قانون ألعهد ألجديد – تاريخه وقصه تطوره –
العهد الجديد هو مجموعه الكتب التي تحدثت عن يسوع المسيح ونقلت جزءا من حياته وحادثه قتله كما نقلت لنا الكثير من تعاليمه واقواله ولكن متى جمعت هذه ألكتب وكيف تمتعت بهذه السلطه وهذا التاثير هذا ماسأحاول القاء الضوء عليه في هذا الشريط واستميح الاخوه عذرا من أن بعض ماساكتبه قد يبدو جافا وبعيدا عن روح التشويق ولكن هذا هوقدر مثل هذه الابحاث فلكي تبحث عن ألحقيقه يجب ان تكون جافا في بعض ألاحيان .ومن نافله القول أن اقول بأن هذا الشريط يعتمد على قراءه شخصيه في مصادر عديده ساذكر بعضا منها في نهايه ألشريط واشكر مقدما كل من سيتابع هذا الشريط وارحب بمن يبدي رأيه ويصحح بعض من اخطاء قد اقع فيها .
أدرج بعض من رموز استخدمها في الشريط اختزالا للوقت
ق.ع تعني قانون ألعهد الجديد
ع.ح تعني عصرنا الحالي وهي بديل عن حساب ألسنوات بنسبها الى ميلاد يسوع المزعوم .
ع.ق وتعني مايسمى بالعهد القديم أي كتاب ألتاناخ وغيرها مما يعتبر من كتب أليهود المقدسه .
ع.ج تعني العهد الجديد
أشارات غامضه في مصادر قبل القانون :
كان اول نص لم يجد طريقه ألى ق.ع رغما عن كونه من المصادر التي تمتعت بأحترام كبير في تلك الحقبه الزمنيه وهذا النص كان رساله كليمانت الروماني الاولى وألتي يعتقد انها كانت قد كتبت في حدود عام 95 ع.ح وكان ينظر الى هذه ألرساله او الرسائل على أنها كتابات مقدسه وحظيت باحترام كبير لدى المجاميع المسيحيه في تلك الفتره ورغما عن اهميه هذه الرساله فاننا نستطيع ان نلاحظ شيئين على درجه كبيره من الاهميه أولهما ان كلمنت هذا لم يذكر اي شيء عن ألاناجيل – البشاره – ولكنه كان يشير بين الحين والاخر الى رسائل لبولص ولكنه لايشير لها على انها كتابات مقدسه مقوننه بل يشير اليها على انها كلمات حكيمه ومقابل ذلك فهو يشير دائما الى ع.ق على أنه هو الكتاب ألمقدس ، و اورد في اكثر من مائه موقع أقتباسات من ع.ق ومقابل ذلك فأنه اورد بضعه اقوال منسوله ألى يسوع بدون اي اشاره الى اي مصدر مكتوب ورغما عن التشابه (( وليس التطابق )) في بعض هذه الاقوال مع بعضا مماوصلنا في ع.ج الا أن هذا التشابه قد يكون أعتمادا على المصادر ألشفويه والتي نقل عنها فيما بعد كتبه الاناجيل .
مماتقدم نرى وبوضوح على ان كليمانت هذا لم يكن يعرف اي شيء عن وجود كتب أو مخطوطات مكتوبه سميت فيما بعد بالاناجيل .وكليمنت هذا كان أحد قاده كنيسه روما فلو كان كان اي من كتب ع.ج موجودا لكان قد اشار اليه بأعتباره كتابا مقدسا يتمتع بسلطه روحيه كافيه ليستمد منها كليمنت مواعظه .اذن فحتى عام 95 ع.ح لم يكن احدا ما قد سمع أو علم بوجود اي كتب مقدسه عدا عن ع.ق وحتى لو فرضنا أن ايا من هذه ألكتب لم يصل ألى روما حتى عام 95 ع.ح فقد نفترض ايضا ومن باب أولى ان تكون هذه الكتب غير موجوده اصلا .
ووحيث أن دارسو تاريخ تكوين ونشوء ع.ج قد اجمعوا على أن اقدم وأول كتب ع.ج هو ألبشاره حسب مرقص –انجيل مرقص – وألذي اجمع هؤلاء على انه أي مرقص قد عاش وكتب في روما فكيف لنا اذن أن نتصور بأن كليمنت وحتى عام 95ع.ح لم يكن على علم بهذا ألرسول وكتابه (المقدس ) ؟وأذا أفترضنا بأن كليمنت كان على علم بوجود هذا الانجيل أي أنجيل مرقص ألا انه أختار ان لايشير اليه فلماذا أختار كليمنت اهمال كلمه الرب حسب مرقص ؟موضوع شائك لايمكن ان نصل الى حقيقته على ضوء المعلومات التي لدينا لحد الان الا ان هذه الحقيقه تعني وبوضوح ان كليمنت لم يكن يعرف مرقص ولم يكن قد سمع عنه .
النص ألثاني هو مجموعه الرسائل التي كتبها أكناتوس Ignatius ومن االمهم أن نذكر بأن هذه ألرسائل وكما يعتقد ألكثير من مؤرخي ع.ج لم تصلنا بشكلها الاصلي فعلى مر الاعوام أضيف أليها وحذف منها ألكثير مما افقدها الكثير من اصالتها .
كتب اكناتوس رسائله وهو في طريقه للمحاكمه حوالي عام 110 ع.ح ومن المهم أن نتذكر أن اكناتوس لم يكن يحمل معه أي كتب او مخطوطات بل كان يكتب من الذاكره فقط ونلاحظ أيضا أنه وفي رسائله كان يستعير ألكثير من الاقوال من ألرسائل البولصيه ألا انه لم يكن يذكر اسم الرساله أو مكان ألاقتباس وقد يكون هذا بسبب الوضع الخاص ألذي وجد نفسه فيه .كما نجد في بعضا من رسائله جملا تشبه جملا –لاتتطابق – وردت فيما بعد بالانجيل حسب متي أو حسب يوحنا وفي مناسبه واحده فقط يمكن أن يكون ماذكره قد ورد بعد ذلك في ألانجيل حسب لوقا . وفي كل هذه المرات لم يورد أكناتوس اي أشاره لمصادره أو اي اشاره بأنه كان يعرف أيا من كتب ع.ج.
ومره أخرى نستطيع ان نبرر ذلك بأن أكناتوس كان يمر بظروف صعبه وأستثنائيه ولكن هناك أحتمالا لايقل عن هذا ألتبرير وجاهه وأهميه وهو ان أكناتوس لم يكن يعرف أو لم يشر لاي من هذه الكتب لأنها وببساطه لم تكن قد كتبت بعد .
بل وان أكناتوس وفي مجال رده على مجاميع يهوديه – مسيحيه كان قد اعتمد ع.ق كمصدر فقط ولم يشر الى اي من كتب ع.ج بل ويؤكد في معرض رده بأن يسوع هو ألمصدر ألموثوق فقط وهذا يدل وبوضوح أنه كان يعتمد على قصص وأحاديث منقوله شفاها أي نقلا عن نقل ومن هنا نستطيع القول بأن ايه كتابات (( أن وجدت )) لم تكن محط تقدير أكناتوس ولم يشعر هو بأهميه الاشاره ألى اي من هذه ألكتب بأعتبارها كتبا مقدسه تمثل الحقيقه ألموحى بها ألى رسل وتلاميذ يسوع كما يراد لنا أن نصدق .
ونذكر اخيرا مايدعى بالديداكي Didakke وهو نص لم يستطع أحد تأريخ كتابته ويرجح انه قد كتب في فتره ما بعد 110 ع.ح رغما عن البعض من المحققين وألارسين أشاروا ألى انه قد كتب مابين 300 ألى 400 ع.ح والنص عباره عن تعليمات وطرق لتوضيح كيفيه ألتعامل مع ماسمته الوثيقه بطريقه الحياه وطريقه الموت وتعاليم أخرى توضح طرق العماد واهميته وطريقه تنظيم ألهرم ألكنسي.
تورد هذه الوثيقه أقولا نجدها في ألانجيل حسب متي ولاتذكره بالاسم ألا انها تسمي هذه الكلمات بشاره الرب يسوع . ولاتورد الوثيقه أيه اشارات الى مايدعى برسائل الرسل أو أعمالهم ولكنها تذكر ع.ق بضعه مرات ومن ألمهم أن نعرف في هذا ألسياق بأن كاتب هذا النص لايزال مجهولا وغير معروف ألاسم ،كما يجب أن نذكر بأن هذا ألنص قد أعتبر من ضمن قانون ع.ج من قبل كليمانت ألاسكندراني وأوريجن وربما ألكنيسه ألمصريه ولفتره طويله.
كما المشكله بالنسبه للديداكه هي تحديد تاريخ كتابتها فأن ما يسمى رساله بارناباس تواجه نفس ألمشكله فلم يمكن لغايه اليوم تحديد تاريخ كتابه هذه ألرساله علما بأن اشارات واقتباسات واضحه ومنسوبه ألى ع.ق قد وردت في هذه الرساله وأستخدمت بعض مقاطع وصلت فيما بعد ألى كتب ع.ج وهذه ألرساله اي بارنا باس كانت جزءا من قانون ألعهد الجديد حسب وثيقه سيناء CODEX SINAITICUS والتي جمعت حوالي عام 400 ع.ح .
2- مصادر قبل ألقانون تحوي اشارات واضحه:
أول من قد يكون قد ابدى أهتماما واضحا بمصادر من نصوص مكتوبه كان بابياس PAPIAS ونحن لانعر ف على وجه الدقه متى كتب بابياس ما كتبه ولكن من الارجح أن ذلك قد حصل مابين 110 – 140 ع.ح .
لم يصلنا مما كتبه بابياس عدا بضعه ما ذكر هو عن نفسه في كتاب بتأريخ متقدم أدعى فيه أنه قد جمع بعضا من اقوال يسوع عن أحد اصدقاؤه الذي نقلها بدوره عن صديق أخر كان قد سمعها من احد رسل يسوع .
وحسبما ورد في مقدمه عن بابياس كتبها ايزوبيوس EUSEBIUS في كتابه تاريخ الكنيسه فأن بابياس قد كان كتب في مقدمه كتابه : أنا لأعتقد لأن ألمعلومات ألتي أوردتها نقلا عن هذه الكتب ذو أهميه بالغه بالنسبه لي مقارنه بأهميه كلمات ونطق ألصوت ألخالد أنتهى.
من ما تقدم نجد أن المسيحيون أ لاوائل كانوا لايزالون يفضلون ألنقل والتعامل مع المصادر أ لشفويه عن المكتوبه .
الا أن تغييرا قد بدا بالحدوث في الاعتماد على المصادر المكتوبه مع بدايه منتصف وحتى نهايات ألقرن الثاني . والحقيقه فأن الاعتماد على ألمصادر الشفويه والروايه كان له تاثير مدمر أدى ألى ضياع الكثير من الصوره الحقيقيه لما يمكن ان يكون قد حدث فعلافبابياس مثلا وبأعتماده على الروايات الشفهيه ذكر لنا من أ لحوادث المثيره وألخياليه وألتي لو كانت حقيقه لغيرت ألكثير من تاريخ البشريه فيذكر لنا بابياس مثلا بأن راس يهودا بعد موته قد تضخم ألى درجه أنه اصبح بحجم عربه حصان وأن الرائحه ألتي نتجت عن تعفن جثته كان من أ لنتانه الى أن أحدا لم يكن يجرؤ على ألدنو من مكان موت يهودا حتى عصر بابياس نفسه .
ومما ذكره بابياس والذي اعتبر حقيقه من قبل أ لكنيسه والى فتره قريبه ما ذكره من اقوال نسبها ألى مرقص ومتي واشار بابياس ألى ان متي كان قد كتب انجيله بالعبريه هذا ألاعتقاد الذي ظل سائدا والى فتره طويله والحقيقه فأن هناك أعتر اضات كثيره تبرر عدم الاعتماد على ما ذكر نقلا عن بابياس اولها عدم وصول اي من كتاباته ألينا كما قد ثبت بأن الكثير مما كان قد نسب اليه قد اضيف في فترات لاحقه وثانيا فبابياس لم يذكر كلمه انجيل GOSPEL نهائيا بل كان يشير اليها على أنها مجموعه من أ لاحاديث ومن الممكن أن بابياس كان يشير الى كتاب لم يصلنا منه اي شيء او انه لم يكن موجودا نهائيا .
وثالثا ولصعوبه فهم وترجمه مثل هذه الكتب القديمه وخصوصا الى ان اشاره بابياس ألى ( انجيل ) كان باهتا جدا مما قد يدعو الى الاعتقاد بأن بابياس كان يورد بعضا من ع.ق مفسرا له على انه نبؤات واشارات تبشر بمقدم يسوع .وهذا ينطبق وبشكل جيد على كتاب متي فهو مليء بالاشارات وتفسيرات وضعت على أنها تبشر بمقدم يسوع المسيح المخلص واشاره بابياس ألى شخص اسمه متي قد يكون هو ألذي اوحى لمن قام بتاليف كتاب (متي ) لتقديمه بهذا ألاسم وذلك لضمان قبوله كمصدر شرعي موثوق به .
أما تقديم بابياس لمرقص فهو أغرب من ذلك بمثير فهو يقول بان مرقص كان سكرتيرا لبطرس وهذا المرقص لم يعرف يسوع شخصيا بل كان قد تبع خطوات بطرس وسجل ما قاله مدعيا أنه لم يغير شيئا مما قاله بطرس ولم يضف من لدنه شيئا ورغما عن ذلك فأن (( مرقص )) وحسب قوله لم يقم بترتيب ما سمعه من بطرس بشكل منظم .
لقد اعتبر الكثيرون ما قاله بابياس عن مرقص عباره عن محاوله للدفاع عن الانجيل حسب مرقص وألذي اعتبر انجيلا غير كاملا وغير جدير بالثقه ذلك لأن كاتب ألا نجيل قد قال بأنه لم يكن من الذين عرفوا يسوع
مما تقدم نرى ان محاوله الاعتماد على الروايات والنقل الشفاهي لاقوال واعمال يسوع قد اسهمت اسهاما كبيرا في خلخله ألثقه في مصداقيه هذه ألكتب وان محاوله تقديم هذه الكتب على انها عمل اصيل لم تمتد اليه يد التعديل والاضافه لم تستطع اخفاء حقيقه عدم مصداقيه هذه الكتب ألا ان ماقام به بابياس هو انه قدم لنا اسما لشخص اصبح فيما بعد احد كتبه البشاره والوحي والذي هو مرقص .
ورغما عن اهميه هذه الاشاره الى مرقص ومتي الا أن هذه الروايه لم تصل لنا الا عن طريق مصدر واحد نقلا عن بابياس وهو ايزوبيوس EUSEBIUS والذ أشتهر عنه ولعه في ألكتابه عن ألمزيفين والمحرفين عدا عن كونه ضالعا في عمليات تزوير وتحريف هو الاخر ورغما عن عدم وجود دليل واضح الا ان الشك يبقى احد اهم عوامل ألنقد التاريخي .
وحتى لو كان ماقدمه أيزبيوس صحيحا فأن هناك وجها اخر للقصه فما هو واضح مما كتبه بابياس فأن المصدر الاساسي والموثوق عنده هو النقل الشفهي والروايات وان ماكتب أوماكان مكتوبا لم يكن مصدرا حقيقيا لما كتبه بابياس بل من المرجح أن يكون بابياس قد نقل عن مصادر مكتوبه مختلفه وليس من مصدر واحد موحد .
ومما يعزز هذا التصور هو اكتشاف لاجزاء من مخطوطه يعود تاريخها الى مابعد 130 ع.ح وتحوي الكثير من الاقوال التي جاءت فيما بعد في الاناجيل السنوبيه ويبدو ان المؤلف كان يكتب من الذاكره وليس اعتمادا على مصادر مكتوبه وكان الناتج عباره عن خليط من أقوال وافعال نسبت الى يسوع وجدت فيما بعد أصداء لها في الاناجيل الثلاثه ،وقد منح كاتب ألمخطوطه لنفسه كامل الحريه بأستنقاء الاقوال والافعال وقصص المعجزات مما يعزز الراي القائل بأن الاناجيل قد كتبت من قبل مؤلفين مجهولين وبنفس ألطريقه الاستنقائيه .
وعلى كل حال من الاحوال فمن المؤكد أن الاناجيل لم تكن قد وجدت شكلها النهائي الابعد فتره من ألعصر ألذي عاش به بابياس .
وفي نفس هذه الفتره الزمنيه كتب بوليكارب POGYCARP رساله يذكر فيها أكثر من مئه قول منسوبه ألى يسوع وتطابق هذه الاقوال وبشكل جيد ماظهرت عليه في الاناجيل وبعض الرسائل ورغما عن ذكره لهذه الاقوال الا ان بوليكارب لايذكر شيئا عن مصادر مكتوبه ولاينسب هذه ألاقوال الى اي مصادر .
ونستطيه أن نرى أن الروايه الشفهيه والنقل سماعا كان لايزال هو ألموثوق به من قبال رجال ألدين في الفتره ألتي سبقت ظهور ألمصادر المكتوبه (أناجيل وغيرها ) .
وكما لم يذكر من سبق ذكرهم من المؤلفين واباء ألكنيسه ألاوائل أي كتابات مسيحيه على أنها كتابات مقدسه لم يذكر بوليكارب شيء عن كتابات أو كتاب مقدس مسيحي وبالعكس يقوم بوليكارب حين ذكر مقاطع من ع.ق بنسبها الى مكانها من ع.ق ويشير أليها على أنها كتابات مقدسه .
على ان الاهتمام بوجود مصادر مكتوبه قد بدا في تلك الفتره بالذات بالتنامي حيث طلبت أحدى الكنائس من بوليكراب أن يكتب رساله كمقدمه لمجموعه من رسائل أغناتيوس IGNATIUS كانت قد طلبتها أحدى الكنائس من بوليكارب .فالحاجه ألى مصادر مكتوبه قد اصبح مطلبا ضروريا من قبل ألمجموعات المسيحيه ألمختلفه ويمكن تحديد ذلك بين عامي 138 – 147 ع.ح حين ظهر أول دفاع فلسفي عن معتقدات المسيحيه على شكل رساله كتبت من قبل أرستيديس ألاثيني ARISIDES موجهه ألى الامبراطور أنطونيوس بيوس وفيها يورد كاتب الرساله أشاره باهته ألى أن المسيحين يملكون بشاره المسيح مكتوبه وان هذه ألبشاره ألمكتوبه ذات تاثير نفسي كبير على سامعيها وقارئيها ولكن أرستيدوس لايشير ألى اي من ألاناجيل التي نعرفها .
قبل ان استمر في عرضي أشعر أنه من المهم ان يعرف الزملاء بأن كلمه انجيل المستخدمه في العربيه لاتدل بوضوح على المعنى ألمقصود في المسيحيه فكلمه Gospel تحمل معاني كثيره فمنها ألكتاب أو ماكتب من بشاره يسوع أو مجرد الروايات ألتي تبشر بكلام يسوع لذا فحين استخدم ألبشاره لااقصد الانجيل بل الكلمه المرويه والمنقوله شفاها وساستخدم كلمه انجيل حين اقصد ألكلمه المكتوبه .
ومن المهم ايضا ان نعرف انه وفي تلك الفتره الزمنيه مابين 100 – 200 ع.ح لم تكن توجد (( الكنيسه )) بالمعنى ألذي نفهمه اليوم بنظامها وطريقه ترتيب الهرم الكنسي السائده اليوم فما كان يدعى كنيسه كان عباره عن مجتمعات تدين بالمسيحيه وكل كنيسه كانت لها طريقه عباده وطقوس تميزها عن غيرها وكذلك كان لاغلب ألكنائس نظريه لاهوتيه تختلف عن ألكنائس ألاخرى ألا ان هذا لم يمنع من ظهور كنائس أكثر اهميه وتاثيرا من غيرها وكانت تلك الكنائس الغنيه تمارس دور ألراعي للكنائس الاخرى والقريبه منها .
العهد الجديد هو مجموعه الكتب التي تحدثت عن يسوع المسيح ونقلت جزءا من حياته وحادثه قتله كما نقلت لنا الكثير من تعاليمه واقواله ولكن متى جمعت هذه ألكتب وكيف تمتعت بهذه السلطه وهذا التاثير هذا ماسأحاول القاء الضوء عليه في هذا الشريط واستميح الاخوه عذرا من أن بعض ماساكتبه قد يبدو جافا وبعيدا عن روح التشويق ولكن هذا هوقدر مثل هذه الابحاث فلكي تبحث عن ألحقيقه يجب ان تكون جافا في بعض ألاحيان .ومن نافله القول أن اقول بأن هذا الشريط يعتمد على قراءه شخصيه في مصادر عديده ساذكر بعضا منها في نهايه ألشريط واشكر مقدما كل من سيتابع هذا الشريط وارحب بمن يبدي رأيه ويصحح بعض من اخطاء قد اقع فيها .
أدرج بعض من رموز استخدمها في الشريط اختزالا للوقت
ق.ع تعني قانون ألعهد الجديد
ع.ح تعني عصرنا الحالي وهي بديل عن حساب ألسنوات بنسبها الى ميلاد يسوع المزعوم .
ع.ق وتعني مايسمى بالعهد القديم أي كتاب ألتاناخ وغيرها مما يعتبر من كتب أليهود المقدسه .
ع.ج تعني العهد الجديد
أشارات غامضه في مصادر قبل القانون :
كان اول نص لم يجد طريقه ألى ق.ع رغما عن كونه من المصادر التي تمتعت بأحترام كبير في تلك الحقبه الزمنيه وهذا النص كان رساله كليمانت الروماني الاولى وألتي يعتقد انها كانت قد كتبت في حدود عام 95 ع.ح وكان ينظر الى هذه ألرساله او الرسائل على أنها كتابات مقدسه وحظيت باحترام كبير لدى المجاميع المسيحيه في تلك الفتره ورغما عن اهميه هذه الرساله فاننا نستطيع ان نلاحظ شيئين على درجه كبيره من الاهميه أولهما ان كلمنت هذا لم يذكر اي شيء عن ألاناجيل – البشاره – ولكنه كان يشير بين الحين والاخر الى رسائل لبولص ولكنه لايشير لها على انها كتابات مقدسه مقوننه بل يشير اليها على انها كلمات حكيمه ومقابل ذلك فهو يشير دائما الى ع.ق على أنه هو الكتاب ألمقدس ، و اورد في اكثر من مائه موقع أقتباسات من ع.ق ومقابل ذلك فأنه اورد بضعه اقوال منسوله ألى يسوع بدون اي اشاره الى اي مصدر مكتوب ورغما عن التشابه (( وليس التطابق )) في بعض هذه الاقوال مع بعضا مماوصلنا في ع.ج الا أن هذا التشابه قد يكون أعتمادا على المصادر ألشفويه والتي نقل عنها فيما بعد كتبه الاناجيل .
مماتقدم نرى وبوضوح على ان كليمانت هذا لم يكن يعرف اي شيء عن وجود كتب أو مخطوطات مكتوبه سميت فيما بعد بالاناجيل .وكليمنت هذا كان أحد قاده كنيسه روما فلو كان كان اي من كتب ع.ج موجودا لكان قد اشار اليه بأعتباره كتابا مقدسا يتمتع بسلطه روحيه كافيه ليستمد منها كليمنت مواعظه .اذن فحتى عام 95 ع.ح لم يكن احدا ما قد سمع أو علم بوجود اي كتب مقدسه عدا عن ع.ق وحتى لو فرضنا أن ايا من هذه ألكتب لم يصل ألى روما حتى عام 95 ع.ح فقد نفترض ايضا ومن باب أولى ان تكون هذه الكتب غير موجوده اصلا .
ووحيث أن دارسو تاريخ تكوين ونشوء ع.ج قد اجمعوا على أن اقدم وأول كتب ع.ج هو ألبشاره حسب مرقص –انجيل مرقص – وألذي اجمع هؤلاء على انه أي مرقص قد عاش وكتب في روما فكيف لنا اذن أن نتصور بأن كليمنت وحتى عام 95ع.ح لم يكن على علم بهذا ألرسول وكتابه (المقدس ) ؟وأذا أفترضنا بأن كليمنت كان على علم بوجود هذا الانجيل أي أنجيل مرقص ألا انه أختار ان لايشير اليه فلماذا أختار كليمنت اهمال كلمه الرب حسب مرقص ؟موضوع شائك لايمكن ان نصل الى حقيقته على ضوء المعلومات التي لدينا لحد الان الا ان هذه الحقيقه تعني وبوضوح ان كليمنت لم يكن يعرف مرقص ولم يكن قد سمع عنه .
النص ألثاني هو مجموعه الرسائل التي كتبها أكناتوس Ignatius ومن االمهم أن نذكر بأن هذه ألرسائل وكما يعتقد ألكثير من مؤرخي ع.ج لم تصلنا بشكلها الاصلي فعلى مر الاعوام أضيف أليها وحذف منها ألكثير مما افقدها الكثير من اصالتها .
كتب اكناتوس رسائله وهو في طريقه للمحاكمه حوالي عام 110 ع.ح ومن المهم أن نتذكر أن اكناتوس لم يكن يحمل معه أي كتب او مخطوطات بل كان يكتب من الذاكره فقط ونلاحظ أيضا أنه وفي رسائله كان يستعير ألكثير من الاقوال من ألرسائل البولصيه ألا انه لم يكن يذكر اسم الرساله أو مكان ألاقتباس وقد يكون هذا بسبب الوضع الخاص ألذي وجد نفسه فيه .كما نجد في بعضا من رسائله جملا تشبه جملا –لاتتطابق – وردت فيما بعد بالانجيل حسب متي أو حسب يوحنا وفي مناسبه واحده فقط يمكن أن يكون ماذكره قد ورد بعد ذلك في ألانجيل حسب لوقا . وفي كل هذه المرات لم يورد أكناتوس اي أشاره لمصادره أو اي اشاره بأنه كان يعرف أيا من كتب ع.ج.
ومره أخرى نستطيع ان نبرر ذلك بأن أكناتوس كان يمر بظروف صعبه وأستثنائيه ولكن هناك أحتمالا لايقل عن هذا ألتبرير وجاهه وأهميه وهو ان أكناتوس لم يكن يعرف أو لم يشر لاي من هذه الكتب لأنها وببساطه لم تكن قد كتبت بعد .
بل وان أكناتوس وفي مجال رده على مجاميع يهوديه – مسيحيه كان قد اعتمد ع.ق كمصدر فقط ولم يشر الى اي من كتب ع.ج بل ويؤكد في معرض رده بأن يسوع هو ألمصدر ألموثوق فقط وهذا يدل وبوضوح أنه كان يعتمد على قصص وأحاديث منقوله شفاها أي نقلا عن نقل ومن هنا نستطيع القول بأن ايه كتابات (( أن وجدت )) لم تكن محط تقدير أكناتوس ولم يشعر هو بأهميه الاشاره ألى اي من هذه ألكتب بأعتبارها كتبا مقدسه تمثل الحقيقه ألموحى بها ألى رسل وتلاميذ يسوع كما يراد لنا أن نصدق .
ونذكر اخيرا مايدعى بالديداكي Didakke وهو نص لم يستطع أحد تأريخ كتابته ويرجح انه قد كتب في فتره ما بعد 110 ع.ح رغما عن البعض من المحققين وألارسين أشاروا ألى انه قد كتب مابين 300 ألى 400 ع.ح والنص عباره عن تعليمات وطرق لتوضيح كيفيه ألتعامل مع ماسمته الوثيقه بطريقه الحياه وطريقه الموت وتعاليم أخرى توضح طرق العماد واهميته وطريقه تنظيم ألهرم ألكنسي.
تورد هذه الوثيقه أقولا نجدها في ألانجيل حسب متي ولاتذكره بالاسم ألا انها تسمي هذه الكلمات بشاره الرب يسوع . ولاتورد الوثيقه أيه اشارات الى مايدعى برسائل الرسل أو أعمالهم ولكنها تذكر ع.ق بضعه مرات ومن ألمهم أن نعرف في هذا ألسياق بأن كاتب هذا النص لايزال مجهولا وغير معروف ألاسم ،كما يجب أن نذكر بأن هذا ألنص قد أعتبر من ضمن قانون ع.ج من قبل كليمانت ألاسكندراني وأوريجن وربما ألكنيسه ألمصريه ولفتره طويله.
كما المشكله بالنسبه للديداكه هي تحديد تاريخ كتابتها فأن ما يسمى رساله بارناباس تواجه نفس ألمشكله فلم يمكن لغايه اليوم تحديد تاريخ كتابه هذه ألرساله علما بأن اشارات واقتباسات واضحه ومنسوبه ألى ع.ق قد وردت في هذه الرساله وأستخدمت بعض مقاطع وصلت فيما بعد ألى كتب ع.ج وهذه ألرساله اي بارنا باس كانت جزءا من قانون ألعهد الجديد حسب وثيقه سيناء CODEX SINAITICUS والتي جمعت حوالي عام 400 ع.ح .
2- مصادر قبل ألقانون تحوي اشارات واضحه:
أول من قد يكون قد ابدى أهتماما واضحا بمصادر من نصوص مكتوبه كان بابياس PAPIAS ونحن لانعر ف على وجه الدقه متى كتب بابياس ما كتبه ولكن من الارجح أن ذلك قد حصل مابين 110 – 140 ع.ح .
