من أنبياء العرب قبل محمد وشئ من قرآنه (زيد بن عمرو بن نفيل)
اسمه: زيد بن عمرو بن نفيل بن عبدالعزى بن عبدالله بن قرط بن رياح بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي (مات قبل الاسلام) وكان يستقبل القبلة.
ومات زيد بن عمرو بن نفيل قبل الإسلام ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنه يبعث أمة وحده
الراوي: زيد بن خارجة - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن تيمية - المصدر: الجواب الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5/167
ــــــــــــــــــــــــــــ
زيد بن عمرو بن نفيل يبعث يوم القيامة أمة وحده
الراوي: - - خلاصة الدرجة: في غاية الصحة، منقول نقل التواتر - المحدث: ابن حزم - المصدر: أصول الأحكام - الصفحة أو الرقم: 1/594
140589 - سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه كان يستقبل القبلة في الجاهلية ويقول إلهي إله إبراهيم وديني دين إبراهيم ويسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر ذاك أمة وحده بيني وبين عيسى بن مريم
الراوي: جابر بن عبدالله - خلاصة الدرجة: إسناده جيد حسن - المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 2/224
النبي زيد كان ينهى عن وأد البنات ودعوته:
91207 - رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما ، مسندا ظهره إلى الكعبة ، يقول : يا معاشر قريش ، والله ما منكم على دين إبراهيم غيري . وكان يحيي الموءودة ، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته : لا تقتلها ، أنا أكفيكها مؤونتها ، فيأخذها ، فإذا ترعرعت ، قال لأبيها : إن شئت دفعتها إليك ، وإن شئت كفيتك مؤونتها .
الراوي: أسماء بنت أبي بكر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3828
كان لا يأكل ما ذبح للنصب والأصنام:
128796 - أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح وذلك قبل أن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها وقال : إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه وحدث هذا عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 8/234
92123 - أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح ، قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي ، فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة ، فأبى أن يأكل منها ، ثم قال زيد : إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ، ولاآكل إلا ما ذكر اسم الله عليه . وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ، ويقول : الشاة خلقها الله ، وأنزل لها من السماء الماء ، وأنبت لها من الأرض ، ثم تذبحونها على غير اسم الله . إنكارا لذلك وإعظاما له .
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3826
النبي زيد كان على ملة ابراهيم:
91206 - أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشأم ، يسأل عن الدين ويتبعه ، فلقي عالما من اليهود فسأله عن دينهم ، فقال : إني لعلي أن أدين دينكم فأخبرني ، فقال : لا تكون على ديننا ، حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله ، قال زيد : ما أفر إلا من غضب الله ، ولا أحمل من غضب الله شيئا أبدا ، وأنى أستطيعه ؟ فهل تدلني على غيره ؟ قال : ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا ، قال زيد : وما الحنيف ؟ قال : دين إبراهيم ، لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله . فخرج زيد فلقي عالما من النصارى فذكر مثله ، فقال : لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله ، قال : ما أفر إلا من لعنة الله ، ولا أحمل من لعنة الله ، ولا من غضبه شيئا أبدا ، وأنى أستطيع ؟ فهل تدلني على غيره ؟ قال : ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا ، قال : وما الحنيف ؟ قال : دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ، ولا يعبد إلا الله . فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السلام خرج ، فلما برز رفع يديه ، فقال : اللهم إني أشهد أني على دين إبراهيم .
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3827
تحمله الأذى والضرر في سبيل الدعوة
الخطاب يؤذي زيدا ويحاصره
وكان الخطاب قد آذى زيدا ، حتى أخرجه إلى أعلى مكة ، فنزل حراء مقابل مكة ، ووكل به الخطاب شبابا من شباب قريش وسفهاء من سفهائها ، فقال لهم : لا تتركوه يدخل مكة ؛ فكان لا يدخلها إلا سرا منهم ، فإذا علموا بذلك آذنوا به الخطاب فأخرجوه وآذوه كراهية أن يفسد عليهم دينهم ، وأن يتابعه أحد منهم على فراقه . فقال وهو يعظم حرمته على من استحل منه ما استحل من قومه : لاهُمَّ إني محرم لا حِلَّهْ * وإن بيتي أوسط المحلَّهْ عند الصفا ليس بذي مَضلَّهْ *
هجرة النبي زيد:
زيد يرحل إلى الشام وموته
قيل أنه خرج إلى الشام وهلك
ورقة يرثي زيدا
فقال ورقة بن نوفل بن أسد يبكيه :
رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما * تجنبت تنورا من النار حاميا
بدينك ربا ليس رب كمثله * وتركك أوثان الطواغي كما هيا
وإدراكك الدين الذي قد طلبته * ولم تك عن توحيد ربك ساهيا
فأصبحت في دار كريم مقامها * تُعلَّل فيها بالكرامة لاهيا
تلاقي خليل الله فيها ولم تكن * من الناس جبارا إلى النار هاويا
وقد تدرك الإنسان رحمة ربه * ولو كان تحت الأرض سبعين واديا
قرآن زيد بن عمرو:
شعر زيد في فراق الوثنية
وقال زيد بن عمرو بن نفيل في فراق دين قومه ، وما كان لقي منهم في ذلك :
أربا واحدا أم ألف رب * أدين إذا تُقسمت الأمورُ
عزلت اللات والعزى جميعا * كذلك يفعل الجلد الصبور
فلا العزى أدين ولا ابنتيها * ولا صنمَيْ بن عمرو أزور
ولا هبلا أدين وكان ربا * لنا في الدهر إذ حلمي يسير
عجبت وفي الليالي مُعجبات * وفي الأيام يعرفها البصير
بأن الله قد أفنى رجالا * كثيرا كان شأنهم الفجور
وأبقى آخرين ببر قوم * فيربِل منهم الطفل الصغير
وبينا المرء يفتر ثاب يوما * كما يتروّح الغصن المطير
ولكن أعبدالرحمن ربي * ليغفر ذنبي الرب الغفور
فتقوى الله ربكم احفظوها * متى ما تحفظوها لا تبوروا
ترى الأبرار دارهمُ جنان * وللكفار حامية سعير
وخزي في الحياة وإن يموتوا * يلاقوا ما تضيق به الصدور
وقال زيد بن عمرو بن نفيل أيضا:
إلى الله أهدي مدحتي وثنائيا * وقولا رصينا لا يـَني الدهر باقيا
إلى الملك الأعلى الذي ليس فوقه * إله ولا رب يكون مدانيا
ألا أيها الإنسان إياك والردى * فإنك لا تخفي من الله خافيا
وإياك لا تجعل مع الله غيره * فإن سبيل الرشد أصبح باديا
حنانيك إن الحن كانت رجاءهم * وأنت إلهي ربنا ورجائيا
رضيت بك اللهم ربَّا فلن أرى * أدين إلها غيرك الله ثانيا
أدين لرب يُستجاب و لا أرى* أدين لمن لم يسمع الدهر داعيا
وأنت الذي من فضل منّ ورحمة * بعثت إلى موسى رسولا مناديا
فقلت له يا اذهب وهارون فادعوا * إلى الله فرعون الذي كان طاغيا
وقولا له : أأنت سويت هذه * بلا وتد حتى اطمأنت كما هيا
وقولا له : أأنت رفعت هذه * بلا عمد أرفقْ إذا بك بانيا
وقولا له : أأنت سويت وسطها * منيرا إذا ما جنه الليل هاديا
وقولا له : من يرسل الشمس غدوة * فيصبح ما مست من الأرض ضاحيا
وقولا له : من ينبت الحب في الثرى * فيصبح منه البقل يهتز رابيا
ويخرج منه حبه في رءوسه * وفي ذاك آيات لمن كان واعيا
وأنت بفضل منك نجيت يونسا * وقد بات في أضعاف حوت لياليا
وإني ولو سبحت باسمك ربنا * لأكثر ، إلا ما غفرت ، خطائيا
فرب العباد ألقِ سيبا ورحمة * علي وبارك في بَنيَّ وماليا
زيد يعاتب زوجته لمنعها له عن البحث في الحنيفية
قال ابن إسحاق : وكان زيد بن عمرو قد أجمع الخروج من مكة ليضرب في الأرض يطلب الحنيفية دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم ، فكانت صفية بنت الحضرمي كلما رأته قد تهيأ للخروج وأراده آذنت به الخطاب بن نفيل ، وكان الخطاب بن نفيل عمه وأخاه لأمه ، وكان يعاتبه على فراق دين قومه ، وكان الخطاب قد وكَّل صفية به ، وقال : إذا رأيتيه قد هم بأمر فآذنيني به - فقال زيد :
لا تحبسيني في الهوا ن * صفيَّ ما دأبي ودابُهْ
إني إذا خفت الهوا ن * مشيع ذُلُل ركابه
دعموص أبواب الملو ك * وجائب للخرق نابه
قطاع أسباب تذ لّ * بغير أقران صعابه
وإنما أخذ الهوا ن * العير إذ يوهي إهابه
ويقول إني لا أذ لّ بصك * جنبيه صلابه
وأخي ابن أمي ثم * عمّي لا يُواتيني خطابه
وإذا يعاتبني بسوء * قلت أعياني جوابه
ولو أشاء لقلت ما * عندي مفاتحه وبابه
قول زيد حين يستقبل الكعبة
قال ابن إسحاق : وحدثت عن بعض أهل زيد بن عمرو بن نفيل ، أن زيدا كان إذا استقبل الكعبة داخل المسجد ، قال : لبيك حقا حقا ، تعبدا ورقا .
