1-
كيف نجمع بين شدة عذاب الآخرة ونارها وزمهريرها وقدرة المعذبين على الكلام وطلب الطعام والشراب واللباس والحركه
مثال (وقالوا يا مالك ادعو لنا ربك الآية..) (شجرة الزقوم الآية..) (سأرهقه صعودا) والقيح والصديد مع أن العذاب لا يخفف عنهم (لا يخفف العذاب عنهم الآية ...)
2- ما سر أن أسماء الملائكة أسماء يهودية (جبرائيل) (ميكائيل) (إسرافيل)الخ،،،،
3- إذا ما فهمنا أن الرسالة للثقلين الإنس والجن وأن القرآن كذلك لهما، كيف نفسر عدم ذكر الآيات التي فيها تكليف للجن وكيفية أداء عبادتهم وشؤونهم حيث ان لهم خصائص تختلف عن البشر وعن نعيمهم في الآخرة أو عذابهم وعن كيفية تناسلهم كما ذكر عن حواء وآدم
4- آية (وإن تبدوا ما في أنفسكم أوتخفوه يحاسبكم به الله) . أشفق المؤمنون من الوسوسة وشق عليهم المحاسبة بها فنزلت آية : (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)
كيف نجمع بين علم الله السابق لكل شيء حيث أن الوسوسه أمر لا إرادي لكل إنسان في جميع أمور حياته وبين نزول الآية الأولى ومن ثم نسخها بالآية الثانيه
5- ما سر انحسار رؤية الجن والشياطين مع التقدم والحضارة رغم أن الأولين يرونها بكثرة وكأنها القطط
6- كيف تقنع أحد بالعدل فيمن ورث الدين عن أبويه ومات على ذلك بأن يدخل الجنة وبمن ولد مثلا في الاسكيمو أو امريكا اللاتينية وسمع بالرسالة فقط وكفر فدخل النار.
7- ما سر عدم ذكر الكتب السماوية تحديدا عن الحضارة الحالية (كالتلفزيون، المذياع، الصاروخ، الخ.....) وأقول تحديدا وليس تأويلا على انه ذكرت اخبار كالدجال وياجوج وماجوج ونزول عيسى تحديدا
8- بالنسبة للدعاء في جميع الاديان لماذا يكون محصوراً على أشياء ممكنة الوقوع بدونه او به اليس في ذلك تقليل من شأن الخالق
مثال وقس على ذلك: رجل دعا ان يرزق وعمل الاسباب فرزق مالا ورجل اخر عمل الاسباب ولم يدعو فيرزق ايضا ورجل دعا ان يرزق وعمل الاسباب ولم يرزق ورجل عمل الاسباب ولم يدعو ولم يرزق اذا ليس هناك تباين واضح بين اللذين يدعو الله واللذين لا يدعون
ولم تسجل مثلا منظمة الصحة العالمية ان رجلا واحد مثلا اي كان دينه تم شفاءه من مرض كالسكري او الايدز او كان مبتور الاطراف ثم ظهرت اطرافه مرة اخرى بسبب الدعاء والامثلة كثيرة اذا فالدعاء آليته غامضة في طريقة حصول الاستجابة هل ممكن احد يوضح لنا آلية الدعاء والأوراد اللي تحمي الانسان من الشر والعين؟؟؟؟؟
9- ما أصل خلق الحيوانات في الاديان جميعاً علماً بأنها تتشابه معنا بنسبة كبيرة من حيث التكوين والتحلل بعد الموت هل هي مخلوقة من تراب؟؟؟؟؟؟
10- بالنسبة للغة الاصل انها تكونت ليفهم الناس بعضمهم ويتخاطبون الخ,,,
لماذا اللغة العربية كانت افضل اللغات على وجه الارض مع انها لم تجعلنا نفهم الحياة الدنيا افضل مما فهمها اصحاب اللغات الاخرى
هناك تعليقان (٢):
اراء جيده ولكن تحتاج الى توضيح الفروقات بشكل اكبر
قال أحمد المُهري جوابا:
1. لا يوجد زمهرير في المنطقة المخصصة لأهل النار. والمنطقة تسمى جهنم وتقام في وسطها النار الكبرى. فسقر هي المنطقة المحيطة بالنار وهي مخصصة للمجرمين أو لكبار المجرمين كما يبدو. إنهم يُربطون بالسلاسل وطول السلسة سبعون ذراعا، فمجال تحرك كل فرد منهم هو دائرة بقطر 140 ذراعا أي ما يساوي مساحة لا تزيد عن 5000 إلى 7000 متر مربع تقريبا. ولا يُرمى أحد فعلا في النار ولكنهم يُصلون بها. والسلسلة الطويلة لغرض عدم انجذابهم داخل النار احتمالا. وأما القيح والصديد فهما من اختراعات المفسرين غفر الله تعالى لهم وليس في القرآن شيء من ذلك. وعدم تخفيف العذاب لا يعني عدم توقف التعذيب. إنهم حينما يبتعدون عن النار يتناولون الماء الحار والطعام الرديء ويتحدثون مع الملائكة ومع أنفسهم. إنهم يعيشون هناك في الواقع وهناك من أهل النار من يعيش بعيدا عن تلك المنطقة المتعبة فستكون حياتهم أفضل من أهل سقر بالطبع. فعدم التخفيف يعني عدم تخفيف نوع التعذيب في ساعة التعذيب. وقد وضحت الكيفية لتلاميذ القرآن وسوف يُنشر في العام المقبل بإذن الله تعالى.
2. لم يذكر القرآن شيئا عن إسرافيل أو عزرائيل وهما اسمان يهوديان ولا وجود لهما في الخارج برأيي. إنهم يجهلون معنى النفخ في الصور فاخترعوا ملكا وتصوروا أنه يحمل صورا ينفخ فيه!!! إنها بلاهة حقيقية ونفخ الصور ليس هو نفخا في صور بل هو شيئ آخر. وملك الموت هو موجود مع كل إنسان وليس ملكا وحيدا خاصا بالموت كما تصوروا. هناك في القرآن اسمان لملكلين هما جبريل وميكال. وهما يشيران إلى ملكين فعلا وليس للملائكة أسماء فيما بينهم. إنما ذكر الله تعالى لنا اسمين لهذين الملكين ليقرب المعنى في ذهننا أو يسهل علينا الإشارة إليهما. وميكال هو الملك الذي يأتي دائما مع جبريل ليعطيه القدرة على التفعيل، إذ أن الملائكة موجودات طاقوية لا يمكن لأفرادها أن تقوم بعمل إن لم يكن مع كلم منهم ملك واحد على الأقل وهو يحمل الطاقة السلبية.
3. ليست هذه الرسالة العربية للثقلين ولكنها نحوي بعض التفاصيل والأوامر لهما. ولعل أكثر التفاصيل تكون في سورة الرحمن. إنهم يحتاجون إلى بعض المفاهيم القرآنية والتوراتية للتعرف علينا في الدرجة الأولى باعتبار بعض الارتباط بينهم وبيننا ولو أننا قليلا ما نشعر بهم. وأما عباداتهم فليست مثل عباداتنا. نحن نصلي ونركع والركوع عمل فيزيائي خاص بالبشر، كما أننا نتوجه للقبلة باعتبار وجود وجه فعلي لنا ونحتاج أن نوجهه باتجاه ما. والجن لا يفعلون ذلك قطعا. ولعلهم لا يصومون أيضا. وأما إخواننا المفسرون الذين يخلطون بين الإنس والجن والملائكة فدعنا نحتمل أنهم لم يكونوا بليغين. وأما الدار الآخرة فهي مختلفة تماما عن الدار الدنيا، فسنكون هناك مجتمعين مع الجن فعلا. والموضوع غير موجود في الجزء الذي سيُطبع من تفسيري مع الأسف ولعلي أشرحه مستقبلا في موقعي الفكري.
4. الحديث في الآية الأولى يدور حول النوايا وهي أصل العمل النفسي الذي يحدد قيمة العمل سواء كانت إيجابية أو سلبية. بالطبع أن الوسواس غير داخل في تلك العملية لأن الوسواس لا يُعتبر قصدا جازما للفعل. وأما الآية الثانية فهي تحدد التكليف ودرجة التكليف ولا ارتباط له بالمسألة الأولى إطلاقا إلا من حيث المشاركة في النفس التي تتحمل التكليف وتقوم بالعمل كما تشاء. ولذلك فإن قول المفسر غير بليغ. أرجو أن يغفر الله تعالى له ولي.
5. كل الذين ادعوا رؤية الجن فهم ليسوا صادقين أو أنهم خُيِّل لهم. وكلام القرآن حول تكلم الشيطان مع أبينا آدم فهو تفسير عربي لوسوسة الشيطان له وليس مناقشة أو رؤية عينية. كل قصص الجن كاذبة ولا حقيقة لها إطلاقا. إنهم دون شك موجودون ولكن لا يعيشون في فيزيائنا نحن فليس لهم أبعاد ثلاثية مثلنا. إنهم يعيشون في بعد آخر ولعلهم يشتركون معنا في بعد الزمان. إن ارتباطهم بنا هو عن طريق النفس ولا دخل له بالبدن فلا تتأثر بهم الحواس الخمس.
6. إن آباء المهاجرين من صحابة النبي وأجدادهم كانوا مشركين وماتوا على الشرك. ولو كانوا حاضري الرسالة فلعلهم آمنوا كما آمن أبناؤهم من بعد. فهناك نظام آخر لمحاسبة الناس وليس كما نسمع من أصحاب المنابر أو نقرأ في كتب الحديث والتفسير. بالطبع أن هذا موضوع هام لا يمكن بيانه في هذا المختصر. ولكن الأخ حيران رجل مفكر يكفيه أن يتدبر معنى هاتين الآيتين وأتمنى ألا يرجع إلى التفاسير فيستعصي عليه إدراك المعنى. قال سبحانه في سورة الرعد: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ﴿23﴾ وقال سبحانه في البقرة: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿62﴾. فالجنة ليست حكرا على المسلمين ولا حكرا على الأسر المسلمة. إن كثيرا من المسلمين سوف يدخلون النار ولا يفيدهم وعودهم لأنفسهم فلم يعدهم الله تعالى شيئا. ثم إن كثيرا من غير المسلمين سوف يدخلون الجنة لأنهم لم يعاندوا مع الحقيقة ولم يكونوا مجرمين. يقول سبحانه للنبي محمد في سورة الزمر: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿30﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴿31﴾ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ﴿32﴾. وأرجو ملاحظة الآية الأخيرة. وأخيرا لا يظلم ربنا أحدا.
7. بالطبع أن أخبار الدجال ونزول عيسى ليس من مقولات القرآن الكريم وأنا شخصيا لا أؤمن بها. وأما يأجوج ومأجوج فهما قد خرجا احتمالا وهما طائفتان صينيتان يُكوِّنان التتر أو المغول وقاما بفسادهما الوسيع في الكرة الأرضية. وأما مقومات الحضارة الحالية وانتظارك أخي الملحد أن تسمع عنهما تحديدا في القرآن الكريم والتوراة والإنجيل فهو انتظار غير دقيق من الكتب السماوية. هذه الكتب لم تنزل لتعليم الناس كل شؤون الحياة ولكنها نزلت لبيان حقيقة الربوبية وإبلاغ الناس رسالة ربهم بأنه عادل حكيم يراقبهم ويمهلهم لأداء اختبارهم بما يتسنى لهم من حرية وإمكانات ثم مواجهته في يوم القيامة. ولو نرى بعض الحقائق العلمية في القرآن أو في الكتب القديمة فهي باعتبار أن منزلها هو الله تعالى وهو عالم بسر السماوات والأرض وبكل سر فيهما. حينما يتحدث سياسيٌ طبيب فإننا نشم من كلامه رائحة البنج ونسمع منه الكثير عن العقاقير وحينما يتسنم مهندسٌ صهوة السلطة فإنه لا ينفك عن الأرقام والزوايا في حديثه. هكذا نعرف بأن الأول طبيب والثاني مهندس. وحينما ينزل خالق الكائنات كتاباً إلينا فنحن نتلمس من حديثه عن الصلاة والصيام بأنه يعرف أعماق المادة ويعلم هندسة الكواكب. ولكن لا يمكن أن نقول لماذا تجاهل هذا الكتاب خطورة مرض السرطان ولكنه لم يتجاهل الأمراض النفسية مثلا. المهم في القرآن أن لا يحتوي على تناقضات لنعلم أنه ليس من صنع البشر وليس المهم أن نرى فيها كل رطب أو يابس.