لم يصلنا مما كتبه بابياس عدا بضعه ما ذكر هو عن نفسه في كتاب بتأريخ متقدم أدعى فيه أنه قد جمع بعضا من اقوال يسوع عن أحد اصدقاؤه الذي نقلها بدوره عن صديق أخر كان قد سمعها من احد رسل يسوع .
وحسبما ورد في مقدمه عن بابياس كتبها ايزوبيوس EUSEBIUS في كتابه تاريخ الكنيسه فأن بابياس قد كان كتب في مقدمه كتابه : أنا لأعتقد لأن ألمعلومات ألتي أوردتها نقلا عن هذه الكتب ذو أهميه بالغه بالنسبه لي مقارنه بأهميه كلمات ونطق ألصوت ألخالد أنتهى.
من ما تقدم نجد أن المسيحيون أ لاوائل كانوا لايزالون يفضلون ألنقل والتعامل مع المصادر أ لشفويه عن المكتوبه .
الا أن تغييرا قد بدا بالحدوث في الاعتماد على المصادر المكتوبه مع بدايه منتصف وحتى نهايات ألقرن الثاني . والحقيقه فأن الاعتماد على ألمصادر الشفويه والروايه كان له تاثير مدمر أدى ألى ضياع الكثير من الصوره الحقيقيه لما يمكن ان يكون قد حدث فعلافبابياس مثلا وبأعتماده على الروايات الشفهيه ذكر لنا من أ لحوادث المثيره وألخياليه وألتي لو كانت حقيقه لغيرت ألكثير من تاريخ البشريه فيذكر لنا بابياس مثلا بأن راس يهودا بعد موته قد تضخم ألى درجه أنه اصبح بحجم عربه حصان وأن الرائحه ألتي نتجت عن تعفن جثته كان من أ لنتانه الى أن أحدا لم يكن يجرؤ على ألدنو من مكان موت يهودا حتى عصر بابياس نفسه .
ومما ذكره بابياس والذي اعتبر حقيقه من قبل أ لكنيسه والى فتره قريبه ما ذكره من اقوال نسبها ألى مرقص ومتي واشار بابياس ألى ان متي كان قد كتب انجيله بالعبريه هذا ألاعتقاد الذي ظل سائدا والى فتره طويله والحقيقه فأن هناك أعتر اضات كثيره تبرر عدم الاعتماد على ما ذكر نقلا عن بابياس اولها عدم وصول اي من كتاباته ألينا كما قد ثبت بأن الكثير مما كان قد نسب اليه قد اضيف في فترات لاحقه وثانيا فبابياس لم يذكر كلمه انجيل GOSPEL نهائيا بل كان يشير اليها على أنها مجموعه من أ لاحاديث ومن الممكن أن بابياس كان يشير الى كتاب لم يصلنا منه اي شيء او انه لم يكن موجودا نهائيا .
وثالثا ولصعوبه فهم وترجمه مثل هذه الكتب القديمه وخصوصا الى ان اشاره بابياس ألى ( انجيل ) كان باهتا جدا مما قد يدعو الى الاعتقاد بأن بابياس كان يورد بعضا من ع.ق مفسرا له على انه نبؤات واشارات تبشر بمقدم يسوع .وهذا ينطبق وبشكل جيد على كتاب متي فهو مليء بالاشارات وتفسيرات وضعت على أنها تبشر بمقدم يسوع المسيح المخلص واشاره بابياس ألى شخص اسمه متي قد يكون هو ألذي اوحى لمن قام بتاليف كتاب (متي ) لتقديمه بهذا ألاسم وذلك لضمان قبوله كمصدر شرعي موثوق به .
أما تقديم بابياس لمرقص فهو أغرب من ذلك بمثير فهو يقول بان مرقص كان سكرتيرا لبطرس وهذا المرقص لم يعرف يسوع شخصيا بل كان قد تبع خطوات بطرس وسجل ما قاله مدعيا أنه لم يغير شيئا مما قاله بطرس ولم يضف من لدنه شيئا ورغما عن ذلك فأن (( مرقص )) وحسب قوله لم يقم بترتيب ما سمعه من بطرس بشكل منظم .
لقد اعتبر الكثيرون ما قاله بابياس عن مرقص عباره عن محاوله للدفاع عن الانجيل حسب مرقص وألذي اعتبر انجيلا غير كاملا وغير جدير بالثقه ذلك لأن كاتب ألا نجيل قد قال بأنه لم يكن من الذين عرفوا يسوع
مما تقدم نرى ان محاوله الاعتماد على الروايات والنقل الشفاهي لاقوال واعمال يسوع قد اسهمت اسهاما كبيرا في خلخله ألثقه في مصداقيه هذه ألكتب وان محاوله تقديم هذه الكتب على انها عمل اصيل لم تمتد اليه يد التعديل والاضافه لم تستطع اخفاء حقيقه عدم مصداقيه هذه الكتب ألا ان ماقام به بابياس هو انه قدم لنا اسما لشخص اصبح فيما بعد احد كتبه البشاره والوحي والذي هو مرقص .
ورغما عن اهميه هذه الاشاره الى مرقص ومتي الا أن هذه الروايه لم تصل لنا الا عن طريق مصدر واحد نقلا عن بابياس وهو ايزوبيوس EUSEBIUS والذ أشتهر عنه ولعه في ألكتابه عن ألمزيفين والمحرفين عدا عن كونه ضالعا في عمليات تزوير وتحريف هو الاخر ورغما عن عدم وجود دليل واضح الا ان الشك يبقى احد اهم عوامل ألنقد التاريخي .
وحتى لو كان ماقدمه أيزبيوس صحيحا فأن هناك وجها اخر للقصه فما هو واضح مما كتبه بابياس فأن المصدر الاساسي والموثوق عنده هو النقل الشفهي والروايات وان ماكتب أوماكان مكتوبا لم يكن مصدرا حقيقيا لما كتبه بابياس بل من المرجح أن يكون بابياس قد نقل عن مصادر مكتوبه مختلفه وليس من مصدر واحد موحد .
ومما يعزز هذا التصور هو اكتشاف لاجزاء من مخطوطه يعود تاريخها الى مابعد 130 ع.ح وتحوي الكثير من الاقوال التي جاءت فيما بعد في الاناجيل السنوبيه ويبدو ان المؤلف كان يكتب من الذاكره وليس اعتمادا على مصادر مكتوبه وكان الناتج عباره عن خليط من أقوال وافعال نسبت الى يسوع وجدت فيما بعد أصداء لها في الاناجيل الثلاثه ،وقد منح كاتب ألمخطوطه لنفسه كامل الحريه بأستنقاء الاقوال والافعال وقصص المعجزات مما يعزز الراي القائل بأن الاناجيل قد كتبت من قبل مؤلفين مجهولين وبنفس ألطريقه الاستنقائيه .
وعلى كل حال من الاحوال فمن المؤكد أن الاناجيل لم تكن قد وجدت شكلها النهائي الابعد فتره من ألعصر ألذي عاش به بابياس .
وفي نفس هذه الفتره الزمنيه كتب بوليكارب POGYCARP رساله يذكر فيها أكثر من مئه قول منسوبه ألى يسوع وتطابق هذه الاقوال وبشكل جيد ماظهرت عليه في الاناجيل وبعض الرسائل ورغما عن ذكره لهذه الاقوال الا ان بوليكارب لايذكر شيئا عن مصادر مكتوبه ولاينسب هذه ألاقوال الى اي مصادر .
ونستطيه أن نرى أن الروايه الشفهيه والنقل سماعا كان لايزال هو ألموثوق به من قبال رجال ألدين في الفتره ألتي سبقت ظهور ألمصادر المكتوبه (أناجيل وغيرها ) .
وكما لم يذكر من سبق ذكرهم من المؤلفين واباء ألكنيسه ألاوائل أي كتابات مسيحيه على أنها كتابات مقدسه لم يذكر بوليكارب شيء عن كتابات أو كتاب مقدس مسيحي وبالعكس يقوم بوليكارب حين ذكر مقاطع من ع.ق بنسبها الى مكانها من ع.ق ويشير أليها على أنها كتابات مقدسه .
على ان الاهتمام بوجود مصادر مكتوبه قد بدا في تلك الفتره بالذات بالتنامي حيث طلبت أحدى الكنائس من بوليكراب أن يكتب رساله كمقدمه لمجموعه من رسائل أغناتيوس IGNATIUS كانت قد طلبتها أحدى الكنائس من بوليكارب .فالحاجه ألى مصادر مكتوبه قد اصبح مطلبا ضروريا من قبل ألمجموعات المسيحيه ألمختلفه ويمكن تحديد ذلك بين عامي 138 – 147 ع.ح حين ظهر أول دفاع فلسفي عن معتقدات المسيحيه على شكل رساله كتبت من قبل أرستيديس ألاثيني ARISIDES موجهه ألى الامبراطور أنطونيوس بيوس وفيها يورد كاتب الرساله أشاره باهته ألى أن المسيحين يملكون بشاره المسيح مكتوبه وان هذه ألبشاره ألمكتوبه ذات تاثير نفسي كبير على سامعيها وقارئيها ولكن أرستيدوس لايشير ألى اي من ألاناجيل التي نعرفها .
قبل ان استمر في عرضي أشعر أنه من المهم ان يعرف الزملاء بأن كلمه انجيل المستخدمه في العربيه لاتدل بوضوح على المعنى ألمقصود في المسيحيه فكلمه Gospel تحمل معاني كثيره فمنها ألكتاب أو ماكتب من بشاره يسوع أو مجرد الروايات ألتي تبشر بكلام يسوع لذا فحين استخدم ألبشاره لااقصد الانجيل بل الكلمه المرويه والمنقوله شفاها وساستخدم كلمه انجيل حين اقصد ألكلمه المكتوبه .
ومن المهم ايضا ان نعرف انه وفي تلك الفتره الزمنيه مابين 100 – 200 ع.ح لم تكن توجد (( الكنيسه )) بالمعنى ألذي نفهمه اليوم بنظامها وطريقه ترتيب الهرم الكنسي السائده اليوم فما كان يدعى كنيسه كان عباره عن مجتمعات تدين بالمسيحيه وكل كنيسه كانت لها طريقه عباده وطقوس تميزها عن غيرها وكذلك كان لاغلب ألكنائس نظريه لاهوتيه تختلف عن ألكنائس ألاخرى ألا ان هذا لم يمنع من ظهور كنائس أكثر اهميه وتاثيرا من غيرها وكانت تلك الكنائس الغنيه تمارس دور ألراعي للكنائس الاخرى والقريبه منها .
هناك تعليق واحد:
كتب أحمد المُهري
الأخ الملحد واكد
قرأت مقالتك القيمة بكل إمعان ومن اللطيف أنني حين القراءة كنت أقارن بين ما خطه يراعك وبين ما كتبه الأخ الفاضل يحيى محمد في كتابه "مشكلة الحديث" ونشره في بريطانيا قبل أسابيع. فيحيى يسعى لإثبات زيف الأحاديث النبوية التي كتبت سواء عن طريق السنة أو الشيعة. وهو يذكر أيضا أنهم سعوا لعدم الكتابة باعتبار أنهم كانوا يظنون بأن محمداً عليه السلام أمرهم بألا يكتبوا عنه شيئا ويكتفوا بالقرآن الكريم. وهكذا كان خليفته الأول أبو بكر وبعده عمر ثم عثمان الذي اهتم بالقرآن وحده بوضوح ثم علي الذي لم يُروَ عنه أكثر من عشرين حديث نبوي ذكر أكثرها في الحِكَم والمسائل الأخلاقية. لكننا نرى الأحاديث النبوية تزداد كلما ازداد بُعد الناس عن النبي الكريم. وهذا يعني بوضوح أن ما ينقلونه في هذه الكتب لا يمثل تعليمات الرسول العربي، تماما مثل ما ينقلها المسيحيون واليهود في كتبهم والتي لا يتقبلها العقل أحيانا فهي بالطبع ليست مقولات موسى بن عمران أو عيسى بن مريم. إنني أحبهما لأني قرأت عنهما في القرآن الكريم وعرفتهما من هذا الكتاب ولو كنت مكتفيا بكتب العهدين لكان نظرتي إليهما مختلفة إلى حد كبير. ولكن ما هو ذنب موسى بن عمران أو عيسى بن مريم الذين أصبحا عرضة للنقل السيئ لا غير؟
وللمرء أن يقول: كيف يترك الله تعالى الناسَ يلعبون بكتب أنبيائه وبمقولاتهم ويشوهون سمعتهم ولا يحرك ساكنا؟ هذا الإشكال منطقي وسليم ويجب الاهتمام به. أما أنا كمسلم يؤمن بكتاب سماوي لم تمسسه اليد الإنسانية باللعب والعبث فأنا أؤمن بصحيحٍ أنزله الله تعالى وقد بذلت جهدا لأجد فيه الخطأ ثم بذلت جهداً أكبر بكثير لمعرفته واستخراج مقاصده ومعانيه وأعتقد بأني توصلت إلى نتائج سلبية في الجهد الأول وإيجابية في الجهد التالي. ثم إني قرأت عن مشاهير الأنبياء في القرآن نفسه فوجدتهم أناساً طيبين صالحين كانوا يحبون البشر ويتحملون الأذى في سبيل تعليمهم و هدايتهم وتحسين ارتباطهم مع خالق السماوات والأرضين. وقد قال تعالى في سورة الأنبياء في القرآن الكريم: مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلاّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴿2﴾. ويتضح من هذه الآية الكريمة بأن الله تعالى أحدث للناس ذكراً جديدا يتناسب مع شأنهم فلازم ذلك أن ينسيهم الذكر أو الأذكار القديمة. وقد قال سبحانه في سورة البقرة: مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿105﴾ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿106﴾. فهناك آيات نسخت من التوراة والإنجيل الأصليتين وقد كره الذين كفروا من أهل الكتاب أن ينزل الله تعالى أمراً جديداً لأنهم سوف يخسرون بعض مصالحهم التي بُنيت على أساس التحريفات القديمة. ومن حق ربنا أن يغير بعض ما أنزله بنفسه قبل ألفي عام من نزول القرآن أو قبل ستمائة عام منه لأن الناس قد تغيروا. هذا التغيير يشمل التشريعات والحِكَم التي تناسب التطور البشري الجديد ولا علاقة لها بالأصول الأولية المعروفة قرآنيا باسم "الكتاب" كما لا ارتباط لها بتاريخ من غبر و لا بالمسائل الكونية التي يخبر الله تعالى عنها في الكتب الثلاث دون اختلاف إلا في ذكر شيء وتجاهل شيء آخر حسب إرادة رب العالمين جل جلاله.
وهناك مشترك غريب يجمع اليهود والمسيحيين والمسلمين وهو أنهم جميعا بدءوا بالتحريف والتلفيق على نمط واحد بعد غياب أنبيائهم وغياب صحابة هذه الأنبياء. نراهم جميعا كانوا يبدؤون باللعب بعد حوالي مائة عام من وفاة رسلهم. ثم إنهم جميعا يسعون لتفخيم منزلة الأنبياء ليصلوا قريبا من الله تعالى ولا يتأتى لهم ذلك إلا بالحط من وقار سيد الكائنات جل جلاله. وهم جميعا يزينون الكنائس والمساجد ويرفعون القباب و المنائر في حين أن الأنبياء الكرام لم يكونوا كذلك. إن علماءهم جميعا يختارون لأنفسهم الألقاب الفخمة والملابس المتميزة عن كل الناس لكن موسى وعيسى ومحمد لبسوا ما لبسه الناس وعاشوا مثلهم وأكلوا أكلهم ومشوا في الأسواق كما يمشي الناس في الأسواق. إن الأنبياء عبدوا الله تعالى وأخلصوا له سبحانه ولكن الذين يدعون التبعية لهم يعبدون الأنبياء وكذلك الأولياء والأحبار والرهبان والمفتين وبقية أنواع مدعي العلم والدين. والأغرب من كل شيء أنهم جميعا إما أن يحرفوا الكتب السماوية الأصلية أو يلعبوا بمعانيها. فاليهود والمسيحيون حرفوا الكتب حتى نُسيت التوراة والإنجيل وحل محلها كتب العهد القديم والجديد. والمسلمون لم يتمكنوا من تحريف القرآن فوضعوا للكتاب العظيم أسباب النزول وأضافوا إلى القصص القرآنية قصصا مكملة تغير مفاهيم القصص الأصلية وأهدافها وادعى بعضهم بأن الحديث ينسخ القرآن واعتبروا القرآن نفسه ينسخ بعضه بعضا وما شابه ذلك من تحريفات وتلفيقات تشوه الكتاب الكريم.
فلا يسعني في هذا الخضم الموار من التلفيقات اليهودية والمسيحية والإسلامية إلا أن أقول بأن هناك شخصا واحدا يدير هذا التلاعب بكتب السماء ليبعد البشر من الحقائق المنزلة من ربهم. ذلك هو ما نسميه نحن المسلمون بالشيطان الرجيم. ولذلك فإني أهيب بمعتنقي الأديان السماوية جميعا أن يفكروا فيما قيل لهم قبل أن يلقوا ربهم غاضبا عليهم. وخلاصة الجواب على الإشكال هو أن الله تعالى وكما يبدو يكتفي بصيانة كتاب سماوي واحد هو الرسول الحقيقي للناس ثم لا يعبأ بما يتقوله الناس ضد رسلهم. كان هناك اهتمام واضح بالحفاظ على سلامة الرسل الكرام من قبل رب العالمين وليس هناك أي اهتمام بصيانة أقوالهم. إنهم بشر مثل باقي الناس ولهم أقوال كثيرة خاصة بالزمان الذي عاشوا فيه ولا يفيد الغير شيئا. فلا معنى لحماية هذه الأقاويل من قبل رب العالمين وهناك مسائل أخرى في هذا الخصوص وأنا أكره التعرض لها حتى لا نتشعب كثيرا. وشكرا.
مع التحيات أحمد المُهري
إرسال تعليق