أطلق جناحي
رميت بنفسي على السرير بجانب أم جميل تواقا لسماع أم كلثوم تغني الأطلال ومستسلما لقدري بالقبول بتحرشات أم جميل الجنسية والتي لولاها لكان صباحي في غاية الكمال والإنسجام. كم أتمتع بهذا الوقت في هذا اليوم الذي يجبرني سياقه من الخلود إلى السكون وتأجيل هموم الحياة ، ولو إلى حين. أشبه صباح يوم الجمعة بالسفر إلى مكان بعيد لأني أصبح فيه سجينا في البيت تماما كما تسجنني عربة السفر، فأسمح لنفسي بالتمتع بهذه الساعات القليلة لأعود بعدها للخوض في صراع الحياة والذي يكون أصعب ما فيه سبر غور نفسي .
بعد دقائق، وصل قرص الموسيقى الذي أمضيت ساعات طوال في سرقة أغانيه من الإنترنت إلى مقطع الأغنية الشهير "أعطني حريتي أطلق يدي" وتخيلت أولا أني سمعت "أعطني حريتي أطلق جناحي." صرفت هذه الفكرة بسرعة وانتبهت قبل فوات الأوان للتجاوب مع مداعبات أم جميل. ولكن الشريط أخذ يدور حول هذا المقطع بأصرار غريب: "أعطني حريتي أطلق جناحي". قمت بعد أن أكدت لي عين أم جميل الواحدة أنها سمعت ما أسمع ، وتوجهت نحو قبو المنزل بتثاقل. وما أن نزلت الدرجة الأولى من الدرجات العشر ، حتى غشاني الشعور المخجل من الخوف الغريب الذي حملته من أيام طفولتي. أنا أبو لهب في تقمصي العصري كرجل علماني ، وبكل نظرياتي المنطقية النافية لأي أحتمال لوجود الجن، أحمل عقدة الخوف ، بل الرعب منهم بكل جزئ في جسمي. عقلي بدأ يقول مستحيل أن يوجد الجن وهذا أقوى سبب في بطلان القرآن. ولكن القشعريرة التي سرف في فقرات ظهري قالت لي ببساطة تبا لك ولنظرياتك.
وصلت إلى جهاز الصوت المركزي وأنا ممتقع الوجه خوفا ، وبعد نظرة سريعة عليه وهو يكرر كاللازمة "أعطني حريتي أطلق جناحي" قررت أن القرص الضوئي اهترأ وأنه حان وقت تغييره. أخرجت قرص الأطلال ورميته فوق كومة النفايات القريبة ، ثم أدخلت بدلا منه وبسرعة قرص لأغاني فيروز واستدرت للهرب من هذا الحضور الإجباري مع الجن.
لم أستطع أن أحرك قدمي ، واشتدت القشعريرة حتى خلت أن الفقاعات الصغيرة على جلدي ستتفجر ليسقط منها شعر جسمي على الأرض كعيدان نقش الإسنان. كان واقفا أمامي ، شعلة من الضوء تشكلت على هيئة إنسان شديد البشاعة ، بأنف أفطس وشفة سفلى متدلية فوق لحية من ريش ممعوط ، وفوقهما انبعث ضوء أحمر من ثقبين متجاورين. لم يسعفني صوتي وتمنيت عندها لو أن محمدا كان صادقا فيما ادعى ولو أني آمنت به ، لتمكنت على الأقل من البسملة أو قراءة آية الكرسي لأطرد هذا الشيطان المريد من أمامي.
شعر هو في الحال بخوفي ، فخطا بوداعة خطوتين للخلف واستدار نصف استدارة ، فزاد من بشاعته كتلتين من اللحم الاحمر تدلتا على ظهره ، تكسوهما هنا وهناك طبقة من الريش المنتشر بفوضوية وذبول. قال دون أن ينظر إلي: أرجوك أن تسامحني يا عزيزي أبا لهب ، ولكن كان لا بد لي من لقائك .
قلت له : من أنت ، ولكن هاتي الكلمتين لم تبرحا حنجرتي وخلت أني سأختنق عليهما.
قال: أبو لهب ، ليس عندي متسع من الوقت ، سيكتشفون غيابي الآن في أي لحظة ولهذا أرجو أن تصغي جيدا لما سأقول.
تمكنت عندها من أخرج كلمة واحدة: الرحمة.
بكى صاحبي لما رأى كلمة الرحمة تتدحرج دوننا. قال بصوت متهدج وهو يرشف ضوءا أصفرا خرج من أنفه كالقيئ: إعذرني يا عزيزي ، ليس الأمر بيدي ، أرجوك ! هذه الكلمة تمزقني.
صمت عندها على غير عادتي خوفا ولكن أيضا بفضول بدأت براعمه تتفتح في عقلي على حساب كريات القشعريرة التي أخذت تخبو من فوق جلدي وشعرت أن شعري بدأ هو الآخر بالركود.
قال: إسمي سعادة ، ورثت هذا الإسم أبا عن جد من جدنا الأول سعادة. ولكن شاء حظي أن أكون من الكتائب الملائكية التي أمرت بمزاحفة قريش يوم بدر. أما اليوم فبإمكانك أن تناديني شقاء
أبرقت الدنيا في الخارج ، وشردت في ثنايا عقلي شاردة حرونة سائلتني كيف يكون البرق من دون السحاب.
نظر شقاء إلى كوة القبو بقلق ظاهر وقال وقد اضطرب صوته بسرعة وكأنه يتمتم لنفسه: أمر اكتشافي الآن لن يطول، جئت لأوصل رسالة من مخضرمي جيش بدر الملائكي للمسلمين.
نحن جنس الملائكة خلقنا من أجل أهداف كريمة ، برمجنا عليها من الأزل في اللوح المحفوظ.
هدفنا في الحياة هو بث الرحمة في الكون.
أن ننشر الحب والسماح بين الأحياء
والذكريات الطيبة عن الأموات
أن نعالج المرضى ، أن نشد من عزم المنكوبين
هدفنا أن ننشر الجمال والمحبة
أن نبذل أرواحنا في سبيل سعادة الطفولة
أن نلهم الفن في أرواح الناس ، أن ننشر العطف والحنان بينهم.
توقف بعد أن اشتد البرق في الخارج ، وأنبأتني شاردة أخرى أن هذا البرق لم يتبعه رعد.
نعم هدفنا هو نشر الرحمة ، حتى هذه الكلمة شوهتموها ، هل تعرف معنى الرحمة يا أبا لهب؟ تذكر أن لا دخل لمعناها بتخفيف العقوبات عن المجرمين ، الرحمة يا حبيبي هي أرقى مشاعر الحب ، هي الحب الخالص الملفوف بالرقة وبالعطف والحنان والشفقة ، هذه الكلمة مشتقة من رحم المرأة موطن الحب الإنساني وأساسه. ولكن للأسف فإنكم منذ ألف وأربع مائة عام حولتموها إلى كلمة محاكم وذنوب.
حاولت أن أقول شيئا ما ولكنه لم يكن مهتما أن أشاركه أطراف الحديث
تصور كيف كان شعورنا عندما جاء جبريل ليلقي علينا الأوامر بالإستعداد للقتال. لم تنفع كلماتنا بالهدوء ووجوب الإلتزام بشريعتنا في نشر السلام، وعندما قاومنا بعناد ، مسخت الله أجنحتنا ، وشوهت أجسامنا ووجوهنا. أن يقتل أحدنا نفسا يشبه أن يأكل أحدكم طفله ! عفوا عزيزي لم أقصد أن أزعجك ولكن خانني لساني المشوه.
آه يا أبا لهب لو رأيت وسامتي قبل بدر! ولكن الله تعالت شائت أن تمسخني بهذا الشكل القبيح حتى تثير سحنتي الرعب في قلوب قريش.
كشر عندها عن أنياب رهيبة حسبته استلها ليأكلني فتراجعت إلى الخلف حتى أوقفني الحائط. قال: هذا ما أعنيه بالضبط ، هذه لم تكن تكشيرة ولكنها كانت أبتسامة. جنسنا يا عزيزي لا يكشر لأحد.
استأنف بعد نفس عميق: أؤكد لك أن كل الجيش الملائكي الذي شارك في بدر لم يرفع سيفا أو رمحا ضد أحد. لقد مسخت الله أجنحتنا لتمنعنا من الهرب ، وأجبرتنا بدلا منها على امتطاء الخيل . ونحن يا عزيزي تجرح كرامتنا أن نمتطي مخلوقا. هذا ليس من طبعنا ومبعث للألم الشديد في صدورنا.
في بدر تظاهرنا بدخول القتال ، وبالرغم من أننا لم نقاتل ، فقد تكبدنا خسائر فادحة عندما جعلنا من أجسامنا دروعا نقي قريشا بها من ضربات مرتزقة الجن الذين لملهم جبريل للقتال بدلا منا بجانب محمد. أما في أحد وحنين فقد انتظمنا بين الصفين عازمين على الموت لحماية الأخوة الأعداء من سيوف بعض ومن سيوف الجن ، ولكن سيدنا إبليس شاء أن يحرمنا من جلال التضحية وشرف الوفاء ، فصرف لأمر في قلبه قوات الجن عنا.
توقف شقاء ثم قال بصوت ملأه الفخر: كنت أنا يومها من رفع شعار "لا للسيف ! لا للحرب ! حبا حبا يا قريش"
أشتد عندها البرق اللاغيمي واللارعدي ، وفهمت من تصرفاته القلقة أن هذا الضوء الهائل يعني أن فرقة المطاردة قد أصبحت على قاب قوسين أو أدنى من أسره. فقررت أن أفضل ما أستطيع أن أفعله هو الأستمرار في الإستماع لهذا المخلوق البائس.
قال: لقد اقتربوا جدا الآن. أرجوك أن تفهم . عليك أن تدرك أن الملائكة لا تقاتل ، الملائكة لا تحمل السيوف ، لقد خلقنا للحب والرحمة ولن يغير قرآن محمد أي أنملة من طبيعتنا. نحن يا حبيبي لا نلعن الزوجات إن هن رفضن نداء أزواجهن للفراش ولا نعذب المذنبين في جهنم بعد البعث.
قاطعه عندها صرخة غضب من جميل، انحدرت علينا من الطابق العلوي كالوحش الجائع. قال شقاء بتوسل: أرجوك يا أبا لهب، إذهب إليها ، إجعلني أشعر بأني كنت سببا في أمور الحب من جديد.
أشتد الضياء عندها في القبو فوق الإحتمال ، فأطلقت لساقي العنان ، وما هي إلى ثوان أو أقل، حتى وجدت نفسي ممددا ألهث بجانب إم جميل في الفراش. ألصقت جسمها العاري بجسمي واحتضنتني. فالتفت إليها بنهم لأمارس الحب معها بدون أي حاجة لتخيل أن جسدها هو جسد جارتنا في أحضاني. ما أن اشتد العناق والتحمنا في قبلة حميمة ، حتى سمعت في أذني سعادة يهمس بهدوء وحنان: أمر خلاصنا في يداك يا عزيزي، لا تبت يداك يا أبا لهب ، لا تبت يداك
رميت بنفسي على السرير بجانب أم جميل تواقا لسماع أم كلثوم تغني الأطلال ومستسلما لقدري بالقبول بتحرشات أم جميل الجنسية والتي لولاها لكان صباحي في غاية الكمال والإنسجام. كم أتمتع بهذا الوقت في هذا اليوم الذي يجبرني سياقه من الخلود إلى السكون وتأجيل هموم الحياة ، ولو إلى حين. أشبه صباح يوم الجمعة بالسفر إلى مكان بعيد لأني أصبح فيه سجينا في البيت تماما كما تسجنني عربة السفر، فأسمح لنفسي بالتمتع بهذه الساعات القليلة لأعود بعدها للخوض في صراع الحياة والذي يكون أصعب ما فيه سبر غور نفسي .
بعد دقائق، وصل قرص الموسيقى الذي أمضيت ساعات طوال في سرقة أغانيه من الإنترنت إلى مقطع الأغنية الشهير "أعطني حريتي أطلق يدي" وتخيلت أولا أني سمعت "أعطني حريتي أطلق جناحي." صرفت هذه الفكرة بسرعة وانتبهت قبل فوات الأوان للتجاوب مع مداعبات أم جميل. ولكن الشريط أخذ يدور حول هذا المقطع بأصرار غريب: "أعطني حريتي أطلق جناحي". قمت بعد أن أكدت لي عين أم جميل الواحدة أنها سمعت ما أسمع ، وتوجهت نحو قبو المنزل بتثاقل. وما أن نزلت الدرجة الأولى من الدرجات العشر ، حتى غشاني الشعور المخجل من الخوف الغريب الذي حملته من أيام طفولتي. أنا أبو لهب في تقمصي العصري كرجل علماني ، وبكل نظرياتي المنطقية النافية لأي أحتمال لوجود الجن، أحمل عقدة الخوف ، بل الرعب منهم بكل جزئ في جسمي. عقلي بدأ يقول مستحيل أن يوجد الجن وهذا أقوى سبب في بطلان القرآن. ولكن القشعريرة التي سرف في فقرات ظهري قالت لي ببساطة تبا لك ولنظرياتك.
وصلت إلى جهاز الصوت المركزي وأنا ممتقع الوجه خوفا ، وبعد نظرة سريعة عليه وهو يكرر كاللازمة "أعطني حريتي أطلق جناحي" قررت أن القرص الضوئي اهترأ وأنه حان وقت تغييره. أخرجت قرص الأطلال ورميته فوق كومة النفايات القريبة ، ثم أدخلت بدلا منه وبسرعة قرص لأغاني فيروز واستدرت للهرب من هذا الحضور الإجباري مع الجن.
لم أستطع أن أحرك قدمي ، واشتدت القشعريرة حتى خلت أن الفقاعات الصغيرة على جلدي ستتفجر ليسقط منها شعر جسمي على الأرض كعيدان نقش الإسنان. كان واقفا أمامي ، شعلة من الضوء تشكلت على هيئة إنسان شديد البشاعة ، بأنف أفطس وشفة سفلى متدلية فوق لحية من ريش ممعوط ، وفوقهما انبعث ضوء أحمر من ثقبين متجاورين. لم يسعفني صوتي وتمنيت عندها لو أن محمدا كان صادقا فيما ادعى ولو أني آمنت به ، لتمكنت على الأقل من البسملة أو قراءة آية الكرسي لأطرد هذا الشيطان المريد من أمامي.
شعر هو في الحال بخوفي ، فخطا بوداعة خطوتين للخلف واستدار نصف استدارة ، فزاد من بشاعته كتلتين من اللحم الاحمر تدلتا على ظهره ، تكسوهما هنا وهناك طبقة من الريش المنتشر بفوضوية وذبول. قال دون أن ينظر إلي: أرجوك أن تسامحني يا عزيزي أبا لهب ، ولكن كان لا بد لي من لقائك .
قلت له : من أنت ، ولكن هاتي الكلمتين لم تبرحا حنجرتي وخلت أني سأختنق عليهما.
قال: أبو لهب ، ليس عندي متسع من الوقت ، سيكتشفون غيابي الآن في أي لحظة ولهذا أرجو أن تصغي جيدا لما سأقول.
تمكنت عندها من أخرج كلمة واحدة: الرحمة.
بكى صاحبي لما رأى كلمة الرحمة تتدحرج دوننا. قال بصوت متهدج وهو يرشف ضوءا أصفرا خرج من أنفه كالقيئ: إعذرني يا عزيزي ، ليس الأمر بيدي ، أرجوك ! هذه الكلمة تمزقني.
صمت عندها على غير عادتي خوفا ولكن أيضا بفضول بدأت براعمه تتفتح في عقلي على حساب كريات القشعريرة التي أخذت تخبو من فوق جلدي وشعرت أن شعري بدأ هو الآخر بالركود.
قال: إسمي سعادة ، ورثت هذا الإسم أبا عن جد من جدنا الأول سعادة. ولكن شاء حظي أن أكون من الكتائب الملائكية التي أمرت بمزاحفة قريش يوم بدر. أما اليوم فبإمكانك أن تناديني شقاء
أبرقت الدنيا في الخارج ، وشردت في ثنايا عقلي شاردة حرونة سائلتني كيف يكون البرق من دون السحاب.
نظر شقاء إلى كوة القبو بقلق ظاهر وقال وقد اضطرب صوته بسرعة وكأنه يتمتم لنفسه: أمر اكتشافي الآن لن يطول، جئت لأوصل رسالة من مخضرمي جيش بدر الملائكي للمسلمين.
نحن جنس الملائكة خلقنا من أجل أهداف كريمة ، برمجنا عليها من الأزل في اللوح المحفوظ.
هدفنا في الحياة هو بث الرحمة في الكون.
أن ننشر الحب والسماح بين الأحياء
والذكريات الطيبة عن الأموات
أن نعالج المرضى ، أن نشد من عزم المنكوبين
هدفنا أن ننشر الجمال والمحبة
أن نبذل أرواحنا في سبيل سعادة الطفولة
أن نلهم الفن في أرواح الناس ، أن ننشر العطف والحنان بينهم.
توقف بعد أن اشتد البرق في الخارج ، وأنبأتني شاردة أخرى أن هذا البرق لم يتبعه رعد.
نعم هدفنا هو نشر الرحمة ، حتى هذه الكلمة شوهتموها ، هل تعرف معنى الرحمة يا أبا لهب؟ تذكر أن لا دخل لمعناها بتخفيف العقوبات عن المجرمين ، الرحمة يا حبيبي هي أرقى مشاعر الحب ، هي الحب الخالص الملفوف بالرقة وبالعطف والحنان والشفقة ، هذه الكلمة مشتقة من رحم المرأة موطن الحب الإنساني وأساسه. ولكن للأسف فإنكم منذ ألف وأربع مائة عام حولتموها إلى كلمة محاكم وذنوب.
حاولت أن أقول شيئا ما ولكنه لم يكن مهتما أن أشاركه أطراف الحديث
تصور كيف كان شعورنا عندما جاء جبريل ليلقي علينا الأوامر بالإستعداد للقتال. لم تنفع كلماتنا بالهدوء ووجوب الإلتزام بشريعتنا في نشر السلام، وعندما قاومنا بعناد ، مسخت الله أجنحتنا ، وشوهت أجسامنا ووجوهنا. أن يقتل أحدنا نفسا يشبه أن يأكل أحدكم طفله ! عفوا عزيزي لم أقصد أن أزعجك ولكن خانني لساني المشوه.
آه يا أبا لهب لو رأيت وسامتي قبل بدر! ولكن الله تعالت شائت أن تمسخني بهذا الشكل القبيح حتى تثير سحنتي الرعب في قلوب قريش.
كشر عندها عن أنياب رهيبة حسبته استلها ليأكلني فتراجعت إلى الخلف حتى أوقفني الحائط. قال: هذا ما أعنيه بالضبط ، هذه لم تكن تكشيرة ولكنها كانت أبتسامة. جنسنا يا عزيزي لا يكشر لأحد.
استأنف بعد نفس عميق: أؤكد لك أن كل الجيش الملائكي الذي شارك في بدر لم يرفع سيفا أو رمحا ضد أحد. لقد مسخت الله أجنحتنا لتمنعنا من الهرب ، وأجبرتنا بدلا منها على امتطاء الخيل . ونحن يا عزيزي تجرح كرامتنا أن نمتطي مخلوقا. هذا ليس من طبعنا ومبعث للألم الشديد في صدورنا.
في بدر تظاهرنا بدخول القتال ، وبالرغم من أننا لم نقاتل ، فقد تكبدنا خسائر فادحة عندما جعلنا من أجسامنا دروعا نقي قريشا بها من ضربات مرتزقة الجن الذين لملهم جبريل للقتال بدلا منا بجانب محمد. أما في أحد وحنين فقد انتظمنا بين الصفين عازمين على الموت لحماية الأخوة الأعداء من سيوف بعض ومن سيوف الجن ، ولكن سيدنا إبليس شاء أن يحرمنا من جلال التضحية وشرف الوفاء ، فصرف لأمر في قلبه قوات الجن عنا.
توقف شقاء ثم قال بصوت ملأه الفخر: كنت أنا يومها من رفع شعار "لا للسيف ! لا للحرب ! حبا حبا يا قريش"
أشتد عندها البرق اللاغيمي واللارعدي ، وفهمت من تصرفاته القلقة أن هذا الضوء الهائل يعني أن فرقة المطاردة قد أصبحت على قاب قوسين أو أدنى من أسره. فقررت أن أفضل ما أستطيع أن أفعله هو الأستمرار في الإستماع لهذا المخلوق البائس.
قال: لقد اقتربوا جدا الآن. أرجوك أن تفهم . عليك أن تدرك أن الملائكة لا تقاتل ، الملائكة لا تحمل السيوف ، لقد خلقنا للحب والرحمة ولن يغير قرآن محمد أي أنملة من طبيعتنا. نحن يا حبيبي لا نلعن الزوجات إن هن رفضن نداء أزواجهن للفراش ولا نعذب المذنبين في جهنم بعد البعث.
قاطعه عندها صرخة غضب من جميل، انحدرت علينا من الطابق العلوي كالوحش الجائع. قال شقاء بتوسل: أرجوك يا أبا لهب، إذهب إليها ، إجعلني أشعر بأني كنت سببا في أمور الحب من جديد.
أشتد الضياء عندها في القبو فوق الإحتمال ، فأطلقت لساقي العنان ، وما هي إلى ثوان أو أقل، حتى وجدت نفسي ممددا ألهث بجانب إم جميل في الفراش. ألصقت جسمها العاري بجسمي واحتضنتني. فالتفت إليها بنهم لأمارس الحب معها بدون أي حاجة لتخيل أن جسدها هو جسد جارتنا في أحضاني. ما أن اشتد العناق والتحمنا في قبلة حميمة ، حتى سمعت في أذني سعادة يهمس بهدوء وحنان: أمر خلاصنا في يداك يا عزيزي، لا تبت يداك يا أبا لهب ، لا تبت يداك
هناك تعليق واحد:
كتب أحمد المُهري
الأخ الملحد أبولهب
لقد هممت بأن تنطلق إلى الأجواء العالية شوقا إلى الحرية ولكنك اثاقلت إلى الأرض ولم تتشجع للتغلب على الأهواء كيما تخسر الأول والآخر بظنك. ذلك لأنك غير متأكد من الكثير من التفسيرات للحوادث التي تواجهها بظني. فالذي يريد أن يدخل عالم الملائكة لا يمكن أن يفكر في صدور الفاتنات ولا في التفاعلات المادية المحدودة. الشيء الوحيد الذي يمكن أن تصطحبه في سفرتك من عالمنا الفعلي هو الزمان المشترك بيننا وبينهم بالنوع لا بالكم طبعا. والذي يهمني هو أن أوضح لمن يقرأ عنك ولعلك تستفيد أيضا لو شئت بأن الملائكة ليست موجودات عاطفية يمكن استمالتها وخداعها. إنهم أشبه بالوحدات الطاقوية المعروفة ويتفاعلون مع الحوادث بنفس الطريقة أيضا ويعرفون الحقائق بأصولها وجذورها وليس بما ينبت منها وينتج. بالطبع لم يكن هناك ملائكة يوم بدر يحملون الرايات أو السيوف فهم ليسوا ماديين مثلنا. ثم إنهم لا يمكن أن يقوموا بأعمال بشرية فيشتركوا معنا في الحروب والأفراح إطلاقا. هناك أمثلة محدودة في القرآن الكريم لملائكة تمثلوا بشرا لفترة قصيرة لغرض خاص معروف لمن يفكر ويتعمق في ما وراء الطبيعة. ليست تلك حقيقتهم ولا كنه كيانهم. إنهم يحبون الله تعالى ويحبون طاعته ولا يعصونه أبدا. كل ذلك حبا فيه وليس كرها، فليس هناك أية ضرورة للتفتيش عليهم أو اعتقالهم كما تصورت.
ثم إني سرحت فكري ليتحرر من كل ما يشده أو يحدده لعله يمدني بتفسير لهذا القدر الغريب من العداء لله رب العالمين، عداوة ترى كل شيء غيره سبحانه جميلا حتى الذين خلقهم للعمل ولم يمنحهم أي اختيار مثل الملائكة الكرام. إنك حاولت أن تفرق بين الله تعالى وملائكته لإثبات أن إدارة رب العالمين تمثل الضغط والجبر والفروض غير المنطقية فتعاطفت مع ملائكته الذين يتولون تنفيذ أوامره دون جدل حبا فيه سبحانه وليس كرها. وأنا أجهل فعلا تفسيرك لهذه المجموعات الثقيلة التي خلقها وبقيت بلايين السنين دون أن تتهشم. فلو كانت مديرية الكون غير مهتمة بالتلاؤم والوفاق ووضع كل شيء في مكانه ورعاية الزمان والآثار والمؤثرات والطاقات الممنوحة بكل دقة واهتمام لما بقيت هذه الهندسة البديعة حتى تتمكن كل منظومة شمسية من استضافة بشر مختار لعدة آلاف من السنين وتمدهم بكل مقومات الحياة وترعى كل ما يحتاجون إليه وتهيئ لهم كل ظروف الاختبار. إن أرضنا التي تقلنا هي نموذج صغير لتلك المجموعات المستضيفة لمن هم مثلنا من البشر في بلايين البلايين من الأراضي في شرق الكون وغربه. هذه النظرة المادية تغنينا عن التصورات الخاطئة للساحة القدسية جل جلاله. وإني كإنسان منَحَني ربي العواطف والحب لكل البشر الذين هم مثلي فإني أخاف عليكم وأنتم نماذج مني، أخاف عليكم أن يحق عليكم القول فلا يرى ربكم فيكم خيرا فيسحقكم بعذاب مؤلم. مهلا، أخي الملحد واحتمل أنك قد تكون مخطئا فلا تسترسل وراء من يعلمك الشنئان بالنسبة لمعبود الكائنات العاقلة واحتفظ اتزانك ورشدك. عفوا.
ثم ما هذا التفسير غير البليغ للرحمة التي تشمل القاتل والمقتول والظالم والمظلوم لمجرد الرحمة؟ إن جمال الرحمة أن تتعلق بالذي يستحقها وتتخطى الذي لا يستحقه. ألا ترون جمال الرحمة الممنوحة للأطفال البريئين الذين يمثلون الحاجة إلى الرحمة ولكن الرحمة الممنوحة للظالمين تزيدهم قسوة وبأسا ليثخنوا القتل والسلب في الأبرياء. غريب هذا الإنسان فهو لو لم يلج المسائل بعمق وشجاعة فإنه إما أن يُفْرط أو يُفَرِّط. نحن في بريطانيا، طالما شاهدنا التعاطف مع الظالمين والقتلة لمجرد شعور البعض بالرحمة والعطف. هذا التعاطف السخيف يفيد النفوس المجرمة أن تتمادى في ظلمها معتمدا على نفس الشعب الذي يقاسي منهم. شاهدت في التلفزيون مجموعة من النساء اللاتي تجاوزن الأربعين فاكتملت عندهن الخبرة كما هو المفروض وهن يتعاطفن مع مجرم اغتصب امرأة جالسة بينهن فحكمت المحكمة عليه بالسجن لفترة أمضاها ثم عاد إلى المجتمع ليغتصب امرأة أخرى. ثم جاء الدور للمغتصبة فقالت: هاهو يخرج من السجن طليقا وأبقى أنا في سجني إلى الأبد، فأنا لن أنسى عبثه بشرفي رغم أنفي. قلت في نفسي: انظر إلى الشعب الذي لا يفكر بعمق فهن كلهن يتعاطفن مع المجرم بحق غيرهن منتظرين دورهن ليتعرضن لظلم مماثل لعلهن ينتبهن لخطورة التعاطف مع المجرمين السفلة الذين لا قيمة لهم في ميزان العدالة برأيي. إنني لن أتأثر أبدا ولن أتعاطف أبدا مع الظالمين لو سُحقوا وأبيدوا من بكرة أبيهم، وألعنهم من كل قلبي. أنا لست قاتلا ولكني أقول دعهم يموتوا ويريحوا البشرية من شرهم. إنهم لا يستحقون الرحمة ويسيئون استعمالها فالتعاطف معهم ظلم على الذين يستحقون الرحمة.
ثم إنك أخي الملحد تتحدث عن الرحمة لقريش فأنت إما أن تجهل قريشاً أو أنك تحب القتلة وسفاكي الدماء والذين يفتخرون بالسرقة والنهب ويعتبرون الذين يكسبون بأعمالهم وجهدهم أناسا ضعفاء. والله تعالى لم يقدر النصر للمسلمين باعتبار أن من بينهم أفرادا قلائل من قريش بل لأنهم آمنوا بالله تعالى وهو سبحانه عين الحق وعين العدل فمن آمن به مؤمن بالحق والعدل ويستحق رحمة الله تعالى. وقد ذكر سبحانه مساعدة الملائكة للمسلمين بكل وضوح ولم يذكر بأنهم حملوا السيوف أو ركبوا الخيول. تلك مقولة الذين يجهلون الملائكة ولا يعرفون كيفية تعاملهم مع ما يُناط بهم من أمر من ربهم جل جلاله. وأنت وغيرك بإمكانكم أن تشعروا بالملائكة كما هو بإمكانكم أن تشعروا بالعكس وهم الشياطين. ولعلك كنت محقا حينما صورت الملائكة أمثالا للرحمة والحب ولكن تفسيرك للرحمة والحب غير موافق مع العدالة التي يتمثل بها الملائكة الكرام أكثر من أي شيء آخر. إنهم ليسوا سلبيين بل هم عين الإيجابية ولكنهم لن يتساهلوا مع المجرمين لأن المجرمين سلبيون والسلب مع السلب هو عين الإيجاب.
إنك مادي ولا يمكن أن تقبل أي تحرك بدون إعازته إلى المادة فكيف تفسر نوازعك النفسية التي أدت إلى تلك التخيل وساعدتك على أن تجري القلم بالشكل الذي أجريته فخلقت لقرائك قطعة فنية بديعة هي من صنعك في الواقع. هل يمكن لنا أن نعتبرك كمبيوترا مبرمجا للكتابة وللإبداع؟ ومن أين تأتي النوازع النفسية التي لا يمكن أن تنبئ عن المادة المحضة؟ حتى المادة تنطوي على أسرار لا يمكن كشفها بالتفاعلات العادية التي يقوم بها كل امرئ عن طريق الصدفة مثلا. إذا اعتبرنا النفس والفكر والخيال كلها من توابع المادة فلما ذا لم نتمكن من نقل هذه القدرات إلى ما بيدنا من آلات مادية. وببيان أجلى فإننا ننقل قدرة اليد المادي إلى الآلة أو نصنع من حركة اليد طاقة مبدَّلة نستضيء بها أو نحرك بها دولابا. ولكن هل لنا أن ننقل قدرة نفسنا وتحسساتها وإدراكها إلى أية آلة؟ كلا. أم هل من الممكن أن نركب المواد بشكل يمكنها التخيل؟ بالطبع لا يمكن ذلك. ولو كانت النوازع مملوكة لنا بالكامل فكيف نخسر آثار بعضها أحيانا؟ فمثلا نرى بأن حب الإنسان والمجتمع يغيب أثره من قلوب بعض البشر حينما يفكرون في مصالحهم الشخصية. هذا يعني بأن النوازع ليست مملوكة لنا بل نتحلى بها أحيانا ونخسرها أحيانا في حين أنها تعتبر نزعات غريزية لا يمكن افتراض زوالها عنا بالكامل. إذن فهي ليست ناتجة عن تفاعلات المواد في أبداننا بل هي قادمة إلينا من مكان آخر وهي معنا ولكنها تحت إمرة قوة أخرى خارجة عن إرادتنا بالكامل. ويمكنك اكتشاف ذلك بالنظر إلى بعض الحالات التي تطرأ على الإنسان فيجف معين الفرح داخل قلبه. إنه في تلك الحالة يسعى بكل مقوماته أن يفرح فلا يفرح، والأثرياء والملوك يخسرون أموالا للخروج من تلك الحالات مكترين الندماء لعلهم يتصنعوا لهم الفرحة والضحكة دون أن يفيدهم شيء في الحالات الثقيلة منها. والفرحة نزعة طبيعية موجودة مع كل إنسان. هذه الذبذبات غير المرئية تصدر من موجودات طاقوية غير نفوسنا مثل الملائكة وهكذا الشياطين في بعض الحالات. هل فكرت أخي الملحد يوما ما في الضحك والبكاء ولماذا لم يتحل بها أي موجود حيواني غير الإنسان؟ هل فكرت في السعي للثروة ولاقتناء الملابس والمراكب والعطور والزينة وكل المقتنيات الأخرى وكيف ننفرد بها كبشر ولا يعرف شيئا عنها الحيوانات حتى الذكية منها والتي تعيش مع العائلات البشرية؟ هل يمكن أن نخلق كمبيوترا تتحلى بهذه النوازع؟
نحن المؤمنون بالله نعتقد بأن الملائكة هي مصدر النوازع الخيرة بأمر الله تعالى وبأن الشياطين هي مصدر النوازع الشريرة بإذن الله تعالى باعتبار استحقاق البعض لعدم شمولهم الرحمة بالكامل. والملائكة بقوا فيما خلقوا من أجله إلى يومنا هذا وسيبقون هكذا إلى نهاية الكون وفي النشأة الجديدة سوف يعودون بنفس النمط أيضا. وأما الشياطين فقد خلقوا كغيرهم من ذوي العقول، طيبين خاضعين لله تعالى ولكنهم فيما بعد فضلوا أنفسهم على العدالة التي يريدها الله تعالى. كان ذلك في تعامل إبليس مع آدم حينما أمر الله تعالى الموجودات الطاقوية أن تنكمش حين المرور على الموجود الجديد حتى لا تتأثر الأجهزة الحساسة لديه بقوة الطاقة لديهم. فأطاعت الملائكة تبعا لطبيعتها الخيِّرة ولكن الشياطين وهم طبقة من الجن أو إبليس بالذات وهو واحد من تلك الطبقة لم يرض بأن يفسح المجال لآدم أن يعيش في الأرض بسلام فأراد أن يمر على الخلية الأولى الحاضنة لآدم وحواء بكامل طاقته فطرده الله تعالى ولعله سبحانه قطع قسما من قوته وجعله تحت إمرة الملائكة في هذا المجال لئلا يطمع في ما يصبو إليه.
وأما موضوع تأثير الجن في البشر فيزيائيا فهو غير وارد في القرآن ولا يقبل به الذي يؤمن برب العالمين. هناك الكثير من التقولات والأدعية في الكتب التجارية ولا عبرة بها. نحن المؤمنون بالقرآن نتقبل الجن اعتمادا على كتاب الله تعالى وليس لنا أي دليل خارج القرآن على وجودهم. إن الشياطين هم من الجن ونحن نشعر بوساوسهم وليس لدينا تفسير آخر لما يجول في خواطرنا حين التمني وحين التخيل وحين عمل الشر والسيئ إلا أن ننسب حالة الإقدام والشجاعة غير المنطقية لدينا إلى موجودات لا نراهم بعيوننا وهم الشياطين. ويمكننا تصيد الشياطين في بعض حالاتهم الطاغية. قال سبحانه في سورة مريم: وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿81﴾ كَلاّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿82﴾ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ﴿83﴾. والحديث في هذه الآيات يتناول الذين يعتزون بمعبودين مما سوى الله تعالى. ولقد لاحظت مع الأسف بعض الذين يتعصبون لأوليائهم من الشيعة والسنة في باكستان وإيران والعراق وتركيا وحتى في السعودية وبعض المناطق الإسلامية الأخرى وفي إسرائيل وبعض المناطق المسيحية في أوروبا الشرقية وفي الهند وأمريكا وبعض المناطق غير المسلمة التي تؤمن بالطقوس الدينية القاسية، أو الذين يقومون ببعض الأعمال العسكرية غير المسموحة في شريعة الله تعالى الموضحة في القرآن الكريم، فرأيت أن جبهاتهم تحمر من الحرارة، وهو مفاد تؤزهم أزا. ولعلكم تلاحظون أنهم جميعا أو الكثير منهم وبصورة لا شعورية يشدون جباههم بقطعة من القماش. ذلك أن الشياطين وفي مثل تلك الحالة من تخبط الأناسي في الشرك بالله تعالى يصبحون مأذونين بالارتباط الفيزيائي المباشر مع أولئك الأشخاص. إنهم يسلطون عليهم إشعاعاتهم الحارة ليمنعوا عنهم التفكر والتدبر واتباع النظام. وأنا أستنكف من إعطاء الأمثال لأنني لست بصدد النيل من أحد بل أتمنى للجميع الهدى والعودة إلى الله تعالى، ولكن بإمكانكم التطبيق وملاحظة العلامات المذكورة. واسمحوا لي أن أبين لكم بأن الله تعالى لا يحب الفساد في الأرض ولا يحب أن يؤذي أحد نفسه ولم يطلب من عامة الناس أن يبكوا على غيرهم وحرم قتل النفس بأي سبب كان ولم يفوض أحدا بأن يفتي برأيه ولم يعد الذين يريدون الغلبة تحت راية الجهاد في سبيل الله في غياب الأنبياء بالنصر. ولو كان الجهاد مسموحا في غيابهم لوضع الله تعالى للجهاد أحكاما عامة في كتابه الكريم. وهو سبحانه فوق ذلك، لم يعط الرسول صلاحية إعلان الجهاد بل كان يأمره بالقيام بالقتال في كل مناسبة ضرورية على حدة. فأرجو من الإخوة و الأخوات المجاهدين أن لا يخاطروا بمستقبلهم مع ربهم منجرين وراء الظنون فإن الظن لا يغني من الحق شيئا. كما أني أود أن أقدم بياني المتواضع للذين يظنون بأن الله تعالى ينصر المجاهدين بأنهم لا يحملون آية قرآنية واحدة تؤيدهم وأنا على استعداد لأوضح لهم ما خفي عنهم من معاني الآيات الكريمة ليعلموا بأنها ليست لهم. وليعلم الإخوة الذين ينتظرون النصر من الله تعالى باعتبار أنه سبحانه قد نصر المسلمين في حروبهم القديمة بأن هذا انتظار في غير محله. والمسألة بالعكس تماما.
إن المسلمين الذين نجحوا في غزواتهم وحروبهم قد اتبعوا فنون الحروب وسعوا لكسب التفوق العسكري ولم يسموا حروبهم جهادا. فمثلا كان العباسيون يدعون إلى نصرة أهل بيت النبي ولم يدعوا إلى الجهاد في سبيل الله تعالى. وكل من يدعو إلى الجهاد في سبيل الله فهو أبعد ما يكون إلى النصر لأن الله تعالى لم يأمر الناس بالجهاد في غياب الأنبياء. إن من حقهم الدفاع إلى حد معقول متبعين تعادل القوى فقد وعد الله تعالى أهل المقتول بأن ينصرهم في قتل القاتل دون الإسراف. وليس في القرآن أي دعوة للجهاد في غياب الرسل بل هناك دعوة للناس أن يتفقهوا في الدين ثم ينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم. وحتى هذه الدعوة التي يتظنن بعضُ المسلمين عموميتَها وشمولَها لكل المسلمين فهي غير موجودة في كتاب الله تعالى، ولكنها بالطبع غير ممنوعة أيضا، فيجب أن يتحلى الذي يريد العمل بكتاب الله تعالى بالحرص على عدم التوسع في الدعوة فلا يحرض الآخرين على قتاله أو الكيد ضده. وقد قال تعالى في سورة الحاقة: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ ﴿44﴾ َلأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ﴿45﴾ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ﴿46﴾. فكيف ينتظر الذي ينسب قتاله إلى الله تعالى دون أن يكون بيده أمر قطعي من كتاب الله تعالى يبيح له أن يسمي دفاعه عن أرضه ووطنه مثلا، قتالا في سبيل الله. بل هو في الواقع يتقول على الله تعالى ولذلك ليس في التاريخ الإسلامي مورد مشابه واحد يمكن أن يثبت أنصارُه نزولَ أي نصر من الرحمن سبحانه بعد وفاة خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام.
وشكرا على القراءة الممعنة. وأعتذر من الاسترسال خارج موضوع النقد في مسألة انتظار النصر من الله تعالى إثباتا لوجود الشياطين ومن ورائهم الجن، إذ يتعذر علي إثبات وجودهم من طريق آخر، لأنهم لا يعيشون في أبعادنا الفيزيائية التي نعرفها ونتحسسها.
أحمد المُهري
حتى في المطاعم تدل البعرة على البعير !!! - الكاتب: ايف_هتس
مرحباً
كنت قبل مدة في زيارة لاحدى الجامعات وقررت بعد ذلك دخول احد المطاعم ولأني فضولي بطبعي لم استطع ان امنع نفسي من التحديق في ثلاث من الشبان جلسوا امامي وبدا على هيئتهم انهم من طلبة الجامعة ، ليس هناك موضوع يتكلم فيه من هو في المرحلة الاولى اكثر من الدين، ربما لاعتقاد الشاب الشرقي ان الفتاة لاتلتفت الا لمن يعرف الدين ويخاف الله فيسعى للفت انتباهها عن طريق بضع كلمات دينية رنانة !
المهم لم اسمع ماقالوه ولكن يبدو ان احدهم كان يلعب دور العالم بالدين بينما الاخرون معارضون او هكذا بدا الامر لي قال متكلمهم:
"ان المعجزات تأتي بمثل ما اشتهر به الناس في ذاك الزمن"
هذا ما سمعته وما اعتدنا ان نسمعه من علماء المسلمين حينما تسألهم عن سر اختلاف الاعاجيب التي جاء بها الانبياء ! وللحال غرقت في التفكير ولم اكن اعرف ماقاله الشباب بعد ذلك فقد كان صوتهم خافتاً بعكس "كبيرهم" ذو نبرة الصوت العالية !
"ان المعجزات تأتي بمثل ما اشتهر به الناس في ذاك الزمن"
هناك تبرير جيد تبرر به موقف ما وعمل يقوم به شخص بمحضر الدفاع عنه كما يفعل المحامون في قاعات المحاكم وهناك من تكون حجته اذا نظرت اليها بالزاوية الصحيحة حجة عليه بدل ان تكون حجة له.
اذن الانبياء تكون معاجزهم من جنس ما اشتهر به الناس ! ولكنه لايمتنع ان يكون في قوم ما من هو اعلم منهم بتلك الصنعة مادامت المعجزة والاعجوبة من جنس ما اشتهروا به واعتادوا على صناعته فالناس في زمننا مشهورون بالصناعات مثل صناعة الكومبيوتر والمعالجات الدقيقة فهل يمتنع ان تُعجز شركة ما باقي المنافسين فيما تطرحه من انتاج وصناعة؟ فليكن ان احدى شركات صناعة السيارات صنعت سيارة وتحدت كل الشركات ان تصنع مثلها فعجزوا بأجمعهم وليكن ان ناسا ارسلت بشراً الى المريخ وتحدت العالم كله ان يحذوا احد حذوها فعجزوا، اليس هذا هو من جنس ما اعتدنا سماعه من اخبار تصدر عن المعامل العملاقة في هذا العهد الصناعي الكبير؟ فعندما يكون الفعل من جنس ما اعتاد الناس عليه فاي حجية واي اعجاز واي خرق للمألوف يكون فيما يجيئ به الانبياء؟؟ وقد كان الناس – بحسب من يقول- ايام فرعون موسى مشهورون بالسحر فهل يمتنع ان يكون هناك ساحر منهم يكون اعلمهم بفنون الصنعة وخفاياها؟ وقد كان السحرة، سحرة فرعون قادرون على قلب الحبال والعصي الى حيات فهل يمتنع ان يكون فيهم من هو قادر على ذلك مع زيادة ان تكون حيته قادرة على ابتلاع حيات الاخرين؟ ان ما اتى به موسى لايعدو ان يكون زيادة عما يستطيع ان يأتي به سواه فغيره قدر على قلب العصا افعى وهو زاد على ذلك ان ابتلعت افعاه افاعي الاخرين فاين الاعجاز الخارق للعادة والطبيعة في مثل هذه الحوادث؟ وقد كان العرب ايام محمد اهل بلاغة وشعر وقريحة تقطر كلاماً عذباً لايزال ينشد في المحاضر ويقتبس منه في المحافل فهل يمتنع ان يكون هناك من هو اعلم منهم بهذه الصنعة فيأتي بكتاب فيه من لطيف العبارة وجمال السبك ما تطرب له النفوس؟؟ وما المستغرب اذا كان الفعل من جنس ما اشتهر الناس به؟
حقاً هذا هو العجب العجاب !
ثم ماهو الهدف من المعجزات على اي حال؟
انت تأتي وتقول لي انا رسول الله اليك
فاسالك ماهو دليلك اقصد اين الاثبات على صدق كلامك؟
عندها تمد يدك في جيبك وتخرجها بيضاء من غير سوء ! وهنا وجب ان نصدق انك رسول الله وان كلامك كله حق لايقبل الغلط والباطل !
تخيل معي رجلاً يذهب الى المحكمة فيدعي انه يملك بستاناً ما، فيسأله القاضي مادليلك على ما ادعيت؟ وبدل ان يخرج صك تملك او شهود اذا به يمد يده في جيبه ويخرجها بيضاء او يرمي عصاه فتنقلب حية او يلقي عليك شعراً وكلاماً ويتحدى الحضور ان يأتوا بمثله او يدعي انه عارف بما تقوله حمامة في احدى النوافذ او يشفى احد الحاضرين !!! تخيلوا معي كيف سيكون عالمنا لو ان كل صاحب اثبات جاءنا بدليل من جنس ما يأتي به الانبياء من براهين وادلة !
يقول اهل المنطق انه في كل اثبات لابد من وجود حد ووسط والوسط هو ما ينتقل به من المقدمة الى الاثبات والنتيجة فاين الوسط هنا واين اللازم الذي يجعل انقلاب العصا حية دليل وشاهد على كون الفاعل رسول الله؟؟؟
قد يقال: ان الفعل لما كان يعجز عنه الانسان فلابد ان يكون مصدر الفعل هو الاله لان الفعل يدل على الفاعل فلما كان الفعل مما يعجز عنه الانسان دل هذا على التأييد الالهي والمرجعية الربانية.
ربما ستجد ملايين ممن يرددون هذا الكلام الخاطئ ونرد عليهم من عدة وجوه:
الوجه الاول:
ان القسمة غير منحصرة بين الانسان والاله اذ انه حتى تكون القسمة منحصرة لابد ان تكون بين نقيضين لانه في مثل هذه الحالة لايمكن ان يكون هناك احتمال ثالث في البين اذ ان النقيضين لايرتفعان بالضرورة، ولكن نقيض الانسان ليس هو الاله بل هو اللانسان، واللاانسان وليس هو الله ! فكل مايمكن استنباطه من الدليل ان فاعل الفعل هو ليس بانسان لا انه اله، فالدليل اعم من المدعى فما المانع ان يكون مصدر الفعل لا اله ولا انسان كأن يكون الشيطان او الجن بحسب من يؤمن يصدق بوجود هكذا امور وهو ما اعتدنا ان نجد اهل الاديان يرشقون به بعضهم الاخر فاذا قال لهم احدهم ان نبينا عنده معجزة قالوا له ان هذه معجزة من الشيطان !!! على اي حال لايمتنع ان يكون هناك ما هو اقدر من البشر من دون ان يكون اله حتى لو كان جماد فالقمر قادر على فعل المد والجزر وهو مما يعجز عنه البشر وغيرها من موارد الطبيعة واسرارها.
الوجه الثاني:
لابد ان يثبت الانبياء ان كل البشر عاجزون عن الاتيان بهذا الفعل حتى يصح كونها معجزة وهو مما لاسيبل الى اثباته اذ ان النبي نفسه بشر وهو قادر على الفعل فيكون الادعاء ان البشر عاجزون عن قلب العصا حية -على سبيل المثال- ادعاء خاطئ منطقياُ اذ ان احد البشر استطاع ذلك وهو النبي فيكون على المستدل ان يستثني النبي من استدلاله الاستقرائي قائلاً ان كل البشر مما عدا موسى عاجزون عن قلب العصا حية تأكل باقي الحيات !!! وهذا استثناء غير مبرر ويفضي الى دليل دائري ومصادرة مفادها ان قلب العصا حية هي معجزة لانها معجزة !
تذكر دائماً ان النبي بشر فقوله عجز البشر عن ذلك هو خطأ كبير لانه هو لم يعجز عن ذلك ! ولابد للنبي ان يثبت انه هو الاخر عاجز عن ذلك حتى يصح التعميم ان كل البشر عاجزون عن الاتيان بمعجزة من نوع قلب العصا حية ! فكيف سيثبت هذا وهو مما لاسبيل الى اثباته !
وهنا نتذكر مقولة اهل مكة وغيرهم جواباً على قول الانبياء وادعائهم "ان انتم الا بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيء ان انتم الا تكذبون !" هذه الجملة بحد ذاتها تستحق مقال كامل ! فاذا كنت بشر وكان اهل زمانك مشهورون بكرة القدم ومن ثم جاء منهم من هو بمثال مارادونا يعجز كل لاعبين العالم ان يكونوا مثله فهل هذا يعني ان مارادونا يلعب كرة القدم بتأييد رباني لان كل البشر عاجزون عن ذلك؟
لاحظ المغالطة هي في الجملة الاخيرة لانه ليس كل البشر عاجزون عن ذلك بل فيهم من هو قادر وهو مارادونا نفسه فيكون التعميم القائل ان المعجزة التي يأتي بها النبي هي مما يعجز عنها البشر كل البشر، خطأ !
الوجه الثالث:
هناك قانون فلسفي وكوني وفيزيائي ايضاً اسمه "الصيرورة" والصيرورة معناها ان الشيء لايمكن ان ينقلب ويتحول الى اي شيء اخر بل ان الصور التي تنقلب اليها المواد محدودة فنحن نحكم ان الماء قد ينقلب فيصير بخاراً وان البيضة تصبح دجاجة ولكن نعلم ان الماء لاينقلب ذهباً ولاينقلب معدن نفيس ونعلم ان الهواء لايصير جواهر نفيسة فالانسان يدرك بفطرته وبديهته ان الشيء لايصير اي شيء اخر ولاينقلب اي شيء الى اي شيء اخر وهو ما نسميه الصيرورة. ومابه القدرة على الصيرورة نقول ان عنده الاستعداد للانتقال والتحول من هذه الصورة الى تلك.
طيب اذا كان انقلاب العصا حية هو من الامور الممكنة بحسب قانون الصيرورة والاستعداد كأن يقال ان العصا قد تتحلل وتدخل في التربة ومن ثم تدخل في تركيب نبات ومن ثم تدخل في تركيب فأر ومن ثم في تركيب افعى فهذا وان كان استعداد بعيد بسبب تعدد الوسائط الا انه يتطلب ان يحدث هذا كله بالان واللحظ فهل الى هذا الامر من سبيل؟ اذا كان هذا الامر ممكن فلم ياتي النبي بطائل ! وان كان ممتنع فانه حتى الاله لايستطيع الى الممتنع طولاً.
ان الزمن فلسفياً هو مقدار التغير وهو هكذا علمياً فان مثل هذا التحول من شيء الى اخر الى اخر لابد له من زمن اذ ان كل تغير لابد له من زمن فيمتنع ان تحدث مثل هذه التغييرات الجسيمة بلا فوات زمني.
المهم اطلت الكلام كالعادة !
وبعد ان عدت الى ارض الواقع انتبهت الى ذاك الشخص المتكلم من بين هؤلاء الشباب وهو يقول لاصحابه "الاثر يدل على المسير" لم اكن اعرف كيف انتقل الحديث الى هذا الجانب او ماسبب ذكر هذا الموضوع ! ولكن لم استطع ان اخفي ابتسامة فهذا الحديث يروى في كل مكان حتى المطاعم ! وكان صاحبنا الذي لم اسمعه يقول المقدمة الشهيرة "البعرة تدل على البعير" يقول الجملة ثم يشرحها لزملاءه فشرح لهم معنى الاثر يدل على المسير ثم قال- وهو يبسط ذراعيه عالياً كاشارة الى شيء كبير- فسماء ذات ابراج....يا لهذه الاعرابي المجهول الذي صار اشهر من زيدان فرنسا ! وهو لايعدو ان يكون مسفسط يتباهى الناس بسفسطته قائلين ان العرب استخدموا الاستدلال !
هناك في المنطق طريقة من طرق الاستدلال تدعى بالتمثيل والتمثيل يعني اثبات الحكم لجزئي لثبوته في جزئي اخر مشابه له والفقهاء يسمونه "القياس".
مثال: اذا علم الفقيه مثلاً ان النبيذ يشابه الخمر في تاثير السكر وقد ثبت عنده ان حكم الخمر هو الحرمة فله ان يحكم ان حكم النبيذ هو الحرمة لوجود جهة مشابهة بينهما.
والتمثيل له اربعة اركان كيما يصح من حيث الصورة:
1- الاصل: وهو الجزئي الاول المعلوم بثبوت حكم له كما في الخمر في المثال.
2- الفرع: وهو الجزء المطلوب اثبات الحكم له مثل النبيذ في المثال.
3- الجامع: وهو جهة المشابهة بين الفرع والاصل وهو الاسكار في المثال.
4- الحكم: وهو الامر المعلوم الثبات في الاصل والذي يراد اثباته للفرع وهو الحرمة في المثال.
ان التمثيل في حقيقة امره لايفيد سوى الاحتمال اذ ان التشابه بين شيئين من جهة او حتى من عدة جهات لايعني بالضرورة ثبوت الحكم لكل منهما فلو انك رايت رجلين يشبه احدهما الاخر وكان احدهما مجرماً فانك قطعاً لن تحكم على الاخر بانه مجرم فقط لوجود مشابهة بينهما، والناس طبعاً معتادون على استخدام هذا النوع من البراهين فتجد مثلاً في مباراة بالملاكمة بين لاعبين احدهما ابيض البشرة والاخر اسودها ان الناس تتوقع ان يفوز الاسود لاننا اعتدنا ان نرى ابطال العالم بالملاكمة سود البشرة !!! فكون اللاعب اسود البشرة لايعني بالضرورة انه ملاكم جيد ! وكل مايمكن ان يبنى على مثل هكذا دليل فهو لايفيد سوى الاحتمال والاحتمال في المنطق اوطأ درجة من الظن ومن ثم يوجد غلبة الظن او الرجحان وهكذا وصولاً الى اليقين واهل الاديان عامتهم وخاصتهم ما فتؤا يستخدمون هذا النوع من الاستدلال فتجد احدهم يقول لك هل هناك مصنع بلا صانع وبناء بلا بانٍ ويقول لك انظر الى الكومبيوتر وتعقيده وتقنيات النانو ثم انظر الى الدماغ الا ترى انه يجب ان يكون له صانع كما ان للكومبيوتر صانع؟ وهذا بطبيعة الحال تمثيل وكل هذا يمكن ارجاعه الى مثل صاحبنا الاعرابي !
فلننظر الان الى استدلال صاحبنا الاعرابي في ضوء ماتعلمناه من التمثيل:
البعرة تدل على البعير
الاثر يدل على المسير
فسماء ذات ابراج
وارض ذات فجاج
من الواضح جداً ان الاصل في تمثيله هو كل من "البعرة" (لاحظوا مستوى ماوصل اليه الحال حينما نناقش بعرة !) و "الاثر".
اما الفرع فهو كل من "السماء ذات الابراج" و "الارض ذات الفجاج"
والحكم هو ان البعرة والاثر يدلان على غيرهما.
ولكن اين الجامع؟؟؟؟؟؟
اين جهة المشابهة بين الامرين؟
تذكر المثال السابق حيث كانت جهة المشابهة هي الاسكار فالان اين هي جهة المشابهة بين الاثر والبعرة وبين السماء والارض؟
ان جهة المشابهة لايمكن ان تكون معنوية او ممايلزم الكلام من لزوم غير بين بل لابد من اتحاد لفظي ومعنوي بين الامرين.
مثال:
زيد انسان
عمر انسان
زيد فان
اذن عمر فانٍ
فجهة المشابهة او الجامع هنا هو كونهما انسان.
ولكن اين جهة المشابهة في مثال الاعرابي؟؟؟
لاتوجد جهة مشابهة فالاستدلال فاسد من حيث الصورة وحتى اذا صح استدلاله فهو لايفيد سوى الاحتمال.
الان تذكروا كيف ياتيكم الديني قائلاً
الكومبيوتر معقد
الدماغ معقد
الكومبيوتر مصنوع
اذن الدماغ مصنوع !!!
فهذا الكلام لايغني عن الحق شيئاً اذ لايكفي وجود وجه مشابهة بين امرين من اجل صحة الحكم بثبوت الحكم لجزئي اخر.
انظر معي:
الكومبيوتر معقد
ندف الثلج معقدة
الكومبيوتر صنعه انسان
اذن ندف الثلج صنعها انسان !
واضح ان هذا النوع من الاستدلال كثير خطأه قليل صوابه فاذا لم يكن هناك ملازمة ما بين الاصل والحكم كان يكون احدهما علة والاخر معلول فعند ذاك يصح ان نحكم بصدق انطباق الجزئي الاخر وشموله للحكم وهنا يخرج البحث من التمثيل الى القياس ولاداعي هنا لذكر البعرة او البعير فكون السماء والارض معلولة لاتحتاج ذكر بعرة واثر من اجل هكذا استدلال.
طيب دعنا ندخل في صلب الموضوع اكثر.
ففي المنطق هناك مبحث الدلالة والدلالة والدال هو ذاك الشيء الذي اذا ما ذكر ينتقل الذهن بذكره الى شيء اخر فيسمى الاول دالاً والثاني مدلولاً عليه.
فعندما تسمع طرقاً على الباب فان ذهنك ينتقل مباشرة الى ان هناك شخص على الباب. وعندما يقول لك احدهم اقرأ فينتقل ذهنك تلقائياً الى كون هناك شيء ما تقرأه ! (لاحظ جواب محمد: ما انا بقارئ !)
وطبعاً ان انتقال الذهن من شيء الى اخر لايحدث بلا سبب فلابد من وجود علاقة بين الامرين كمثل علاقة الاثر والمؤثر وما اليه فعندما ترى ضوء النهار تستدل منه مباشرة على ضوء الشمس لان هناك علاقة اثر ومؤثر بين الامرين.
طيب:
البعرة تدل على البعير
يعني البعرة دال، والبعير مدلول عليه وهكذا الاثر والمسير. وهناك ملازمة بين وجود بعرة واثر وبين وجود باعر وسائر فهنا نجد علاقة العلة والمعلول او الاثر والمؤثر.
ولكن البعير لايمنح البعرة (مللت من تكرار هذه الكلمة ...تحملوا !) الوجود بل هو يعد ويوفر شرائط التوفر على هذا المركب ومثال ذاك المهندس الذي يقوم بنصب ماكنة او معمل فكل مايفعله المهندس هو انه يعد الماكنة للعمل وينتهي دوره عند ذلك. فالعلل تقسم من هذا الجانب الى جزئين:
1- علة حقيقة وهي تلك التي تمنح الشيء وجوده.
2- علة مُعدّة وهي تلك التي توفر الشرائط في المعلول من اجل منحه فيض الوجود. فالبعير لم يخلق شيئاً ولم يخلق البعرة فلم يخلق ذرات وجزئيات وكل ماحدث هو تحليل واعادة تركيب لما كان موجود اصلاً وهذا مختلف عن منح الوجود. ومنح الوجود مقتصر على الواجب اما باقي العلل فيقتصر دورها على اعداد المعلول وتوفير الشرائط الكافية لتوفر المعلول على الوجود. وهذا هو مايردده الفلاسفة الالهيون ومن عجب ان تجد الواجب هنا محتاجاً الى غيره !!!
طيب:
فسماء ذات ابراج
وارض ذات فجاج
اذا فرضنا صحة وجود جهة الاشتراك فان السماء والارض ستكون دالة كما هو الحال بالبعرة والاثر وسيكون للارض والسماء نفس حكمهما وهو انهما يدلان على علة معدة. ولكن الاله ليس هو العلة المعدة بل يجب ان يكون علة حقيقية مانحة للوجود. فاذن لايدل كلام الاعرابي على اللطيف الخبير بل يدل بفرض صحته على علة معدة مثل الانفجار العظيم فهذا علة معدة.
يجب ان يفهم المتكلمون انهم لن يجدوا الاله بالنظر الى الجزئيات بل ينبغي النظر الى الكليات والبحث عن علة الكليات بدل مفهوم علة العلل التي لاتعدو ان تكون علة معدة ! ولكن ماذا تقول؟ فكل مايهمهم هو تصحيح القرآن والاحاديث.
شكراً لقراءة الموضوع.
الأخ الملحد ايف هتس
أظن بأن الكثير من كلامك معقول ولكن هناك بعض الخلط الذي أرجو أن أكون موضحا لهذا الخلط فتنكشف الحقيقة الغائبة بإذن الله تعالى. ولا ضير أن يكون هناك إشكالات بسيطة تؤدي إلى قلب النتائج أحيانا كما هو الحال عندك حيث توصلت إلى عدم حجية الإعجاز وعدم إمكانية الاستدلال بضرورة العلم والحكمة قبل صناعة الكون أو صيرورتها. بالطبع لم تذكر لنا مادة الصيرورة لأنك لست في صدد رفض الألوهية والمركزية في بحثك هذا ولكنك في صدد رفض الاستدلالات الموجودة عليها. وأنا لست موافقا كثيرا مع هذا النوع من الاستدلال وأعرف الله تعالى من زاوية أخرى بعيدة عن استدلالات المنطقيين والفلاسفة الذين اتبعوا الظنون باعتقادي وليس المعقولات كما يدعون إلا قليلا. والمشكلة أنهم وجنابكم جميعا ترتكزون على بعض الحقائق المسَلَّم بها وهي قد تكون غير صحيحة حينما نحللها بدقة. ونبدأ بحجية المعجزات مادِّين الطرف إلى القرآن الكريم وحده مهملين الكتب التي خطتها تخيلات البشر مثل كتب الحديث.
لو نعود إلى الكتاب السماوي المعروف بالقرآن لنوزع الأنبياء على جادة الزمان فنرى بأن أول نبي هو نوح الذي دعى إلى الله تعالى مستعينا بعلمه ولم يحمل معه أية معجزة. وكان قوم نوح أقل تطورا ممن جاء بعدهم بطبيعة الحال. ونشاهد أكثر من ذلك وهو أن نوحا لم يسع لإثبات الألوهية بل سعى لتصحيح مفهوم العبادة لدى أناس يؤمنون فعلا بخالق السماوات والأرض ولكنهم يتخذون الأصنام وسائط بينهم وبينه. ونحن لا يمكن أن نفكر بأن قوما يؤمنون بالغيب وهم بسطاء حمقاء غير متعمقين، فهم لم يكونوا كذلك دون شك. أو بالأحرى كان بينهم أناس يعلمون الكثير من الحقائق العلمية التي توصلهم إلى الله تعالى ولكنهم يعتقدون بأن الإنسان عاجز عن الوصول إليه سبحانه لسبب نتحدث عنه بعد قليل، فيسعون لصناعة أصنام بأيديهم توصلهم إليه سبحانه. إنهم يعبدون الأصنام التي صنعوها بأيديهم فهم بالطبع لا يؤمنون بأن للأصنام أي دور في خلقهم ورزقهم لأنها صنائعهم. إذن، فما هو دور الأصنام في التوسط بينهم وبين خالق السماوات والأرض؟ وقبل ذلك لا ننسى بأن الذي يوسط شيئا بينه وبين الله تعالى فإنه بالإضافة إلى اعتقاده بالخالق يؤمن بأنه سبحانه هو القادر على أن يمنحه ما يعوزه من مقومات الحياة والتمتع بما فيها الشفاء من الأمراض والتخلص من الخوف ومن أسبابه. فنوح لم يكن بحاجة إلى معجزة لإثبات الألوهية قطعيا ولا لإثبات قدرة الخالق على أن يمد الكائنات بما يرفع عنها الحاجة ويمتعها ويبهجها.
إذن ما هو الداعي لاتخاذ الأصنام وما هو خطورة ذلك حتى يبعث الله تعالى نبيا من بينهم يحمل رسالة ربهم الذي يؤمنون به وبقدرته فعلا؟ إن الذي خفي عنهم في الحقيقة أو أخفي عنهم هو أن الذي خلق كل شيء وهو قادر على التأثير في كل شيء وعلى تحويل الخوف إلى أمن والفقر إلى غنى والمرض إلى صحة فهو قادر أيضا على الارتباط بعبيده والاستماع إليهم والتجاوب معهم دون الحاجة إلى وسطاء. هذه هي رسالة الأنبياء ولا شيء غيرها كما نعرفه من القرآن. والآن نعود إلى الصنم وكيف يمكن للصنم أن يتوسط مع أنه صنيع لهم. إنك لو تدرس صناعة العجل الذي قام به السامري وهو في الواقع يمثل صنما فستعرف سر اتخاذ الأصنام كما ستعرف دلالة الصنم. وليس في القرآن أية إشارة إلى ما تظننه المفسرون الكرام غفر الله تعالى لهم جميعا، بأن العجل كان وسيلة إلى الله تعالى أو أنهم اتخذوه دون الله سبحانه معبودا لهم. لو كان كلامهم صحيحا فما هو دور مجموعة الأصنام التي يتخذها عُبَادها، كان من الضروري أن يتخذوا صنما واحدا. والواقع أن عباد الصنم يعتقدون بأن البشر بما أنه يعصي الله تعالى فهو عاجز عن الارتباط بربه ولكن لكل امرئ شيء من الخلوص والحب لله تعالى ولو تجمع هذا الخلوص من مجموعة من الناس في شيء لكان ذلك الشيء نظيفا خالصا من شوائب العصيان والشهوات وكان مستحقا للتوسط بينهم وبين الله تعالى. ثم إنهم لم يتخذوا الصنم وسيلة مباشرة إلى الله تعالى بل اتخذوه دليلا يذكرهم بموسى بن عمران فقالوا كما في سورة طه: قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ﴿91﴾. فهم يعتقدون فعلا بأن موسى هو الوسيلة الفعلية إلى الله تعالى وبأن الصنم دليل عليه باعتبار أنه صنيع كل الأمة التي أخلصت في هذا العمل بالذات فالعجل يمثل إخلاصهم وحسن نواياهم وهو شيء مقدس إذا. وهكذا قوم نوح وما الأسماء التي وضعوها على أصنامهم (ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر) إلا إشارات إلى أشخاص أخر يرمز كل صنم إلى واحد من أولئك ويتوسط بينهم وبين ربهم لغرض معين كالشفاء والنصر والكسب والزواج وغير ذلك.
وأما خطورة اتخاذ الوسائط هو أن الناس ينحرفون عن الارتباط الفعلي الموجود بينهم وبين ربهم لكل فرد على حدة بما يتناسب مع كيانه ومقوماته فيخسرون ذلك الارتباط المفيد الذي يمدهم بالطاقة للوجود والحياة وينتقلون إلى غير الله تعالى باعتبار الوساطة غير الحقيقية وغير الممكنة فيعبدونه ثم ينحرفون شيئا فشيئا عن الله تعالى. ولو تنظر إلى الذين يتمسكون بالقبور اليوم فتراهم فعلا يطلبون من صاحب القبر الميت الذي عجز عن أن يكف عن نفسه الموت، يطلبون منه النجاة وينسبون كل ما يحصلون عليه من نعم الله تعالى إلى صاحب ذلك القبر الضعيف الميت المقبور. بالطبع أننا حينما نعترض عليهم فإن علماءهم يقولون لنا بأنهم يطلبون من صاحب القبر أن يدعو لهم وهو كذب وغير صحيح والمسلمون منهم يعرفون بأن رسول الله نفسه كان عاجزا عن الارتباط بالموتى بنص القرآن الكريم. لكنهم في صدد تبرير شرك قومهم بالله سبحانه في العبادة. ذلك الأمر الذي يفيدهم لملئ جيوبهم في الواقع أو أنهم بأنفسهم مع مظاهر العلم المتمثل في اللباس والألقاب الكبيرة، فهم يجهلون حقيقة الأمر. وأنا أتمنى أن يكونوا جاهلين فيبقى لدي بصيص من الأمل ألا يعذبهم الله تعالى، لأن كثيرا منهم مسلمون أنتسب إليهم.
وثاني الأنبياء المشاهير في القرآن هو إبراهيم الذي يُعتبر شيخ الأنبياء من بعده وأباهم ويُعتبر شيخ الإسلام في الواقع. هذا النبي دعا قومه بدون إظهار أية معجزة أيضا عدا استدلالاته العلمية. فنراه مثلا تمثل بالكواكب سعيا وراء كف قومه عن النظر إلى الأرض وإلى من في الأرض وهم جميعا من أمثالهم ومحتاجون إلى بعضهم البعض كما يحتاجون جميعاً إلى الأرض التي تُقِلُُّهم. سعى إبراهيم ليوجه قومه نحو النظر إلى السماء وإلى الموجودات المشعة بالذات لأن الذي يمكن أن يستمدوه من الخالق وحده هو الطاقة والنور وليس الضرورات المادية. وحينما رأى عدم توجه قومه للمنطق فإنه مكر بهم مكرا غريبا وهو أنه دمر كل الأصنام التي كانت احتمالا من جنس الفخار وإلا لا يمكن أن يتمكن فرد من ذلك العمل. والدليل عليه أن قومه تألموا كثيرا قائلين كما في سورة الأنبياء: قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿59﴾. ونسبوه إلى الظلم باعتباره سبب لهم أن يخسروا مبالغ كبيرة خلال عملية سهلة بسيطة، ونبراتُهم نبراتُ ألم حقيقي.
وإبراهيم الذكي العبقري أشار إلى كبيرهم الذي أبقاه على حاله لعلهم ينتبهوا إليه بأنه عاجز عن حماية نفسه وصغار أصنامه. ذلك لأن إبراهيم اتهمه بأنه هو الذي فعل ذلك فعجز الصنم الكبير حتى عن الدفاع عن النفس وهذا هو سر مكره الكبير الذي حطم به عبادة الصنم وليس الأصنام الفعلية كما تصوره زملائي المفسرين الكرام. فلسان حاله: إن صنما عاجزا عن الدفاع المعنوي عن نفسه ضد التهم لهو عاجز عن التوسط بيننا وبين خالق السماوات والأرض بالأحرى. إنه أراد أن يقول لهم بأنهم بأنفسهم قادرون على الارتباط بالله تعالى دون الحاجة إلى الوسطاء. كانت العملية أكثر من بارعة وذكية لأن النظام بقي يفكر كيف يتخلص من هذه المشكلة فأي مس بإبراهيم سوف يؤكد للناس صحة قوله و لو تركوا إبراهيم على حاله فسوف يبعد الناس عن عبادة أصنامٍ هي سرُّ قوة النظام في الواقع. واختيارهم للقضاء على إبراهيم هو بمثابة اختيار لأحد الأمرَّين في الحقيقة.
وأما السر في إظهار موسى لمعجزة فهو في أنهم هم الذين طلبوا منه ذلك لإثبات نبوته وليس لإثبات صحة أقواله. إنه بدأ بالمناقشة مع فرعون مناقشة علمية دقيقة نحتاج إلى فرصة كبيرة لتبديلها إلى كتابة يستفيد منها الجميع. ولجأ إلى المعجزة فقط لإثبات ارتباطه بالسماء وبأنه يحمل رسالة خاصة إلى فرعون وقومه. فنرى بأنه عليه السلام لم يتشبث بمعجزة اليد أمام السحرة بل قام بها أمام فرعون فقط. إنه أراد أن يقول لفرعون بأن تحوُّلُ العصا إلى حية هو باعتبار موسى وليس للحية سر خاص وليس من شأنها أن تتحول إلى حية ضخمة. فالقدرة المعجزة في كيان موسى. وأما السر في أنه لم يفعل ذلك أمام السحرة هو أنه تمكن من تدمير كل المواد التي حولوها إلى أجسام متحركة وإخفائها من عيون الناظرين. والمعجزة هنا أخي الملحد ليس في صناعة أفعى أكبر من أفاعيهم كما تصورتم بل في إزالة مقدار كبير من المادة خلال لحظات وتلاشيها وتحولها إلى مادة رقيقة اختلطت بالهواء كما يبدو. فرأى السحرة بأن ذلك ليس عملا سحريا بل هو موسى الذي يفعل ذلك بالطاقة التي ينطوي عليها فعرفوا بأنه رسول الله تعالى وآمنوا به. والغريب أن الإخوة المفسرين لم يدركوا بأن فرعون هدد ولم يتمكن من أن ينفذ تهديده أيضا فظنوا بأنه فعل ذلك وصلب السحرة. وهم على أنهم انتبهوا إلى أن الله تعالى اكتفى بذكر التهديد ولم يذكر حصول أي تقطيع لأطراف المؤمنين ولكنهم تحت وطأة أحاديثهم المفتراة على رسول الله تعالى محمدٍ عليه السلام، لم يتخلوا عن سذاجة الأحاديث الخاطئة.
وحتى نتعرف على مدى تأثيرالمنطق أكثر من المعجزة في الناس، ننظر إلى ململة وزير الإعلام الفرعوني حين تحدث إلى الناس وقد ترجمه الله تعالى بالعربية فنراه يخطئ حتى في إلقاء الكلمات حيث فسره القرآن هكذا: إن هذان لساحران. والواقع أنه يجب أن يقول بما يعني: إن هذين لساحران. حصل ذلك قبل ظهور الأفعى المدمر وحينما خاطب موسى القوم بعلمه وعرفانه. فنعرف بأن الحجة العلمية كانت أكبر بكثير من الأفعى التي تمكن فرعون من مقاومتها إلى حد كبير. وهكذا عيسى بن مريم وليس لمحمد معجزة تذكر.
والقرآن لم يكن معجزة بإبداعه في تركيب الكلمات كما تفضلتم، ولم يذكر الله تعالى شيئا من ذلك في القرآن نفسه. بالطبع إنه بديع أيضا وقد أعجز العرب في هذا المضمار ولكن ليس ذلك معجزة حسب منطق القرآن الكريم. إن إعجاز القرآن الذي يحتج به سبحانه على الذين رفضوه هو أنه خال من التناقضات وأنه يهدي إلى الرشد برمته وأنه يُعلِّم الناس ما لم يعلموا بدونه وما على غرار ذلك.
وأما احتجاجاتك الفلسفية فنبدأ بمثال البعرة والبعير وهو ليس مثالا قرآنيا يمكن الاحتجاج به على صحة التشريع الإسلامي أو صحة ادعاءات القرآن أو فعلية وجود الله تعالى. إنه مثال عربي بسيط يليق براكب البعير الذي لا تتخطى نظراته الأرض والدواب والسير بالأقدام. لا يريد هذا البدوي أن يثبت وجود الواجب بل يريد إثبات السببية في مثاله. ولا يكفينا مثال البدوي لإثبات الواجب إلا إذا أضفنا إليه مسائل أخرى وهي أن البعير يدل على أبيه وأمه وهما في النهاية يدلان على وجود المادة وكلما نذهب إلى الوراء فلن نتوقف إلا إذا وصلنا إلى من لا يحتاج إلى من يوجده. بالطبع هذا استدلال جزئي يحتاج المرء معه إلى الكثير من التصورات والأمثال الأخرى لإثبات واجب الوجود. لكنه مقدمة مفيدة لمن يسير في الصحراء. ولو تمكن المثال من أن يثبت السببية في كل شيء ممكن فإن السماء ذات الأبراج محتاجة إلى السببية قطعيا وليس من شأن الموجودات البشرية أن تصنع السماوات العلا. فليس وراءها إلا القادر المتعالي. إنه أبسط وأضعف دليل على وجود الله تعالى في الواقع وهو دليل أهل الصحراء. وخلاصة نية البدوي احتمالا هو أنه لا يمكنه تصور (مادة) بعرة دون البعير ولا (عمل) هو أثر الأقدام دون المسير فكيف يمكنه تصور السماوات دون الموجد الخبير.
لكني أفضل أن نترك هذا البحث الذي لا أختلف معك كثيرا حوله وننتقل إلى كتاب الله تعالى حيث يقول سبحانه في سورة إبراهيم: قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿10﴾. هذا أقوى دليل على وجود الله تعالى وهو أنه هو الذي فطر السماوات والأرض. وحتى نعرف معنى الجملة فإننا نعود إلى آية أخرى لفهم معنى الانفطار. إنها بداية سورة الانفطار: إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ ﴿1﴾ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ ﴿2﴾ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ﴿3﴾. الحديث هنا عن الانفجار الكوني الثاني الذي سوف يحصل بعد معالجة الكون لمنحه القدرة على البقاء الأبدي برأيي. ولكنه مثال للانفجار الأول أيضا. فالذي حصل آنذاك هو أن الكتلة التي تحمل مادة السماوات والأرض (الكرات الغازية والصلبة) قد انفطرت وتهشمت إثر الانفجار فانتثرت مواد الكواكب في أرجاء الكون ثم تم تفجير البحار. والبحار هو المكان الذي استضافت الكتلة لقوله تعالى في سورة هود: وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿7﴾.
فبدأ الأيام الستة المشار إليها كبيان في سورة الذاريات كان يوم الانفجار حيث كان العرش على الماء. والعرش يعني كل السماوات والأرض لقوله تعالى في سورة البقرة: ... وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴿255﴾. فالذي حير الفيزيائيين ولم يهتدوا إلى حل علمي له هو الطاقة القوية التي فجرت الكتلة العظمى. وأنت لو تتصور حجم تلك الكتلة الضخمة جدا، فمهما كانت الجزيئات ملتصقة ببعضها البعض وبأي حجم افترضنا الكتلة فإن الانفجار لا يمكن أن يشمل كل الكتلة في لحظة واحدة. ومن الضرورة أن يحصل ذلك، لأننا نحتاج إلى افتراض سرعة مهيبة لانتشار الكتلة بكاملها في الفضاء قبل أن يبرد. وليس هناك فيزيائي يمكنه إثبات أن الحرارة ستبقى بقوتها لفترة أكثر من عدة ثوان. فالكتلة تحتاج إلى أن تتعرض لحملة طاقوية شديدة من كل جوانبها بل وفي كل كيانها سواء القشرة الخارجية أم اللب الداخلي لتنفجر في لحظة واحدة من كل مكان فيها حتى تنتشر في الفضاء بسرعة قريبة من سرعة النور بداية قبل أن تتعرض للبرودة. لو كانت مثل هذه الطاقة موجودة ضمن نظام الطبيعة فإننا لا نضمن تكرار الانفجار مرة بعد مرة وعدم استقرار الكون. ونحن عاجزون عن إيجاد نظرية تهدينا إلى تلك الطاقة فعلا. ونحن نعرف أن الطاقات الطبيعية تسير بسرعات معينة وهي مهما كانت كبيرة فلا يمكن أن تصل إلى التفجير الآني لكل الكتلة التي تصل قطرها إلى ما لا يقل عن عشرات أو مئات الآلاف من السنوات الضوئية. فأية قوة انفجارية افترضناها لهيَ أعجز من تفجير تلك الكتلة المهيبة. ولكننا نحن نعتقد بأن الله تعالى هو الذي يملك بذاته القدسية طاقة كافية لمد كل الكون المهيب بالطاقة وبمختلف أنواعها. وهو القادر على أن يحيط بكل الكائنات فطاقته ليست مُركَّبة لتسير في الفضاء بل هي بسيطة لا تحتاج إلى السير أبدا. هي نفاذة أيضا ولا يمكن للطاقات الطبيعية أن تنفذ في الكتلة الأولى الخالية من الفراغ فلا مجال لدخول الإلكترونات فيها. ودعني أوضح معنى النفوذ فأنا لا أعني أن تلك الطاقة تسير بقوة لتنفذ في كل شيء، بل أعني بأن تلك الطاقة موجودة في كل أرجاء الوجود الممكن وتحتاج إلى تحريك فقط كما يعبر عنه القرآن الكريم بالتجلي. ومعنى التجلي هو أن يتم استعمال تلك الطاقة بأجلى صورها، فكأن الطاقة الموجودة كامنة قادرة على الظهور الواضح ولكن الله تعالى يخفيها ويهدؤها حتى يثيرها حينما يشاء.
وحتى يسهل على القارئ تخيل تلك الطاقة فإني أدعوكم أن تفكروا في كل الترسانات النووية في الأرض بما فيها مذاخر القنابل الهيدروجينية التي تقدر أن تدمر الحياة في الأرض خلال أيام بل ساعات، فهي أعجز من أن تدمر الأرض ولعلها برمتها تعجز عن تدمير المحيط الهندي لو قدرنا على تفجيرها جميعا في لحظة واحدة،. والعلم يعجز عن تصور تفجير هذه الترسانات في لحظة واحدة. فما بالك بتلك الكتلة الضخمة المهيبة والثقيلة التي يصل وزن ملعة منها أطنانا!؟ ولقد تم التفجير دون أدنى شك. ذلك هو الله تعالى وليس علة البعرة!
فلولا تلك القوة الرهيبة لما حصل الانفجار أخي الملحد ولما أتينا. ولو ننتبه بأن القرآن الكريم يشير دائما إلى القوة الطاقوية لرب العالمين. مثال ذلك ما في سورة فاطر من إشارة إلى طاقة الجاذبية: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴿41﴾. وما في سورة النور وهي إشارة إلى الفوتون: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ.... وما في سورة الأعراف وهي إشارة إلى الفوتون بقوله النهار وإلى الجرافيتون بالليل: إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿54﴾. ولتتبين ذلك فانظر إلى أنه سبحانه قال عدة مرات بأنه يولج الليل في النهار ثم يتبعه، و يولج النهار في الليل، ولم يبدأ أبدا بالنهار. ذلك لأن الليل إشارة إلى الجرافيتون التي تسير بسرعة أكبر بكثير من الفوتون السائر بسرعة الضوء. ولو نتصور كل الموجودات المحسوسة فإن هناك شيئا واحدا يجمعها جميعا تحت خيمته وهو الطاقة. فكل الموجودات المحسوسة بالإضافة إلى انطوائها على مجموعة من الطاقات مثل الجاذبية فإن كيانها ومقوماتها الذاتية هي عبارة عن وحدات طاقوية متناهية في الصغر وكل وحدة عبارة عن نواة مركزية مركبة محاطة بمجموعة من الالكترونات التي تدور حولها. وهذه الوحدة هي وحدة الطاقة. فالطاقة كلية تشمل كل الكائنات المادية المحسوسة كما تشمل كل ما يدعيه المؤمنون بالله تعالى من موجودات لا ترى بالعين مثل الجن والملائكة. ونحن كما قلت، لا يمكننا أن نتصور طاقة من الطاقات المعروفة وبأي مقدار تصورناها لتقوم بالتفجير الكوني. فنحتاج إلى أن نتصور طاقة مهيبة أخرى بسيطة غير مركبة لتتمكن من النفوذ في كل شيء بلا استثناء، وتكون غير متحركة فتكون قادرة على مقاومة الزمان لتشمل كل الكتلة في لحظة واحدة لتقوم بالتفجير الكوني الأول. فتصور تلك الطاقة واجب لا حياد عنه باعتبار وجود الكائنات. نحن المؤمنون نسمي تلك الطاقة الواجبة بـ "الله" جل جلاله. والقرآن الكريم بمفاهيمه دون كلماته العربية والذي أتحدى بكل قوة من يثبت أي خطإ فيه، هو كتابه الكريم الذي أرسله إلى هذا الكوكب لي و لك ولكل الناس. والكتاب الكريم بكماله دليل جزئي على وجود الخالق المتعالي. والله تعالى علته الحقيقية لأنه هو الذي صنعه دون أن يكون بينه وبين القرآن واسطة في إعداد ذاته. ولكن علينا أن نثبت عدم وجود تناقض فيه وهو ثابت بالتحدي الذي طال أكثر من أربعة عشر قرنا دون أن يقوى أحد على إيجاد تناقض فعلي جازم في الكتاب الكريم. ثم علينا بأن نثبت بأن القدرة على إنجاز كتاب شامل مثل القرآن الكريم بدون تناقضات غير متوفرة لدى غير الله تعالى. وسوف أثبت لك ذلك.
نحن نعرف أنفسنا بأننا أقوى المخلوقات عقليا وعلميا والله تعالى يضيف علينا الجن. فأما الجن فلا نرى آثارا علمية غريبة في ما نراه في الأرض لنؤمن بأنهم يملكون علما غريبا عنا. وأما الإنس فإننا نعرف بكل دقة ويقين بأن البشر سائر في درب التطور الفكري والعقلي دون توقف. سواء البشرية ككل أو كل إنسان بمفرده. نحن لا يمكن أن نفكر بأن إنسانا عاقلا مفكرا يتساوى يوماه فكريا وعقليا وعلميا. ويمكنك أنت أن تصل إلى ذلك استقرائيا بنفسك لو راجعت كتابا كتبته خلال سنة مثلا لترى بأنك قادر على تغيير أول الكتاب وإخراجه بصورة أجمل وأدق مما كتبته ذلك اليوم. ذلك لأنك اليوم أعلم منك قبل سنة دون شك. ولذلك فإن كلما نكتبه لا ينطبق تماما مع بعضها البعض. وبما أننا في النتيجة نفكر ونستخرج النتائج بطريقة نسبية فلا يمكن ادعاء صلة لهذا النوع من العلم النسبي بالكمال فالتناقض هو وارد في ما نكتبه. والقرآن اكتفى بالاحتجاج بالاختلاف والاختلاف قد لا يصل حد التناقض. وهو محسوس وجدانا لكل مفكر منا. وأنت مفكر يمكنك اكتشاف ذلك بكل سهولة. لكن القرآن الكريم الذي سار معه سلفنا منذ ما يربو على خمسين نسلا فإنه بقي على حاله يتابع تحدياته دون من يقوى على الاستجابة. ولو نعود إلى الفلاسفة والمتكلمين الذين ننتقدهم نحن اليوم فهم كانوا يحملون هيبة علمية يوما ما وباعتبار التطور الفكري اكتشفنا نحن الكثير من أخطائهم. فاكتشِف خطأَ القرآن وأنا مستعد أن أنضم إلى صفوف الملحدين!!!
مع الشكر
أحمد المُهري
نقد الأنجيل من الألف إلى الياء - الكاتب: بريشيس
في البداية لا بد أن نذكر أن الأنجيل كلمة تعني "البشارة" بالعربية ، وأنه بعكس ما يظن المسلمون ، لم "يُنزل" إنجيل من الله ثم قام المسيحيون بتحريفه... بل إن المسيحين أنفسهم لم يقولوا أبدا أن كتابهم هذا من عند الله ، بل أن هذا الكتاب دونه عدد من الأشخاص المشهود لهم بالصدق، وذلك بتأييد من الروح القدس ، بهدف إيصال بشارة المسيح إلى بقية الناس الذين لم يشاهدوه ! أي أن المسيحيون أنفسهم يقولون أن من كتب الأنجيل هم بشر !!!!! وبالتالي فإن قصة التحريف الأسلامية تبدو مضحكة جدا لكل من له معرفة بالمعتقدات المسيحية !
كما يجب أن نوضح أن المسيحيين يؤمنون تماما بالعهد القديم الذي يضم كتب اليهود المقدسة، بل ويستشهدون به وبنبؤاته التي تحققت في المسيح "حسب إيمانهم" ، والتي كان قد ذكرها الأنبياء الذين جاءوا قبل المسيح ! إلا أنه في المقابل ...لا يعترف اليهود بالمسيح كنبي أو كمسيح منتظر ولا يعترفون بالمسيحية كديانة ، وما زال اليهود الذين وصل تعداد سنينهم لأكثر من العام 3000 ينتظرون المسيح الذي يقول المسيحيون أنه أتى قبل 2000 عام ! وبالتالي فإنه من المضحك أن نرى المسيحين يركضون وراء الأسفار الهزلية التي يحويها العهد القديم ، ويريدون إلصاق إلههم المتجسد باليهودية وإظهاره على أنه هو الذي كتب عنه الأنبياء السابقين وتحققت فيه النبؤات الكثيرة !
إن أسفار العهد الجديد هي سبعة وعشرون سفراً ... منها 4 أناجيل ، وسفر أعمال الرسل ، ورؤيا يوحنا ، و 21 رسالة إلى المؤمنيين الجدد من تلاميذ المسيح !
وهذة هي الأسفار التي تعتمدها الكنيسة الكاثوليكية ، ولكن هناك أسفار أخرى لم تعتمد لتدخل ضمن الكتب المقدسة ... وكان يتم تحديد أي من الكتب مقدس وأيها لا يعترف به بأقامة ما يسمى بـ(المجمع) الذي هو عبارة عن إجتماع أو مؤتمر لقادة رجال الدين المسيحين يتدارسون فيه الكتاب ، فإذا وجدوا فيه معلومات خاطئة أو تناقضات في ذاته أو تناقضات مع ما عرف من الكتب على أنه مقدس ، كان لا يعترف بهذا الكتاب .
وهنا تظهر المشكلة الأولى في دستور المسيحية ، فلو سلمنا أن من كتب هذة الأسفار كتبها بتأييد من الروح القدس ، فهل حالف الحظ كل (مجمع) عُقد لتحديد قدسية الكتب ، وحصل على تأييد الروح القدس ، أم أن من إتخذ مثل هذة القرارات المصيرية للمسيحية هو بشر يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ ؟
هل من الممكن أن يكون هناك كتاب واحد على الأقل كُتب بتأييد من الروح القدس وبه ما يريد الله إيصاله للمسيحين ، ثم جاء مجمع ما ، ولم يعترف بهذا الكتاب ؟
إذاً ، هل فقدت "البشارة" الإلهية جزءاً من قيمتها وهدفها بحصول خطأ إنساني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أكبر سؤال يواجه المسيحي المؤمن ، لو فتح عقله وأراد أن يكون منطقيا ، بدل أن يكون تابعا مطيعا للكنيسة الدجالة !
وسنبدأ الأن بإنجيل متى .. أول الأناجيل ترتيبا عندما نفتح العهد الجديد !
الأصحاح 1 :
في الأصحاح الأول يعرض متى لنسب المسيح ...
أول سؤال يخطر على بالي ... 1. كيف كتب متى هذا التسلسل ؟ ما أدراه بأن أمون ولد يوشيا وأن يوشيا ولد يكنيا ...؟
ثم 2. ما فائدة هذا السرد ؟
أسئلة ليست بذات أهمية ... لكن الأهم أن نحتفظ بهذا التسلسل لكي نقارنه بسرد أخر لنسب المسيح في إنجيل أخر !
ثم ... 3. إن النبي (الذي لم يحدد متى إسمه) قال : "هوذا العذراء تحبل وتلد إبنا ... ويدعون إسمه عمانوئيل ..." متى 23:1
أنا لست خبيراً في لغات تلك الحقبة من التاريخ .. لكن ألأ يختلف "عمانوئيل" عن "يسوع" ؟؟؟
4. لم يعرف يوسف مريم "حتى" ولدت إبنها البكر "يسوع" متى 24:1 ! فهل عرفها بعدها؟ هل إنتهى دورها؟ إذا كان دورها في القصة عمره أقل من 9 أشهر ثم عادت "العذراء" لممارسة حياتها الطبيعية.. فلماذا تحظى بهذا التقديس من الكنيسة الكاثوليكية ؟
ثم 5. هل معنى ذلك أن ليسوع إخوة أمهم مريم وأبوهم يوسف؟ من هم ؟ لماذا لم يذكروا في الأنجيل؟ ماذا حصل لهم فيما بعد؟
الأصحاح 2:
6. تبدو قصة المجوس من اعلى درجات الخزعبلات ! يعني يصعب أن أصدق ما نطقت به ألسنتهم : أين هو المولود ملك اليهود؟ فأننا رأينا نجمة في المشرق وأتينا لنسجد له !!!!!!
أولا : ما علاقة النجمة بولادة إنسان .. أي إنسان ؟؟؟
ثم كيف عرفوا أن المولود هو ملك اليهود ؟؟؟
ثم لماذا يسجد المجوس لملك ، لا لإله ؟؟؟
برأيي وبكل حيادية ، أقول أن هذا لحوار يبدو مفبركاً جدا جدا ! ولا يعقل ان يكون صحيحاً !
7. كُتب بالنبي : " وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل" متى
6:2
لكن هل كان يسوع مدبراً يرعى شؤون شعب إسرائيل ؟؟؟؟؟ لا ... مطلقاً ... نهائيا !!! وهذة من أكبر نقاط الخلاف بين المسيحية واليهودية .. المسيحيون يفهمون أن يسوع هو المخلص الموعود لليهود بطريقة روحية ... ولكن الكلام الحرفي للعهد القديم يدل على أن المخلص الموعود ، هو ليس مخلصا روحيا بل إنه ملك ومدبر وقائد ! فهل كان يسوع المسيح هو ذلك الملك والمدبر والقائد الذي إنتظره اليهود ؟؟؟
مرة أخرى .. الأجابة : لا !
8. إن قصة قتل هيرودس لكل الأطفال الذكور في بيت لحم وتخومها من إبن سنتين فما دون ، هي قصة تقشعر لها الأبدان ! لكن إنظر ماذا فعل الرب القدير ... لقد أوعز ليوسف أن يهرب بيسوع ومريم إلى مصر .. بينما ترك الأطفال ألبرياء يقتلون أمام أعين أمهاتهم ! فكم أنت قدير يا رب ، وكم أنت حكيم يا رب ، وكم أنت رحيم يا رب !!!!!!!!!!
الم يكن بمقدور الله العظيم ذو القدرة المطلقة أن يستثني الأطفال الأبرياء من هذة التمثيلية التي أراد لإبنه أن يكون بطلاً لها !!!؟؟؟
هل كان الله يستطيع على سبيل المثال أن يصيب الملك بالخرس قبل أن ينطق بالأمر ، أو أن يوقعه أرضا قبل أن يأمر بقتل أطفال لا حول لهم ولا قوه ، بينما يفر يوسف بإبن الله وينقذه من القتل ؟؟؟؟
9. بعد ذلك يظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم ويطلب منه العودة إلى إسرائيل : " قم وخذ الصبي وأمه وإذهب إلى أرض إسرائيل ، لانه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي " متى 19:2
فقام يوسف وسمع الكلام ، إلا انه غير رايه : "فقام وأخذ الصبي وأمه وجاء إلى أرض إسرائيل، ولكن لما سمع أن أرخيلاوس ملك على اليهودية عوضا عن هيرودس أبيه ، خاف أن يذهب إلى هناك"
يا سلام ، ملاك الله يقول ليوسف أن يذهب ، ثم يكتشف يوسف أن هناك خطر في المكان الذي ذهب إليه بأمر من الله نفسه ، والذي نُقل له عن طريق الملاك المحترم !!! لو كان هذا الملاك شغال عندي لطردته من الشغل ن أول يوم
10. بعد ذلك حصلت المصيبة الأكبر : "وإذ أوحي إليه في حلم :إنصرف إلى نواحي الجليل" !!!! يعني بالعربي كده : الله غير رايه
إيه يا عم ؟؟؟ في البداية تطلب من الرجل المسكين يوسف أن يذهب إلى مكان ثم يكتشف بنفسه أن في هذا المكان خطراً على الطفل يسوع ، ثم بعد أن يكتشف هو بنفسه ذلك ، توعز له أن يغير إتجاهه !!!!! إيه الكلام الفارغ ده
المصيبه هنا أن الله يغير رايه ، بناءاً على إستنتاجات يوسف ، فمن يقود الأخر ؟؟؟ والمصيبة الأخرى ، ألم يكن الله يعلم أن أرخيلاوس ملك على اليهودية بدل أبيه ؟؟؟؟ هل كان يحتاج إلى وصول يوسف إلى هناك ليعلم الله ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إذا الله لا يعلم المستقبل ، ولا يعلم الأمور التي تجري في أماكن لا يتواجد له فيها (أتباع) ، ويحتاج إلى إنسان ليخبره بمتغيرات الأمور في إسرائيل
فما رأيكم دام فضلكم ؟؟؟
أكتفي بأول إصحاحين من متى الأن ، فيكفيني رفع الضغط الذي أصابني نتيجة قرأءة الأنجيل لأول مرة منذ 1000 سنة
كتب أحمد المُهري
الأخ الملحد بريشيس
مما لا شك فيه أن الديانتين اليهودية والمسيحية بدأتا إلهيتين صحيحتين وأن هناك كتابان سماويان هما التوراة والإنجيل أنزلهما الله تعالى كما أنزل القرآن. إنهما مثل القرآن ولا يختلفان عنه إلا في مجاراة كل كتاب للتطور الفكري للأمم الذين أنزلا لهم. وأما ما في الأناجيل الموجودة وكذلك أسفار العهد القديم فهي كما تفضلتم من صنع البشر ولا ارتباط لها بالله تعالى إلا أنها تنطوي على بعض حقائق الكتابين السماويين. والقرآن الكريم يعترف بأن الكتب السماوية قد حرفت قبل نزول القرآن. ولو أن المسيحيين يحبون عيسى بن مريم حقيقة فعليهم أن يتعرفوا عليه من القرآن لا من الأناجيل الأربعة. كما أن المسلمين لو يحبون محمدا فعلا فعليهم أن يكتفوا بما في القرآن من تعريف له، فهو النبي المؤمن الصالح، أخو البشرية وصاحب من حضر في زمانه من الناس. أما محمد الذي في كتب الملوك الموسومة بكتب الحديث فهو قرشي سفاح شهواني يرى نفسه مولى للناس. وعيسى الذي في الأناجيل هو ابن لرب العالمين والعياذ بالله من هذه الفرية الكبرى، وأمه فتاة يهودية ادعت بأنها حملت من غير البشر ثم تزوجت بيوسف النجار. وعيسى الذي في القرآن فهو عبد صالح طيب وأمه صديقة طاهرة نذرت العفة ولم تتزوج ولم ترغب بالزواج من أحد. القرآن يذكر بالتفصيل الممكن أيام نزوله، حكاية صناعة المسيح في رحم العذراء مريم بصورة طبيعية خارجة عن العادة المعهودة بين الناس ولكنها غير خارقة لقانون الطبيعة الذي هو قانون الله تعالى.
و إني أنقل لك حكاية محاضرة قمت قبل حوالي اثني عشر عاما في بريطانيا بإلقائها على بعض الذين أسلموا من المسيحيين هنا فقارنت بين كتاب الشاهنامة ومعناه رسالة الملوك للشاعر الإيراني الفردوسي وبين الكتاب المقدس فقلت بأن الكتابين يذكران الأنبياء والصالحين ولكن الأصل فيهما الملوك وليس الأنبياء. ثم قارنت بينهما وبين القرآن الكريم فانتبه المستمعون بأن القرآن لا يهتم بالملوك ولكنه يذكرهم باعتبارهم حاضرين لرسالات الأنبياء. فالإصالة في القرآن للأنبياء من بين البشر والإصالة في الأناجيل والأسفار القديمة للملوك من بين البشر. هذا يعني بأن الذين أنفقوا على كتب العهدين وعلى كتاب الشاهنامة هم الملوك الذين أرادوا نشر كتب تعزز سلطانهم. إن أكثر الأنبياء في العهدين ولدوا بطرق غير شرعية وليس فيهما ملِك يولد بهذه البشاعة -في نظر الناس طبعا-. وضروري أن أذكر هنا بأن القرآن الكريم لا يفرق بين الأولاد المولودين بزواج شرعي أو الذين ولدوا من طريق الزنا. حتى مسألة أولاد الزنا هي من صنع الملوك ولا ارتباط لها بربنا الغفور الرحيم.
وأما موضوع قيام الملوك بقتل الأولاد الذين يظنون بأن من بينهم الذي يخافون أن يشكل خطرا عليهم فليس في القرآن أي ذكر لهم. كل ذلك من صنع الملوك أيضا سواء الذين أتوا قبل الإسلام أو ملوك المسلمين. كل ما في القرآن أن حياة موسى كان في خطر لو أن فرعون علم بأنه ابن أمه وهذا يعني بوجود أمر حول تلك الأسرة فقط وليس كل بني إسرائيل كما ذكره كتب الملوك التي تولى كتابتها المؤرخون والمحدثون من المسلمين. فالقصص المتشابهة كلها كاذبة و مفتراة وليست صحيحة أخي الملحد. والذي بين يدينا اليوم ليس الكتاب الذي كان إماما لموسى بن عمران ولعيسى بن مريم كما أن الكتاب الذي اتبعه المسيح و به أحل بعض ما حرمه الله تعالى على اليهود عقابا لهم ليس هو أحد كتب العهد الجديد المعروفة ولا من جنس هذه الكتب البشرية. وقد راقني دقتك في ما كتبه سلفك وأهنئك بتحررك من التبعية الحمقاء لأصحاب الألقاب والتيجان واهتمامك بعقلك وفكرك وهو الصحيح. وإني أدعوك لقراءة القرآن الكريم بنفس الدقة التي قرأت بها الأناجيل المحرفة والسعي لمعرفة هذا الكتاب القيم فلعلك تصل إلى ما توصلتُ إليه من خلوه من كل تناقض ومن كل تضييع للقيم الخُلقية واهتمامه بالعقل والفكر وعدم دعوته للتبعية والتقليد. إن الأناسي الذين هم أغنام هو مطلب العهدين ولكن القرآن يقول في سورة الزمر: وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿17﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ﴿18﴾. فانظر إلى القرآن الذي لا يخاف مُنزِّله من أن يطلع أتباعه على آراء الآخرين بعكس كل المذاهب التي يسعى أصحابها لإبعاد أهليهم من الاستماع إلى الغير ويعتبرون كتب الغير كتب ضلال. هذا دليل على سفاهة ما في هذه الكتب سواء اليهودية أو المسيحية أو المسلمة بمختلف المذاهب التابعة للأديان الثلاثة. وأنا أظن بأن المسيحيين ليسوا مسيحيين بقد ر ما هم كاثوليك وبروتستانت وأرثوذوكس كما أن المسلمين ليسوا مسلمين بقدر ما هم سنة وشيعة وأباظية وبهرة وآغاخانية ووو.
وشكرا.
أحمد المُهري
قانون ألعهد ألجديد – تاريخه وقصه تطوره - الكاتب: واكد
العهد الجديد هو مجموعه الكتب التي تحدثت عن يسوع المسيح ونقلت جزءا من حياته وحادثه قتله كما نقلت لنا الكثير من تعاليمه واقواله ولكن متى جمعت هذه ألكتب وكيف تمتعت بهذه السلطه وهذا التاثير هذا ماسأحاول القاء الضوء عليه في هذا الشريط واستميح الاخوه عذرا من أن بعض ماساكتبه قد يبدو جافا وبعيدا عن روح التشويق ولكن هذا هوقدر مثل هذه الابحاث فلكي تبحث عن ألحقيقه يجب ان تكون جافا في بعض ألاحيان .ومن نافله القول أن اقول بأن هذا الشريط يعتمد على قراءه شخصيه في مصادر عديده ساذكر بعضا منها في نهايه ألشريط واشكر مقدما كل من سيتابع هذا الشريط وارحب بمن يبدي رأيه ويصحح بعض من اخطاء قد اقع فيها .
أدرج بعض من رموز استخدمها في الشريط اختزالا للوقت
ق.ع تعني قانون ألعهد الجديد
ع.ح تعني عصرنا الحالي وهي بديل عن حساب ألسنوات بنسبها الى ميلاد يسوع المزعوم .
ع.ق وتعني مايسمى بالعهد القديم أي كتاب ألتاناخ وغيرها مما يعتبر من كتب أليهود المقدسه .
ع.ج تعني العهد الجديد
أشارات غامضه في مصادر قبل القانون :
كان اول نص لم يجد طريقه ألى ق.ع رغما عن كونه من المصادر التي تمتعت بأحترام كبير في تلك الحقبه الزمنيه وهذا النص كان رساله كليمانت الروماني الاولى وألتي يعتقد انها كانت قد كتبت في حدود عام 95 ع.ح وكان ينظر الى هذه ألرساله او الرسائل على أنها كتابات مقدسه وحظيت باحترام كبير لدى المجاميع المسيحيه في تلك الفتره ورغما عن اهميه هذه الرساله فاننا نستطيع ان نلاحظ شيئين على درجه كبيره من الاهميه أولهما ان كلمنت هذا لم يذكر اي شيء عن ألاناجيل – البشاره – ولكنه كان يشير بين الحين والاخر الى رسائل لبولص ولكنه لايشير لها على انها كتابات مقدسه مقوننه بل يشير اليها على انها كلمات حكيمه ومقابل ذلك فهو يشير دائما الى ع.ق على أنه هو الكتاب ألمقدس ، و اورد في اكثر من مائه موقع أقتباسات من ع.ق ومقابل ذلك فأنه اورد بضعه اقوال منسوله ألى يسوع بدون اي اشاره الى اي مصدر مكتوب ورغما عن التشابه (( وليس التطابق )) في بعض هذه الاقوال مع بعضا مماوصلنا في ع.ج الا أن هذا التشابه قد يكون أعتمادا على المصادر ألشفويه والتي نقل عنها فيما بعد كتبه الاناجيل .
مماتقدم نرى وبوضوح على ان كليمانت هذا لم يكن يعرف اي شيء عن وجود كتب أو مخطوطات مكتوبه سميت فيما بعد بالاناجيل .وكليمنت هذا كان أحد قاده كنيسه روما فلو كان كان اي من كتب ع.ج موجودا لكان قد اشار اليه بأعتباره كتابا مقدسا يتمتع بسلطه روحيه كافيه ليستمد منها كليمنت مواعظه .اذن فحتى عام 95 ع.ح لم يكن احدا ما قد سمع أو علم بوجود اي كتب مقدسه عدا عن ع.ق وحتى لو فرضنا أن ايا من هذه ألكتب لم يصل ألى روما حتى عام 95 ع.ح فقد نفترض ايضا ومن باب أولى ان تكون هذه الكتب غير موجوده اصلا .
ووحيث أن دارسو تاريخ تكوين ونشوء ع.ج قد اجمعوا على أن اقدم وأول كتب ع.ج هو ألبشاره حسب مرقص –انجيل مرقص – وألذي اجمع هؤلاء على انه أي مرقص قد عاش وكتب في روما فكيف لنا اذن أن نتصور بأن كليمنت وحتى عام 95ع.ح لم يكن على علم بهذا ألرسول وكتابه (المقدس ) ؟وأذا أفترضنا بأن كليمنت كان على علم بوجود هذا الانجيل أي أنجيل مرقص ألا انه أختار ان لايشير اليه فلماذا أختار كليمنت اهمال كلمه الرب حسب مرقص ؟موضوع شائك لايمكن ان نصل الى حقيقته على ضوء المعلومات التي لدينا لحد الان الا ان هذه الحقيقه تعني وبوضوح ان كليمنت لم يكن يعرف مرقص ولم يكن قد سمع عنه .
النص ألثاني هو مجموعه الرسائل التي كتبها أكناتوس Ignatius ومن االمهم أن نذكر بأن هذه ألرسائل وكما يعتقد ألكثير من مؤرخي ع.ج لم تصلنا بشكلها الاصلي فعلى مر الاعوام أضيف أليها وحذف منها ألكثير مما افقدها الكثير من اصالتها .
كتب اكناتوس رسائله وهو في طريقه للمحاكمه حوالي عام 110 ع.ح ومن المهم أن نتذكر أن اكناتوس لم يكن يحمل معه أي كتب او مخطوطات بل كان يكتب من الذاكره فقط ونلاحظ أيضا أنه وفي رسائله كان يستعير ألكثير من الاقوال من ألرسائل البولصيه ألا انه لم يكن يذكر اسم الرساله أو مكان ألاقتباس وقد يكون هذا بسبب الوضع الخاص ألذي وجد نفسه فيه .كما نجد في بعضا من رسائله جملا تشبه جملا –لاتتطابق – وردت فيما بعد بالانجيل حسب متي أو حسب يوحنا وفي مناسبه واحده فقط يمكن أن يكون ماذكره قد ورد بعد ذلك في ألانجيل حسب لوقا . وفي كل هذه المرات لم يورد أكناتوس اي أشاره لمصادره أو اي اشاره بأنه كان يعرف أيا من كتب ع.ج.
ومره أخرى نستطيع ان نبرر ذلك بأن أكناتوس كان يمر بظروف صعبه وأستثنائيه ولكن هناك أحتمالا لايقل عن هذا ألتبرير وجاهه وأهميه وهو ان أكناتوس لم يكن يعرف أو لم يشر لاي من هذه الكتب لأنها وببساطه لم تكن قد كتبت بعد .
بل وان أكناتوس وفي مجال رده على مجاميع يهوديه – مسيحيه كان قد اعتمد ع.ق كمصدر فقط ولم يشر الى اي من كتب ع.ج بل ويؤكد في معرض رده بأن يسوع هو ألمصدر ألموثوق فقط وهذا يدل وبوضوح أنه كان يعتمد على قصص وأحاديث منقوله شفاها أي نقلا عن نقل ومن هنا نستطيع القول بأن ايه كتابات (( أن وجدت )) لم تكن محط تقدير أكناتوس ولم يشعر هو بأهميه الاشاره ألى اي من هذه ألكتب بأعتبارها كتبا مقدسه تمثل الحقيقه ألموحى بها ألى رسل وتلاميذ يسوع كما يراد لنا أن نصدق .
ونذكر اخيرا مايدعى بالديداكي Didakke وهو نص لم يستطع أحد تأريخ كتابته ويرجح انه قد كتب في فتره ما بعد 110 ع.ح رغما عن البعض من المحققين وألارسين أشاروا ألى انه قد كتب مابين 300 ألى 400 ع.ح والنص عباره عن تعليمات وطرق لتوضيح كيفيه ألتعامل مع ماسمته الوثيقه بطريقه الحياه وطريقه الموت وتعاليم أخرى توضح طرق العماد واهميته وطريقه تنظيم ألهرم ألكنسي.
تورد هذه الوثيقه أقولا نجدها في ألانجيل حسب متي ولاتذكره بالاسم ألا انها تسمي هذه الكلمات بشاره الرب يسوع . ولاتورد الوثيقه أيه اشارات الى مايدعى برسائل الرسل أو أعمالهم ولكنها تذكر ع.ق بضعه مرات ومن ألمهم أن نعرف في هذا ألسياق بأن كاتب هذا النص لايزال مجهولا وغير معروف ألاسم ،كما يجب أن نذكر بأن هذا ألنص قد أعتبر من ضمن قانون ع.ج من قبل كليمانت ألاسكندراني وأوريجن وربما ألكنيسه ألمصريه ولفتره طويله.
كما المشكله بالنسبه للديداكه هي تحديد تاريخ كتابتها فأن ما يسمى رساله بارناباس تواجه نفس ألمشكله فلم يمكن لغايه اليوم تحديد تاريخ كتابه هذه ألرساله علما بأن اشارات واقتباسات واضحه ومنسوبه ألى ع.ق قد وردت في هذه الرساله وأستخدمت بعض مقاطع وصلت فيما بعد ألى كتب ع.ج وهذه ألرساله اي بارنا باس كانت جزءا من قانون ألعهد الجديد حسب وثيقه سيناء CODEX SINAITICUS والتي جمعت حوالي عام 400 ع.ح .
2- مصادر قبل ألقانون تحوي اشارات واضحه:
أول من قد يكون قد ابدى أهتماما واضحا بمصادر من نصوص مكتوبه كان بابياس PAPIAS ونحن لانعر ف على وجه الدقه متى كتب بابياس ما كتبه ولكن من الارجح أن ذلك قد حصل مابين 110 – 140 ع.ح . لم يصلنا مما كتبه بابياس عدا بضعه ما ذكر هو عن نفسه في كتاب بتأريخ متقدم أدعى فيه أنه قد جمع بعضا من اقوال يسوع عن أحد اصدقاؤه الذي نقلها بدوره عن صديق أخر كان قد سمعها من احد رسل يسوع .
وحسبما ورد في مقدمه عن بابياس كتبها ايزوبيوس EUSEBIUS في كتابه تاريخ الكنيسه فأن بابياس قد كان كتب في مقدمه كتابه : أنا لأعتقد لأن ألمعلومات ألتي أوردتها نقلا عن هذه الكتب ذو أهميه بالغه بالنسبه لي مقارنه بأهميه كلمات ونطق ألصوت ألخالد أنتهى.
من ما تقدم نجد أن المسيحيون أ لاوائل كانوا لايزالون يفضلون ألنقل والتعامل مع المصادر أ لشفويه عن المكتوبه .
الا أن تغييرا قد بدا بالحدوث في الاعتماد على المصادر المكتوبه مع بدايه منتصف وحتى نهايات ألقرن الثاني . والحقيقه فأن الاعتماد على ألمصادر الشفويه والروايه كان له تاثير مدمر أدى ألى ضياع الكثير من الصوره الحقيقيه لما يمكن ان يكون قد حدث فعلافبابياس مثلا وبأعتماده على الروايات الشفهيه ذكر لنا من أ لحوادث المثيره وألخياليه وألتي لو كانت حقيقه لغيرت ألكثير من تاريخ البشريه فيذكر لنا بابياس مثلا بأن راس يهودا بعد موته قد تضخم ألى درجه أنه اصبح بحجم عربه حصان وأن الرائحه ألتي نتجت عن تعفن جثته كان من أ لنتانه الى أن أحدا لم يكن يجرؤ على ألدنو من مكان موت يهودا حتى عصر بابياس نفسه .
ومما ذكره بابياس والذي اعتبر حقيقه من قبل أ لكنيسه والى فتره قريبه ما ذكره من اقوال نسبها ألى مرقص ومتي واشار بابياس ألى ان متي كان قد كتب انجيله بالعبريه هذا ألاعتقاد الذي ظل سائدا والى فتره طويله والحقيقه فأن هناك أعتر اضات كثيره تبرر عدم الاعتماد على ما ذكر نقلا عن بابياس اولها عدم وصول اي من كتاباته ألينا كما قد ثبت بأن الكثير مما كان قد نسب اليه قد اضيف في فترات لاحقه وثانيا فبابياس لم يذكر كلمه انجيل GOSPEL نهائيا بل كان يشير اليها على أنها مجموعه من أ لاحاديث ومن الممكن أن بابياس كان يشير الى كتاب لم يصلنا منه اي شيء او انه لم يكن موجودا نهائيا .
وثالثا ولصعوبه فهم وترجمه مثل هذه الكتب القديمه وخصوصا الى ان اشاره بابياس ألى ( انجيل ) كان باهتا جدا مما قد يدعو الى الاعتقاد بأن بابياس كان يورد بعضا من ع.ق مفسرا له على انه نبؤات واشارات تبشر بمقدم يسوع .وهذا ينطبق وبشكل جيد على كتاب متي فهو مليء بالاشارات وتفسيرات وضعت على أنها تبشر بمقدم يسوع المسيح المخلص واشاره بابياس ألى شخص اسمه متي قد يكون هو ألذي اوحى لمن قام بتاليف كتاب (متي ) لتقديمه بهذا ألاسم وذلك لضمان قبوله كمصدر شرعي موثوق به .
أما تقديم بابياس لمرقص فهو أغرب من ذلك بمثير فهو يقول بان مرقص كان سكرتيرا لبطرس وهذا المرقص لم يعرف يسوع شخصيا بل كان قد تبع خطوات بطرس وسجل ما قاله مدعيا أنه لم يغير شيئا مما قاله بطرس ولم يضف من لدنه شيئا ورغما عن ذلك فأن (( مرقص )) وحسب قوله لم يقم بترتيب ما سمعه من بطرس بشكل منظم .
لقد اعتبر الكثيرون ما قاله بابياس عن مرقص عباره عن محاوله للدفاع عن الانجيل حسب مرقص وألذي اعتبر انجيلا غير كاملا وغير جدير بالثقه ذلك لأن كاتب ألا نجيل قد قال بأنه لم يكن من الذين عرفوا يسوع
مما تقدم نرى ان محاوله الاعتماد على الروايات والنقل الشفاهي لاقوال واعمال يسوع قد اسهمت اسهاما كبيرا في خلخله ألثقه في مصداقيه هذه ألكتب وان محاوله تقديم هذه الكتب على انها عمل اصيل لم تمتد اليه يد التعديل والاضافه لم تستطع اخفاء حقيقه عدم مصداقيه هذه الكتب ألا ان ماقام به بابياس هو انه قدم لنا اسما لشخص اصبح فيما بعد احد كتبه البشاره والوحي والذي هو مرقص .
ورغما عن اهميه هذه الاشاره الى مرقص ومتي الا أن هذه الروايه لم تصل لنا الا عن طريق مصدر واحد نقلا عن بابياس وهو ايزوبيوس EUSEBIUS والذ أشتهر عنه ولعه في ألكتابه عن ألمزيفين والمحرفين عدا عن كونه ضالعا في عمليات تزوير وتحريف هو الاخر ورغما عن عدم وجود دليل واضح الا ان الشك يبقى احد اهم عوامل ألنقد التاريخي .
وحتى لو كان ماقدمه أيزبيوس صحيحا فأن هناك وجها اخر للقصه فما هو واضح مما كتبه بابياس فأن المصدر الاساسي والموثوق عنده هو النقل الشفهي والروايات وان ماكتب أوماكان مكتوبا لم يكن مصدرا حقيقيا لما كتبه بابياس بل من المرجح أن يكون بابياس قد نقل عن مصادر مكتوبه مختلفه وليس من مصدر واحد موحد .
ومما يعزز هذا التصور هو اكتشاف لاجزاء من مخطوطه يعود تاريخها الى مابعد 130 ع.ح وتحوي الكثير من الاقوال التي جاءت فيما بعد في الاناجيل السنوبيه ويبدو ان المؤلف كان يكتب من الذاكره وليس اعتمادا على مصادر مكتوبه وكان الناتج عباره عن خليط من أقوال وافعال نسبت الى يسوع وجدت فيما بعد أصداء لها في الاناجيل الثلاثه ،وقد منح كاتب ألمخطوطه لنفسه كامل الحريه بأستنقاء الاقوال والافعال وقصص المعجزات مما يعزز الراي القائل بأن الاناجيل قد كتبت من قبل مؤلفين مجهولين وبنفس ألطريقه الاستنقائيه .
وعلى كل حال من الاحوال فمن المؤكد أن الاناجيل لم تكن قد وجدت شكلها النهائي الابعد فتره من ألعصر ألذي عاش به بابياس .
وفي نفس هذه الفتره الزمنيه كتب بوليكارب POGYCARP رساله يذكر فيها أكثر من مئه قول منسوبه ألى يسوع وتطابق هذه الاقوال وبشكل جيد ماظهرت عليه في الاناجيل وبعض الرسائل ورغما عن ذكره لهذه الاقوال الا ان بوليكارب لايذكر شيئا عن مصادر مكتوبه ولاينسب هذه ألاقوال الى اي مصادر .
ونستطيه أن نرى أن الروايه الشفهيه والنقل سماعا كان لايزال هو ألموثوق به من قبال رجال ألدين في الفتره ألتي سبقت ظهور ألمصادر المكتوبه (أناجيل وغيرها ) .
وكما لم يذكر من سبق ذكرهم من المؤلفين واباء ألكنيسه ألاوائل أي كتابات مسيحيه على أنها كتابات مقدسه لم يذكر بوليكارب شيء عن كتابات أو كتاب مقدس مسيحي وبالعكس يقوم بوليكارب حين ذكر مقاطع من ع.ق بنسبها الى مكانها من ع.ق ويشير أليها على أنها كتابات مقدسه .
على ان الاهتمام بوجود مصادر مكتوبه قد بدا في تلك الفتره بالذات بالتنامي حيث طلبت أحدى الكنائس من بوليكراب أن يكتب رساله كمقدمه لمجموعه من رسائل أغناتيوس IGNATIUS كانت قد طلبتها أحدى الكنائس من بوليكارب .فالحاجه ألى مصادر مكتوبه قد اصبح مطلبا ضروريا من قبل ألمجموعات المسيحيه ألمختلفه ويمكن تحديد ذلك بين عامي 138 – 147 ع.ح حين ظهر أول دفاع فلسفي عن معتقدات المسيحيه على شكل رساله كتبت من قبل أرستيديس ألاثيني ARISIDES موجهه ألى الامبراطور أنطونيوس بيوس وفيها يورد كاتب الرساله أشاره باهته ألى أن المسيحين يملكون بشاره المسيح مكتوبه وان هذه ألبشاره ألمكتوبه ذات تاثير نفسي كبير على سامعيها وقارئيها ولكن أرستيدوس لايشير ألى اي من ألاناجيل التي نعرفها .
قبل ان استمر في عرضي أشعر أنه من المهم ان يعرف الزملاء بأن كلمه انجيل المستخدمه في العربيه لاتدل بوضوح على المعنى ألمقصود في المسيحيه فكلمه Gospel تحمل معاني كثيره فمنها ألكتاب أو ماكتب من بشاره يسوع أو مجرد الروايات ألتي تبشر بكلام يسوع لذا فحين استخدم ألبشاره لااقصد الانجيل بل الكلمه المرويه والمنقوله شفاها وساستخدم كلمه انجيل حين اقصد ألكلمه المكتوبه .
ومن المهم ايضا ان نعرف انه وفي تلك الفتره الزمنيه مابين 100 – 200 ع.ح لم تكن توجد (( الكنيسه )) بالمعنى ألذي نفهمه اليوم بنظامها وطريقه ترتيب الهرم الكنسي السائده اليوم فما كان يدعى كنيسه كان عباره عن مجتمعات تدين بالمسيحيه وكل كنيسه كانت لها طريقه عباده وطقوس تميزها عن غيرها وكذلك كان لاغلب ألكنائس نظريه لاهوتيه تختلف عن ألكنائس ألاخرى ألا ان هذا لم يمنع من ظهور كنائس أكثر اهميه وتاثيرا من غيرها وكانت تلك الكنائس الغنيه تمارس دور ألراعي للكنائس الاخرى والقريبه منها .
كتب أحمد المُهري
الأخ الملحد واكد
قرأت مقالتك القيمة بكل إمعان ومن اللطيف أنني حين القراءة كنت أقارن بين ما خطه يراعك وبين ما كتبه الأخ الفاضل يحيى محمد في كتابه "مشكلة الحديث" ونشره في بريطانيا قبل أسابيع. فيحيى يسعى لإثبات زيف الأحاديث النبوية التي كتبت سواء عن طريق السنة أو الشيعة. وهو يذكر أيضا أنهم سعوا لعدم الكتابة باعتبار أنهم كانوا يظنون بأن محمداً عليه السلام أمرهم بألا يكتبوا عنه شيئا ويكتفوا بالقرآن الكريم. وهكذا كان خليفته الأول أبو بكر وبعده عمر ثم عثمان الذي اهتم بالقرآن وحده بوضوح ثم علي الذي لم يُروَ عنه أكثر من عشرين حديث نبوي ذكر أكثرها في الحِكَم والمسائل الأخلاقية. لكننا نرى الأحاديث النبوية تزداد كلما ازداد بُعد الناس عن النبي الكريم. وهذا يعني بوضوح أن ما ينقلونه في هذه الكتب لا يمثل تعليمات الرسول العربي، تماما مثل ما ينقلها المسيحيون واليهود في كتبهم والتي لا يتقبلها العقل أحيانا فهي بالطبع ليست مقولات موسى بن عمران أو عيسى بن مريم. إنني أحبهما لأني قرأت عنهما في القرآن الكريم وعرفتهما من هذا الكتاب ولو كنت مكتفيا بكتب العهدين لكان نظرتي إليهما مختلفة إلى حد كبير. ولكن ما هو ذنب موسى بن عمران أو عيسى بن مريم الذين أصبحا عرضة للنقل السيئ لا غير؟
وللمرء أن يقول: كيف يترك الله تعالى الناسَ يلعبون بكتب أنبيائه وبمقولاتهم ويشوهون سمعتهم ولا يحرك ساكنا؟ هذا الإشكال منطقي وسليم ويجب الاهتمام به. أما أنا كمسلم يؤمن بكتاب سماوي لم تمسسه اليد الإنسانية باللعب والعبث فأنا أؤمن بصحيحٍ أنزله الله تعالى وقد بذلت جهدا لأجد فيه الخطأ ثم بذلت جهداً أكبر بكثير لمعرفته واستخراج مقاصده ومعانيه وأعتقد بأني توصلت إلى نتائج سلبية في الجهد الأول وإيجابية في الجهد التالي. ثم إني قرأت عن مشاهير الأنبياء في القرآن نفسه فوجدتهم أناساً طيبين صالحين كانوا يحبون البشر ويتحملون الأذى في سبيل تعليمهم و هدايتهم وتحسين ارتباطهم مع خالق السماوات والأرضين. وقد قال تعالى في سورة الأنبياء في القرآن الكريم: مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلاّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴿2﴾. ويتضح من هذه الآية الكريمة بأن الله تعالى أحدث للناس ذكراً جديدا يتناسب مع شأنهم فلازم ذلك أن ينسيهم الذكر أو الأذكار القديمة. وقد قال سبحانه في سورة البقرة: مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿105﴾ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿106﴾. فهناك آيات نسخت من التوراة والإنجيل الأصليتين وقد كره الذين كفروا من أهل الكتاب أن ينزل الله تعالى أمراً جديداً لأنهم سوف يخسرون بعض مصالحهم التي بُنيت على أساس التحريفات القديمة. ومن حق ربنا أن يغير بعض ما أنزله بنفسه قبل ألفي عام من نزول القرآن أو قبل ستمائة عام منه لأن الناس قد تغيروا. هذا التغيير يشمل التشريعات والحِكَم التي تناسب التطور البشري الجديد ولا علاقة لها بالأصول الأولية المعروفة قرآنيا باسم "الكتاب" كما لا ارتباط لها بتاريخ من غبر و لا بالمسائل الكونية التي يخبر الله تعالى عنها في الكتب الثلاث دون اختلاف إلا في ذكر شيء وتجاهل شيء آخر حسب إرادة رب العالمين جل جلاله.
وهناك مشترك غريب يجمع اليهود والمسيحيين والمسلمين وهو أنهم جميعا بدءوا بالتحريف والتلفيق على نمط واحد بعد غياب أنبيائهم وغياب صحابة هذه الأنبياء. نراهم جميعا كانوا يبدؤون باللعب بعد حوالي مائة عام من وفاة رسلهم. ثم إنهم جميعا يسعون لتفخيم منزلة الأنبياء ليصلوا قريبا من الله تعالى ولا يتأتى لهم ذلك إلا بالحط من وقار سيد الكائنات جل جلاله. وهم جميعا يزينون الكنائس والمساجد ويرفعون القباب و المنائر في حين أن الأنبياء الكرام لم يكونوا كذلك. إن علماءهم جميعا يختارون لأنفسهم الألقاب الفخمة والملابس المتميزة عن كل الناس لكن موسى وعيسى ومحمد لبسوا ما لبسه الناس وعاشوا مثلهم وأكلوا أكلهم ومشوا في الأسواق كما يمشي الناس في الأسواق. إن الأنبياء عبدوا الله تعالى وأخلصوا له سبحانه ولكن الذين يدعون التبعية لهم يعبدون الأنبياء وكذلك الأولياء والأحبار والرهبان والمفتين وبقية أنواع مدعي العلم والدين. والأغرب من كل شيء أنهم جميعا إما أن يحرفوا الكتب السماوية الأصلية أو يلعبوا بمعانيها. فاليهود والمسيحيون حرفوا الكتب حتى نُسيت التوراة والإنجيل وحل محلها كتب العهد القديم والجديد. والمسلمون لم يتمكنوا من تحريف القرآن فوضعوا للكتاب العظيم أسباب النزول وأضافوا إلى القصص القرآنية قصصا مكملة تغير مفاهيم القصص الأصلية وأهدافها وادعى بعضهم بأن الحديث ينسخ القرآن واعتبروا القرآن نفسه ينسخ بعضه بعضا وما شابه ذلك من تحريفات وتلفيقات تشوه الكتاب الكريم.
فلا يسعني في هذا الخضم الموار من التلفيقات اليهودية والمسيحية والإسلامية إلا أن أقول بأن هناك شخصا واحدا يدير هذا التلاعب بكتب السماء ليبعد البشر من الحقائق المنزلة من ربهم. ذلك هو ما نسميه نحن المسلمون بالشيطان الرجيم. ولذلك فإني أهيب بمعتنقي الأديان السماوية جميعا أن يفكروا فيما قيل لهم قبل أن يلقوا ربهم غاضبا عليهم. وخلاصة الجواب على الإشكال هو أن الله تعالى وكما يبدو يكتفي بصيانة كتاب سماوي واحد هو الرسول الحقيقي للناس ثم لا يعبأ بما يتقوله الناس ضد رسلهم. كان هناك اهتمام واضح بالحفاظ على سلامة الرسل الكرام من قبل رب العالمين وليس هناك أي اهتمام بصيانة أقوالهم. إنهم بشر مثل باقي الناس ولهم أقوال كثيرة خاصة بالزمان الذي عاشوا فيه ولا يفيد الغير شيئا. فلا معنى لحماية هذه الأقاويل من قبل رب العالمين وهناك مسائل أخرى في هذا الخصوص وأنا أكره التعرض لها حتى لا نتشعب كثيرا. وشكرا.
مع التحيات أحمد المُهري
العبث الالهي ... ! الكاتب: اكودر
تحياتى لجميع الزملاء ...
منذ سنوات ... وخلال فترات التخبط والبحث .. بدأت فى قراءة العهد القديم ..
وبمجرد أن بدأت مع الإصحاح الاول من سفر التكوين ... صدمت ..
صدمت بسبب صورة الله التى يصورها العهد القديم ...
((و قال الله ليكن نور فكان نور )) 1-3
((و راى الله النور انه حسن و فصل الله بين النور و الظلمة )) 1-4 الإصحاح الأول - سفر التكوين
فالقول بأن الله راى النور أنه حسن تعنى أن الله خلق ما لا يدرك ... كأنه لم يكن يتوقع أن النور سيصبح حسن !
تابعت فوجدت ... هذه المقولة (( راى الله ذلك انه حسن )) تتكرر .. تأكيدأ على ان الله لا يعلم ما يفعل .. كانه طفل يلهو بقلمه فى صفحه بيضاء ثم يكتشف أن ما فعله حسناً ..
أى منطق هذا فى الحديث عن إله عابث لا يدرك ما يفعله.... !
بعد ذلك صدمت بالكثير مما وجدته مرفوض منطقيا .. مما أحبطنى وأغاظنى ... كتعب الرب والإستراحه ومقولة "السيد الرب" وأن الله يندم .. وجهله بمكان آدم ومناداته عليه !! ... والكثير ..
أستشعر وانا أقرأ هذه العجائب وكأنى أشاهد مسلسل خيالى يصور الآلهه كالبشر يتعبون ويستريحون ويكتشفون نتيجة أعمالهم !!
أى رب عابث هذا ؟...
كتب أحمد المُهري
حقا يا أخي الملحد اكودر أن هكذا رب عابث لاعب وليس هو الله تعالى رب السماوات والأرض. هؤلاء الملفقون يظنون بأن الله تعالى ينوي فيصير ولا يفكرون في ما يعمله الله تعالى. حتى الصور الكرتونية تحتاج إلى برمجة وعمل ولا تتم بمجرد قول. إن قول الله تعالى هو فعل حقيقي وإمداد بالطاقة الوجودية الفياضة وليس مجرد قول: ليكن نورا. والله الذي يقوم بالتجارب المخبرية لا يمكنه أن يفجر المادة الكونية الأولى فيسيطر سيطرة واضحة على كل تحركات الكواكب ويوجهها لصناعة ما يشاء من مجرات وأنظمة شمسية. هذه التجارب تكلفه دمار ما صنعه من قبل ولا تجديه نفعا أبدا. فالله تعالى يعلم النتائج المادية ولا يمكن أن يجرب ولكنه يمكن أن يجرب البشر ليصح منح الخيار لهم فيكون اختبارهم حقيقيا يكمل به الحجة عليهم يوم القيامة. والعلم عنده سبحانه.
أخوكم المؤمن بالله تعالى
أحمد المُهري
سفر المسلم للدول العلمانية : قراءة تحليلية - الكاتب: ليبرالي
أثيرت قضية في هذا المنتدى وهي مسألة هجرة المسلمين للغرب ،وهذا الشريط هو لنقاش مسألة تلك الهجرة
في الإسلام يعتبر سفر المسلم لدولة غير إسلامية والإقامة فيها محرما وذلك لقول الرسول (صلعم) :
"لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم فمن ساكنهم أو جامعهم فليس منا"
الراوي: سمرة بن جندب - خلاصة الدرجة: صحيح أو حسن كما اشترط على نفسه في المقدمة - المحدث: ابن الملقن - المصدر: تحفة المحتاج - الصفحة أو الرقم : 514/2
وقوله :
"أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين"
الراوي: جرير بن عبدالله البجلي - خلاصة الدرجة: احتج به ، وقال في المقدمة: لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند) - المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم : 349/7
وقوله أيضا :
"بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسجود فأسرع فيهم الفشل قال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمر لهم بنصف العقل وقال أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين"
الراوي: جرير بن عبدالله البجلي - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم : 5/30
هنا سوف يبدأ المسلم بالتماس الأعذار لنفسه حتى يحاول أن يتجاوز الموقف المحرج الذي وقع فيه بخصوص هجرة المسلمين للغرب مع الحفاظ على مضمون شريعته الإسلامية التي تحرم ذلك العمل وسيقول لنا :
"نعم السفر إلى الغرب حرام لكن هم يسافرون لضرورة أي بغرض الدعوة"
ويكون الجواب على هذا الأمر أنّ الفقه الإسلامي لا يبيح ارتكاب المحرم من أجل تحقيق ضرورة معينة إلا بعد استنفاذ جميع الوسائل المباحة ،فمثلا الخمر محرم في الإسلام ولو جئنا لشخص مريض ويوجد أربع أدوية يمكنها علاج ذلك المرض (لأننا كثيرا ما نجد في الطب أكثر من دواء لمرض واحد) وأحد هذه الأدوية يحتوي على الخمر فلا يجوز للمسلم أن يتعاطى ذلك الدواء إلا بعد أن يجرب الأدوية الثلاثة التي لا تحتوي الخمر.
ونقيس على ذلك مسألة الدعوة للإسلام ،فالدعوة للإسلام تتم بطرق متعددة وبإمكان أي شخص في مثل هذا الوقت الدعوة لأي دين كان عن طريق برامج المحادثة والمنتديات ومواقع الإنترنت ،إذن فالدعوة ممكنة وبثلاث وسائل مختلفة دون ضرورة اللجوء لارتكاب الحرام وهو السفر إلى الخارج ،فلماذا ما زال المسلم يسافر إلى هناك ؟ هذا أولا
ثانيا : أمامنا الآن خيارين :
إما أنّ الدعوة للإسلام في الدول العلمانية أصعب من الدول الإسلامية وهذا الخيار ،وهذا الخيار معناه أنّ الحرية الدينية موجودة في الدول العلمانية ومعناه أيضا أنّ الدول العلمانية تسمح بالدعوة للإسلام أفضل من الدول الإسلامية نفسها !!!!!
وإما أنّ الدعوة للإسلام في الدول العلمانية أصعب من الدول الإسلامية ،وبالتالي فإنّ القول أنّ المسلمين يسافرون بغرض الدعوة هو حجة باطلة.
ثالثا : إنّ قول المسلم بأنّ ما قاله الرسول كان مقتصرا على حادثة معينة ولا يجوز تعميمه هو كلام غير سليم لأنّ هناك قاعدة في الإسلام تقول أنّ العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص الحدث
ويوجد ظاهرة منتشرة ملحوظ في أوساط المسلمين وهي ظاهرة أنّ المسلمين يهاجرون لدول علمانية ثم يدعون أنهم مضطهدين في تلك الدول !!!! هل يعتقد المسلمين أنّ رؤوسنا مخصصة للكوافير فقط ------ ؟؟!! إنّنا كلادينيين لدينا رؤوس وبداخلها أدمغة نفكر بها ،كيف للشخص أن يسافر إلى دولة بملئ إرادته ثم يأتي ويقول أنه مضطهد فيها ؟؟ ولنسلم جدلا أنهم مضطهدين فعلا وأنهم خدعوا بما يثار عن تلك الدول ،فالدول العلمانية نفسها تبيح لهم أن يرجعوا إلى بلادهم الأصلية ليهربوا من الاضطهاد ومع ذلك فإنّ من يرجعون هم قليل من كثير.
وعن أي نوع من الاضطهاد يتحدثون ؟؟ إذا كانوا في الدول العلمانية يستطيعون إنشاء مدارس إسلامية خاصة بهم ولا يجبرون على دراسة مادة الدين المسيحي ويستطيعون أن يصوموا ويصلوا ويعطوا الزكاة ويباح لهم أن يهاجروا مؤقتا إلى السعودية لأداء الحج أو العمرة ،ويحق لهم قانونيا تولي أي منصب في الدولة حتى المناصب العظمى والحساسة طالما نجحوا في الانتخابات لتلك المناصب العامة ،ولهم حقوق متساوية مع الآخرين ،وفي السويد مثلا يتم دعم الجهات الإسلامية (بما فيها المساجد) ماليا من قبل الحكومة فأين الاضطهاد ؟؟ إذا كان هذا اضطهادا فأنا أتمنى أن تتعرض كل شعوب العالم لمثله !!!!!
والأمر الآخر الذي ينفى كذبة الاضطهاد هذه هي أنّ المسلمين يسافرون على الأغلب إلى الدول الأكثر تمسكا بالعلمانية كهولندا وألمانيا مثلا (أي الأمكان الذي سيتعرضون فيه للاضطهاد المزعوم في أقصى أشكاله) في حين لا يسافرون إلى الدول الأقل تمسكا بها كالبرتغال.
وبما أنّ المسلمين في الدول العلمانية ينتقدون العلمانية ويدعون أنها جعلت حياة الإنسان في "شقاء وتعاسة وفساد وإجرام" على حد تعبيرهم ،وإذا كانوا أيضا يقولون أنّ الدولة الإسلامية أفضل من العلمانية فلماذا لا يرجعون للدول الإسلامية ؟؟ ولماذا يعترضون عندما قامت أستراليا بترحيل بعض المسلمين إلى الدول الإسلامية ،أليس أستراليا ستقوم بنقلهم من بيئة "فساد وشقاء" وهي البيئة العلمانية إلى بيئة "سعادة ورفاهية" وهي البيئة الإسلامية ؟؟!! ضحكة 1
أما السبب الحقيقي وراء سفر وراء إقامة المسلمين في الدول العلمانية فهي لأنهم سيحصلون على رفاهية العيش العلماني وحريته بدليل أنهم يسافرون إلى الدول الغنية جدا ذات التمسك القوي بالعلمانية كالسويد وكندا وأمريكا وأستراليا ،ويتركون الدول ذات المستوى المادي الأقل والأقل تمسكا بالعلمانية كروسيا ورومانيا.
أترك لكم التعليق على هذه المسألة...
كتب أحمد المُهري
الأخ الملحد ليبرالي
لم يأمر الله تعالى اليهود المؤمنين بالهجرة من مصر الفراعنة الملحدين إلا بعد أن ظلمهم الأقباط وأرادوا قطع دابرهم ولم يأمر المسلمين أن يهاجروا من مكة إلا بعد أن استنفد كل أساليب المصالحة مع المشركين المسيطرين على البلد الحرام. والهجرة قرآنيا واجبة للابتعاد عن الظلم وليس للابتعاد عن الكفر. والظلم هنا لا يعني المعصية بل الظلم هنا يعني القسوة التي لا يتحملها الفرد في بدنه ونفسه. وإن هجرة المسلمين إلى الدول العلمانية الأكثر عدالة من الدول الإسلامية دليل واضح وقاطع على زيف تلك الأحكام والتشريعات الحمقاء المنسوبة إلى الإسلام. هؤلاء رأوا ويرون عدم إمكانية تطبيق هذه التشريعات السخيفة ولكنهم في الواقع يتشبثون بها حماية لأحزابهم وتجمعاتهم وليس اتباعا لله تعالى ولما فرضه على عبيده. إن الفروض قليلة وأكثر أمور الناس منوطة بهم وبإرادتهم ولم يصدر الله تعالى أحكاما لكل صغيرة وكبيرة بل تركها للأمم ونصحهم بتكوين البرلمانات. قال تعالى في سورة المجادلة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿11﴾. والتفسح في المجالس معناه المشاركة فيها وإحياؤها والنشوز معناه الترفع وهنا استعير للعضوية في البرلمان وكسب أصوات الناس برأيي وقد أوصى الله تعالى أن يدخل المجالس من أوتوا العلم وهو مؤمنون ووعد بمساعدتهم وتقويتهم وأعلمهم بأنه خبير بما يعملون لئلا يظلموا من ينوبون عنهم ولا غيرهم، فيختاروا أحسن الآراء لأخذ قراراتهم. وقد صحح قبل ذلك طريق الاستشارات ومنع من التآمر في نفس السورة. قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿9﴾ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿10﴾. فالتناجي هو التشاور الخفي داخل جدران المجالس مثلا فأوصى بأن يكون للبر والتقوى والنجوى هنا معناه التشاور للسوء أو ما نسميه التآمر.
وقد كتبت مقالا في العَلمانية ومدحتها واعتبرتها أصلا مفيدا للتعايش السلمي وذلك قبل أن أفكر في الهجرة إلى الغرب. والعَلمانية لا تعني اللادينية ولا الإلحاد بل تعني إقامة الأنظمة الدستورية القائمة على أساس مصالح الأمة بغض النظر عن معتقداتهم الدينية. والقرآن الكريم لم يدع إلى الحكومات الدينية ولا الإسلامية وكانت حكومة محمد بن عبد الله حكومة شعبية مرتبطة بالأمة وقد اختاره الناس أميرا لهم وليست الإمارة بالنسبة لهذا النبي جزءا من رسالته. كل الخلفاء الراشدين آمنوا بانتخاب الأمة ومبايعتها لهم ولم يؤمنوا بالاستبداد ولا بالحكومة الدينية التي هي أبشع من الشيوعية أحيانا. حتى ذلك النظام المعروف بالخلافة ليس نظاما واجبا مفروضا على الناس بأمر الله تعالى. إنه نظام بشري اختاره المسلمون قبل أن يتعرفوا على الأنظمة التي هي أكثر عدالة من نظام الخلافة التي تؤدي إلى الاستبداد كما آلت إليه أمر الخلافة بعد انقضاء أجل الخلفاء الأربعة الأوائل رحمهم الله تعالى. فالخلافة ليست نظاما إسلاميا فرضه الله تعالى وهي ليست حكومة دينية إسلامية كما تراءى لبعض المسلمين كالإيرانيين والطالبان ومن يحكم على غرارهم. يقال بأن علي بن أبي طالب قال: لو ثنيت لي الوسادة لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم وأهل القرآن بقرآنهم. هذا يعني بأنه وهو أحد الخلفاء الراشدين كان يعتقد بضرورة الاهتمام بعقائد الناس ولم يعتقد بجواز فرض التشريع الإسلامي. والعلمانية نظام طيب آمن يحترم معتقدات الناس ولا يُفرض الدين على أحد فهي أكثر اتباعا للقرآن من الأنظمة الإسلامية قطعيا. وقد قال تعالى في سورة البقرة: لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿256﴾.
أنا أعتقد بأن حكومة محمد بن عبد الله كانت أشبه بالحكومات الغربية وبأن الذين عاشوا تحت رعاية الحكم المحمدي كانوا أكثر تماثلا مع الشعوب الغربية وقد ألقيت محاضرة في بريطانيا قبل سنوات حول هذا الموضوع بالذات وأثبت للحاضرين بأن النساء في ظل حكم النبي كانوا مختلطين بين محجبات وسافرات مثل ما هم عليه في الغرب. والقرآن يشهد بذلك. قال تعالى في سورة الأحزاب: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل ِلأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿59﴾. ولازم نزول هذا الأمر هو أن تكون نساء النبي أو بعض نسائه غير محجبات وإلا كان أمر الله تعالى في غير محله. معاذ الله تعالى. وقد ذكر الله السبب في الأمر بالحجاب بالنسبة لنساء النبي وبناته والمتزوجات بأنه هو التمييز بين الحرة والأَمة. ومفاد ذلك منح الحرية لبعض النساء أن يمارسن ما يشأن ومحاولة القرآن لحماية النساء الشريفات من التعرض للتحرش من قبل الفضوليين لا غير. بالله عليكم هل الناس في السعودية وإيران هم كذلك؟ أليس الحرية الغربية أقرب إلى النظام الاجتماعي لكبير الإسلام وشيخ المسلمين عليه السلام؟ أتمنى أن تظهر حقائق القرآن للأمم فلا يظن الناس بأن ما يأتي به المسلمون من أخطاء واضحة هو ما أمر الله تعالى به، حاش لله.
أحمد المُهري
رد: التلمود مصدر من مصادر قصص القرآن.....الجزء الثاني: أبراهيم - الكاتب: ابن المقفع
هذا الموضوع هو ايضا تكملة لسلسلة اقتباسات محمد غير المتعمدة من القصص التلمودية .............والكلام هنا عن ابراهيم.
يليه أثبات قدم القصص
الموضوع الاول من الفصل الخاص بقصص ابراهيم ....(ابراهيم-و الجيل الشرير)..يتحدث عن ولادة ابرهيم..نلاحظ فيه تعبير (صديق الله) أو خليل الله
قارن مع ما جاء في القان ...واتخذ الله ابراهيم خليلا
====================================================================================================================
الموضوع"الرضيع يعلن الوهية الله"...الفقرة الاولى ترجمتها......لذلك ترك ابراهيم في الكهف بلا مرضعة وبدا بالبكاء.ارسل الله جبرائيل ليعطيه لبنا ليرضع,فجعل جرائيل اللبن يسيل من اصبع ابراهيم الصغير,فبدأ يمتصه حتى بلغ عمره عشرة ايام.عندها نهض و بدأ بالمشي, وغادر الكهف,وبلغ حافة الوادي. وعندما رأى الشمس تغرب والنجوم تظهر في السماء قال:"هذه هي الالهه"ولكن سرعان ما حل الفجر,ولم يعد الأمكان رؤية النجوم,عندا قال:"أنا لن أعبد هذه لأنها ليست آلهه"عندها ظهرت الشمس فقال:"هذه الهي هي التي سأمجّد".ولكنها غربت مرة أخرى,عندها قال :"أنها ليست الها"وعند ظهور القمر قال عنه أنه الأله الذي سيضهر له الواجب الألهي.فأفل القمر فصاح:"هذا أيضا ليس ألها.هنالك من يجعل كل هؤلاء يتحركون"...النص اسفل الصفحة
مختصر بقية القصة انه ظهر له جبرائيل واعلمه بوجود الله انه ذهب الى امه واعلن لها انه يؤمن بالله لا بالنمرود الها.فاخبرت ااه الذي ذهب فأخبر النمرودالذي خشي من ابراهيم واقواله
من سورة الانعام.....75وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماء والارض وليكونن من الموقنين
75فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين
77فلمّا رأى القمر بازغا قال هذا ربّ قلمّا أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالّين
77فلمّا رأى الشمس بازغة قال هذا ربّي هذا أكبر قلمّا أفلت قال ياقوم أنّي بريء مما تشركون
78أني وجّهت وجهي لله الذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين
===========================================================================================================================
تاتي بعدها موضوع (ظهور ابرهيم العلني) وموضوع المبشر بالدين الحق ..فيه اعلن ابراهيم على الملا انه لا يؤمن بالاصنام التي لا تضر ولا تنفع لا نفسها ولا غيرها ..لها عينان لاترى بهما ولسان لا تتحدث بها وارجل لا تتحرك بها ثم انه يلتقي بامراة فينصحها بان تعبد الله وحده ثم في موضوع (الواعظ بالايمان الحق) تأتي فقرة ترجمتها:.........أضطرت المرأة ان تدفع حياتها ثمنا لحماستها الدينية .ومع ذلك استحوذ خوف وفزع كبيران على النمرود لان الشعب اصبح اكثر تمسكا بتعاليم ابراهيم.ولانه لا يعرف كيف يتصرف مع الشخص الذي ينكر الايمان القديم.وبنصيحة امرائه.اصدر امرا بالاحتفال لسبعة ايام.فيها كان جميع الناس مجبرين على الحضور بالثياب الملكية متحلين بالذهب والفضة وعلى اساس ان اضهار هذه الابهةوالعضمة ستخيف ابراهيم وتعيده الى ايمانه السابقبالملك.ومن خلال والده تارح..دعى النمرود ابراهيم ليحضر امامه ليحضى بفرصة النظر الى عظمته وثروته وبهاء ملكه وعدد امرائه ومرافقيه. ولكن ابراهيم رفض ان يحضر امام الملك. وفي نفس الوقت اعطى النمرود لابي ابراهيم الاذن بان يجلس ابراهيم خلال الحفل بين اصنام ابيه واصنام الملك ليرعاهم في غيابه
وبينما كان وحيدا بين الاصنام وبينما كا يردد" الله ازلي ,الله ازلي"اسقط اصنام الملك من عروشها وبدا بتهشيمها بفأسه.ففقس عين بعضها وتحطمت ايدي الاخر..وبعد ان شوهت كلهاذهب بعيدا بعد ان وضع الفأس في يد أكبر الأصنام
أنتهى الحفل, وعاد الملك. وعندما رأى كل الاصنام هكذا محطمة الى اجزاء امر بالتحقق عن من فعل هذا الامر الشنيع. ابراهيم كان احد الذين اتهموا بالفعلة الشنعاء أفاجتمع الملك معه وسئله عن سبب فعلته.أجاب أبراهيم :"أنا لم أفعلها, انه كبير الاصنام الذي دمر باقيها الا ترى انه ما زال يحمل الفاس بيده؟ فأن لم تصدقني فأسئله هوسيخبرك".......النص اسفل الصفحة
تكملة القصة في موضوع (في الفرن الناري)...الترجمة.....الان اصبح الملك شديد الحنق على ابراهيم فامر ان يلقى في السجن وامر الحارس ان لا يعطيه خبزا ولا ماءا.ولكن الله استجاب لصلوات ابراهيم وارسل جبرائيل اليه في زنزانته.ولسنة لبث جبرائيل معه و زوده بكل انواع الطعام و ماء ينبع امامه وهو يشرب منه. وفي نهاية السنة حظر عظماء المملكة امام الملك نصحوه ان يلقي ابراهيم الى النار لكي يؤمن الجميع بنمرود الى الابد وعندها اصدر الملك امرا الى جميع رعاياه في كل الولايات ,رجالا ونساء صغارا وكبارا ان يحضروا حطبا لمدة اربعين يوما..وجعلها تلقى في فرن عظيم ثم اوقد النار فيها. وصل اللهيب الى عنان السماءوكان الناس شديدي الخوف من النار. عندها أمر حار السجن أن يأتي بأبراهيم و أن يلقي به في النار.ذكر السجان أن أبراهيم لم يتناول طعاما اوشرابا طيلة سنةولذلك يجب ان يكون ميتا.مع ذلك رغب النمرود أن يقف السجان أمام السجن ويناديه فأن أجاب حينها يلقى ألى النار وأن فني عندها تدفن رفاتهويمحى ذكره الى الابد
وعندما صاح السجان:"يا ابراهيم أأنت حي" دهش عندما أجاب أبراهيم :"أنا حي"."....تكملة القصة اسفل الصفحة....تكملة القصة ان السجان دهش لبقاء ابراهيم حيا فآمن بابراهيم.....ثم يأتي ما ترجمته:ولكن النمرود لم يرعوي عن رغبته بأن يجعل ابراهيم يذوق الموت حرقا..أرسل أحد الأمراء ليجلبه للموقع ولكن ما أن اقترب الأمير ليلقي أبراهيم في النار .حتى أنطلق اللهيب من الفرن والتهمه.ثم أن عدة محاولات قامت لألقاء ابراهيم في الفرن ولكن كان لها كلها نفس النتيجة فكل من اخذ ابراهيم لياقيه في النار كان يحرق هو....تكملة القصة ان الشيطان وسوس للملك ان يستخدم المنجنيق ..وكانت المحاولة ان تنجح عندما قال ابراهيم ان له ثقة بالله....عندها تقول القصة ما ترجمته...:فعندما رأى الله خضوع روح ابراهيم لمشيئته أمر النار قائلا:"أبردي واجلبي الهدوء (او السلام) على عبدي أبراهيم"....النص اسفل الصفحة
تكتمل قصة ابراهيم مع النار بأن تطفأ النار ويتبرعم الحطب و تتحول الاخشاب الى اشجار مثمرة
بقية الفصول هي عن هجرة ابراهيم الى كنعان ومصر
قارن هذا مع سورة الانبياء 57-70
وسورة الصافات 83-99
=================================================================================================================
في صياغة أخرى للقصة وتحت موضوع ؟(محطم الأصنام)..هنا يصبح تارح ابو ابراهيم تاجر اصنام ويتعلم ابراهيم ان الالهة هذه لا تضر ولا تنفع وطرح عليه مسألة الشمس والقمر والنجوم...فلم يصغ له ابوه...ثم انه حطم الاصنام التي في بيت ابيه واتهم كبير الاصنام (كما في الحبكة السابقة وبتفاصيل اخرى)ثم ان اباه لامه فقال له ابراهيم ما ترجمته:"كيف أذا تخدم هذه الاصنام التي لا طاقة لها على فعل اي شيء؟هل تستطيع هذه الاصنام التي تثق بها ان تخلصك؟هل تستمع لصلواتك عندما تدعوها؟".....النص اسفل الصفحة
بعدها تكتمل القصة بأن ينطلق تارح(ابو ابراهيم)الى النمرود فيخبره عن ابنه فيامر بان يلقى في النار ..فلم تحرقه النار بل بقي يتمشى فيها لثلاث ايام
قارن مع سورة مريم41-48......ومنها 41-أذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيّا
=========================================================================================================================
قصة الطير التي أحياها الله يلمح اليها القصة التالية في موضوع (ميثاق الأوصال)..ومختصر بدايتها ان ابراهيم اراد ان يعرف من الله مصير أمته...ثم نترجم:
ومع أنه آمن بالوعد الذي قطعله بأيمان كامل والتزام,مع ذلك رغب أن يعرف بأي حسنةمن حسنات ذريته تستطيع هذه الذرية الأستمرار.عندها أمره الله أن يحضّر ذبيحة من ثلاث عجول وثلاث عنزات وثلاث حملان وثلاث يمامات وحمامة صغيرة,وبهذا بين لابراهيم الذبائح المختلفة التي ستستخدم ذات مرة في المستقبل في خدمة الهيكل. لتكفير خطايا اسرائيل ولتزيد نعمتها.فقال ابراهيم ولكن ماذا سيحل بذريتي؟"أجاب الله:"بعد ان يدمر الهيكل...أن قرات اوامر الذبائح كما دونت في الكتاب فسأحاسبهم كما لو انهم هم من قدم الذبيحةوأغفر جميع خطاياهم"..النص اسفل الصفحة..تستمر القصة في اختصار : الله سرد معنى هذه الذبائح فكل ذبيحة هي امة من الامم التي ستتسلط على بني اسرائيل و تمثل مرحلة من مراحل تاريخهم...والحمامة تمثل بني اسرائيل...
ثم تكمل القصة ما ترجمته:
اخذ ابراهيم هذه الحيوانات وقسمها في منتصف جسمها ولو لم يفعل ذلك لما استطاعت اسرائيل ان تقاوم الممالك الاربعة ...وولكنه لم يقسم الطير ...ليدل على ان اسرائيل ستبقى وحدة واحدة.وجائت الطيور الجارحة على الجثث فطردها ابراهيم بعيدا...هكذا كان اعلان مجي المسيح المخلص والذي سيمزق الكفار اشلاءا..ولكن ابراهيم الزم المسيح بان ياتي في الوقت المحدد له. وجعل الوقت مجهولا لدى ابراهيم وكذلك يوم قيامة الاموات.وعندما وضع الانصاف الى جانب متمماتها ,عادت الحيوانات الى الحياة والطائر يحلق فوقهم
هذه القصة توحي بقصة احياء الطير .
..قارن مع سورة البقرة....260أذ قال أبراهيم ربي أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن أليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم
ويبدوا ان نسيان محمد للتفاصيل هو بسبب طول عهده بسماع القصة ..اذ ان الاية مدنية
============================================================================================================================
في قصة (زوجتا اسماعيل) نلاحظ ان ابراهيم زار ابنه اسماعيل في منفاه والتقى بزوجته الاولى فلم تدخل قلبه..فأمره ان يستبدل وتد خيمته ( او عمودها)..ثم التقى في مناسبة لاحقة زوجته الثانية فدخلت قلبه فأمره ان يبقي على وتد خيمته(او عموده)...ا
قد تكون هذه القصة اساس ادعاء محمد ان ابراهيم رفع القواعد من البيت واسماعيل.
..سورة البقرة ....127وأذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم
==========================================================================================================================
في موضوع (ابراهيم يشاهد السماء والارض))...يقوم الملاك ميخائيل (ميكال) بحمل ابراهيم الى السماء عل مركبة محمولة من الملائكة الكروبيين(حاملى العرش)هنالك من الساء يرى الخطأة والابرار في الارض فيطلب من الملاك تدمير الخطأة فيفعل الملاك فيأمر الله الملاك بأن يأخذ ابراهيم بعيدا لان رحمته لست كرحمة الله...ثم انه يرى جنة الفردوس وبابها ضيق والنار وبابها واسعة فيحزن لانه لا يستطيع دخول الفردوس لكبر جثته فيطمئنه الله..ثم انه يرى ارواحا معلقة لا هي في النار ولا في الجنة فيقال له هي ارواح استوت حسناتها وسيئاتها...فيصلي ابراهيم لها فتدخل الجنة ثم انه يصلي لكل من دعى عليه يوما او لعنه في حياته ...فرضى عنه الله
ثم ان ابرهيم عاد الى بيته في الارض فوجد زوجته سارة ميته.....
يذكر هذ بما لايقبل الشك بقصة المعراج ....الرجاء قاءة النص بالانكليزية ..هنالك تطابق مدهش ولعل محمدا استوحى قصة معراجه من ما سمعه من اليهود حول معراج ابراهيم.
.والدليل على ان محمدا قد سمع بالقصة هي الاية التاليةمن سورة الانعام.....75وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماء والارض وليكونن من الموقنين
الأخ الملحد ابن المقفع
لا ريب أن مصدر الكتب السماوية واحد وهو الله تعالى وهذا ما يفسر التشابه الموجود بين هذه الكتب. ولا ريب أن العبقري محمد كان أعجز من أن يلفق قصة إبراهيم من الكتب القديمة الملعوب بها ثم نرى أن ما أتى به هذا العربي الأمي أصح من كل الكتب الموجودة بين علماء الأمة العربية آنذاك وهم اليهود والنصارى. حتى الذين يتظنون أن ورقة بن نوفل هو الذي ساعد محمداً في كتابة القصص التلمودية فهم يعلمون بأن ورقة كان رجلا مؤمنا صالحا لا يمكن اتهامه بالتواطؤ مع الأمي العربي في كتابة قرآن لا يمكن مقارنته بكتب أهل العلم في العصر الجاهلي. ولو فرضنا تواطؤه فسترى بعد قليل أن كل العرب كانوا عاجزين عن الإتيان بالقصة كما نراها في كتاب الله تعالى. ولذلك دعنا من المقارنة التي قمت بها ولنذهب إلى التعرف على آيات الكتاب الكريم باختصار. فنقول بادئ ذي بدأ أن ليس في القرآن أي شيء عن القصة الخيالية التي كتبها اليهود عن إبراهيم الرضيع ومرضعته أو حاضنته التي اختلقوا للقيام بها الروحَ القدس. فليس الروح القدس حاضنا للأطفال كما تراءى لأولئك المفترين.
ثم ننتقل إلى الآية الأولى التي ذكرتها من سورة النساء: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ﴿125﴾. نعلم من الآية أن الله تعالى تقبَّل إبراهيم عبدا أسلم وجهه بالكامل للذات القدسية ففقد معه كل اختيار وكل حب للذات مقابل الذات الربوبية. ثم سمى الله تعالى ذلك التسليم الكامل خلة مع الله تعالى. ولعلك تعرف بأن الخليل من باب الفعيل وهو ليس دائما فاعل بل هو مفعول أحيانا والثاني هو الأَولى في هذه الآية حيث أن الله تعالى يمن على إبراهيم أنه اتخذه هدفا لمودته كما قال سبحانه في شأن موسى في سورة طه: أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴿39﴾. قال ذلك حينما أصبح موسى الرضيع قاب قوسين أو أدنى من الموت وقال لإبراهيم حينما طرده أبوه وقومه وأصبح يائسا من قومه. وتفعيل الخلة مع الله تعالى بالنسبة لإبراهيم هو أن يستأنس هذا العبد الصالح بذكر ربه ويستمتع بمناجاة الذات القدسية أكثر بكثير من استئناسه بمودة قومه المشركين. وما عدا ذلك فليس لأي موجود أن يقترب من الذي يمد كل الكائنات بالطاقة ويهيمن على كل أرجاء الكون المهيب بصورة دائمة لا راحة له سبحانه فيها. ولو تأتى لأي موجود مهما كان عظيما مثل أي من المجرات، أن يقترب من نور السماوات والأرض فإن الانفجار والزوال الأبدي هو الذي ينتظره لا غير. ومن المحال الاقتراب منه لأننا جميعا بما فينا الملائكة محاطون بالمكان والزمان وهو خارج عنهما ومحيط بهما سبحانه وتعالى. فحكايتنا حكاية تمثيل لا يمكن أن يتحقق أبدا.
ثم إنك ذكرت بعض آيات سورة الأنعام حول إبراهيم وأنا مضطر أن أعيدها مع ما قبلها وما بعدها ليتبلور المعنى فتطمئن بأنه ليس بنفس معنى التلمود. وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴿74﴾ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ﴿75﴾ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ ﴿76﴾ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ﴿77﴾ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿78﴾ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿79﴾. فلو تقرأ كل الآيات لترى بأن إبراهيم يتحدث مع أبيه آزر أمام قومه ثم يختم كلامه معهم في الآية 78 بقوله: إني بريء مما تشركون. فهل من المعقول أن يستمر في النظر إلى السماء حين ظهور أول نجمة ثم ظهور القمر ثم ينتظر إلى الصباح حتى تطلع الشمس؟! وأنا واضح لدي بأن الذين كتبوا التلمود هم مثل مفسرينا نحن المسلمين اختلقوا قصة تتناسب مع الموضوع العلمي الذي تحدث الله تعالى عنه في التوراة. وحينما يجهل الإنسان معنى كلام الله تعالى فيختلق لبيانه القصص الغريبة فإنه مضطر أن يغير معاني الكلمات كما يعمله المسلمون بالنسبة للقرآن أو يغير الكلمات نفسها كما يفعله اليهود والنصارى ضد التوراة والإنجيل.
ومقولة القرآن تعني أن إبراهيم قام بمناقشة أبيه أمام قومه معترضا عبادته لأصنامه. والله تعالى وعد المؤمنين كما في الآية 257 سورة البقرة أن ينصر المؤمنين بالله في مواطن الحاجة فيخرجهم من ظلام الجهل إلى نور العلم. وقيام إبراهيم بالدعوة إلى ربه يحتاج إلى عناية الله تعالى حتى تقوى حجته. ولذلك علمه الله تعالى دون أن يشعر أن يصور لهم الليل ثم يصور كوكبا منيرا في قلب الظلام ثم يقول هذا ربي. فإبراهيم بعمله هذا يحول أنظار قومه إلى السماء بدل الأرض لأن كل ما على وجه الأرض واقع تحت سيطرة الكواكب الضخمة المسيطرة عليها. هذه أول مرحلة لتعديل الطريق الفكري للذي يبحث عن الخالق وهو أن يترك الأرض ويتوجه إلى السماء. ومن المؤكد أن إبراهيم قال لهم بأن الكوكب المضيئ يمدهم بالنور فيؤثر فيهم دون أن يتأثر بهم ولا يمكن أن نتصور معبوداً يتأثر بالذين يعبدونه. وكلمة "رأى" في اللغة العربية لا تنحصر في الرؤية العينية بل غالبا ما تعني الرؤية الفكرية والقلبية. ثم استمر إبراهيم في تصوراته الخيالية فصور لهم أفول الكوكب معقبا النتيجة الحتمية بالنسبة له كعاقل مفكر بأنه لا يحب الآفلين الذين لا يستمرون في العطاء. يعني بأنه لا يمكن أن يتعلق قلبه بمعبود ضعيف عاجز عن الاستمرار في الإمداد. والغريب أن المسلمين يسمعون كلام إبراهيم ويعبدون الموتى لأنهم كانوا أحياء مفيدين. يطلبون منهم المساعدة وهم في القبور. إن من يقوم بهذا العمل فهو ليس من أتباع إبراهيم الذي أمرنا الله تعالى أن نتبعه ونخطو خطواته.
ثم انتقل إبراهيم في تصوراته إلى القمر الذي يمدهم بنور أكثر ظهورا ليثبت أنه أكثر استحقاقا للعبادة باعتبار سعة عطائه. جملة "رأى القمر بازغا" يعني صور القمر بازغا. ثم أكمل الصورة ليصل إلى أفول القمر في وسط الظلام فقال بأنه يحتاج إلى هداية ربه ليخرج من الضلال الذي وقع فيه بقبول القمر معبودا وهو غير دائم. قوله هذا دليل على أنه كان يؤمن برب العالمين كما هو عليه كل قومه ولكنه كان يدعي بأن العبادة حق لمن يعطي ويساعد فهو سيد يخضع له العقلاء وليس من حق من لا يعطي ولا يتفضل أو ليس له فضل أن يصير هدفا للعابدين. ثم صور لهم الشمس الكبرى فقال بعد أن حقق لها الخضوع العبادي بأنها أيضا من الذين يأفلون. هكذا أنهى إبراهيم تصوراته لكل أنواع الموجودات السماوية التي تمد أهل الأرض بالطاقة الضوئية النفاذة. فأثبت بأنهم جميعا لا يستمرون في العطاء ولكننا نحن نعيش ونستمر في تمتعنا بالحياة حينما نرى النجم وحينما يأفل وهكذا القمر والشمس فهذه أضخم الموجودات المتفضلة وهي عاجزة عن أن تصون نفسها بل تغيب فنحن يجب أن نبحث عمن يستمر في عطائه لنا في كل الأحوال. وقال بأنه هو وراء هذه الكواكب المضيئة وهو الذي فطرهم وفطرنا وأخضعنا جميعا لذاته القدسية. وغب ذلك أكد للحاضرين جميعا بأنه ليس من المشركين. وهذا يعني بأن إدارة الكائنات لا يمكن أن تكون مشتركة ومرجع المحتاجين لا يمكن أن يكون محتاجا أو عاجزا عن إبقاء نفسه بكامل قدرته أمام الخلق. وبما أن الذي نراه بعيوننا لهو أعجز من أن يكون بعظمة فاطر السماوات والأرض الذي لا تتمكن عيوننا من الإحاطة به، فإن العقل يهدينا أن نلتمس الخالق العظيم ولا نذهب وراء المرئيات الضعيفة التي تحويها عيوننا المادية. وبكلمة حنيفا أراد أن يعلمهم بأن الذي يتشبث بعزة الله تعالى فهو يميل عن الناس غير مكترث بأحد إلا الذي فطر السماوات و الأرض.
هذا باختصار يمثل رسالة الآيات الكريمة، وهذه المفاهيم مفقودة في التلمود الذي سبق انتشاره القرآن كثيرا من حيث الزمان. فلا يمكن لنا أن نعتبر كاتب القرآن قد تعلم من التلمود شيئا ولكن يمكن لنا أن نعتبر كاتب التلمود قد لفق كتابا أنزله نفس منزل القرآن جل جلاله. اطلبوا من زملائكم أن يحرروا الإشكالات العلمية الدقيقة على آيات سورة الأنعام لأرد عليها جميعا بإذن الله تعالى. وأما التلمود فهي قصة مردودة متناقضة مع نفسها. كيف رضي الله تعالى أن يُسجن عبده سنة واحدة ولم يقو على حمايته ولكنه بعث جبريل ليقدم له الأكل وكأن جبريل إنسان مادي ينقل الأكل للناس؟ هل كان الإله عاجزا عن حمايته حتى لا يدخل السجن؟ والمضحك المبكي هو أنهم لفقوا قصة أخرى مخالفة للعقل والعلم وهو أن إبراهيم قطع الطيور أنصافا ثم قربها إلى بعضها فعادت طيورا. هذه خرافة يرفضها العقل ويأباها قوانين السماء. هؤلاء لا يميزون بين الموت والحياة ويظنون بأن إعادة موجود حيواني إلى الحياة بعد تلاشي بدنه هي مسألة بسيطة. فهي قرآنيا غير ممكنة، والله تعالى يخلق أبدانا جديدة إذا أراد أن يعيد الحياة لبشر يحمل نفسا لا تموت. وخلق البدن يأخذ وقتا طويلا ويمر بنفس المراحل المعلومة علميا وقد أثبَتُّ كل ذلك في الجلسات اللندنية. ومسألة طيور إبراهيم غير موجودة في القرآن لكن المفسرين لم يعلموا حقيقة الأمر فمن المحتمل أنهم رجعوا كعادتهم إلى كتب أهل الكتاب فذكروا القصة الملفقة تفسيرا للآية الكريمة. وقد وضحت الموضوع في موقعي الفكري تحت عنوان (إبراهيم خائف لا مرتاب) في المفاهيم الصحيحة. وباختصار فكلمة (فخذ أربعة من الطير) يعني (فخذ من باب المثال) ولا يعني خذ طيورا حقيقية. ومسألة القطع غير موجودة ضمن الآية وهي ملفقة بالكامل وكلمة (فصرهن إليك) لا يمكن أن تعني اقطعهن بل تعني علِّمهن على نفسك ليأتينك حينما تناديهن تماما كما يفعل الذين يُطيّرون الحمام.
قلتم بأن هناك تشابها كبيرا بين التلمود (الملفق) وبين المعراج الملفق لدى المسلمين وهو كلام صحيح. لكن القرآن لم ينطق بالمعراج وبأن بشرا انتقل إلى السماوات العلا وبأن الله تعالى له مكان يُزار. هذه مفتريات ملوك المسلمين بوحي من الشياطين وليس من القرآن في شيء، كما أن التلمود هو من مفتريات ملوك أهل الكتاب وليس من الكتاب السماوي الأصلي في شيء. إن القرآن يفند إمكانية الصعود إلى السماوات بشدة أخي الملحد، فأرجو ألا تخلطوا بينه وبين الكتب البشرية المشابهة لكتب الكتاب المقدس وما على غرار الكتاب المقدس. وأين كان هذا السجان الذي لم ينظر إلى سجينه سنة واحدة وهو مسؤول عن حماية السجين؟ ثم هل كان السجان أحمقا لينادي شخصا لم يأكل سنة واحدة؟ ثم إن التلمود يقص علينا بأن إبراهيم البشر مشى ثلاثة أيام في النار وهو أمر غير معقول وغير مناسب مع اللحم والعظم ولكن القرآن لم يقل ذلك. قال تعالى بأنه أمر النار أن تخمد فلم تصل النار إلى بدن إبراهيم. إخماد النار مسألة ممكنة ويمكن تصور ذلك علميا أو بأن نتصور بأن الله تعالى أنزل مطرا غزيرا لتختنق النار، ولكن مشي الإنسان ثلاثة أيام في النار محال. ثم ما هذا الكلام الأحمق أن يقرر الله تعالى مصير أمة بعمل إبراهيم؟ هذا ظلم فاحش وسبقٌ لأعمال الناس ومخالفٌ مع اختبار الناس. لو كان الله تعالى يُقدِّر أعمال الناس ومصيرهم قبل أن يأتوا فليس هناك خيار لأحد ولا معنى للجزاء ولا للعقاب. إن كل الناس في منطق التلمود مُسيَّرون كما هم عليه في منطق مفسرينا وعلماء حديثنا. ليس في القرآن آية واحدة تدل على هذه المسائل الساذجة والبعيدة عن روح العدالة والقسط.
مع التحيات أحمد المُهري
........لقراءة النص بالانكليزية الرجاء الدخول الى الرابط
http://www.sacred-texts.com/jud/loj/loj107.htm
============================================================================================================================
1-Thus Abraham was deserted in the cave, without a nurse, and he began to wail. God sent Gabriel down to give him milk to drink, and the angel made it to flow from the little finger of the baby's right hand, and he sucked at it until he was ten days old. Then he arose and walked about, and he left the cave, and went along the edge of the valley. When the sun sank, and the stars came forth, he said, "These are the gods!" But the dawn came, and the stars could be seen no longer, and then he said, "I will not pay worship to these, for they are no gods." Thereupon the sun came forth, and he spoke, "This is my god, him will I extol." But again the sun set, and he said, "He is no god," and beholding the moon, he called her his god to whom he would pay Divine homage. Then the moon was obscured, and he cried out: "This, too, is no god! There is One who sets them all in motion."
2-The old woman had to pay for her zeal for the faith with her life. Nevertheless great fear and terror took possession of Nimrod, because the people became more and more attached to the teachings of Abraham, and he knew not how to deal with the man who was undermining the old faith. At the advice of his princes, he arranged a seven days' festival, at which all the people were bidden to appear in their robes of state, their gold and silver apparel. By such display of wealth and power he expected to intimidate Abraham and bring him back to the faith of the king. Through his father Terah, Nimrod invited Abraham to come before him, that he might have the opportunity of seeing his greatness and wealth, and the glory of his dominion, and the multitude of his princes and attendants. But Abraham refused to appear before the king. On the other hand, he granted his father's request that in his absence he sit by his idols and the king's, and take care of them.
Alone with the idols, and while he repeated the words, "The Eternal He is God, the Eternal He is God!" he struck the king's idols from their thrones, and began to belabor them with an axe. With the biggest he started, and with the smallest he ended. He hacked off the feet of one, and the other he beheaded. This one had his eyes struck out, the other had his hands crushed. After all were mutilated, he went away, having first put the axe into the hand of the largest idol.
3-Now the king was exceedingly wroth at Abraham, and ordered him to be cast into prison, where he commanded the warden not to give him bread or water. But God hearkened unto the prayer of Abraham, and sent Gabriel to him in his dungeon. For a year the angel dwelt with him, and provided him with all sorts of food, and a spring of fresh water welled up before him, and he drank of it. At the end of a year, the magnates of the realm presented themselves before the king, and advised him to cast Abraham into the fire, that the people might believe in Nimrod forever. Thereupon the king issued a decree that all the subjects of the king in all his provinces, men and women, young and old, should bring wood within forty days, and he caused it to be thrown into a great furnace and set afire. The flames shot up to the skies, and the people were sore afraid of the fire. Now the warden of the prison was ordered to bring Abraham forth and cast him in the flames. The warden reminded the king that Abraham had not had food or drink a whole year, and therefore must be dead, but Nimrod nevertheless desired him to step in front of the prison and call his name. If he made reply, he was to be hauled out to the pyre. If he had perished, his remains were to receive burial, and his memory was to be wiped out henceforth.
Greatly amazed the warden was when his cry, "Abraham, art thou alive?" was answered with "I am living
4-and God, seeing the submissive spirit of Abraham, commanded the fire, "Cool off and bring tranquillity to my servant Abraham."
5-Abraham answered his father, and said: "How, then, canst thou serve these idols in whom there is no power to do anything? Can these idols in which thou trustest deliver thee? Can they hear thy prayers when thou callest upon them?"
6- But though he believed the promise made him with a full and abiding faith, he yet desired to know by what merit of theirs his descendants would maintain themselves. Therefore God bade him bring Him a sacrifice of three heifers, three she-goats, three rams, a turtle dove, and a young pigeon, thus indicating to Abraham the various sacrifices that should once be brought in the Temple, to atone for the sins of Israel and further his welfare. "But what will become of my descendants," asked Abraham, "after the Temple is destroyed?" God replied, and said, "If they read the order of sacrifices as they will be set down in the Scriptures, I will account it unto them as though they had offered the sacrifices, and I will forgive all their sins
عندما يكون الدين افيونا - الكاتب: لينين
كثير من الناس عندما تسمع هذة العبارة يتولد لديها شعور سلبى تجاهها وهى ( الدين افيون الشعوب )
بالطبع كلنا سمعنا هذة العبارة وسيجيب الكثيرين ان ماركس يعنى بها مهاجمة الدين والدعوة للالحاد ولكن لو استكملنا معا النصف الثانى من العبارة (الدين افيون الشعوب وظفرة المستضعفين فى الارض) هل تغير شىء؟ هل تغير المعنى؟ حسنا الى من لم يلاحظ ماركس عندما قال هذة العبارة لم يكن الافيون فى ذلك الزمن سوى مسكن للالام ، لم يكن يقصد مهاجمة الدين بذاتة ولكن عنى هنا رجال الدين الذين يحرصون على استغلال الدين فى قلوب وعقول الناس لتحقيق مصالح الطبقات البرجوازية المستفيدة من تخدير الشعوب عن حقوقهم المسلوبة . فقط اريد ان استرجع معكم كيف يأفن الدين فى المجتمع لخدمة طبقة معينة ، عندما نشاهد فى التلفاز شيوخ وأئمة يتحدثون للفقراء ويطالبونهم بالصبر والقناعة وعدم التظر الى ما فى يد الغير ويبشرونهم بانهم سيدخلون الجنة قبل الاغنياء ب70 خريفا ! عندما نشاهد فى انتخابات الرئاسة جمعية تطلق على نفسها
(انصار السنة) تؤثم المرشحين التسعة (طبعا ما عدا مبارك*) لانهم ينافسون مبارك ويستندون الى حديث يقول:عاهدنا رسول الله الا ننازع الامر اهلة ...!! وبغض النظر عن صحة او ضعف الحديث فهذا موقف يلفت انتباهنا لشىء هام وهو ان بعض الناس تتطوع الدين كيفما تشاء ليتلائم مع رغبات الحكام وليس هذا فقط بل وتعمل على ممارسة الدجل المنظم على العامة لتقنعه باوهام سخيفة ومثيرة للشفقة ..وربما اقرب مثال لذلك عندما يخاطبنا احد الدعاة وهو يقول ان سبب ما نحمن فية من بلاء هو ان الله غاضب علينا ! وعندما نشاهد لبنان تئن تحت القصف الاسرائيلى ونشاهد المدنيين يقبرون تحت انقاض منازلهم وسط تخاذل بل وتشجيع الانظمة العربية لاسرائيل نجد العلماء قد اجهشوا بالبكاء ثم يصعقونا بفتوى تثقل كاهل المؤمنين الذين يراودهم حلم الجهاد بان التماثيل حرام ! هكذا تمخض الجبل ثم ولد فأرا كما يقولون هذا ما اتت بة قريحة وعلم هؤلاء الدعاة فى هذا التوقيت بالذات ، وعندما يحترق الناس فى مسارح قصور الثقافة لا نجد (العلماء) قد اهتموا بهذا الامر التافة ولكن عندما تحدث وزير الثقافة عن راية فى الحجاب هنا فقط تهتز الارض ويزأر الدعاة للدفاع عن الحجاب من اعداء الله ولكن هل راى شخص عن الحجاب اهم عند الله من احراق بعض عبادة احياء وبسبب هذا الشخص؟ سؤال مهم ولكن اجابتة معروفة فاحتراق بعض الاشخاص هو امر عادى اما الحيث عن الحجاب فهو هوجة وسبوبة وربما من الحماقة للادعياء ان يخرجون من هذا المولد بدون لقاء مع تلك المزيعة او حديث ساخن لهذة الجريدة وليحترق ممثلين بنى سويف ..من يهتم؟ العامة تريد الحديث عن الحجاب فلنغرقهم فى هذا الحديث فليذهب كل من يريد حرماننا من رزق القنوات الفضائية الى الجحيم . وعندما نرى ايضا حديث بعض الاشخاص عن شجرة مباركة ويسافر اليها الكثير من طالبى البركة والطواف حولها بل وترسل مؤسسات دينية مرموقة وفد لدراسة الشجرة هنا نكون امام مجتمع يلجأ للخرافة ليهرب من الواقع مجتمع يقبل ان يتعايش مع الوهم اى خيال ولكن بعيدا عن الواقع المؤلم وعندما نرى ايضا شيوخ افاضل يفتونا بعد ان شكونا اليهم جور حكامنا بان الاسلام يامرنا بان لا نخرج عن الحاكم الظالم مهما طغى وتجبر وحتى لو تقلد السلطة غصبا حتى لا تعم الفوضى وتضيع الاخلاق! عندما نسمع ونرى هذا فى مجتمع ما فنحن امام افيون ولكنة ليس مخدرفقط انة يذهب العقل ويزهق الروح ويقتل النفس فى سبيل رغبات طبقة معينة تتمتع بكل الثروات والخيرات على حساب الكادحين الذين يفترشون الارض فى صفوف لجلب الدفأ عوضا عن غطاء غير موجود وصوما عن طعام غيرمتاح وعندما يفكرون فى سبب فقرهم وشقائهم سرعان ما نجد كتيبة الدجل تنصحهم بالصبر للحصول على حور العين واللبن والخمر وما يشتهون من اكل وان الحل هو مزيد من الصبر وان فرج الله قريب! على الجانب الاخر من المجتمع نجد اناس مختلفين فبينما يتشارك العشرات كيلوا لحمة يتافف البعض من رداءة نوع الكافيار او السيمون فيمية ولان هؤلاء الناس مستفدين من ذلك الاستغلال وتلك الاوضاع فهم يحرصون على تقريب رجال الدين اليهم (اى دين) لمشاركتهم بعض الامتيازات مقابل خداع وتضليل الجماهير ولهذا لا يجب ان نعجب اذا راينا البابا شنودة وشيخ الازهر يؤيدون الرئيس مبارك فى ويجددون لة البيعة . تلك الامراض النفسية والافكار التى تبثها تلك الطبقة عن طريق رجال الدين وعبر وسائل الاعلام تسعى لهدف واحد تخدير الجماهير وغفلتهم عن حقوقهم المسلوبة انهم يريدونا ان لا نفكر لماذا ينعم الالاف بثروات هائلة بينما تموت الملايين من الجوع . ايها الناس الله ليس غاضب عليكم فهو رحيم ويحب الخير لعبادة ..الله لايريد احد فقيرا لانة اوجد ثروات تكفى اربعة اضعاف سكان المعورة ولكن الفقر والجوع والقهر هو نتيجة تحكم قلة من البشر الانتهازيين فى موارد وثروات الشعوب، لهذة الدرجة من الوقاحة نجد اناس يقتلون ويسرقون ويحرقون ثم ينسبوا ذلك الى الله مدعين انة يريد ذلك ! ان سبب جوعكم وفقركم وقهركم هو طبقة البرجوازيين التى تعمل على استغلالكم باسم الدين ..ارفضوا تعاطى ذلك الافيون انفضوا عنكم هذا الدجل ..ثوروا يرحمكم الله فالثورة من الايمان
الأخ (الملحد) لينين
إنك على حق وكل كلامك صحيح باعتقادي وأنا وأمثالي معك في كل ما قلته إلا شيئا واحدا. هو العلاج الذي ذكرته في نهاية كلمتك القيمة: ثوروا يرحمكم الله فالثورة من الإيمان. هذه الجملة صحيحة إلى حد ما وليست خاطئة ولكن أفراد الأمة يفسرونها بطرقهم الخاصة بهم أخي الملحد.
إن الطريق الوحيد لخلاص الأمة هو في عودتهم إلى الله تعالى وترك هذه الكتب الضالة التي أدخلها أمثال الدجالين الذين ذكرتهم بين صفوف العامة من الناس لتكون أفيونا لهم يثبط همهم ويعدهم بالغائب البعيد. إن الله تعالى خلق الناس وخلق لهم ما في الأرض جميعا ليعيشوا بهناء وسلام وقد قدر بعض الندرة لاختبار قلوبهم وليس الله تعالى بخيلا ولا عاجزا عن إثرائهم طرا. هذا ما قاله نوح لقومه كما في سورة نوح: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿10﴾ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴿11﴾ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴿12﴾ مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴿13﴾. وأعضاء هذه الأمم البشرية لا يختلفون عن قوم فرعون وعاد وثمود، فكما يقال: كلهم من طينة واحدة. فاتركوا الثورة والثوار وارجعوا إلى الله تعالى القوي القهار الذي يشكر عملكم لو كنتم مخلصين. واطلبوا النصر تحت رعاية الله تعالى الذي يملك كل المتغيرات وبيده ملكوت كل شيء. ولكن أرجو من الذين يؤمنون بالله ألا يسعوا لخداع رب العالمين فهو عليم بذات الصدور ولا يمكن تضليله أبدا. وأرجو من الإخوة والأخوات المخلصين والمخلصات أن يفرقوا بين أقوال الدجالين الضعفاء الناظرين إلى عاجل الدنيا وبين كلام ربهم الغفور الودود، ذي العرش المجيد.
وإلى الجميع تحية من القلب
أحمد المهُري
إرسال تعليق