسير الشخصي ثم لايبدو انني عندما وجهت خطابي بطلب معجزة انني كنت اقصد المسيح بذلك بل على الاغلب كنت اخاطب الهاً عاماً ولذا فالمشكلة الاساسية عندي في ظل التفسير الفوق طبيعي هي في شخصية الاله والدين الصحيح بفرض انه يوجد دين صحيح ! ان الرسالة التي وجهت الي كانت رسالة منقوصة تفتقد اهم جزء وهو الجواب على السؤال عن شخصية الاله.
كيف سأعرف من هو الاله الحقيقي الواجب الوجود؟ بل اي تفسير ساختار بحيث اكون عادلاً غير منحاز؟ هذا ماحيرني خلال كل هذه الفترة...اخيراً قلت لنفسي انا رجل علمي، من السهل معرفة الجواب على هذا عن طريق عزل العوامل فماسأقوم به هو اني ساعيد طلب الاعجوبة خلال ليال انتقيها بشكل عشوائي اسأل فيها الاله ان يريني شيئاً كما في المرة الاولى، فاذا حدث هذا فلايمكن ان يكون ذلك لسبب طبيعي وسيكون هذا دليلاً قاطعاً على وجود الاله!
وهذا ما فعلت ...عدت رجلاً مؤمناً تماما ! ادعو الاله كما لم يدعه احد من المؤمنين بل كما لم ادعه من قبل! تخيلوا ذلك ايف ذاك الملحد العنيد يصلي من اجل الاله! وكنت كلما اردت ان اخاطبه لا اعرف مايحدث لي ابدا بالارتجاف مثل ورقة في مهب الريح وتتساقط دموعي وانا اسأله ان يساعدني وينقذني من الالحاد ! (تصور هذا !)
نعم اردت ان اؤمن! اردت ان ارمي بكل شيء وتمسكت بقشة ! لحسن الحظ ( او لسوء الحظ ) ان سيك لم يواصل النقاش والا فلا اعرف ماكان سيحدث!
مرت ايام عديدة ولم يحدث شيء ! ولا زلت انتظر! بدات امالي تتلاشى حتى سيطر عقلي على كامل الجسد وعدت ملحداً فذاك الامل المخادع لم يكن سوى وهماً، من كان منكم يتابع الحوار مع سيك ربما لاحظ هذه الحيرة بعد المداخلة التالية بالتحديد، حتى موضوع الحوار مع طالب في كلية الهندسة الذي اردته ان يكون حواراً الحادياً، اذا به يتحول الى حوار الوهي اخسر فيه المناقشة واقر به بوجود اله، الموضوع التالي لم يكن باحسن منه! حتى انني قلت لسيك ولاول مرة كلمات تتضمن مدح للاسلام !
حقيقة من غير الممكن ان نعرف اي الاديان على حق وايها على باطل بفرض انه لابد ان يكون احدها صحيحاً...لقد كان خيار محمد ذكياً جداً عندما صدق بكل الاديان السابقة!
ولكن لماذا اكبّر الموضوع هكذا؟ ان ماحدث معي شيء عادي يحدث للملايين كل يوم لاتقولوا لي انكم لم تعانوا من ليلة رعب او لم تشاهدوا كابوساً في منامكم؟ اذن لماذا كل هذا التعقيد؟
ومن ناحية اخرى ان مايحيرني هو التوقيت والمضمون...لقد حدث هذا في نفس الليلة لا بعد شهر او اسبوع او حتى يوم بل في نفس الليلة، اريد ان يريني حلماً...هاك ما اردت!
يالك من معاند ومكابر يا ايف لقد كنت تريد دليلاً فعندما اعطاك واحداً، فماذا فعلت؟ بدل ان تقر بخطأك وعجزك صرت تريد دليلاً على صحة الدليل!!! ولنفرض انه جاءك مرة ثانية فهل ستؤمن؟ قلها بصراحة، اذا رأيت اعجوبة في الحلم هذه الليلة هل ستؤمن؟ مالك تطأطأ رأسك وتعض على شفتك انك لن تؤمن لانك ذقت طعم التفكير الحر ولايمكنك ان تعود عبداً لمن يملي عليك تصرفاتك وافعالك.
لايبدو علي انني معاند ولكن انا حائر هذا كل مافي الامر! وما انا؟ وماخطري حتى يستجيب لي الاله هكذا بهذه السرعة؟ ولم لايستجيب ويري معجزاته للملحدين الكبار الذين تقفو اثرهم الكثير، ولم لايستجيب بنفس السرعة لهؤلاء المساكين ممن تداس رؤوسهم بالاحذية والدبابات كل يوم وممن يموتون جوعاً وصبراً وكمداً ؟ اليس هذا افضل من ان يستعرض عضلاته علي؟
ومن ناحية اخرى ربما يريد الاله ان يختبرني، ربما لم يستجب لي مرة اخرى لكي يرى هل ينتصر الجانب الايماني في على الجانب الالحادي او لا، ربما علم الاله اني معاند وليس هناك فائدة وربما علم اني لا احتمل نوبة مشابهة لاني لا اكتمكم الخبر ان نوبة الرعب كانت من الشدة بحيث تخال نفسك ستموت!
كثيره هي الاحتمالات حقاً ولا اعرف ماذا اختار فهل بينكم من عنده بلسم لجراحي؟

ليست هناك تعليقات: