الاثنين، ٧ أيار ٢٠٠٧

فلسفة روبوت - الكاتب: نيو

فلسفة روبوت

لنتخيل معا ان روبوتا ذو ذكاء اصطناعى جلس قليلا ليفكر فى كيفية خلقه , سينظر الى ذراعيه الاليكترونيين وسيتعجب من قدرة خالقه على صنعهما بهذه الدقه , سينظر الى الاجزاء الدقيقه فى جسده وسيقول بالتاكيد خالقى اروع ما يكون , سيتأمل قليلا فى ذكاؤه وسيقول هذا الفرق بينى وبين باقى مخلوقات الانسان التى لا تفكر مثل الثلاجه والبوتاجاز والمكواه , ثم سيفكر جيدا فى ماهية خالقه الذى هو بالتاكيد غير كامل لانه يحتاج الان الى التزود بالكهرباء , ولو كان خالقه كاملا لمنحه الطاقة بلا حساب .....

قليلا من الراحة ثم سيفكر جديد بعد تزوده بالطاقة اللازمه , سيندهش حين يعلم انه لا يحتاج للتزواج لكى تصبح له ذرية , فخالقه هو اكفأ من يقوم بهذه المهمه بدلا منه , فهو وحده القادر على اهداءه الاسرة التى يريدها بلا تعب او زواج , حتى الكلب سيخلقه له دون الحاجه لشراؤه او اصطياده من الشوارع الخلفية , سيسعد كثيرا عندما يعلم ان خالقه يقوم بكل تلك المهمات بدلا منه , لانه وحده القادر ...

هاهو يفكر ايضا فى مسالة مخلفاته , فهو ليس لديه اى مخلفات يخرجها من جسده الحديدى مثل خالقه , والاهم انه حتى لو اخرج بعض قطع البلاستيك او الاسلاك فلن تكون لها رائحه كريهه مثل مخلفات الانسان , انه حقا خالق عبقرى , تغلب على عيوب خلقه الذاتيه حتى يخلقنى كاملا ......

ينظر الروبوت حوله ليجد ان خالقه حقا متنوع فى خلقه , فيجد ان موديلات خلقه لا حصر لها , وواضح انه حتى الآن ارقى تلك المخلوقات واحدث موديل , يسبح باسم خالقه الذى منحه الرقى والتفوق على سائر المخلوقات ....

تفكيره فى عظمة خالقه لا تنفى عنه فكرة انه يعلم جيدا بنقصانه ونقصان خالقه , وابسط مثال على ذلك انه يمكنه ان يتمرد على خالقه فلا يقوم بواجباته اتجاهه , فى حين ان خالقه يمكنه ان يمنع عنه الطاقة فى لحظة غضب لا تدل على كمال الخالق , ولكنه مع ذلك يشعر بأن عليه تحمل خالقه مهما كانت عيوبه ببساطه لانه ممتن انه خلقه ......

الروبوت يقنع نفسه طوال الوقت ان خالقه اعظم ما يكون , مع انه لو فكر قليلا سيجد ان خالقه نفسه يعتبر ان خالقه اعظم ما يكون , وهكذا تسير المنظومه بلا توقف ......


_______________________________________________________

رد بواسطة : الشيطان
لكن ...

هل هذا الروبوت ، يمتلك ارادة حرة ؟؟!
ان كان يمتلك ، اذن ، فأي فعل يقوم به ، ليس له سبب ! ... و بالتالي ، ليس هناك سببية ... اذن ، فلا وجود للخالق !
و ان لم يكن ممتلكا لارادة حرة ، فهل هذا يعني انه مبرمج علي هذه التساؤلات ؟!!

ثم .. هل هذا الخالق ، يمتلك ارادة حرة أم لا ؟؟!
ان كان يمتلك ، فهذا يعني انه عابث ... لأن اي فعل يقوم به ، ليس له سبب ....
لكن دعنا من مسألة العبث ... فنحن هنا لا نتكلم عن "اله" ... بل مجرد "خالق" ...

القاعدة تقول ان: Energy cannot be created nor destroyed ... لماذا ؟؟!
لأن الطاقة ، هي المقدرة علي احداث تغيير ...
فلكي تخلق طاقة ، لابد لك من طاقة لتخلق هذه الطاقة !! .. يعني الطاقة ، مستحيل خلقها ...
و ان سلمنا ان العالم كله ، طاقة ،، فهذه يعني ان العالم غير مخلوق ...
و ان كان هناك خالق ، فهو طاقة .... لأنه عنده المقدرة (الطاقة) ، التي خلقت الطاقة (كوننا) ...
و بالتالي ، فهذا الخالق ، يخضع لقوانين المادة و الطاقة ...

و بما انه لا يمكن الترجيح بلا مرجح ... فأي فعل يقوم به الخالق ، هو لسبب ما ... فهذا السبب هو المرجح ... و بالتالي ، ليس هناك سبب أول ... لأن ان كان هناك سبب اول موجود منذ الأزل بدون اي فعل ،، فلابد له من سبب لكي يكون سبب ... أي لابد من مرجح او اي عامل تغيير لكي يتوقف عن السكون و يعطي نتائج ...
و هذا يؤدي الي ان هذا الخالق ، لا يمتلك ارادة حرة ...
و بما انه لا يمتلك ارادة حرة ، فلا فرق بينه و بين الاشياء الغير عاقلة ... يعني تسقط عنه صفة الخالق ... او ان نقول علي الانفجار العظيم ، خالق مثلا ...
و بالتالي ، فهذا الخالق ، هو شكل من اشكال قوانين الطبيعة .. لا فرق بينه و بين اي شيء آخر علي الاطلاق ...
اذن .. فلا وجود لخالق ...


___________________________________________________________

رد بواسطة: نيو

انا لا اعتقد بوجوب خلق الطاقه من طاقه , لاننا هنا نتكلم عن قوانين مختلفه تماما عن القوانين الارضيه التى نعرفها , ولطالما اوضحت ان عقل الانسان قاصر عن معرفة الكثير من الامور قد لا نتوصل ابدا الى معرفتها او مجرد تخيلها , فاذا توصل الانسان لكل الاجابات الغامضه التى يبحث عنها وتوصل الى الاجابه الواضحه والصريحه عن كيفية الخلق وقتها فقط ساتخلى عن فكرة وجود الخالق , لكنى حتى الآن لم اجد النظرية التى تثبت ان الكون خلق وحده دون وعى او كيان يخلقه !

مسالة الخلق لا اعتقد انها مساله ميتافيزقيه بحته , هى فقط مجهول من ضمن المجاهيل التى لا نعلم عنها اى شىء , مثل الموت مثلا , لكن عدم المعرفة لا تنفى الوجود , كذلك عدم معرفة الموت لا تنفى فكرة وجوده .
العلم لم يتوقف يوما عن اثبات وجوده , ولم نرى بعد نهاية العالم حتى نجزم بعدم قدرة العلم على صنع اى شىء , مسالة الذكاء الاصطناعى وارد حدوثها , وقد قطع العلماء شوطا كبيرا فى تلك الابحاث حتى نعتقد انهم اوشكوا على الوصول لنتيجه مفادها ان العشوائيه المنطقية هى السبيل لانتاج الذكاء الاصطناعى ( اعتقد انك ستسخر من جملة "العشوائيه المنطقية تلك , ولكن لو فكرت قليلا بمنهج علمى ستجد ان معناها ابسط مما تتخيل ,ولكن تنفيذها اصعب مما تتخيل ايضا " .

الارادة الحرة زملائى ليست فى الذكاء الاصطناعى او العقل فقط , الارادة الحرة بمعنى اشمل هى السيطرة المطلقة والحرية المطلقة بلا قيود او وقوع تحت تأثير سلطة ما , وقد سبق ان أوضحت فى موضوع سابق انه لم ولن يستطيع اى مخلوق على وجه الارض ان يحظى بالارادة او السيطرة او الحرية المطلقة , اما عن سبب يقينى هذا فنجده فى فيلم ( The Matrix ) وخاصة فى الجزء الثانى عندما يتناقش بطل الفيلم مع مستشار The Real World فى مسالة من يسيطر على من , هل تسيطر الالآت على البشر ام العكس ؟ يقول بطل الفيلم ان البشر يسيطرون لانهم قادرين على ايقافها وقال مثالا على محطة تنقية المياه , فاجاب المستشار انه بالفعل يمكننا السيطرة عليها واغلاقها , ولكن كيف نشرب ماء نقى بدونها ؟

اذا السيطرة درجات متفاوته , والحرية نسبية , وبالتالى لا يوجد ما يسمى بالارادة الحرة على الاطلاق , وهى نفس النظرية التى اؤيدها فى الروبوتات , عندما نصنع ذكاؤهم الاصطناعى الخاص سيملكون نفس ما نملك من امكانيات , وتتبقى لهم ( ولنا ) مشكلة الطاقة .

ارجو من جميع المهتمين بهذا الموضوع مشاهدة The Matrix Triology بنظرة فلسفسة بحتة حتى يمكنهم ان يستوعبوا ما اقصد قوله بصورة اعمق
_____________________________________________________

رد بواسطة: طموح
الوعي يا زميل "نيو" هو مصدر الارادة الحرة و الادراك و التفكير ... هو الذي ينزع الحتمية عن الكائنات الحية عكس الجمادات الخاضعة مطلقا لقوانين المادة
كيف يمكن "نقل" الوعي لجماد ?
ما هو الوعي اصلا حتى ننقله او ننشاه ?
هل نستطيع الحديث عن "كيلوغرام من الوعي" او "3 امتار من الوعي"
الوعي جوهر مطلق مخالف للمادة و الامر ليس بالبساطة التي تتصورها يا عزيزي

تحياتي لك على هذا الموضوع الهام
_________________________________________________________

رد بواسطة: نيو

بالفعل الوعى لا يقاس , وطالما انه لا يقاس فبالتالى هو لا يخضع لاى قانون ممكن ان يقيم اذا ماكان الوعى موجود فى الذكاء ام لا ؟ انا استطيع ببساطه ان اقول ان الوعى مصدره الاساسى الذكاء , وهنا تكمن الفكرة التى اتكلم عنها , اذا تمكن العلماء من بلورة الذكاء الاصطناعى لروبوت او اى جهاز فيما بعد , وكان هذا الذكاء بلا حدود , سيتمكن مع مرور الوقت وتطور الذكاء ذاتيا ان ينتج الوعى والفلسفه الخاصه به , ببساطه اكثر , سيصبح اكثر شكل مشابه للانسان على الاطلاق , وسنرى هل سيتخذ نفس طريق الانسان من فلسفات واديان ومعتقدات , بل وايمان بان الانسان خالقه ام لا ؟

الموضوع كله خيال فى خيال , لكن من قال ان الخيال لا يصنع الحقيقة فيما بعد ؟؟

_____________________________________________________________

رد بواسطة: الشيطان

العزيز Neo ..

قلت:
اقتباس
انا لا اعتقد بوجوب خلق الطاقه من طاقه , لاننا هنا نتكلم عن قوانين مختلفه تماما عن القوانين الارضيه التى نعرفها , ولطالما اوضحت ان عقل الانسان قاصر عن معرفة الكثير من الامور قد لا نتوصل ابدا الى معرفتها او مجرد تخيلها , فاذا توصل الانسان لكل الاجابات الغامضه التى يبحث عنها وتوصل الى الاجابه الواضحه والصريحه عن كيفية الخلق وقتها فقط ساتخلى عن فكرة وجود الخالق , لكنى حتى الآن لم اجد النظرية التى تثبت ان الكون خلق وحده دون وعى او كيان يخلقه !

مسالة الخلق لا اعتقد انها مساله ميتافيزقيه بحته , هى فقط مجهول من ضمن المجاهيل التى لا نعلم عنها اى شىء , مثل الموت مثلا , لكن عدم المعرفة لا تنفى الوجود , كذلك عدم معرفة الموت لا تنفى فكرة وجوده .

أولا .. ليس في الطبيعة ، شيئا اسمه "خلق" .. بل نستطيع تسميته بـ "انتاج" مثلا ..
تعريف الطاقة ، هو المقدرة علي احداث تغيير ...
و بالتالي ، مع وجود تلك المقدرة ، سيتم انتاج تغيير ما .. يعني طاقة ما ... و الكون كله عبارة عن طاقة ... و ما المادة الا طاقة مكثفة ..

ثم ، لابد لنا من ان نفرق بين الوجود و الكون ...
الكون موجود .. و أنت موجود (ضمن هذا الكون) ..
الوجود حالة ..
الوجود لا يمكن بأن يكون له حدود ..
لماذا ؟؟!
لأن ان كان له حدود ، فحدوده ، ستكون هي العدم ..
يعني العدم سيحتوي الوجود .. و هذا تناقض منطقي .. لأن كيف للعدم ان يحتوي وجود ... فان كان كذلك ، فهو ليس بعدم .. بل وجود ..
العدم ، هو اللا شيء ... و اللا شيء ، لا يمكن ان ينتج شيئا ... فالعدم ، لا يمكن ان ينتج وجودا ...
و بذلك نصل الي ان العدم لا وجود واقعي له ... لأنه ان كان له وجود ، ما كان عدما ... أي ، ما كان لا شيئا !
اذن ، فلا وجود الا للوجود .. الذي هو سرمدي ... أي أزلي ... و أبدي ..
ما هو الوجود ؟؟!
الوجود هي الحالة ... هو الذي يشمل جميع الموجودات ...
فالكون موجود ... و بعض النظريات تتكلم عن وجود أكوان متوازية ...
و بما أن الوجود ، لا حدود له ... فبالتالي ، فجميع الموجودات ، لا نهائية !
و ان فرضنا وجود سبب أول ، فهذا يدل علي ان الموجودات محدودة و نهائية .. و هذا سيقودنا الي ان الوجود ككل ، محدود .. و هذا منافي للمنطق !
و كنت قد اوضحت ان فكرة السبب الاول ، غير صحيحة منطقيا في مداخلتي السابقة ...
هناك بعضا ممن يرون ان الكون هو الوجود ... فالاختلاف فقط في التسمية !
الآن ، ان كان الكون غير الوجود .. اي أن الكون جزء من الوجود ، فيجب ان نفرق بين قوانين الوجود ، و قوانين الكون.
قوانين الوجود ، هي القوانين المنطقية .. مثل ان الشيء لا يمكن ان يكون ذاته و نقيضه في نفس الوقت ..
قوانين الكون ، هي القوانين الخاصة بالزمكان ... و هي تندرج تحت قوانين الوجود المنطقية .. و لا يمكن ان تخالفها ..
قوانين الكون ، كمسألة الجاذبية مثلا ، و تأثيرها في انحناء الزمكان ..
فقوانين الوجود ، قوانين عامة .... و قوانين الكون ، قوانين خاصة ...

الآن .. مع فكرة لا محدودية الوجود .. و بالتالي ، لا معدودية و محدودية الموجودات ، نأتي الي انه مع وجود عدد لا نهائي من الموجودات ، فهناك عدد لا نهائي من الاحتمالات ..
هناك ايضا نظرية تقول ان الكون ، يبدأ من انفجار كبير ، ثم انكماش ... ثم انفجار ، ثم انكماش ... الي ما لا نهاية ..
مع وجود علم كميكانيكا الكم ، التي تدرس السلوك العشوائي للجسيمات الدون ذرية ،، فهذا يعني ان كل الكون من سلسلة هذه الاكوان ، ليس شرطا ان يكون مثل الذي قبله ...
مع هذه المقدمات و التي تقول بأن هناك عدد لا نهائي من الاحتمالات ، فنصل الي نتيجة ، ان في ظل عدد لا نهائي من الاحتمالات ، فنسبة حدوث احتمال ما ، هي 100% !
و بالتالي ، فهذا الكون بكل ما فيه ، ممكن جدا ان يوجد بدون اي خالق عاقل و واعي ... بل سيوجد من هو احسن من هذا الكون بملايين المرات (بل بملا نهاية المرات) ...

لكن هنا نأتي الي تساؤل مهم ..
ما هو الوعي ؟؟!
الوعي عبارة عن abstarct ، يشمل جميع وظائف العقل ، من ادراك و تحليل و تخزين و تخيل .. الخ الخ الخ ...
من وجهة نظر الـ Neurology ، فالوعي ، هو نتيجة التفاعلات الكيميائية و الكهربية داخل المخ ... يعني ، ان الوعي ، نشأ من المادة ...
و هنا نصل الي النظرة الماركسية العلمية للوعي ، بأنه لاحق للمادة ... و المادة سابقة له ...

لكن نأتي لميكانيكا الكم المسبب لجميع المشاكل العلمية في عصرنا الحديث ...
ميكانيكا الكم ، تدرس السلوك العشوائي للجسيمات دون الذرية ، من حيث المبدأ ..
و في العقود السابقة ، نشأت العديد من المدارس التي تحاول ان تفسر سبب هذا السلوك العشوائي للجسيمات دون الذرية ..
أهم هذه المدارس ، هي The Copenhagen interpretation ، التي اسسها العالمان "نيلز بور" ، "وينر هايزنبرج" ...
و Many World interpretation ، التي أسسها بعض علماء جامعة أكسفورد ...

المدرسة الاولي و الثانية ، احد اهم التجارب التي قامت عليها ، هي تجربة نظرية فكر فيها العالم "اروين شرويدنجر" ..
و هي تجربة تتكلم باختصار عن قطة داخل صندوق مغلق .. و بداخل هذا الصندوق ، يوجد علبة سم ، و شيئا كالفأس مثلا ، يضرب هذه العلبة ..
هناك احتمال 50% من ان تسقط هذه الفأس علي علبة السم ، فينتشر السم داخل الصندوق ، فتموت القطة ...
فكرة التجربة كلها ، مبنية علي ان المشاهد ، لن يستطيع التأكد بان كانت القطة حية أم ميتة ، الا عندما يفتح الصندوق ...
المدرسة الثانية (Many Worlds interpretation) ، فسرت هذه الفكرة علي ان مع وجود احتمال 50% ، فبالتالي ، هناك احتمالين اثنين ..
أحدهما ، هو ان القطة حية ..
و ثانيهما ، هو ان القطة ميتة ..
هذه المدرسة ، ترجع كل احتمال الي عالم و كون مستقل ، و ما المشاهدة الا النظر لاحدي هذه الاكوان .. فانهيار باقي الاكوان من وجهة نظر المشاهد ، هي التي تحدد الاحتمال الذي يراه ذلك المشاهد ...

ما يهمنا هنا في فكرة الوعي ، هو نظرة المدرسة الأولي (The Copenhagen Interpretation) ..
و الفكرة كلها تتأسس علي ان الكون كله عبارة عن موجات احتمالية ، لا تتحقق الا بوجود المشاهد ...
يعني ، المادة عبارة عن موجة احتمالية ... لن تصبح مادة الا عند وجود المشاهد ...
و هذا قد يفسر قليلا فكرة مرور الفوتون من الشقين في نفس اللحظة .. في الـ Double Slits Experiment ..
و هذا يحدث نتيجة ان الفوتون اثناء غياب المشاهد ، يتخذ سلوكا موجيا .. و بالتالي ، فوجود في اكثر من مكان في نفس الوقت ، أمر ليس بغريب ..

النتيجة التي أريد ان اصل اليها هنا في مسألة مصدر الوعي ، هي الازدواجية بين علم الـ Neurology ، و علم الـ Quantun Mechanics ..
و هي ان الـ Neurology ، تقول ان الوعي ناتج عن مادة ... أي ناتج عن التفاعلات الكيميائية بالمخ ...
بينما الـ Quantum Mechanics ، تقول ان المادة لن توجد الا بوجود الوعي .. أي المشاهد .. و مع غيابه ، فالمادة ستكون عبارة عن موجة ...
و بذلك نصل هنا الي نتيجة ازدواجية في تعريف نشأة الوعي ...

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

شكرا جزيلا على هذه المدونة الفذة

فكرة المدونة قمة في الروعة

أتمنى لك التوفيق

أخوك ولد الصحرا راعي الإبل

Ahmad Mohri يقول...

كتب أحمد المُهري
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الملحد نيو
لم تأت بدليل على أن وجود المخلوق الناقص أو الذي يحتاج إلى الطاقة يدل على أن خالقه ناقص وإلا منحه الطاقة بلا حساب. ثم إن خالقك في مثال الروبوت ليس خالقا صنع شيئا دون مساعدة. إنه بدل مادة موجودة بمادة أخرى بمساعدة الطاقات الطبيعية التي أوجدها الغير وفي الفضاء والمكان والهواء والزمان الذي لا يملكه. والمخلفات من توابع الحياة النباتية والروبوت لا يملك حياة نباتية لتكون له مخلفات، وهذا ليس عيبا على الصانع القديم جل جلاله. وأنت تعرف بأن العقل الذي لدينا تابع للكثير من النوازع النفسية مثل الحب والبغض والضحك والبكاء والنمو والخوف والشجاعة والاهتمام بالأقرب فالأقرب كالنفس والأقارب والأصدقاء ووو. كل هذا لا يمكن تصوره في العقل الصناعي. إنه يأخذ الأوامر بدقة من مخزوناته ويتفاعل معها ضمن جدول عددي لا يمكن تجاوزه. ولكننا نحن نتفاعل مع القضايا بشدة أو ضعف وهما يؤثران في المتغيرات الذهنية التي نتعامل معها. فطالما فكرنا في شيء تحت عامل العواطف ثم تغير رأينا حينما رأينا أن النتيجة تفيد قريبا لنا مثل الزوجة وتضر بنفسنا كثيرا. ثم إن العقول الإكترونية تابعة لصانعيها، ألا ترى بأن العقول الإلكترونية المتطورة متفاوتة في التفاعل مع المعطيات لأن الذين صنعوها مختلفون في طرق المحاسبة. بالطبع نستثني من ذلك لغة الآلة نفسها التي لا تعرف غير التفاعل مع الأعداد ومفاتيح السلب والإيجاب. فهل يمكن أن نتصور عقلا إلكترونيا تبتكر طريقة جديدة للمحاسبة؟ فاسأل صانعيها لو كنت في شك من الجواب بالسلب. هذا النوع من التفاعل لن يتأتى في الأجسام المرئية إلا الإنسانية منها. أنا وأنت لا نعرف كيف يفكر الجن والملائكة لو قبلتَ مثلي بوجودهم. والوجود الإنساني المادي الفعلي محتاج إلى كل ما لديها فعلا من الأجهزة البدنية التي تنتهي عملية الهضم لديها بعزل الفضلات عن التغذية الخالصة المقدمة للدم. والدم هو العنصر الأصلي لحياة البشر. فالبشر محتاج لصناعة إنسان قبل أن يفكر في صناعة أحدِ عطاءات الإنسان مثل العقل. وتعرف بأن تنشط العقل لا يتم إلا بعد فترة من الولادة وبعد أن يتكامل صناعة الأجهزة الأخرى.

والتزاوج الذي تصورت رفعه في عملية التكاثر هو لأنك ابتعدت عن كون الإنسان موجودا تابعا للتطور النباتي. هو في حقيقة الأمر تطور مادي تم بعد عملية تطور الغازات إلى نجوم وانفصال قطع صغيرة منها لتتكون بها الأرض بطريقة شاذة عن نظام الكوزمولوجي. لكن هناك شيئا داخلا في صناعة النبات في الواقع وهو ليس تابعا للمادة ولا للنجوم بالطبع، وإلا لم يكن هناك نبات ثم لم يكن هناك إنسان أبدا. وأما مسألة التفكير في الخالق فهو محال لغير الإنسان من بين المواد المعروفة. حتى الأناسي الذين لا يملكون كروموزومات مشابهة تماما لما لدى الناس فإنهم عاجزون عن التفكر في ما وراء الطبيعة. مثال ذلك المصابون بمرض المنغوليا فهم لن يتجاوزوا عالم التحولات المادية المرئية. وأما تحاملك على نظام الغضب لدى الله تعالى فهو لأنك ظننت بأن غضب الجبار يعني تأثره بما يراه من العصيان لدى خلقه. فالله الذي يتحدث عنه القرآن الكريم (بالطبع أنه غير الله الموجود في كتب الحديث السنية والشيعية) لن يتأثر بشيء إطلاقا. وغضبه تعبير عن التفاعل المنطقي مع الذي لا يستحق الرحمة إذا ما نفدت كل أسباب الهدى. إنه رحمة ببقية الخلق وليس لإراحة الخالق جل جلاله. حتى الرحمة والحب المذكور بشأنه سبحانه فهما باعتبار آثارهما وليسا دليلا على التأثرات النفسية لدى العظيم الأزلي عز اسمه. والله تعالى يتحدث مع عبد ضعيف في طور سيناء وهو يدير الكون وينظر إلى كل ذراته وهو في نفس اللحظة يغضب مثلا على قوم آخر في مختلف أرجاء الكون فيرسل لهم الصواعق المحرقة. كل ذلك لأنه لا يتأثر بشيء فصفاته ليست مشابهة لصفاتنا نحن البشر. ولو لم يكن كذلك لانهارت الكائنات برمتها ثم احتاجت إلى بلايين السنين لإعادتها إلى الوجود الفعلي مثلا. وأرجو ألا تنزعج مني إن قلت لك بأني ضحكت حينما قرأت أنك تقارن بين روبوت يحمل عقلا إلكترونيا مبرمجا وبين إنسان ينتقل فعلا من الذين أوجداه -كما يرى- إلى المجتمع المحيط به ثم إلى البشرية وكل الأرض ثم إلى المجرة وإلى ارتباطات النجوم والمجرات ببعضها ثم إلى الانفجار الكوني ثم يحتمل الدمار الكوني ثم ينتقل بفكره إلى القوة التي تسيطر عليها جميعا وتمنع من الخروج من مداراتها وتنظم كل تحرك داخل كل أرجاء الكون وهو ربنا العظيم جل جلاله. ولا أخفي عنك أني لعنت الشيطان الرجيم الذي تمكن من أن يلعب في تفكير أخ مثلي في الإنسانية أو أكثر من ذلك ليحول فكرك الواسع ويبعثر إمكاناتك العقلية المتجلية لتقوم بهكذا اختلاط غير منطقي بين المسائل. وثق أني لا أريد أن ألومك بل أدعو بأن يهديك خالقك لتعود إلى رشد أنت أهل له. إنك أكثر تعقلا من هؤلاء الذين يعبدون الموتى ويعبدون بشرا مثلهم ويظنون بأنهم يحملون مفاتيح الجنة فيوزعون أراضي الجنة على أهليهم وعلى الذين يمدونهم بالمال والمتع. ثم أنت أكثر قيمة منهم في ميزان المعاني ولكن....

ولعل هذا البحث يفيدك وزملاءك ويرد على بعض الإشكالات التي توحي بها من خلال مقالتك. قال تعالى في سورة الأنعام: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿165﴾. و مفاد ذلك بأننا نملك قدرة يمكن أن نستعملها دون الرجوع إلى الله تعالى حتى نكون خلفاءه. وذكرت الآية أن السبب هو الاختبار. وحينما نستقرأ فإننا لا نرى قدرةً غير الإرادة التي نملكها دون بقية الحيوانات التي تشابهنا والتي منحتنا إمكانات كافية لعمل الكثير من التغييرات في نظام الكرة الأرضية والتي تخص البشر أيضا. لكن غالبية العلماء المعروفين بين مختلف أتباع الأديان السماوية الثلاث يقولون بأن الله تعالى كان يعلم قبل خلق الكون كلما سيفعله أي واحد منا بتفصيلاته. وهنا يحتار الذي يفكر مثل جنابكم في هذه الإرادة التي سماها زميلكم حرة أو ما نسميها نحن بالاختيار. ولعل كلانا نقصد بأن الإنسان في بعض أعماله يملك كامل الخيار أن يفعل ما يفعل أو لا يفعل أبدا أو يفعل ضد ما يقصد. ويقول العلماء وهم في الواقع قليلو العلم بأن الله تعالى كان يعلم علما أزلياً بأنك سوف تفعل أو لا تفعل أو تفعل شيئا غير ما قصدته مثلا. وكلهم يقرون بأن الله تعالى لو علم شيئا فكأنه أراد ذلك الشيء إذ لا يمكن تصوُّرُ عِلْمِ الله بدون أن يتحقق ذلك الشيء وهذا الكلام صحيح ويمكن الاستدلال عليه ولكن الكلام الأول غير بليغ في الواقع.
لو صحت المقولتان فنحن فعلا ربوتات مسيرة لأن إرادة الله تعالى أقوى من إرادتنا وهي عينُ علمه فلا معنى لإرادتنا، ولا خيار لنا. ويلف الإخوة مقولتهم الخاطئة بمجموعة من الأحاديث المفتراة على رسول الله عليه السلام. ولكن ليس في القرآن ما يؤيد كلامهم إطلاقا. بل إن الله تعالى يكرر كثيرا أنه يريد أن يعلم ولِيعلم. ومنها ما يقوله سبحانه في سورة آل عمران: إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴿140﴾ وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴿141﴾ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ﴿142﴾. بالطبع أنه يعلم كل النوايا الموجودة في النفس ويعلم كل التحركات الطبيعية ويسوس بينها فيسمح للقاصد أن يفعل أو يمنعه أو يحول بينه وبين قصده. كل هذا لا يعني أنه تعالى يمكن أن يعلم كلما سنأتي به من قديم الزمان. وأما قوله تعالى في سورة الحديد: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴿22﴾. فتعني الآية أن الله تعالى غير بعيد عن سبق القصد ولم يفقد هيمنته على أفعال خلقه حينما يسمح لهم بأن يفعلوا ما يشاؤون. ولولا ذلك لاضطربت إدارته لكل الحركات والتغيرات التي يقوم بها المختارون من خلقه. لكنها لا تعني بأنه كان يعلم ذلك من قبل حتى مئات السنين وليس من الأزل.
وهذا الموضوع في غاية البساطة لو استعملنا عقولنا. كيف يمكن أن يقوم الله تعالى بعمل غير ممكن وكيف يمكن أن يفهم شيئا لا يمكن فهمه؟ فالله تعالى لا يمكن أن يجعل حاصل ضرب عدد صحيح في عدد صحيح آخر يساوي نصف أحدهما. والسبب أن ذلك غير ممكن كما أنه غير ممكن أن يخلق إلها آخر مثله. ذلك لأن ذلك الإله سيكون مخلوقا حينئذ. وهكذا كيف يمكن أن يعطي الله تعالى الحرية الكاملة لشخص ما أن يفعل الشيء وضده ثم يعلم أنه سيختار أيا منهما؟ هذا غير ممكن إلا إذا افترضنا سلب الاختيار الذي يصر الله سبحانه على وجوده. فهذا مرفوض قرآنيا ولا نزاع فيه والأحاديث هو عمل البشر ولا ارتباط له بالخالق العظيم جل جلاله. وأما وحيك بأن الكامل لا يمكن أن يرضى بأن يصدر منه غير الكامل أو غير الحسن الطيب فهذا أيضا صحيح ولكن الله تعالى أراد أن يخلق خلقا ضمن نظام الطبيعة التي أوجدها على خير ما يرام وترك فيها بعض المقومات التي تعين بعض الكائنات الطبيعة على خلق إنسان تحت رعايته وعينه ولكن دون تدخل سافر في التفاعلات الطبيعية. أراد بهذا العمل أن يخلق موجودات تحمل شيئا من الاستقلالية لتمر بمرحلة قصيرة من الاختبار لغرض خاص وهدف حكيم، لا نذكره حتى لا نخرج من الموضوع.

فالذي يباشر الخلق فعلا هو الطبيعة وتفاعلاتها تحت رعاية الله تعالى وليس الله بنفسه مباشرا للخلق ولو فعل ذلك لكان كل الخلق طيبا سليما مثل الخلق الأول. ولو فعل ذلك لما كان للتطور معنى ونحن نرى التطور ونلمسها والله تعالى يذكرها وعلى أساس التطور الخلقي طور تعليماته وتشريعاته أيضا. وقوله سبحانه بأنه خلق آدم بيده فهو إشارة إلى نفس آدم والتي خلقها الله تعالى بما يتناسب مع بدنه أيضاً ولأول مرة في هذا الكوكب. وأما تفكير البشر بأن خالقه خير الخالقين وتصورك لمنظومة متصاعدة فهو ليس دقيقا أخي الملحد. الطفل حينما يفتح عينيه يظن بأن أمه أو أباه هو أقوى موجود في الأرض وحينما يكبر قليلا يظن بأن رئيس القبيلة أو الملك هو أقوى موجود وأحسنها ولكنه حينما يفكر يتغير كل شيء في استنتاجاته رأسا على عقب. سيشعر بالنظام الطبيعي وبالمؤثرات المتعددة وبأن الملك وأبواه هما ضمن نظام متقن مليء بالمؤثرات. ويشعر فوق ذلك بنظام رفيع يحكم الكائنات. فالتطور الفكري لدى البشر ليس مشابها للتطور الفكري لدى الحيوانات الأخرى. هذا لو فكر البشر فعلا في سلسلة الأسباب بعقلانية وحرية. وأما ما يقوله الببغاوات مع احترامي لهم فهو ليس مقولة القرآن ولا ارتباط له بالإسلام الأصيل. ألا ترى نفسك تفكر في الانفجار الكوني وفي النجوم البعيدة وفي ما قبل التاريخ وتبرمج لعشرات السنين أحياناً. هذه الطفرة خارجة عن نظام التدرج في التصورات التي افترضتها. نحن بإمكاننا أن نصل إلى الحقائق ونصل إلى نوع من اليقين بصحة تفكيرنا وتعقلنا. فنحن لو فكرنا في الله تعالى سواء بالنفي أو بالإثبات فهو لا يشابه نظرة كل موجود إلى ما هو أكبر منه. وأين نحن وأين السماوات العلا التي نفكر فيها بكل شجاعة ونعين أبعادها وأعمارها.

أخا شيطان الملحد
لعلك أعلم مني بكثير ولعلك أعلم من الذين علقت على كلامهم خلال الأسابيع الماضية أيضا. فأنا ما تمكنت أن أعرف قصدك. وانتبه أخا شيطان بأن الأخ وليد يمكن أن يحشرك في شخابيط لخابيطه. فمثلا تتحدث عن أن الوجود لا حدود له ولو كان له حدود فهو العدم، إذن سيحتوي العدم الوجود وهذا محال. وأنا ما عرفت قصدك من عدم حدود للوجود؟ هل تتحدث عن استحالة تحديده بتعريف مثلا أم تتحدث عن الموجودات لا عن الوجود أو عن المتصف بالوجود المحض؟ ثم ما قصدك من الوجود الذي لا حدود له فهل هو مفهوم الوجود بدون أية إضافة، آنذاك لا معنى للحديث عن الحدود فهو إضافة. أم تقصد الوجود بإضافة فكان لازما أن تذكر لنا الإضافة التي تقصدها.
ثم ماذا تقصد بقوانين الكون وأنها قوانين الزمان والمكان؟ فقَلَّ من العلماء من يقدم بداية الزمان على الانفجار الكوني. وذلك الانفجار قد حصل داخل الكون وكان هناك مكان لوجود المادة التي انفجرت ولم يكن هناك زمان. حتى القرآن الكريم لا يقدم الزمان على الانفجار العظيم. وهكذا دواليك. إنك تعلم بعض المسائل ولعلك تحب أن تقلد سميك الشيطان فتوسوس في صدورنا ولا تستقر على رأي. وكيف توصلنا إلى التأكيد في ظل عدد لا نهائي من الاحتمالات؟ لا أتصور ذلك بل الصحيح باعتقادي أن العدد اللانهائي للاحتمالات محال عقلا ولكنه عدد كبير جدا لا يسعنا الوصول إلى نهايته. مثاله مثال العالم المحيط بنا فهل كلما ذهبنا سنرى الكواكب أم أنها تنتهي عند حد. والعقل يهدينا إلى نهاية للعالم ولكن كيف نصل إلى تلك النهاية. فوصولنا إليها بالبدن محال. إن الله تعالى ذكر عجز البشر أن يقصد مكانا إذا خرج إلى الفضاء بالطبع يقصد به مكانا خارجا عن نظامنا الشمسي. ولعل السبب أن السرعة التي يمكن للبدن أن تتحمله أقل من سرعة ابتعاد الكواكب عن بعضها البعض. وبالمناسبة فإن الغريب هنا أن المسلمين عامة يؤمنون بأن أخينا الكبير محمد بن عبد الله عليه السلام اجتاز هذه النجوم ببدنه في ليلة واحدة. بالطبع هناك القليل من المسلمين الذين يرفضون المعراج ويعتبرونه فرية أموية ومنهم الكاتب المسلم أنا.

لكني آخذ مسألة واحدة من مجموع المسائل التي تطرقت إليها بلا حساب أو هكذا بدا لي. إنه موضوع عدم إمكانية خلق الطاقة ثم عدم إمكانية خلق الطاقة إلا من طاقة. بالطبع ما عرفت قصدك أيضا، فهل تعتقد بأن خلق الطاقة محال وأن الطاقة الموجودة في الكون لا يزداد أبدا؟ لو كان كذلك فكيف تفسر التوسع الكوني الذي يحتاج الفضاء معه إلى مزيد من الطاقة لتملأ الفراغ وإلا لم يحصل التوسع أبدا؟ كما أن البالون لن يتوسع إلا بإضافة الهواء إليه.
أم أنك تعتقد بأن الطاقة التي تملأ الكون مخلوقة على يد طاقة أخرى، وأنها في تكاثر مستمر؟ أتمنى أن أسمع عنك الجواب البسيط غير المعقد لأني إنسان بسيط وعاجز عن فك العقد المعقدة. فلو سمعت منك شيئا سيكون إن شئتَ باباً لنقاش جديد توصلنا إلى الحقائق بإذن الله تعالى الذي أعتقد أنا به طبعا بغض النظر عن رفضك إياه. فأنا أشعر بأني محتاج لإذنه سبحانه وتعالى.

وعلى العموم لاحظت أخي الملحد أنك تذكر الكثير من المسائل عن هذا العالِم وذالك دون أن تذكر رأيك الشخصي فتستقر عليه لتوحي إلى قارئك أنك على يقين من أمرك، بل تجعل الموضوع مليئا بالاحتمالات. لكن أخاك نيو أكثر منك جزما بالأمور. حتى شكوكه مدروسة ومنطقية باعتقادي.
أحمد المُهري