الثلاثاء، ٣ نيسان ٢٠٠٧

الملحد .. وإشكالية الإنتماء - الكاتب: اله نفسي يحاور سيزيف

الملحد .. وإشكالية الإنتماء

لأخ سيزيف Rose
تحية طيبة
أرجو ألمعذرة إن كانت إجابتي على أسئلتك ستكون مطولة ، لأنني سأتناولها بألكثير من ألجدية في ألمناقشة وبكثير من ألأمثلة وألإقتباسات من ألمواضيع ألسابقة ، وألغرض هنـا هو تحليل ألمغالطات ألفكرية ، وألكلام بوجهين وأكثر هنا أو هنالك حسب ألموقف ، وألتجاهلات لمقولات ألمناظر ألمقابل بإجابات مراوغة لا تتطرق للأسئلة لا من بعيد ولا من قريب كما حدث في ردك على جوبي للسؤال ألخامس وألذي وضعته في شرط عراقيات.. وأنا رجوتك في مداخلتي ألسابقة في هدا ألشريط أن ترد على ألأسئلة ألمكتوبة بأللون ألأحمر ..


اقتباس
1. هل يتعارض الالحاد ( كموقف رافض ونقدي للأديان ووجود الاله بالدرجة الاولى ) مع الانتماء الوطني او القومي !وما هو مفهوم العروبة لدى عقل ملحد لا يؤمن بأي دين او اله !

أولا ، لم تحدد ماذا تعنيه يكلمة " ألعروبة " و " ألإنتماء " فهل هي أسماء بدون مسميات وتريد منا أن نعطيها فهمـا ما بصورة عبثية ومن ثم نحكم بتعارضه أو عدم تعارضه مع ألفكر ألإلحادي .. أنت كملحد ما هو فهمك لمعنى ألإنتماء ؟ هذا ألموضوع بحثناه سابقا وكان سؤالي هكذا :


اقتباس
هل يجب أن يكون ألملحد لا منتمي ؟

ماذا تقصد بكلمة ألإنتماء هنـا ؟ هل هو ألإنتماء ألغريزي ، أم العاطفي ألسيكولوجي ألذي تخلفه ألتربية ألروحية منذ ألصغر على شاكلة ألإيمان ألديني ألجمعي ألمتعصب . أم تقصد ألإنتماء ألعقلاني ألذي يُنتجه وعي ألإنسان لذاته ومصالحه وألمصالح ألموضوعية لقومه ضمن ألإنسانية كلها ورؤية مستقبلها بصورة واقعية ؟

ولم تجيب أنت عليه فحاول ألأجابة مرة ثانية ، لأن ردك هنالك تعتريه التناقضات وألمغالطات ألتي تفقده أي معنى .. عل سبيل ألمثال تعيد علي ألسؤال بهذا ألشكل :

اقتباس
وهل تعتقد حقا بامكانية الفصل شعوريا وانسانيا بين امتزاج المسارات الثلاثة !
وهذا طبعا مع التأكيد على أفضلية المسار الثالث .. اي الانتماء العقلاني.

وأجيبك : ألمسألة ليست قضية أفضلية .. أو قضية أمكانية فصل أو مزج شعوري ..
طرق ألفهم الئلاثة لقضية ألإنتماء تعطي أجوبة مختلفة تماما .. وتشكل مراحل متباعدة تاريخيا في تطور ألوعي ألإنساني ..
ومحاولة مزج هذه ألمفاهيم بشكل كيفي عشوائي ( كل إنسان كما يريد أن يستوعب هو بأحاسيسه إنتماءه ) يعمينا عن الرؤية العلمية للواقع ليس من الناحية ألنظرية ألتجريدية فحسب ، بل حتى من الناحية ألإحصائية .. فأنا قد أنتمي بأحاسيسي ألعاطفية إلى هنا وإلى هنا بنفس ألوقت فكبف تحسب إنتمائي ألعاطفي .. من الناحية العقلانية تسنطيع أن تحسب مصالحي من كل ألجوانب بما فيها ألمستقبلية ومن هنا تحسب إنتمائي ومليارات ألبشر ألآخرين .

ومع ذلك من ثم تكتب :
اقتباس
وبينما تكون الدعوة إلى العروبة هي دعوة ( فكرية- ثقافية ) تكون الدعوة إلى القومية العربية ذات ملامح سياسية .. الانتماء إلى العروبة .. يعني التسليم بالانتماء إلى أمة واحدة يجب أن تعبر عن نفسها مستقبلاً بشكل من أشكال التكامل أو الاتحاد بين أبنائها .. بينما «الوحدة» قد تتحقق بحكم الفرض والقوة!


بألحقيقة ما بأللون ألأزرق هنـا هو أوضح تعبير عن جوهر مخلفات ألوعي الديني وألفاشي . فهنالك أولا تسليم أعمى مسبق غير قائم على وعي ألمصالح ألحقيقية وفهم تناقضات ألواقع ، وبنفس ألوقت وضع أهداف على شاكلة ألأحلام ألتي يجب ترسيخها كواقع بحكم ألفرض وألقوة ! على شاكلة بعض حواراتك ألأخرى وألتي سأوردها لاحقا ..

أو
اقتباس
المشكلة الآن ( من وجهة نظري ) هي في بعض العقول العربية التي لم تدرك بعد (لا فكراً ولا ممارسةً ) ان القومية العربية هي حالة انتماء وليست مضموناً فكرياً وسياسياً قائماً بذاته
..


أي أنك ترجع ألأمر من جديد إلى ألمعنى ألغريزي والعاطفي لكلمة ألإنتماء .. ( كما يقول ألمتدينون مفهوم بألفطرة )


وألأن ماذا تقصد بكلمة ألوطن وألقومية ؟

فأنـا كتبت لك هكذا
2. ماذا تقصد بألإنتماء ألوطني .. ماذا تعني بألوطن هنـا ؟ هل هو ألأرض ألصغيرة ألتي نسكنها ، والكرة ألأرضية واحدة وإلإنسان تكفية مترين حين دفنه ،أم ألشعوب ألساكنة على هذه ألأرض ؟ ( وهذا إختلاف جوهري في نقاشات ألشيوعيين مثلا مع ألقوميين طيلة ألقرن ألعشرين ) أو تعني مواطنة ألدول بحدودها ألحالية وقوانينها ألحالية أيضا ؟ وكيف تضع ألإنتماء ألوطني ألعقلاني من خلال رؤية ألمصالح ألموضوعية لهولاء ألناس ألشعوب ألمواطنين ضمن مصالح ألإنسانية كلها .. ؟

3. ماذا تعني بألإنتماء ألقومي ؟ هل تقصد ألإنغلاق ألقومي وألتوجه للنظر إلى كل ألعالم ألمحيط من زاوية واحدة ؟ ولا أريد أن أسألك ماذا تقصد بألضبط بكلمة ألقومية هل هي لغة وثقافة وتقاليد معينة أو مسألة عرقية فهذ ألموضوع أشبع بحثا ولكن بقليل من ألنتائج ألفاعلة ، ولكن أسألك هل يتعارض إنتمائك ألقومي مع ألإنفتاح ألقومي ؟ أنت تذهب إلى ألصين ولن تجد بدا من إستعمال ألإنكليزية مثلا وهي لغة بعيدة عن كليكما .. أرجو أن تكون إجابتك عملية لكي أفهم ماذا تقصد بألإنتماء ألقومي تحديدا ..

ومرة أخرى أعيد جوابي لتوضيح نقطة مهمة أخرى

اقتباس
هل يتعارض الالحاد ( كموقف رافض ونقدي للأديان ووجود الاله بالدرجة الاولى ) مع الانتماء الوطني او القومي !

ألأديان نشأت في عصر ألتشتت ألإنساني وأضحت بعد مراحل تاريخية عديدة من أهم عوامل ألتفتت ألإنساني وهذا حاولتُ أن أوضحه بإختصار في موضوعتي "ألعولمة ومعانيها " http://www.el7ad.org/smf/index.php?topic=4163.0

ولذا فسؤالك نفسه يتطلب ألكثير من التدقيق :
ولذا سألتك :
1. ما هذه ألأديان ألتي نرفضها و ننقدها وألإله ألذي ننفي أو نقر بوجوده ؟ فألآلهة وألأديان عديدة ..؟


وبدل ألتحديد تكتب :
اقتباس
الغرض واضح يا زميل .. المقدس والمفارق والغيبي بكل انواعه واشكاله !
ولذا أجبتك فقط هكذا:
أولا ألمقدس وألمفارق والغيبي كلها تمر من خلال أللاوعي ألغريزي وألعاطفي فأن حذفناها نحذف أيضا إمتزاجات ألإنتماء .
وثانيا .. ألآلهة المختلفة ليست مجرد رموز ومفهيم دينية منعزلة عن ألواقع ,, بل هي إنعكاس مثالي لوجدانيات وقيم وسلوكيات ألبشر أنفسهم بأقوامهم المختلفة .. فإذا حذفناها كلها أو وحدناها كلها فلن يبقى هنالك مفاهيم للشعور ألوطتي أوألقومي ..

وهذا من خلال ألطرح " ألعقلاني " لمفهوم ألإنتماء يتعارض مع أسلوبك التدرجي في "مشاعر" ألإنتماء ونظرتك إلى "طوبوية" ألإنتماء ألإنساني ألعام كمدخل . هو أعلى بألطبع من باقي ألإنتماءات ولكن ليس بمعنى أن نصعد له بل بمعنى أن نبدأ منه .. في طرحنا ألعقلاني ..
بألطرح ألغريزي والعاطفي لن نصعد له ابدا ويبقى طوبويا .. لتصارع إنتماءاتنا ألمستندة للمقدسات وألمفارقات وألغيبيات ..


أما عن ألجزء ألثاني من سؤالك
اقتباس
وما هو مفهوم العروبة لدى عقل ملحد لا يؤمن بأي دين او اله !

فلعل إجابتي ستكون أوضح لو طرحت عليك نفس ألسؤال بهذه ألصيغة :
كما نعرف ، أنتَ تعتبر نفسك إنسانـا " عقلا " ملحدا لا تؤمن بأي دين أو إله ، فما هو مفهوم ألعروبة عندك ؟

أريد إجابة واضحة وصريحة ، ولذا قبلها أعطيك أمثلة من بعض مداخلاتك كي تتبين لديك ألمغالطات فيها :


اقتباس
العروبة ..
ترتبط العروبة ارتباطا وثيقا بالقومية .. بل وتكاد احيانا ان تتماهى بها بحيث يصبح الاثنتان مترادفان ..
حسنا .. ان تلك التفرقة الدقيقة ما بين العروبة من جهة .. والقومية العربية من جهة أخرى .. لهي من جل اهداف هذا الشريط !
ما هي العروبة !
العروبة هي تعبير عن الانتماء إلى قومية محددة .. لها خصائص وخصوصيات تختلف عن القوميات الأخرى حتى في دائرة العالم الإسلامي .. ))

ماهاذا أللف وألدوران : ".. ألعروبة ترتبط إرتباطا وثيقا بألقومبة ,, ان تلك التفرقة الدقيقة ما بين العروبة من جهة .. والقومية العربية من جهة أخرى .. لهي من جل اهداف هذا الشريط !" ومن ثم " العروبة هي تعبير عن الانتماء إلى قومية محددة .."

والمشكلة ليست هنا بل في مثل هذه :
http://76.162.123.142/smf/index.php/topic,6501.0.html

اقتباس
تحرروا قليلا من ذواتكم .. من موروثاتكم وأيدلوجياتكم ونعراتكم الوهمية .. كلنا عرب .. شئنا ام ابينا ..


ولماذا لا تتحرر أنت أولا يا عزيزي من موروثاتك وأيديولوجياتك ونعراتك ألوهمية وتعترف لنفسك ، اننا لسنا كلنا عربا ( سواء عربا يعاربة أومستعربين بألقوة ) بل فينا ألعشرات من ألقوميات ألمضطهدة حتى أليوم وهي من أصحاب ألأرض ألأصليين ، .. وأننا حتى لو كنا عربا يعربيين ونسبنا يرجع إلى آل محمد وبني هاشم ، فبكل بساطة يمكن أن أن نغير قوميتنا كما نشاء ، وليس "إن شئنا أو أبينا " .. وألدليل أنني أستطيع أن أتزوج إنسانة صينية أو منغولية ( أو آشورية من وطني ) ، وكل أطفالي أوأحفادي سيكونون مثلا من ألمنغول عرقاً ولغة وثقافة .. نا هيك عن تجارب ألكبيرة في ألتداخل وألإندماج أللغوي وألثقافي وألحضاري كما في ألهند أو بعض ألبلدان ألإفريقية .. ولاننسى أيضا تجربة ألجزائر ,, فلولا أحمد بن بللا ألذي إستقدم عشرات ألألوف من معلمي أللغة ألعربية لبقيت ألجزائر ضمن ألمحيط ألثقافي ألفرنسي بعد إستقلالها أو لرجعت إلى لغتها وحضارتها ألبرابرية ألأصيلة ..

أو هذه من ألمداخلة 7 :
اقتباس
ليس لاننا عرب فيجب ان نتوحد ..
بل لأن ( مصلحتنا ) كعرب في التوحد ..

هل هذا مجرد خطا لغوي أو إستغباء للمقابل ومحاولة فرض أرائك ومعتقداتك عليه كما يفعل ألمؤمنون ألمسلمون ؟ فأنت أساسا تفترض أن كل شعوب ألمنطقة هم عرب بألقومية ، وليس لأجل هذا عليهم أن يتوحدوا ! بل لأن مصلحتهم كعرب أن يتوحدوا !!؟؟؟
أي أنك لم تقل أننا كبشر من مختلف ألقوميات عائشين على هذه ألأرض وضمن نفس ألظروف وألتحديات من مصلحتنا أن نتحد ..