عذت بما عاذ به إبراهيمْ * مستقبل القبلة وهو قائم
إذ قال :
أنفي لك اللهم عان راغمْ * مهما تجشمني فإني جاشم
البرَّ أبغي لا الخال * ليس مُهجِّر كمن قال
قال ابن هشام : ويقال : البر أبقى لا الخال ، ليس مهجر كمن قال .
قال : وقوله ( مستقبل الكعبة ) عن بعض أهل العلم .
قال ابن إسحاق : وقال زيد بن عمرو بن نفيل :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت * له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما رآها استوت * على الماء أرسى عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت * له المزن تحمل عذبا زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدة * أطاعت فصبت عليها سجالا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليق:
ماذا لو تجرأ زيد ورفع السلاح في وجه قومه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مرجع البحث: السيرة النبوية لابن هشام (المكتبة الاسلامية)
اسمه: زيد بن عمرو بن نفيل بن عبدالعزى بن عبدالله بن قرط بن رياح بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي (مات قبل الاسلام) وكان يستقبل القبلة.
ومات زيد بن عمرو بن نفيل قبل الإسلام ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنه يبعث أمة وحده
الراوي: زيد بن خارجة - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن تيمية - المصدر: الجواب الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5/167
ــــــــــــــــــــــــــــ
زيد بن عمرو بن نفيل يبعث يوم القيامة أمة وحده
الراوي: - - خلاصة الدرجة: في غاية الصحة، منقول نقل التواتر - المحدث: ابن حزم - المصدر: أصول الأحكام - الصفحة أو الرقم: 1/594
140589 - سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه كان يستقبل القبلة في الجاهلية ويقول إلهي إله إبراهيم وديني دين إبراهيم ويسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر ذاك أمة وحده بيني وبين عيسى بن مريم
الراوي: جابر بن عبدالله - خلاصة الدرجة: إسناده جيد حسن - المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 2/224
النبي زيد كان ينهى عن وأد البنات ودعوته:
91207 - رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما ، مسندا ظهره إلى الكعبة ، يقول : يا معاشر قريش ، والله ما منكم على دين إبراهيم غيري . وكان يحيي الموءودة ، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته : لا تقتلها ، أنا أكفيكها مؤونتها ، فيأخذها ، فإذا ترعرعت ، قال لأبيها : إن شئت دفعتها إليك ، وإن شئت كفيتك مؤونتها .
الراوي: أسماء بنت أبي بكر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3828
كان لا يأكل ما ذبح للنصب والأصنام:
128796 - أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح وذلك قبل أن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فقدم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها وقال : إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه وحدث هذا عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 8/234
92123 - أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح ، قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي ، فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة ، فأبى أن يأكل منها ، ثم قال زيد : إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ، ولاآكل إلا ما ذكر اسم الله عليه . وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ، ويقول : الشاة خلقها الله ، وأنزل لها من السماء الماء ، وأنبت لها من الأرض ، ثم تذبحونها على غير اسم الله . إنكارا لذلك وإعظاما له .
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3826
النبي زيد كان على ملة ابراهيم:
91206 - أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشأم ، يسأل عن الدين ويتبعه ، فلقي عالما من اليهود فسأله عن دينهم ، فقال : إني لعلي أن أدين دينكم فأخبرني ، فقال : لا تكون على ديننا ، حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله ، قال زيد : ما أفر إلا من غضب الله ، ولا أحمل من غضب الله شيئا أبدا ، وأنى أستطيعه ؟ فهل تدلني على غيره ؟ قال : ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا ، قال زيد : وما الحنيف ؟ قال : دين إبراهيم ، لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله . فخرج زيد فلقي عالما من النصارى فذكر مثله ، فقال : لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله ، قال : ما أفر إلا من لعنة الله ، ولا أحمل من لعنة الله ، ولا من غضبه شيئا أبدا ، وأنى أستطيع ؟ فهل تدلني على غيره ؟ قال : ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا ، قال : وما الحنيف ؟ قال : دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ، ولا يعبد إلا الله . فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السلام خرج ، فلما برز رفع يديه ، فقال : اللهم إني أشهد أني على دين إبراهيم .
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3827
تحمله الأذى والضرر في سبيل الدعوة
الخطاب يؤذي زيدا ويحاصره
وكان الخطاب قد آذى زيدا ، حتى أخرجه إلى أعلى مكة ، فنزل حراء مقابل مكة ، ووكل به الخطاب شبابا من شباب قريش وسفهاء من سفهائها ، فقال لهم : لا تتركوه يدخل مكة ؛ فكان لا يدخلها إلا سرا منهم ، فإذا علموا بذلك آذنوا به الخطاب فأخرجوه وآذوه كراهية أن يفسد عليهم دينهم ، وأن يتابعه أحد منهم على فراقه . فقال وهو يعظم حرمته على من استحل منه ما استحل من قومه : لاهُمَّ إني محرم لا حِلَّهْ * وإن بيتي أوسط المحلَّهْ عند الصفا ليس بذي مَضلَّهْ *
هجرة النبي زيد:
زيد يرحل إلى الشام وموته
قيل أنه خرج إلى الشام وهلك
ورقة يرثي زيدا
فقال ورقة بن نوفل بن أسد يبكيه :
رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما * تجنبت تنورا من النار حاميا
بدينك ربا ليس رب كمثله * وتركك أوثان الطواغي كما هيا
وإدراكك الدين الذي قد طلبته * ولم تك عن توحيد ربك ساهيا
فأصبحت في دار كريم مقامها * تُعلَّل فيها بالكرامة لاهيا
تلاقي خليل الله فيها ولم تكن * من الناس جبارا إلى النار هاويا
وقد تدرك الإنسان رحمة ربه * ولو كان تحت الأرض سبعين واديا
قرآن زيد بن عمرو:
شعر زيد في فراق الوثنية
وقال زيد بن عمرو بن نفيل في فراق دين قومه ، وما كان لقي منهم في ذلك :
أربا واحدا أم ألف رب * أدين إذا تُقسمت الأمورُ
عزلت اللات والعزى جميعا * كذلك يفعل الجلد الصبور
فلا العزى أدين ولا ابنتيها * ولا صنمَيْ بن عمرو أزور
ولا هبلا أدين وكان ربا * لنا في الدهر إذ حلمي يسير
عجبت وفي الليالي مُعجبات * وفي الأيام يعرفها البصير
بأن الله قد أفنى رجالا * كثيرا كان شأنهم الفجور
وأبقى آخرين ببر قوم * فيربِل منهم الطفل الصغير
وبينا المرء يفتر ثاب يوما * كما يتروّح الغصن المطير
ولكن أعبدالرحمن ربي * ليغفر ذنبي الرب الغفور
فتقوى الله ربكم احفظوها * متى ما تحفظوها لا تبوروا
ترى الأبرار دارهمُ جنان * وللكفار حامية سعير
وخزي في الحياة وإن يموتوا * يلاقوا ما تضيق به الصدور
وقال زيد بن عمرو بن نفيل أيضا:
إلى الله أهدي مدحتي وثنائيا * وقولا رصينا لا يـَني الدهر باقيا
إلى الملك الأعلى الذي ليس فوقه * إله ولا رب يكون مدانيا
ألا أيها الإنسان إياك والردى * فإنك لا تخفي من الله خافيا
وإياك لا تجعل مع الله غيره * فإن سبيل الرشد أصبح باديا
حنانيك إن الحن كانت رجاءهم * وأنت إلهي ربنا ورجائيا
رضيت بك اللهم ربَّا فلن أرى * أدين إلها غيرك الله ثانيا
أدين لرب يُستجاب و لا أرى* أدين لمن لم يسمع الدهر داعيا
وأنت الذي من فضل منّ ورحمة * بعثت إلى موسى رسولا مناديا
فقلت له يا اذهب وهارون فادعوا * إلى الله فرعون الذي كان طاغيا
وقولا له : أأنت سويت هذه * بلا وتد حتى اطمأنت كما هيا
وقولا له : أأنت رفعت هذه * بلا عمد أرفقْ إذا بك بانيا
وقولا له : أأنت سويت وسطها * منيرا إذا ما جنه الليل هاديا
وقولا له : من يرسل الشمس غدوة * فيصبح ما مست من الأرض ضاحيا
وقولا له : من ينبت الحب في الثرى * فيصبح منه البقل يهتز رابيا
ويخرج منه حبه في رءوسه * وفي ذاك آيات لمن كان واعيا
وأنت بفضل منك نجيت يونسا * وقد بات في أضعاف حوت لياليا
وإني ولو سبحت باسمك ربنا * لأكثر ، إلا ما غفرت ، خطائيا
فرب العباد ألقِ سيبا ورحمة * علي وبارك في بَنيَّ وماليا
زيد يعاتب زوجته لمنعها له عن البحث في الحنيفية
قال ابن إسحاق : وكان زيد بن عمرو قد أجمع الخروج من مكة ليضرب في الأرض يطلب الحنيفية دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم ، فكانت صفية بنت الحضرمي كلما رأته قد تهيأ للخروج وأراده آذنت به الخطاب بن نفيل ، وكان الخطاب بن نفيل عمه وأخاه لأمه ، وكان يعاتبه على فراق دين قومه ، وكان الخطاب قد وكَّل صفية به ، وقال : إذا رأيتيه قد هم بأمر فآذنيني به - فقال زيد :
لا تحبسيني في الهوا ن * صفيَّ ما دأبي ودابُهْ
إني إذا خفت الهوا ن * مشيع ذُلُل ركابه
دعموص أبواب الملو ك * وجائب للخرق نابه
قطاع أسباب تذ لّ * بغير أقران صعابه
وإنما أخذ الهوا ن * العير إذ يوهي إهابه
ويقول إني لا أذ لّ بصك * جنبيه صلابه
وأخي ابن أمي ثم * عمّي لا يُواتيني خطابه
وإذا يعاتبني بسوء * قلت أعياني جوابه
ولو أشاء لقلت ما * عندي مفاتحه وبابه
قول زيد حين يستقبل الكعبة
قال ابن إسحاق : وحدثت عن بعض أهل زيد بن عمرو بن نفيل ، أن زيدا كان إذا استقبل الكعبة داخل المسجد ، قال : لبيك حقا حقا ، تعبدا ورقا .
عذت بما عاذ به إبراهيمْ * مستقبل القبلة وهو قائم
إذ قال :
أنفي لك اللهم عان راغمْ * مهما تجشمني فإني جاشم
البرَّ أبغي لا الخال * ليس مُهجِّر كمن قال
قال ابن هشام : ويقال : البر أبقى لا الخال ، ليس مهجر كمن قال .
قال : وقوله ( مستقبل الكعبة ) عن بعض أهل العلم .
قال ابن إسحاق : وقال زيد بن عمرو بن نفيل :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت * له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما رآها استوت * على الماء أرسى عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت * له المزن تحمل عذبا زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدة * أطاعت فصبت عليها سجالا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليق:
ماذا لو تجرأ زيد ورفع السلاح في وجه قومه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مرجع البحث: السيرة النبوية لابن هشام (المكتبة الاسلامية)
هناك تعليق واحد:
كتب أحمد المُهري
لا أتصور بأن ابن نفيل وحده هو المؤمن بالله في الجاهلية ولقد سمعنا مثلا أن زهير بن أبي سلمى كان يؤمن بالله وبيوم القيامة وهناك على ما أظن الكثيرون من أهل شبه الجزيرة كانوا يؤمنون بالله تعالى ويعبدونه من غير أهل الكتاب المعروفين. بالطبع أن المشركين جميعا كانوا يعتقدون بالله تعالى ولكنهم يوسطون الأصنام بينهم وبين ربهم فيعبدونها بهذا الاعتبار. ولكن ما عرفت قصدك أخي الملحد حيران من الجملة الأخيرة مع مجموعة من علامات السؤال؟ ولعلي أنا إنسان بسيط يصعب علي فك الألغاز ولكن محمدا عليه السلام لم يرفع السلاح في وجه قومه. وهو لم يرفع السلاح في وجه أي إنسان إلا أن محمدا هذا غير محمد الذي نقرأ عنه في كتب الملوك والخلفاء طبعا. إن محمداً القرآني صبر كثيرا على السلاح الذي رُفع في وجهه وفي وجه المؤمنين حتى أذن له ربه أن يدافع عنهم بأن الله تعالى قادر على أن ينصرهم.
وأما تصورك بأن ابن نفيل نبي فهو بالطبع احتمال شخصي لا دليل لك على نبوته. واعلم أخي الملحد بأن الله تعالى يرسل الأنبياء وفق نظام معين وقد ختم الأنبياء بالمسيح عليه السلام ختماً مؤقتاً. ولعلنا نعرف الكثير عن ذلك النظام المتقن وقد أدليت فيه دلوي مرارا في جلساتي اللندنية حول تفسير القرآن كقرآن متكامل وليس ككتاب مبعثر مجزأ. وبما أنك عملت وكتبت بظنك، فلا ضير أن أكتب أنا أيضا حسب ظنوني. فأنا أحتمل أن الفترة الفاصلة بين عيسى ومحمد هي لاختبار الناس في مرحلة غياب الأنبياء. ولعل ذلك كان تمهيداً لإنزال القرآن الكريم بما يتناسب مع البشرية في هذا الكوكب. وكنت أخيرا قادرا على معرفة أن ابن نفيل لم يكن نبيا بالدلائل التالية:-
1. كان فرعون يعتقد بأن هناك إلها خلق السماوات والأرض ولكنه كان يقول لأهل مصر بأنه هو ربهم ولم يدَّع فرعون بأنه خالق السماوات. ولكن ابن نفيل كان يجهل ذلك لقوله : وقولا له : أأنت سويت هذه * بلا وتد حتى اطمأنت كما هيا.
2. قوله كما نقلت عنه: وأنت بفضل منك نجيت يونسا * وقد بات في أضعاف حوت لياليا. هذا القول غير صحيح لأن الإنسان لا يمكنه البقاء ليالي في بطن الحوت. ولم تر مثل هذا في كتاب الله تعالى فهو في كتاب الخلق وليس من أقوال أنبياء الله.
3. قول جابر أنه يُحشر أمة واحدة وهو بين المسيح وبين نبيا فهو قول خارج عن منطق القرآن الكريم ولا يمكن أن يتفوه به الرسول الأمين. قال سبحانه في سورة المائدة مخاطبا أهل الكتاب وهم أتباع التوراة فقط وأتباع التوراة والإنجيل معا: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿19﴾. فليس بين رسول المسيحيين ورسولنا رسول آخر. ولو فرضنا أنه نبي فقط وليس رسول فإن أشعاره التي سببت له المتاعب مع الخطاب بمثابة الدعوة ولا يمكن أن يدعو النبي إلا أن يكون رسولا أيضا. وكلمة أمة واحدة كبيرة جدا لا يجوز لشخص مثل محمد بن عبد الله المؤمن المخلص لربه أن يقولها دون أن تكون في القرآن الكريم. ثم إن الله تعالى استعمل هذا المثال العظيم لنبيه إبراهيم فليس من الأدب أن يتمثل الذي أدبه الله تعالى بآداب العبودية الصادقة بنفس مثال ربه لشخص آخر من عنده.
انتهى وقتي مع الأسف ولعلي أكمل تعليقاتي في الأسبوع القادم إذا ما نسيت بإذن الله تعالى.
أحمد المُهري
إرسال تعليق