8. هذا السؤال الذي ورد بلسان الاعتراض جميل جدا وهو فعلا جدير بالإجابة. وقبل كل شيء دعني أؤكد لكم عدم وجود أية آية في القرآن الكريم عن الإصابة بالعين كما هو معروف بين الناس. وكل ما يؤولونه من آيات فهم يجهلون معاني تلك الآيات فحسب. ثم إن الدعاء ليس مُلزماً لله تعالى حتى نتخذ من استجابة الدعاء دليلا على وجوده سبحانه دون ترديد. ثم إننا نعرف بأن الله تعالى هو سيد الكائنات وهو ملك الطبيعة فكل أعماله فينا تمر من وفي القنوات الطبيعية ولا يمكن الفصل بين الفعل الذي تحقق إثر الدعاء أو الذي صار بدون الدعاء. وبغض النظر عن أن الدعاء تورث الراحة النفسية وتستوجب التخلص من الكثير من الأمراض فهي إضافة فعلية يضيفها المرء إلى بقية أسباب الفعل وليست هي الوسيلة القادرة على الإنجاز. وليست الاستجابة الفعلية للدعاء قادرة على إثبات صحة العقيدة أو صحة المنهج. إننا نرى فعلا الكثيرين من معتنقي الأديان المختلفة المتباينة وهم يدَّعون استجابة دعواتهم وتمتعهم بتحقق رغباتهم عن طريق الغيب.
ثم إن الدعاء وسيلة فعالة بيد المحتالين والانتهازيين لإثبات البركات لأنفسهم أو لأماكن تجارتهم ولمراكز عملهم ونشاطهم. ولو أن الله تعالى كان قد وضع في بعض الأدعية –كما يدَّعون- آثاراً فعلية لتحقيق الطلب فستكون ذلك حجة ضده سبحانه يوم القيامة، بأنه لم يف بوعده في منح كل شخص فرصة التفكير الحر ليتقبلًّ اللهَ تعالى من تلقاء نفسه وليس تحت قسوة الضغوط الغيبية كما يتراءى للكثيرين. إن القرآن يتحدث بعكس ذلك تماماً كما نرى مثلا في الآية التالية والتي بعدها من سورة يونس: وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ ﴿88﴾ قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ﴿89﴾. نرى موسى صاحب المعاجز المعروف يطلب من ربه مداولة السلطة والقدرة من القومية القبطية إلى جهة أخرى لتخرج القدرة من حكر الفراعنة. ويعلل طلبه من ربه بأن قوم فرعون لن يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم. ذلك لأن رؤية تلك العذاب دليل قاطع على صحة الألوهية وهو ما لا يمكن أن يسمح به الله تعالى في الدنيا باعتبار الاختبار. ثم نرى الله تعالى يستجيب دعاء موسى ويأمره بأن يتمثل بالاستقامة ويعقب الآية بيانا لما يجب أن يعملوه. هذا يعني بأن استجابة الدعاء كانت في الواقع تعليما لهم للطريقة الطبيعية الصحيحة لبلوغ الهدف بالإضافة إلى وعد لهم بالتوفيق من ربهم.
لنعلم بأن الله تعالى هو ملك الطبيعة ولا يسمح لأحد بأن يخرق قانون الطبيعة فكيف به يخرقه؟! والواقع أن الناس يسعون دائما للخروج على القانون سواء الطبيعي أو قوانين القيامة والحساب. تراهم بالمنامات الكاذبة والأحاديث الخرافية والتخويف بقبور الأولياء والادعاءات الوهمية والملابس والألقاب المزيفة يقنعون الناس بأنهم قادرون على الخروج عن الطاعة لله تعالى وسوف يجتازون قانون العدالة يوم الحساب. وسوف يخيبون دون شك. أرجو أن يكون لهذا المختصر بيانا جزئيا لما يمكن انتظاره من الدعاء وهي مسألة جديرة فعلاً بالاهتمام وأتمنى أن يوفقنا الله تعالى مع بني جلدتنا العرب الذين لا يسعنا إلا أن نحبهم ولو خالفونا في الرأي، لنناقش هذه المسألة التي أحتمل أنني أعرفها بكل دقة وتفصيل بفضل من ربي الكريم.
نحن جميعا مخلوقون من النبات كما يصرح به القرآن الكريم، وهناك حيوانات شبيهة جدا بخلقنا وهي الأنعام الثمانية التي أخرجها الله تعالى لنا لنتمتع بها في مأكلنا. وبداية خلق الأحياء كانت قبل فترات زمنية بعيدة ولعل العلم صادق في إرجاع زمانه إلى ما قبل بليوني عام. ثم إن وجود عصر نباتي يسبق العصر النباتي الفعلي مشار إليه في القرآن الكريم أيضاً، وبأن تلك النباتات يُبّست ثم اسودَّت. وبما أن النباتات بدأت من الأرض فتكون الحيوانات قد بدأت فعلا من الأرض. والقرآن يصرح بالنسبة للإنسان الذي يعتبر خلية نباتية متطورة جداً بأنه سبحانه بدأه من الأرض بقوله الكريم في سورة السجدة: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسَانِ مِن طِينٍ ﴿7﴾. وقال سبحانه في سورة طه: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى ﴿53﴾ كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ ِلأُوْلِي النُّهَى ﴿54﴾ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ﴿55﴾. وللعلم فإن الآية الأخيرة تحكي قصة الخلق من جنس الأرض ثم عودة النفس إلى نفس الجنس الأرضي ولكن قبل يوم القيام لرب العالمين وفي الأرض الجديدة وليس هنا، ثم يُخرج الله تعالى الإنسان خروجا نباتيا من الأرض الجديدة ولكن بشكل آخر مغاير للشكل الذي نحن عليه اليوم. وأما بداية إشكالكم أو سؤالكم فنحن لا نؤمن بأن ما بيد أصدقائنا المسيحيين واليهود من العهدين السماويين هن نفس التي أنزلت من عند الله تعالى، بل نظن أنهم قد حرَّفوا ما أنزل إليهم بعد وفاة أنبيائهم. ونؤمن بأن ما في التوراة والإنجيل لا يمكن أن يناقض القرآن ولعلهما يتحدثان عن تشابه الخلق بيننا وبين الحيواتات ولكن ليس لنا سبيل إلى الكتب الأصلية فنعجز عن الإجابة.
9. هذا هو ادعاء باطل قال به سلفنا غفر الله تعالى لهم. فاللغة العربية هي لغة طبقة من البشر وليست هي أفضل اللغات. والسر في عدم فهمنا لأصول الحياة لا يكمن في اللغة العربية بل هو عائد إلى تكاسلنا عن مواصلة مقتنيات جدودنا الأولين من عهد الرسالة المجيدة، وتلكؤنا في البحث عن الحقائق بجدية. نحن (غير الملحدين من العرب طبعا) ندعي الإيمان بالقرآن الكريم وقد أمرنا بالتدبر والتعقل ولكننا تشبثنا بمقولات الجدود ورقصنا على ما ظنناه مجدا مثل قتل البشر واقتناء الجواري والسلب والنهب واغتصاب المدن ومن فيها. لقد أمرنا القرآن بالبحث في الأرض عن كيفية بداية الحياة ونحن لم نفعل لكن داروين ومن قبله الفرنسيين فعلوا ذلك. قال تعالى في سورة العنكبوت: قُلْ سِيرُوا فِي الأرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿20﴾. ونحن سرنا في الأرض باسم الإسلام والدين نسلب الناس أمنهم بدلاً من البحث عن بداية الخلق. كان المفروض أن يصل المسلمون إلى حقيقة التطور لكنهم تقاعسوا. كان عليهم أن يفكروا لمعرفة مصدر العلم لكنهم اتبعوا ملوك اليونان فصارت كتب أرسطو الوثني قرآنهم الثاني فلم يسعوا للتجربة ولكن سعى له المرحوم جاليليو فتصدر علماء الإنسانية وبقي العرب يغنون على ليلاهم. لم يعِد الله تعالى أن يساعد الكسالى والظالمين ولكنه وعد أن يمد النشطين المكافحين ويفتح عليهم أبواب العلم. إنه رب العالمين وليس عربيا ولا مسلما ولا يحب الذين يتراجعون عن ركب الحضارة الإنسانية. نحن نؤمن بطاعة الآباء والقرآن يمنع من ذلك ويأمر في المقابل بالإحسان إليهم لأن طاعة الآباء يتنافى مع التقدم والتطور الفكري. وهكذا الطاعة العمياء لأصحاب العمائم الذين بدورهم يطيعون السلف فلا يمكن أن يتقدموا إلى الأمام. قال سبحانه في سورة الأنعام: وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿99﴾. وقال في سورة يونس: قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ ﴿101﴾. فيأمرنا سبحانه أن ننظر ونفكر في بداية التكوين النباتي للطحالب البدائية. وفي الآية التالية يوصينا أن نفكر في السماوات والأرض، ونحن نفكر في الأمجاد الزائفة. فتبًّا لنا.
أحمد المُهري
إرسال تعليق