من ألواضح أنه ليس مجرد خطأ مطبعي أو أنه خانك ألتعبير ، بل هو عمل متقصد إيديولوجيا .. وألدليل على ذلك ما جرى من حوار بينك وبين ألزميل eunus حيث في عدة مداخلات تسأله وتسائله وهو يجيبك بأنه ليس عربيا بألعرق وتعلم ألغة ألعربية فقط في ألمدرسة وثقافته مخنلطة تماما ، وأنت تحاول أن تقنعه بأنه عربي رغمـا عن أنفه .. ولتتحدث بعدها عن هوية ما عربية جامعة ..
ما كل هذه ألنظرة ألإيمانية ألدينية وألإستعلاء ألقومي ألشوفيني ؟ هل تريد أن تجعل كل ألأكراد وألآشوريين وألآراميين وألتركمان وألغجر وألأقباط ألخ عربأ بالقوة .. ؟ أعتقد أن زميلنا أخناتون إبن بلدك ذاته رفض ألفكرة من أساسها ،، فعلام تتوحد معه وعلى أي مصالح وهذا في وطنك أنت ؟

اقتباس
إشكالية العروبة مع العقلية الالحادية ..
تتلخص وجهة نظري في ان الهوية الثقافية العربية كانت موجودة كلغة وثقافة قبل وجود الإسلام ..لكنها كانت محصورة بالقبائل العربية وبمواقع جغرافية محددة ..

بينما العروبة ـ كهوية انتماء حضاري وثقافي - بدأت مع ظهور الإسلام ومع ارتباط اللغة العربية بالقرآن وبداية انتشار الاسلام في الدول المساة عربية الآن ..
فالعروبة هي معنى لإضافة حضارية مميزة أسبغها الإسلام على الهوية العربية (كثقافة ولغة) نتيجة الترابط بين الإسلام وبين الوعاء الثقافي العربي
..


أي بعبارة واضحة أن ألعروبة لا يمكن تفريقها عن ألدين ألإسلامي ,, فكيف يمكنك أن تكون ملحداًُ عروبيا ؟
أرجو ألإجابة .
ولاحظ أنني اوجزت هذه ألإشكالية في مداخلتي 5 ألأولى :" لكن ألمسألة ألأهم وألساخنة جدا عندنا في قضية ألعروبة أن هذا ألمفهوم مرتبط إرتباطا تاريخيا ، سياسيا ـ إجتماعيا وسيكولوجيا بألدين وألفكر ألإسلامي خلال كل تطورات ألأحداث في منطقتنا . مما خلف آثارا واضحة في لا وعي أغلبية شعوبنا بحيث أصبحت مرتعا خصبا لثبات ألفكر ألفاشي ونموه . نمط ألتفكير ألديني ألإيماني يمنعنا حتى من رؤية ألمصالح ألحقيقية لقومنا كعرب ومن يتحدث أللعة ألعربية ومتشبع بثقافتها .. لذا فمسألة ألفاشية ألقومجية ألعربية معقدة جدا لأنها تستعبد ألنفوس بألشكل ألإيماني بدل ألإنتماء ألعقلاني . "

ولاحظ إجابة ألأخ سام في مداخلته 7 .



اقتباس
وهكذا أصبحت العروبة الحضارية هي الثقافة العربية ذات المضمون الحضاري الذي جاء به الإسلام ثم أشترك في صيانته ونشره مسيحيون عرب ومسلمون من غير العرب ..

هل أنت متأكد من صحة ألتعبير ألذي أوردته ؟ أم أن هذه الشعوب دافعت عن وصانت ثقافاتها ألحضارية ألأصيلة في وجه سلطة ألحكم ألعربي .. هل سمكن أن نعتبر رسول حمزاتوف كاتبا قوميا روسيّا ؟
اقتباس
وبالتالي خرجت الهوية الثقافية العربية من دائرة العنصر القبلي أو الإثني، .. ومن محدودية البقعة الجغرافية (شبه الجزيرة العربية) إلى دائرة تتسع في تعريفها لكلمة ( عربي ) كل من يندمج في الثقافة العربية بغض النظر عن أصوله العرقية !

ودخل في هذا التعريف معظم من هم عرب الآن ولم يأتوا من جذور أو أصول عربية من حيث الدم أو العرق ويؤكد هذا الأمر تاريخ العرب القديم والحديث من حيث اعتبار الأقليات الدينية في المنطقة العربية نفسها كجزء من الحضارة الإسلامية .. ومن حيث تفاعل الأقليات الإثنية مع الثقافة العربية
المشكلة الآن ( من وجهة نظري ) هي في بعض العقول العربية التي لم تدرك بعد (لا فكراً ولا ممارسةً ) ان القومية العربية هي حالة انتماء وليست مضموناً فكرياً وسياسياً قائماً بذاته ..
أي أنك ترجع ألأمر من جديد إلى ألفهم ألغريزي والعاطفي لكلمة ألإنتماء ,, وهو ما لم نتفق عليه منذ ألبداية


مع ألتحية وخالص ألود ! ..

ليست هناك تعليقات: